بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله حق الحمد وأوفاه, والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه محمد بن عبد الله, وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإنني منذ أن بدأتُ في طلب العلم وأنا أحرص بشِدّةٍ على تتبُّعِ وجمعِ الفوائد والمعلومات التي تمرّ بي مما يتعلق بالكتب عموما,, وكان فيما جمعتُ: فوائد تتعلق بكتبِ أصول الفقه, وقد أحببتُ أن أفيد روّادَ منتدانا بنشر طائفةٍ من هذه الفوائد المعلومات مما يتعلق بالجانب العقائدي, سائلا المولى -تبارك وتعالى- أن يعمّ نفعُها.
فصلٌ في ذكر كتبٍ أُلِّفَت على الطريقة السلفية:
1- "الرسالة" للإمام العَلَم محمد بن إدريس الشافعي المطَّلبي -رحمه الله-.
2- "تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول" وشرحه: "التحبير"؛ كلاهما للعلامة علاء الدين علي بن سليمان المرداوي المقدسي الحنبلي -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح كنتوش العدني -حفظه الله-: "[المرداوي] من علماء أهل السنة, [وكتابُه] من الكتب التي يثق بها أهل السنةة إلا في مواضع يسيرة كنت قد نبهت عليها في كتابي: "التحفة الندية في طبقات الأصوليين العقائدية" " اهـ.
3- "الكوكب المنير " (المسمى: "مختصر التحرير"), و"شرحه"؛ كلاهما للعلامة محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي المعروف بـ:"ابن النجار" -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح كنتوش: "[الإمام ابن النجار] من أهل السنة -ولله الحمد-, إلا مواضع نبه عليها أهل العلم منهم العلامة العثيمينن -رحمه الله-, وقد ذكرت شيئا منها في ترجمته من: "التحفة الندية في طبقات الأصوليين العقائدية" ". اهـ
وقال الشيخ سليمان الرحيلي -حفظه الله-: "...فإن قال قائل: اذكر لي كتابًا أقرؤه؛ أنا لا أريد أن أكون ماهرًا في أصول الفقه؛ أريدد كتابًا أعرف به أصول الفقه.
أقول: عليك بكتاب: "شرح الكوكب المنير" لابن النجار الحنبلي؛ لأن هذا الكتاب جمع مزايا:
منها: أنه -كما يقولون- موسوعي؛ ففيه آراء أصولية كثيرة، لأنه -كما قلت لكم- اعتمد على شرح البرماوي لـ"الألفية"، والبرماويي اعتمد على "البحر المحيط" للزركشي. فهو كتاب موسوعي.
والأمر الثاني: أن مؤلفه ابن النجار سلفي العقيدة؛ ولذلك تقريراته موافقة لعقيدة السلف إلا ما دخل عليه وهو لا يشعر. وهذهه مشكلة أصول الفقه، أنه قد يدخل على الكاتب ما لا يشعر به..., فحتى فطاحل العلماء -كابن السمعاني، وابن النجار الحنبلي- دخل عليهم الدخيل في أصول الفقه، أما ابن النجار فأقول: بدون أن يشعر. فلا أقول إن الكتاب -أعني: "شرح الكوكب المنير"- قد سلم في جميع مباحثه، ولكن مؤلفه سلفي العقيدة، وتقريره في الكتاب تقرير سلفي (يعني: ليس مخالفًا لعقيدة السلف), إلا في بعض المباحث وهو لا يشعر.
ولذلك من أراد كتابًا في أصول الفقه يقتنيه ويقرؤه فإنا نوصي بكتاب: "شرح الكوكب المنير" لابن النجار الحنبلي، فمن وجده فإنهه يعرف أصول الفقه. ومن أراد المهارة في أصول الفقه فعليه بما ذكرناه وأشرنا إليه (يعني: الكتب التي ذكَرَها في درسه, وهي ما عنْوَنَ لها بـ:"المكتبة الأصولية المصغَّرة")" اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: ""مختصر التحرير" للفتوحي مِن أحسن ما أُلِّفَ في علم أصول الفقه, بل مِن أجمع ما ألفف فيه, وهذا المختصر كتابٌ صغير, لكنه -في الحقيقة- خلاصة ما قاله الأصوليون في أصول الفقه, فالذي يحفظه عن ظهر فلب ويعرف معناه سيكون أصوليا بالمعنى الحقيقي" اهـ بتصرف يسير.
