لحوم العلماء مسمومة " ذكرها ابن عساكر - رحمه الله - في كتابه " تبيين كذب المفتري
وذكرها ايضا الامام النووي في مقدمته باب في فضيلة الاشتغال بالعلم وتصنيفه وتعلمه وتعليمه فصل في النهي والوعيد لمن يؤذي الفقهاء والمتفقهين
قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله : " اعلم يا أخي وفقني الله ، وإياك لمرضاته ، وجعلنا ممن يخشاه ، ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب
( فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)النور: ٦٣
وذكرها محمد بن محمد الحطاب صاحب مواهب الجليل في شرح مختصر خليل في مقدمته بنفس الصياغة .
س13- فضيلة الشيخ :ما جوابكم فيمن يقول لحوم العلماء مسمومة ؟
ج- هذه المقولة من المقولات التي يريد بها الحق أناس،و يريد بها الباطل آخرون ؛ فالحركيون،وأساطين فقه الواقع،ودعاة الحزبية يلوونها إليهم ويرفعونها في وجه كل من يتصدى لهم،كاشفاً لإنحرافهم ،فيقولون لحوم العلماء مسمومة ـ ويعنون أنفسهم و رموزهم وقادتهم ـ ومرادهم ألا يرد على أحد،ولا يبين عوار أحد،ولايكشف عوار أحد،حتى يخلو لهم الجو فيوجهوا الناس كما شاؤا، ويقودوهم إلى البدع والإنحراف والضلال،وتفريق كلمة هذه الجماعة ـ جماعة أهل السنة والأثر ـ ؛ وأهل السنة يستعملونها ـ وهي في صالحهم ـ وأهل السنة يرفعون هذه الكلمة في وجوه المبتدعة،دفاعاً عن أئمة الهدى،وأئمة الحق،فلحومهم مسمومة،ولا شك ؛ أما أهل البدع والضلال والإنحراف فلحومهم لا كرامة لها ، ونحن حينما نرد على هؤلاء،لا نرد عليهم لذاتهم، ولا لأشخاصهم،ولكن لما نشروه بيننا من الإنحراف والجهالات والضلالات،ولما أشاعوه من الفرقة بركوبهم البدع ، فلا كرامة لهم حتى يعودوا إلى الحق والسنة ؛ وأقول : قام الدليل من الكتاب والسنة وإجماع الأئمة،على أنه لا كرامة لهؤلاء،والذي يتأمل النصوص يظهر له ذلك جلياً ؛ قال صلى الله عليه وسلم :{سيكون أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ،فأياكم وإياهم !!} وحذر صلى الله عليه وسلم من أهل الأهواء،حذر من الخوارج وأمر بقتلهم وقتالهم،و وعد أن يقاتلهم إن لقيهم،و وعد على ذلك بالأجر،وحذر من القدرية وقال فيهم :{إنهم مجوس هذه الأمة}وحذر من المسيح الدجال الذي يخرج آخر الزمان،حتى قال ـ قائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ : إن كنا لنظنه أنه في طائفة النخل ـ يعني قريباً منا ـ وحذر من الرافضة في حديث ـ صححه شيخ الإسلام ابن تيمية بمجموع طرقه ـ فقال:{يكون قوم لهم نبزٌ يقال لهم الرافضة،فاقتلوهم فإنهم مشركون} ؛ حذر صلى الله عليه وسلم،تحذيراً عاماً،وتحذيراً خاصاً،ومن ذلكم حديث إفتراق الأمم الذي قدمته ؛ ومشى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأئمة السنة من بعده على ذلك ؛ هذا عمر الفاروق رضي الله عنه يقول:إياكم وأهل الرأي،فإنهم أعيتهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحفظوها فقالوا بالرأي،فضلوا وأضلوا وروى اللالكائي عن ابن عباس،رضي الله عنهما قال:واللهِ ما أظنُ أن أحداً أحبَ إلى الشيطان هلاكاً مني اليوم،قيل:وكيف؟قال: تحدث البدعة في المشرق أوالمغرب فيحملها الرجل إليَّ،فإذا إنتهت إلي قمعتها بالسنة فترد عليه،أنظروا..! ؛ وذكر الذهبي ـ في السير وغيره ـ عند ترجمته عمرو بن عبيد المعتزلي القدري،عن عاصم الأحول قال:كنا في مجلس قتادة،فذُكِرَ عمرو بن عبيد فوقع فيه،قلت ـ يعني عاصم ـ:ما أرى أهل العلم يرد بعضهم ،أوقال يقع بعضهم في بعض ،قال قتادة:أما تدري يا أحول أن الرجل إذا إبتدع بدعة،يجب أن يذكر ليعلم ؛ والذي خبر كتب أهل السنة مثل الإبانة/لإبن بطة،وشرح أصول الإعتقاد/للالكائي وغيرهما،يظهر له ذلك جلياً،وأن السلف مجمعون على التحذير من البدع وأهلها ؛ من ذلكم ما قاله مصعب بن سعد رحمه الله،قال:لا تجالس مفتوناً،فإنه لن يخطئك منه إحدى إثنتين،إما أن يفتنك فتتابعه،أو يؤذيك قبل أن تفارقه .ا.هـ
الإيضاح والبيان في كشف بعض طرائق الإخوان لشيخ عبيد بن عبدالله الجابري