باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه :
يقول الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
تحرير القول في النصوص من حيث الوضوح والإشكال :
إن الوضوح والإشكال في النصوص الشرعية أمـــــــر نســـــــبي يختلف فيه الناس بحسب العلم والفهم .
فقد يكون مشكلاً عند شخص ما هو واضح عند شخص آخر .
والواجب عند الإشكال اتباع ما سبق من ترك التعرض له والتخبط في معناه .
أما من حيث واقع النصوص الشرعية فليس فيها بحمد الله ما هو مشكل لا يعرف أحد من الناس معناه فيما يهمهم من أمر دينهم ودنياهم .
لأن الله وصف القرآن بأنه نور مبين وبيان للناس وفرقان وأنه أنزله تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة .
وهذا يقضي أن لا يكون في النصوص ما هو مشكل بحسب الواقع بحيث لا يمكن أحداً من الأمة معرفة معناه .
من شرحه رحمه الله على لمعة الإعتقاد .
وقال العلامة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه :
" .....لأنّ أهل السنة والجماعة قالوا :
إن النصوص - نصوص الكتاب والسنة- واضحة بيّنة. لأن الله جل وعلا أنزل كتابه وجعله واضحاً بيِّنناً بلسان عربي مبين.
ـ وجعله محكما كما قال جل وعلا { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود:1]
فجعل جل وعلا كتابه كله محكما؛ يعني بيّنا واضحا لا يستبهم معناه، ولا يغمض ما دل عليه على الناس.
ـ كذلك هو جل وعلا ذكر أن كتابه متشابه، فقال جل وعلا { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا } [الزمر:23]
فجعله كلّه متشابها ومعنى ذلك أنه يشبه بعضُه بعضا.
ـ وفي آية آل عمران جعل جل وعلا { مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } [آل عمران:7]
وهذا يعني أنّه منه ما هو واضح بيّن، ومنه ما هو مشتبه.
فكيف نجمع بين هذه الآيات الثلاث؟ المؤلف ذكر الخلاصة لكن تحتاج إلى إيضاح.
فنقول: القرآن محكم كله، ومتشابه كله، ومنه محكم ومنه متشابه :
فالإحكام بمعنى الوضوح والبيان فهو كله واضح بيّن على جنس الأمة، قد لا يكون واضحا بينا لكل أحد، لكنه واضح بيّن لجنس الأمة.
كذلك وصفه بأنه متشابه بقوله { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا } [الزمر:23]
يعني يشبه بعضه بعضا، فهذا أمر وهذا أمر، وهذا نهي وهذا نهي، وهذا خبر وهذا خبر، وهذا وصف للجنة وذاك للجنة
وهذه قصة لنبي من الأنبياء وهذه قصة للنبي نفسه، وهكذا بعضه يشبه بعضا.
أمّا الثالث -يعني القسم الثالث- هو ما ذُكر في آية آل عمران بقوله { مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ } [آل عمران:7]
يعني بعضه محكم واضح المعنى بيِّن الدلالة، وبعضه ليس كذلك؛ مشتبه المعنى ومشتبه الدِّلالة .
وهذا المشتبه المعنى والمشتبه الدِّلالة لا يوجد في القرآن ولا في السنة عند أهل السنة والجماعة بمعنى التشابه المطلق؛
يعني أن قوله تعالى { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } [آل عمران:7] يُعنى به التشابه النســــبي الإضافــــي؛ يعني أنه يشتبه على بعض الناس دون بعض .
أمّا التشابه المطلق بحيث يقال هذه الآية من المتشابه، أو يقال { الم } ([2]) هنا من المتشابه يعني لا أحد يعلم معناه فهذا من الخطأ
ولا يقول به أهل السنة، بل أهل السنة يقولون:
إنه يُمكن أن توجد الآيات تشتبه على بعض أهل العلم فلا يُعلم معناها. لا يُعلم معناها من جهة هذا المطالع
لكن ليس من جهة الأمة بأجمعها، فيعلم بعض أهل العلم المعنى، والبعض الآخر لا يعلم المعنى
ولهذا ابن عباس لمّا تلا هذه الآية قال "أنا ممن يعلمون تأويله"
فإذن يُقال هذه الآية من المتشابه لا يوجد المتشابه المطلق؛ يعني الذي لا يعلم أحد معناه، بل لابد أن يوجد في الأمة من يعلم معنى كل نص
فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، نزل ليهتدي به الناس، كذلك السنة، فلا يوجد نص يشتبه على جميع أهل العلم وعلى الأمة, لا .
وهذا القول بأنه هناك ما يشتبه على الجميع، ولا يفهم معناه الجميع، هذا إنما هو قول أهل البدع.
