[سؤال] حول صيام يوم السبت ـ إلى طلبة العلم ـ

[أبو علي عبد الله التونسي]

السلام عليكم و رحمة الله
عرَض لي إشكال في مسألة صيام يوم السبت و هو الآتي؛

من المعلوم أنّ القائلين بجواز صيام يوم السبت مقرونا بيوم قبله أو يوم بعده، يحملون حديث النهي على الإفراد جمعا بين الأدلة، لكن جاء في الحديث قوله عليه الصلاة و السلام "إلا في ما افترض عليكم "، و من المعلوم أنّه ليس في ما افترض علينا ما يكون منفردا،
فلو كان قصده عليه الصلاة و السلام النهي عن إفراد يوم السبت لما كان هناك داعيا إلى أن يضيف"إلا في ما افترض عليكم "، لأنه لا يدخل تحت هذا النهي أصلا، و تكون هذه الإضافة لا معنى لها،وهذا ما لا يمكن أن يكون في كلام من يتكلم بالوحي صلى الله عليه و سلم.

هذا هو الإشكال، فلو يتفضل أحد طلبة العلم بالبيان سواءا ببيان ما ينقض ما كتبته إن كان خطأ أو بنقل كلام أهل العلم من المتقدمين خصوصا في هذه المسألة، و بارك الله فيكم

[أبو عبد الله الآجري]

رد: حول صيام يوم السبت ـ إلى طلبة العلم ـ

النذر يدخل فيما افترض وأيضًا أيام القضاء وغيرها وقد تكون منفردة، فأرجو أن يتبين لك بذلك أخي مأخذ العلماء الذين ذهبوا للجمع وحمل المسألة على الإفراد .
وهو وجه قوي عند من ذهب إلى أن السبت مثل الجمعة خصوصًا مع حديث أم سلمة وتعليله أنه يريد مخالفة اليهود والنصاري بصيامه أعيادهم كما أمر بصيام عاشوراء ثم أمر بصيام يوم قبلها، فهم يقولون وكذا السبت يصام معه يوم آخر .

ولكن هذا الإيراد يضعف بحديث الصماء حين أمرها أن تفطر وحين وجهها أن صيام السبت لا أجر فيه ولا وزر أي أنه كفاف، وأيضًا يضعف من حيث جواز صيام عاشوراء منفردة وعند القوم أن السبت لا يجوز منفردًا، ومن حيث أن النصاري تعظم الأحد ولم يات نهي في تخصيصه بالصوم .

بل الظاهر أن تخصيص السبت بالنهي عن صومه إنما علته سكون اليهود في ذلك اليوم وإمساكهم عن الأعمال والصوم في ذلك اليوم وإن كان مقترنًا فيه أيضًا نوع إمساك، هكذا علله الشرّاح .

وإنما أبيح صيام السبت مع الجمعة لمن صامها ناسيًا أو جاهلاً بحكم إفرادها، وعندها فإن صيام عيد المسلمين أعظم من صيام عيد اليهود، وعندها يصبح صيامه للخروج من الحرمة في حكم ما افترض علينا كأنه ارتكاب لأخف المفسدتين، ولذلك لم يكن في ذلك الصيام أجر حين قال -صلى الله عليه وسلم- أنه لا [أجر] له ولا [وزر] عليه فيه بل هو كفاف ومخرج من ارتكاب الأعظم .