فتاوى شرعيّة للشّيخ العلاّمة محمّد عليّ فركوس حفظه الله
المعلوم أنّ الشّهر القمريّ إمّا أنْ يكون تسعة وعشرين يومًا أو ثلاثين، وهو عامّ لكُلِّ شُهور السّنة القمريّة بما فيها: شهر رمضان وذي الحجّة، غير أنّ حديثًا أُشكل علينا وهو قوله صلّى الله عليه وسلّم: "شَهْرَا عِيدٍ لاَ يَنْقُصَانِ: رَمَضَانُ وَذُو الْحَجَّةِ"(1)، فالرّجاء التّوضيح ما أمكن.
الجواب:
المقصود بالحديث على أصحِّ معانِيه أنّ فضائل شهر رمضان وثوابه مثل قوله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن صام رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفر له ما تقدّم مِن ذنبِه"(2)، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قام رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفر له ما تقدّم مِن ذنبِه"(3)، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتِسابًا غُفر له ما تقدّم مِن ذنبِه"(4)، وكذا فضائل ذي الحجّة مثلُ قوله صلّى الله عليه وسلّم: "ما مِن أيّام العمل الصّالح فيهنّ أحبّ إلى الله مِن هذه الأيّام العشر"، فقالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجلٌ خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجعْ مِن ذلك بشيء"(5)، وفي قولِه صلّى الله عليه وسلّم: "ما مِن يومٍ أكثر مِن أنْ يُعتِقَ اللهُ فيه عبدًا مِن النّار مِن يوم عرفة، وإنّه لَيدْنو ثُمّ يُباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟"(6)، وغيرها مِن الأحاديث، فإنّ أجر الشّهريْن (رمضان وذي الحجّة) وثوابَهُما مُرتّبٌ عليهما مِن غير نُقصان وإنْ نقُص عددهما، أي: أنّ جميع الفضائل والأُجور الحاصلة في الشّهريْن تثبُتُ للعاملِ المُتعبّد فيهما مِن غير نقصٍ في الثّواب فيهما، سواءً تمّ عدد ُرمضان وذي الحجّة أم نقص عددهما، وهو ما رجّحه النّوويّ(7).
(1) أخرجه البُخاريّ (1912)، ومُسلم (1089)، مِن حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه البُخاريّ (38)، ومُسلم (760)، مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) أخرجه البُخاريّ (37)، ومُسلم (759)، مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) أخرجه البُخاريّ (1901)، ومُسلم (760)، مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(5) أخرجه البُخاريّ (969) وغيرُه، واللّفظ للتّرمذيّ (757)، مِن حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما.
(6) أخرجه مُسلم (134) مِن حديث عائشة رضي الله عنها.
(7) شرح مُسلم للنّوويّ (199/7).
في توجيه حديث عدم نُقصان شهريْ: رمضان وذي الحجّة
السّؤال:المعلوم أنّ الشّهر القمريّ إمّا أنْ يكون تسعة وعشرين يومًا أو ثلاثين، وهو عامّ لكُلِّ شُهور السّنة القمريّة بما فيها: شهر رمضان وذي الحجّة، غير أنّ حديثًا أُشكل علينا وهو قوله صلّى الله عليه وسلّم: "شَهْرَا عِيدٍ لاَ يَنْقُصَانِ: رَمَضَانُ وَذُو الْحَجَّةِ"(1)، فالرّجاء التّوضيح ما أمكن.
الجواب:
المقصود بالحديث على أصحِّ معانِيه أنّ فضائل شهر رمضان وثوابه مثل قوله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن صام رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفر له ما تقدّم مِن ذنبِه"(2)، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قام رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفر له ما تقدّم مِن ذنبِه"(3)، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتِسابًا غُفر له ما تقدّم مِن ذنبِه"(4)، وكذا فضائل ذي الحجّة مثلُ قوله صلّى الله عليه وسلّم: "ما مِن أيّام العمل الصّالح فيهنّ أحبّ إلى الله مِن هذه الأيّام العشر"، فقالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجلٌ خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجعْ مِن ذلك بشيء"(5)، وفي قولِه صلّى الله عليه وسلّم: "ما مِن يومٍ أكثر مِن أنْ يُعتِقَ اللهُ فيه عبدًا مِن النّار مِن يوم عرفة، وإنّه لَيدْنو ثُمّ يُباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟"(6)، وغيرها مِن الأحاديث، فإنّ أجر الشّهريْن (رمضان وذي الحجّة) وثوابَهُما مُرتّبٌ عليهما مِن غير نُقصان وإنْ نقُص عددهما، أي: أنّ جميع الفضائل والأُجور الحاصلة في الشّهريْن تثبُتُ للعاملِ المُتعبّد فيهما مِن غير نقصٍ في الثّواب فيهما، سواءً تمّ عدد ُرمضان وذي الحجّة أم نقص عددهما، وهو ما رجّحه النّوويّ(7).
والعلم عند الله
ــــ(1) أخرجه البُخاريّ (1912)، ومُسلم (1089)، مِن حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه البُخاريّ (38)، ومُسلم (760)، مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) أخرجه البُخاريّ (37)، ومُسلم (759)، مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) أخرجه البُخاريّ (1901)، ومُسلم (760)، مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(5) أخرجه البُخاريّ (969) وغيرُه، واللّفظ للتّرمذيّ (757)، مِن حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما.
(6) أخرجه مُسلم (134) مِن حديث عائشة رضي الله عنها.
(7) شرح مُسلم للنّوويّ (199/7).
المصدر
فتاوى شرعيّة
مجلّة الإحياء العدد السّابع (ص44)
فتاوى شرعيّة
مجلّة الإحياء العدد السّابع (ص44)