4- "قواطع الأدلة" للعلامة أبي المظفر منصور بن محمد السمعاني الشافعي -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح كنتوش: "هو -بحق- من أفضل ما كتب في أصول الفقه, والمصنِّف من أهل السنة" اهـ.
وقال الشيخ سليمان الرحيلي: "هذا الكتاب من أجلّ كتب الشافعية، وفيه –في الحقيقة- ميزات, منها: أن أبا المظفر السمعانيي حافظٌ من الحفاظ، وظَهَرَ هذا في الكتاب؛ فالرواية والذَّب عن السنة بارزة في الكتاب.
ومنها: قلة الأخطاء العقدية -ولا أقول: لا توجد أخطاء عقدية؛ بل فيه أخطاء عقدية، ووافق الأشاعرة في بعض المسائل، ولكنن الأخطاء العقدية فيه قليلة بالنسبة لغيره-.
ومن ميزات هذا الكتاب: أن صاحبه كان حنفيًا ثم أصبح شافعيًا، فإذا ناقش الحنفية فإنه يناقشهم مناقشة الخبير بالمذهب... .
فهذا الكتاب كتاب في الحقيقة متميز جدًا؛ ولذلك أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -؛ أثنى على كتابة ابنن السمعاني في أصول الفقه؛ لما ذكرته من أمور. وهو كتاب يوصى باقتنائه من كتب الشافعية" اهـ. وانظر ما نقلتُه عن الشيخ آنفا حول "الكوكب المنير".
5- "التمهيد في أصول الفقه" للعلامة أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكَلْوَذَاني الحنبلي -رحمه الله-
قال الشيخ صلاح كنتوش: "[الإمام أبو الخطاب] هو -أيضا- من علماء أهل السنة, وكتابه هذا مصنف على طريقتهم -أعني: أهلل السنة-, إلا في مواضع يسيرة ذكرت شيئا منها في ترجمته من: "الطبقات"" اهـ.
6- "المسوَّدة" لآل تيمية -رحمهم الله-, وقد جمعه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الحراني الدمشقي الحنبلي -رحمه الله-.
7- "نزهة الخاطر العاطر شرح روضة الناظر" للعلامة عبد القادر بن أحمد بن بدران الدمشقي الحنبلي -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح كنتوش: "الإمام ابن بدران من أهل السنة -ولله الحمد-, والكتاب مأمون من الزلل إلا في موضع أو موضعين نبهه عليهما أهل العلم" . اهـ بتصرف يسير
8- "البلبل في أصول الفقه (مختصر الروضة)" و"شرحه"؛ كلاهما للعلامة نجم الدين سليمان بن عبد القوي الطوفي الحنبلي -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح: "وهذا الكتاب -أيضا- مصنف على طريقة أهل السنة, وإن كان الطوفي قد تُكُلِّم في معتقده؛ إلا أنه في هذاا الكتاب لم يذكر إلا ما عليه أهل السنة, ويقرره ويدافع عنه, والله المستعان" اهـ.
9- "العدة في أصول الفقه" للعلامة القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء البغدادي الحنبلي -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح: "وهو -أيضا- قريب من طريقة أبي الخطاب الحنبلي. وأبو يعلى شيخ أبي الخطاب, وعنه نقل أبو الخطاب كثيراا في كتابه: "التمهيد", وهو قد حصل له بعض الزلل في المعتقد بينتُه في "الطبقات" " اهـ.
10- "الفقيه والمتفقه" للإمام الحافظ الخطيب أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الشافعي -رحمه الله-.
والخطيب البغدادي من أئمة السنة. قال الشيخ صلاح: "الخطيب معروف أنه من أعلام أئمة السنة, وكتابه هذا قريب من طريقةة الغمام الشافعي -رحمه الله-, غير أنه [-أي: الخطيب-] أقرّ بوجود المجاز في الشرع على طريقة المتأخرين من الأصوليين, وقد بينت شيئا من ذلك في ترجمته". اهـ بتصرف يسير.
11- "إعلام الموقعين عن رب العالمين" لشيخ الإسلام ابن قيم الجوزية -رحمه الله-.
فقد تضمَّن عدة مباحث أصولية.