يقول الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
تحرير القول في النصوص من حيث الوضوح والإشكال :
إن الوضوح والإشكال في النصوص الشرعية أمـــــــر نســـــــبي يختلف فيه الناس بحسب العلم والفهم .
فقد يكون مشكلاً عند شخص ما هو واضح عند شخص آخر .
والواجب عند الإشكال اتباع ما سبق من ترك التعرض له والتخبط في معناه .
أما من حيث واقع النصوص الشرعية فليس فيها بحمد الله ما هو مشكل لا يعرف أحد من الناس معناه فيما يهمهم من أمر دينهم ودنياهم .
لأن الله وصف القرآن بأنه نور مبين وبيان للناس وفرقان وأنه أنزله تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة .
وهذا يقضي أن لا يكون في النصوص ما هو مشكل بحسب الواقع بحيث لا يمكن أحداً من الأمة معرفة معناه .
من شرحه رحمه الله على لمعة الإعتقاد .
وقال العلامة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه :
" .....لأنّ أهل السنة والجماعة قالوا :
إن النصوص - نصوص الكتاب والسنة- واضحة بيّنة. لأن الله جل وعلا أنزل كتابه وجعله واضحاً بيِّنناً بلسان عربي مبين.
ـ وجعله محكما كما قال جل وعلا { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود:1]
فجعل جل وعلا كتابه كله محكما؛ يعني بيّنا واضحا لا يستبهم معناه، ولا يغمض ما دل عليه على الناس.
ـ كذلك هو جل وعلا ذكر أن كتابه متشابه، فقال جل وعلا { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا } [الزمر:23]
فجعله كلّه متشابها ومعنى ذلك أنه يشبه بعضُه بعضا.
ـ وفي آية آل عمران جعل جل وعلا { مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } [آل عمران:7]
وهذا يعني أنّه منه ما هو واضح بيّن، ومنه ما هو مشتبه.
فكيف نجمع بين هذه الآيات الثلاث؟ المؤلف ذكر الخلاصة لكن تحتاج إلى إيضاح.
فنقول: القرآن محكم كله، ومتشابه كله، ومنه محكم ومنه متشابه :
فالإحكام بمعنى الوضوح والبيان فهو كله واضح بيّن على جنس الأمة، قد لا يكون واضحا بينا لكل أحد، لكنه واضح بيّن لجنس الأمة.
كذلك وصفه بأنه متشابه بقوله { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا } [الزمر:23]
يعني يشبه بعضه بعضا، فهذا أمر وهذا أمر، وهذا نهي وهذا نهي، وهذا خبر وهذا خبر، وهذا وصف للجنة وذاك للجنة
وهذه قصة لنبي من الأنبياء وهذه قصة للنبي نفسه، وهكذا بعضه يشبه بعضا.
أمّا الثالث -يعني القسم الثالث- هو ما ذُكر في آية آل عمران بقوله { مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ } [آل عمران:7]
يعني بعضه محكم واضح المعنى بيِّن الدلالة، وبعضه ليس كذلك؛ مشتبه المعنى ومشتبه الدِّلالة .
وهذا المشتبه المعنى والمشتبه الدِّلالة لا يوجد في القرآن ولا في السنة عند أهل السنة والجماعة بمعنى التشابه المطلق؛
يعني أن قوله تعالى { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } [آل عمران:7] يُعنى به التشابه النســــبي الإضافــــي؛ يعني أنه يشتبه على بعض الناس دون بعض .
أمّا التشابه المطلق بحيث يقال هذه الآية من المتشابه، أو يقال { الم } ([2]) هنا من المتشابه يعني لا أحد يعلم معناه فهذا من الخطأ
ولا يقول به أهل السنة، بل أهل السنة يقولون:
إنه يُمكن أن توجد الآيات تشتبه على بعض أهل العلم فلا يُعلم معناها. لا يُعلم معناها من جهة هذا المطالع
لكن ليس من جهة الأمة بأجمعها، فيعلم بعض أهل العلم المعنى، والبعض الآخر لا يعلم المعنى
ولهذا ابن عباس لمّا تلا هذه الآية قال "أنا ممن يعلمون تأويله"
فإذن يُقال هذه الآية من المتشابه لا يوجد المتشابه المطلق؛ يعني الذي لا يعلم أحد معناه، بل لابد أن يوجد في الأمة من يعلم معنى كل نص
فالقرآن نزل بلسان عربي مبين، نزل ليهتدي به الناس، كذلك السنة، فلا يوجد نص يشتبه على جميع أهل العلم وعلى الأمة, لا .
وهذا القول بأنه هناك ما يشتبه على الجميع، ولا يفهم معناه الجميع، هذا إنما هو قول أهل البدع.