مفاسد قيادة المرأة للسيارة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى
السؤال:
يدور في هذه الأيام دعوات إلى الإذن بقيادة المرأة للسيارة، وهناك من الدعاة والمحسوبين على أهل الخير من يرى أن لا بأس في ذلك بحجة أن ذلك هو أهون وأخف بكثير من السائقين الأجانب، فما هو توجيه فضيلتكم؟ وما هو الحكم الشرعي؟ وما هو الدليل الذي تدمغ به توجهات هؤلاء؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابه. هذه المسألة تكلم فيها العلماء وأجابوا عنها بأجوبة حاسمة - ولله الحمد - وهو أن قيادة المرأة للسيارة فيها محاذير، النظر إلى مصلحةً جزئية ففيها محاذير كثيرة ولا ينظر إلى جزئية وتترك بقية الأضرار "درع المفاسد مقدم على جلب المصالح" هذه قاعدة شرعية، قيادة المرأة للسيارة فيها مفاسد منها: أنها ستضطر إلى خلع الحجاب، لا يمكن أن تقود السيارة وهي متحجبة وإن تحجبت فسيكون حجابها معرضاً للزوال معرض لزواله ضرورة. ثانياً من المفاسد أن المرأة ستختلط بالرجال، برجال المرور لاسيما إذا حصل حادث، وما أكثر ما تجري الحوادث ستختلط بالرجال، تذهب إلى دوائر الشرطة، وكذلك إذا حصل أعطال في سيارتها توقفت في أثناء الطريق ستضطر إلى طلب مساعدة الرجال كما يحصل بين الرجال فيما بينهم من السائقين فتكون المرأة معرضه للاختلاط المسبب للفتنه. ومن الأضرار أن المرأة إذا مسكت سيارة فإنها ستخرج في أي وقت شاءت من ليل أو نهار لأن مفتاحها معها وسيارتها معها فتذهب إلى حيث شاءت خلاف ما إذا كانت مربوطة بقيادة وليها يقود السيارة بها ويصاحبها، أما إذا كان الأمر بيدها فإنها ستنطلق حيث شاءت وحيث ما طلبت فيكون لها مع الأشرار اتصالات ولها مع الأشرار ارتباطات كما تعلون الاتصالات الآن متواصلة، اتصال على المرأة وهي على فرشها، وفي قعر بيتها، وفي غرفتها وتغرى لأنه المرأة ضعيفة تغرى فتذهب. فقيادة المرأة للسيارة فيها محاذير كثيرة، وتعلمون الآن أن المرور مزدحم في الشوارع، فكيف إذا سمح للنساء بقيادة السيارات؟ تضاعفت السيارات، وتضاعف الخطر والزحام الشديد. فقيادة المرأة للسيارة فيها محاذير كثيرة أعظمها الخطر على أنوثتها وعلى عفتها وحيائها فهذا الذي سبب منع قيادة المرأة للسيارة.