وقد جمع الشيخ عبد المجيد جمعة الجزائري -وفقه الله- "اختيارات ابن القيم الأصولية" في مجلدين؛ فأجاد وأفاد, وصار كالمصنَّف المستقل عن ابن القيم في أصول الفقه.
12- جامع بيان العلم وفضله" للإمام ابن عبد البر يوسف بن عبد الله القرطبي المالكي -رحمه الله-.
قد تضمن عددا من المباحث الأصولية.
13- "الرسالة اللطيفة في أصول الفقه" للعلامة ابن سعدي -رحمه الله-.
14- "وسيلة الحصول إلى مهمات الأصول" للعلامة حافظ الحكمي -رحمه الله-.
15- "مذكرة أصول الفقه", و"نثر الورود على مراقي الصعود"؛ كلاهما للعلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-.
16- "الأصول من علم الأصول", و"شرحه", و"منظومة أصول الفقه وقواعده" ثلاثتها للعلامة ابن عثيمين -رحمه الله-.
17- تسهيل الوصول إلى فهم علم الأصول" للعلامة عبد المحسن العباد -حفظه الله - وزميليه, وراجعه العلامة عبد الرزاق عفيفيي -رحمه الله-.
18- "المنحة الرضية في شرح التحفة المرضية في نظم المسائل الأصولية على طريقة أهل السنة السَّنِية" للعلامة محمد بنن علي بن آدم الإثيوبي -حفظه الله-.
هذا ما تيسر لي جمعه من العناوين تحت الفصل المذكور. وأسأل الله أن يمن عليّ بالمزيد؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأختم بهذه النصيحة العامة:
قال الشيخ سليمان الرحيلي: "إن الذي يقرأ في أصول الفقه ينبغي عليه أن يكون عنده زاد من عقيدة السلف، يأمن به الزلل، أوو يقرأ في الكتب التي عنيت بالتحرير لهذه المسائل، مثل كتاب: "المسائل المشتركة بين أصول الفقه وأصول الدين" للعروسي؛ فهذا الكتاب عُني بتحرير المسائل التي فيها زلل, واعتمد على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله– كثيرًا.
وأيضًا كتاب: "مباحث أصول الدين المبحوثة في أصول الفقه" لخالد عبد اللطيف؛ فقد جمع المباحث العقدية في أصول الفقهه وعَرَضَهَا على عقيدة أهل السنة والجماعة، وإن لم يُحِطْ بها لكنه كَتَبَ كتابةً طيبةً نافعة، فمن قرأها فإنه يستفيد.
وأيضا "المذكرة" للشيخ الأمين الشنقيطي -مذكرة أصول الفقه-؛ فإن الشيخ عُني بهذا الباب عناية طيبة.
وكما قلت: القراءة في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله–؛ فقد اعتنى شيخ الإسلام -لاسيما في "مجموع الفتاوى"- بهذاا الباب عناية طيبة جدًا، ونقح أصول الفقه، وانتقد فيه ما أُدخِل فيه من عقائد وأصول تخالف ما عليه أهل السنة والجماعة.
وقد كتبت فيه هذا أبحاثًا, منها: "مباحث الأمر الأصولية التي انتقدها شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى""، و"مباحثث الكتاب والسنة ودلالات الألفاظ التي أخطأ فيها الرازي في "المحصول" و"المعالم""، و"نقد شيخ الإسلام ابن تيمية لمسألة تكليف ما لا يطاق"، وقريبًا -إن شاء الله- سيخرج "نقد شيخ الإسلام ابن تيمية للمسائل الأصولية المتعلقة بالقياس والإجماع".
وهذا كله -في الحقيقة- مستفاد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وموثق من كتب أهل العلم. " اهـ.
وأزيد على ما ذكر:
1- كتاب: "أخطاء الأصوليين في العقيدة" للشيخ صلاح كنتوش العدَني؛ فإنه كتاب ماتعٌ نافعٌ, تحدّث فيه عن الكثير من مزالقق الأصوليين في العقيدة وبعض مسائل الأصول.
2- كتاب: "التحفة الندية في طبقات الأصوليين العقائدية" للشيخ صلاح كنتوش -أيضا-؛ يذكر فيه تحت التراجم ما تيسر له منن أخطاء صاحب الترجمة.
