بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةالسلام على رسول الله ..
يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه لطائف المعارف / وظائف شهر رمضان المجلس الخامس
... ينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار وهي متيسرة في هذا الشهر .... وفي حديث سلمان الفارسي المرفوع الذي في صحيح ابن خزيمة: "من فطر صائما كان عتقا له من النار ومن خفف فيه عن مملوكه كان له عتقا من النار" وفيه أيضا: "فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين: ترضون بها ربكم وخصلتين: لا غناء لكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: شهادة أن لا إله إلا الله والإستغفار
والصلاةالسلام على رسول الله ..
يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه لطائف المعارف / وظائف شهر رمضان المجلس الخامس
... ينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار وهي متيسرة في هذا الشهر .... وفي حديث سلمان الفارسي المرفوع الذي في صحيح ابن خزيمة: "من فطر صائما كان عتقا له من النار ومن خفف فيه عن مملوكه كان له عتقا من النار" وفيه أيضا: "فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين: ترضون بها ربكم وخصلتين: لا غناء لكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: شهادة أن لا إله إلا الله والإستغفار
وأما اللتان لا غناء لكم عنهما: فتسألون الله الجنة وتستعيذون به من النار" فهذه الخصال الأربعة المذكورة في الحديث كل منها سبب العتق والمغفرة:
فأما كلمة التوحيد: فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محوا ولا تبقي ذنبا ولا يسبقها عمل وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار ومن أتى بها أربع مرار حين يصبح وحين يمسي أعتقه الله من النار ومن قالها مخلصا من قلبه حرمه الله على النار.
فأما كلمة التوحيد: فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محوا ولا تبقي ذنبا ولا يسبقها عمل وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار ومن أتى بها أربع مرار حين يصبح وحين يمسي أعتقه الله من النار ومن قالها مخلصا من قلبه حرمه الله على النار.
وأما كلمة الإستغفار: فمن أعظم أسباب المغفرة فإن الإستغفار دعاء بالمغفرة ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره وقد سبق حديث أبي هريرة المرفوع: "يغفر فيه ـ يعني شهر رمضان ـ إلا لمن أبى قالوا: يا أبا هريرة ومن أبى؟ قال: من أبى أن يستغفر الله عز وجل" قال الحسن: أكثروا من الإستغفار فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة وقال لقمان لابنه: يا بني عود لسانك الإستغفار فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلا وقد جمع الله بين التوحيد والإستغفار في قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: 19] وفي بعض الآثار: أن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والإستغفار والإستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها فيختم به الصلاة والحج وقيام الليل ويختم به المجالس فإن كانت ذكرا كان كالطابع عليها وإن كانت لغوا كان كفارة لها فكذلك ينبغي أن تختم صيام رمضان بالاستغفار وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر فإن الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث والإستغفار يرقع ما تخرق من الصيام باللغو والرفث ولهذا قال بعض العلماء المتقدمين: إن صدقة الفطر للصائم كسجدتي السهو للصلاة وقال عمر بن عبد العزيز في كتابه قولوا كما قال أبوكم آدم: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [لأعراف: 23] وقولوا كما قال نوح عليه السلام: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [هود: 47] وقولوا كما قال موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص: 16] وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام: {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الانبياء: 87].
ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: الغيبة تخرق الصيام والإستغفار يرقعه فمن استطاع منكم أن يجيء بصوم مرقع فليفعل وعن ابن المنكدر معنى ذلك: الصيام جنة من النار ما لم يخرقها والكلام السيء يخرق هذه الجنة والاستغفار يرقع ما تخرق منها فصيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع وعمل صالح له شافع كم نخرق صيامنا بسهام الكلام ثم نرقعه وقد اتسع الخرق على الراقع كم نرفو. خروقه بمخيط الحسنات ثم نقطعه بحسام السيئات القاطع كان بعض السلف إذا صلى صلاة استغفر من تقصيره فيها كما يستغفر المذنب من ذنبه إذا كان هذا حال المحسنين في عباداتهم فكيف حال المسيئين مثلنا في عباداتهم ارحموا من حسناته كلها سيئات وطاعاته كلها غفلات.
ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: الغيبة تخرق الصيام والإستغفار يرقعه فمن استطاع منكم أن يجيء بصوم مرقع فليفعل وعن ابن المنكدر معنى ذلك: الصيام جنة من النار ما لم يخرقها والكلام السيء يخرق هذه الجنة والاستغفار يرقع ما تخرق منها فصيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع وعمل صالح له شافع كم نخرق صيامنا بسهام الكلام ثم نرقعه وقد اتسع الخرق على الراقع كم نرفو. خروقه بمخيط الحسنات ثم نقطعه بحسام السيئات القاطع كان بعض السلف إذا صلى صلاة استغفر من تقصيره فيها كما يستغفر المذنب من ذنبه إذا كان هذا حال المحسنين في عباداتهم فكيف حال المسيئين مثلنا في عباداتهم ارحموا من حسناته كلها سيئات وطاعاته كلها غفلات.
أستغفر الله من صيامي ... طول زماني ومن صلاتي
يوم يرى كله خروق ... و صلاته أيما صلاة
مستيقظ في الدجى ولكن ... أحسن من يقظتي سنأتي
يوم يرى كله خروق ... و صلاته أيما صلاة
مستيقظ في الدجى ولكن ... أحسن من يقظتي سنأتي
و قريب من هذا أمر النبي عليه السلام لعائشة رضي الله عنها في ليلة القدر بسؤال العفو فإن المؤمن يجتهد في شهر رمضان في صيامه وقيامه فإذا قرب فراغه وصادف ليلة القدر لم يسأل الله تعالى إلا العفو كالمسيء المقصر كان صلة بن أشيم يحي الليل ثم يقول في دعائه عند السحر: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ومثلي يجترىء أن يسألك الجنة كان مطرف يقول: اللهم ارض عنا فأن لم ترض عنا فاعف عنا قال يحيى بن معاذ: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو.
أنفع الاستغفار ما قارنته التوبة وهي حل عقدة الإصرار فمن استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود فصومه عليه مردود وباب القبول عنه مسدود قال كعب: من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا أفطر بعد رمضان أنه لا يعصي الله دخل الجنة بغير مسألة ولا حساب ومن صام رمضان وهو يحدث نفسه إذا أفطر بعد رمضان عصى ربه فصيامه عليه مردود وخرجه مسلمة بن شبيب.
ولولا التقى ثم النهى خشية الردى ... لعاصيت في وقت الصبا كل واجب
قضى ما قضى فيما مضى ثم لا يرى ... له عودة أخرى لليالي الغوائب
ولولا التقى ثم النهى خشية الردى ... لعاصيت في وقت الصبا كل واجب
قضى ما قضى فيما مضى ثم لا يرى ... له عودة أخرى لليالي الغوائب
و في سنن أبي داود وغيره عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقولن أحدكم: صمت رمضان كله ولا قمت رمضان كله" قال أبو بكرة: فلا أدري أكره التزكية أم لا بد من غفلة.
أين من كان إذا صام صان الصيام وإذا قام استقام في القيام أحسنوا الإسلام ثم ارحلوا بسلام ما بقي إلا من إذا صام افتخر بصيامه وصال وإذا قام عجب.بقيامه وقال: كم بين خلى وشجى وواجد وفاقد وكاتم ومبدي
أين من كان إذا صام صان الصيام وإذا قام استقام في القيام أحسنوا الإسلام ثم ارحلوا بسلام ما بقي إلا من إذا صام افتخر بصيامه وصال وإذا قام عجب.بقيامه وقال: كم بين خلى وشجى وواجد وفاقد وكاتم ومبدي
وأما سؤال الجنة والاستعاذة من النار فمن أهم الدعاء وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "حولها ندندن" فالصائم يرجى استجابة دعائه فينبغي أن لا يدعو إلا بأهم الأمور قال أبو مسلم: ما عرضت لي دعوة إلا صرفتها إلى الاستعاذة من النار وقال: {لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر:20].
في الحديث: "تعرضوا لنفحات رحمة بكم فإن لله نفحات من رحمته" : {يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [يونس: 107] فمن أصابته سعد سعادة لا يشقى بعدها بدا فإن أعظم نفحاته مصادفة دعوة الإجابة يسأل العبد فيها الجنة والنجاة من النار فيجاب سؤاله فيفوز بسعادة الأبد قال الله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185] وقال: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود:106] إلى قوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ} [هود: 108].
في الحديث: "تعرضوا لنفحات رحمة بكم فإن لله نفحات من رحمته" : {يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [يونس: 107] فمن أصابته سعد سعادة لا يشقى بعدها بدا فإن أعظم نفحاته مصادفة دعوة الإجابة يسأل العبد فيها الجنة والنجاة من النار فيجاب سؤاله فيفوز بسعادة الأبد قال الله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185] وقال: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود:106] إلى قوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ} [هود: 108].
ليس السعيد الذي دنياه تسعده ... إن السعيد الذي ينجى من النار
لطائف المعارف
...