والحمد لله رب العالمين, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
علي المالكي
الحمد لله حق الحمد وأوفاه, والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه محمد بن عبد الله, وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإنني منذ أن بدأتُ في طلب العلم وأنا أحرص بشِدّةٍ على تتبُّعِ وجمعِ الفوائد والمعلومات التي تمرّ بي مما يتعلق بالكتب عموما,, وكان فيما جمعتُ: فوائد تتعلق بكتبِ أصول الفقه, وقد أحببتُ أن أفيد روّادَ منتدانا بنشر طائفةٍ من هذه الفوائد المعلومات مما يتعلق بالجانب العقائدي, سائلا المولى -تبارك وتعالى- أن يعمّ نفعُها.
فصلٌ في ذكر كتبٍ أُلِّفَت على الطريقة السلفية:
1- "الرسالة" للإمام العَلَم محمد بن إدريس الشافعي المطَّلبي -رحمه الله-.
2- "تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول" وشرحه: "التحبير"؛ كلاهما للعلامة علاء الدين علي بن سليمان المرداوي المقدسي الحنبلي -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح كنتوش العدني -حفظه الله-: "[المرداوي] من علماء أهل السنة, [وكتابُه] من الكتب التي يثق بها أهل السنةة إلا في مواضع يسيرة كنت قد نبهت عليها في كتابي: "التحفة الندية في طبقات الأصوليين العقائدية" " اهـ.
3- "الكوكب المنير " (المسمى: "مختصر التحرير"), و"شرحه"؛ كلاهما للعلامة محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي المعروف بـ:"ابن النجار" -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح كنتوش: "[الإمام ابن النجار] من أهل السنة -ولله الحمد-, إلا مواضع نبه عليها أهل العلم منهم العلامة العثيمينن -رحمه الله-, وقد ذكرت شيئا منها في ترجمته من: "التحفة الندية في طبقات الأصوليين العقائدية" ". اهـ
وقال الشيخ سليمان الرحيلي -حفظه الله-: "...فإن قال قائل: اذكر لي كتابًا أقرؤه؛ أنا لا أريد أن أكون ماهرًا في أصول الفقه؛ أريدد كتابًا أعرف به أصول الفقه.
أقول: عليك بكتاب: "شرح الكوكب المنير" لابن النجار الحنبلي؛ لأن هذا الكتاب جمع مزايا:
منها: أنه -كما يقولون- موسوعي؛ ففيه آراء أصولية كثيرة، لأنه -كما قلت لكم- اعتمد على شرح البرماوي لـ"الألفية"، والبرماويي اعتمد على "البحر المحيط" للزركشي. فهو كتاب موسوعي.
والأمر الثاني: أن مؤلفه ابن النجار سلفي العقيدة؛ ولذلك تقريراته موافقة لعقيدة السلف إلا ما دخل عليه وهو لا يشعر. وهذهه مشكلة أصول الفقه، أنه قد يدخل على الكاتب ما لا يشعر به..., فحتى فطاحل العلماء -كابن السمعاني، وابن النجار الحنبلي- دخل عليهم الدخيل في أصول الفقه، أما ابن النجار فأقول: بدون أن يشعر. فلا أقول إن الكتاب -أعني: "شرح الكوكب المنير"- قد سلم في جميع مباحثه، ولكن مؤلفه سلفي العقيدة، وتقريره في الكتاب تقرير سلفي (يعني: ليس مخالفًا لعقيدة السلف), إلا في بعض المباحث وهو لا يشعر.
ولذلك من أراد كتابًا في أصول الفقه يقتنيه ويقرؤه فإنا نوصي بكتاب: "شرح الكوكب المنير" لابن النجار الحنبلي، فمن وجده فإنهه يعرف أصول الفقه. ومن أراد المهارة في أصول الفقه فعليه بما ذكرناه وأشرنا إليه (يعني: الكتب التي ذكَرَها في درسه, وهي ما عنْوَنَ لها بـ:"المكتبة الأصولية المصغَّرة")" اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: ""مختصر التحرير" للفتوحي مِن أحسن ما أُلِّفَ في علم أصول الفقه, بل مِن أجمع ما ألفف فيه, وهذا المختصر كتابٌ صغير, لكنه -في الحقيقة- خلاصة ما قاله الأصوليون في أصول الفقه, فالذي يحفظه عن ظهر فلب ويعرف معناه سيكون أصوليا بالمعنى الحقيقي" اهـ بتصرف يسير.
4- "قواطع الأدلة" للعلامة أبي المظفر منصور بن محمد السمعاني الشافعي -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح كنتوش: "هو -بحق- من أفضل ما كتب في أصول الفقه, والمصنِّف من أهل السنة" اهـ.
وقال الشيخ سليمان الرحيلي: "هذا الكتاب من أجلّ كتب الشافعية، وفيه –في الحقيقة- ميزات, منها: أن أبا المظفر السمعانيي حافظٌ من الحفاظ، وظَهَرَ هذا في الكتاب؛ فالرواية والذَّب عن السنة بارزة في الكتاب.
ومنها: قلة الأخطاء العقدية -ولا أقول: لا توجد أخطاء عقدية؛ بل فيه أخطاء عقدية، ووافق الأشاعرة في بعض المسائل، ولكنن الأخطاء العقدية فيه قليلة بالنسبة لغيره-.
ومن ميزات هذا الكتاب: أن صاحبه كان حنفيًا ثم أصبح شافعيًا، فإذا ناقش الحنفية فإنه يناقشهم مناقشة الخبير بالمذهب... .
فهذا الكتاب كتاب في الحقيقة متميز جدًا؛ ولذلك أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -؛ أثنى على كتابة ابنن السمعاني في أصول الفقه؛ لما ذكرته من أمور. وهو كتاب يوصى باقتنائه من كتب الشافعية" اهـ. وانظر ما نقلتُه عن الشيخ آنفا حول "الكوكب المنير".
5- "التمهيد في أصول الفقه" للعلامة أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكَلْوَذَاني الحنبلي -رحمه الله-
قال الشيخ صلاح كنتوش: "[الإمام أبو الخطاب] هو -أيضا- من علماء أهل السنة, وكتابه هذا مصنف على طريقتهم -أعني: أهلل السنة-, إلا في مواضع يسيرة ذكرت شيئا منها في ترجمته من: "الطبقات"" اهـ.
6- "المسوَّدة" لآل تيمية -رحمهم الله-, وقد جمعه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الحراني الدمشقي الحنبلي -رحمه الله-.
7- "نزهة الخاطر العاطر شرح روضة الناظر" للعلامة عبد القادر بن أحمد بن بدران الدمشقي الحنبلي -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح كنتوش: "الإمام ابن بدران من أهل السنة -ولله الحمد-, والكتاب مأمون من الزلل إلا في موضع أو موضعين نبهه عليهما أهل العلم" . اهـ بتصرف يسير
8- "البلبل في أصول الفقه (مختصر الروضة)" و"شرحه"؛ كلاهما للعلامة نجم الدين سليمان بن عبد القوي الطوفي الحنبلي -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح: "وهذا الكتاب -أيضا- مصنف على طريقة أهل السنة, وإن كان الطوفي قد تُكُلِّم في معتقده؛ إلا أنه في هذاا الكتاب لم يذكر إلا ما عليه أهل السنة, ويقرره ويدافع عنه, والله المستعان" اهـ.
9- "العدة في أصول الفقه" للعلامة القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء البغدادي الحنبلي -رحمه الله-.
قال الشيخ صلاح: "وهو -أيضا- قريب من طريقة أبي الخطاب الحنبلي. وأبو يعلى شيخ أبي الخطاب, وعنه نقل أبو الخطاب كثيراا في كتابه: "التمهيد", وهو قد حصل له بعض الزلل في المعتقد بينتُه في "الطبقات" " اهـ.
10- "الفقيه والمتفقه" للإمام الحافظ الخطيب أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الشافعي -رحمه الله-.
والخطيب البغدادي من أئمة السنة. قال الشيخ صلاح: "الخطيب معروف أنه من أعلام أئمة السنة, وكتابه هذا قريب من طريقةة الغمام الشافعي -رحمه الله-, غير أنه [-أي: الخطيب-] أقرّ بوجود المجاز في الشرع على طريقة المتأخرين من الأصوليين, وقد بينت شيئا من ذلك في ترجمته". اهـ بتصرف يسير.
11- "إعلام الموقعين عن رب العالمين" لشيخ الإسلام ابن قيم الجوزية -رحمه الله-.
فقد تضمَّن عدة مباحث أصولية.
وقد جمع الشيخ عبد المجيد جمعة الجزائري -وفقه الله- "اختيارات ابن القيم الأصولية" في مجلدين؛ فأجاد وأفاد, وصار كالمصنَّف المستقل عن ابن القيم في أصول الفقه.
12- جامع بيان العلم وفضله" للإمام ابن عبد البر يوسف بن عبد الله القرطبي المالكي -رحمه الله-.
قد تضمن عددا من المباحث الأصولية.
13- "الرسالة اللطيفة في أصول الفقه" للعلامة ابن سعدي -رحمه الله-.
14- "وسيلة الحصول إلى مهمات الأصول" للعلامة حافظ الحكمي -رحمه الله-.
15- "مذكرة أصول الفقه", و"نثر الورود على مراقي الصعود"؛ كلاهما للعلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-.
16- "الأصول من علم الأصول", و"شرحه", و"منظومة أصول الفقه وقواعده" ثلاثتها للعلامة ابن عثيمين -رحمه الله-.
17- تسهيل الوصول إلى فهم علم الأصول" للعلامة عبد المحسن العباد -حفظه الله - وزميليه, وراجعه العلامة عبد الرزاق عفيفيي -رحمه الله-.
18- "المنحة الرضية في شرح التحفة المرضية في نظم المسائل الأصولية على طريقة أهل السنة السَّنِية" للعلامة محمد بنن علي بن آدم الإثيوبي -حفظه الله-.
هذا ما تيسر لي جمعه من العناوين تحت الفصل المذكور. وأسأل الله أن يمن عليّ بالمزيد؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأختم بهذه النصيحة العامة:
قال الشيخ سليمان الرحيلي: "إن الذي يقرأ في أصول الفقه ينبغي عليه أن يكون عنده زاد من عقيدة السلف، يأمن به الزلل، أوو يقرأ في الكتب التي عنيت بالتحرير لهذه المسائل، مثل كتاب: "المسائل المشتركة بين أصول الفقه وأصول الدين" للعروسي؛ فهذا الكتاب عُني بتحرير المسائل التي فيها زلل, واعتمد على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله– كثيرًا.
وأيضًا كتاب: "مباحث أصول الدين المبحوثة في أصول الفقه" لخالد عبد اللطيف؛ فقد جمع المباحث العقدية في أصول الفقهه وعَرَضَهَا على عقيدة أهل السنة والجماعة، وإن لم يُحِطْ بها لكنه كَتَبَ كتابةً طيبةً نافعة، فمن قرأها فإنه يستفيد.
وأيضا "المذكرة" للشيخ الأمين الشنقيطي -مذكرة أصول الفقه-؛ فإن الشيخ عُني بهذا الباب عناية طيبة.
وكما قلت: القراءة في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله–؛ فقد اعتنى شيخ الإسلام -لاسيما في "مجموع الفتاوى"- بهذاا الباب عناية طيبة جدًا، ونقح أصول الفقه، وانتقد فيه ما أُدخِل فيه من عقائد وأصول تخالف ما عليه أهل السنة والجماعة.
وقد كتبت فيه هذا أبحاثًا, منها: "مباحث الأمر الأصولية التي انتقدها شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى""، و"مباحثث الكتاب والسنة ودلالات الألفاظ التي أخطأ فيها الرازي في "المحصول" و"المعالم""، و"نقد شيخ الإسلام ابن تيمية لمسألة تكليف ما لا يطاق"، وقريبًا -إن شاء الله- سيخرج "نقد شيخ الإسلام ابن تيمية للمسائل الأصولية المتعلقة بالقياس والإجماع".
وهذا كله -في الحقيقة- مستفاد من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وموثق من كتب أهل العلم. " اهـ.
وأزيد على ما ذكر:
1- كتاب: "أخطاء الأصوليين في العقيدة" للشيخ صلاح كنتوش العدَني؛ فإنه كتاب ماتعٌ نافعٌ, تحدّث فيه عن الكثير من مزالقق الأصوليين في العقيدة وبعض مسائل الأصول.
2- كتاب: "التحفة الندية في طبقات الأصوليين العقائدية" للشيخ صلاح كنتوش -أيضا-؛ يذكر فيه تحت التراجم ما تيسر له منن أخطاء صاحب الترجمة.
والحمد لله رب العالمين, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
علي المالكي
تعليق