خطبة يوم عرفة 1428هـ - سماحة الشيخ عبد العزيز آل شيخ حفظه الله
خطبة عرفة ..
كانت خطبة يوم عرفة التي ارتجلها سماحة مفتي عام المملكة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ خطبة يحق لكل مسلم تشرف بسماعها ان يطلق عليها خطبة العصر..
فقد قدم سماحته في هذه الخطبة السنوية لحجاج بيت الله الحرام ولكافة المسلمين المستمعين والمشاهدين عبر كافة القنوات الفضائية الإسلامية خطبة شاملة ومختلفة عن كل الخطب ففي بدايتها أشار سماحته إلى عظمة القرآن الكريم وانه الهداية العظمى من الخالق سبحانه وتعالى للمجتمعات الإسلامية .. وان هذا القرآن الكريم قد نظم للمسلمين كافة شؤون حياتهم على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع بأرقى سبلها وأنظمتها..
.. ولكن الأهم هنا أن خطبة هذا العام حملت أيضا الشيء الكثير والكثير من الرسائل ومن المعاني والمواعظ الإسلامية الجامعة التي تعد منهاجا مساعدا للأمة الإسلامية خاصة في هذا العصر .. هذا العصر الذي يواجه فيه المسلمون في كثير من بقاع المعمورة منعطفات وتحديات خطيرة ومهمة لم يسبق لها مثيل .. هذه المواقف الصعبة التي تتطلب الصراحة والتذكير والتحذير والطرح خاصة في مثل هذه المناسبة وفي مثل هذا التجمع الإسلامي العظيم . وهذا ما سمعه وأنصت إليه كافة المسلمين.. فعلى مدى ساعة من الزمن تقريبا.. حملت الخطبة التحذير من الجوانب السياسية والطائفية التي بدأت تغزو المسلمين وتفرق وحدتهم ..
فقد أكد سماحته بان (المسلمين أصيبوا في دينهم وبلادهم وخيراتهم وانتهاك حرماتهم وتكالب الأعداء عليهم والأشد من ذلك خروج بعض المسلمين يتاجرون بمصالح أمتهم لإطماع إقليمية أو لأغراض مادية).
كما شدد سماحته بان (قضايا الأمة المصيرية تباع بأرخص الأثمان في سوق الخيانة والغدر..) وخاطب سماحته المسلمين قائلا : (أفيقوا فالمنافقون قد ظهر سوقهم هذا يبيع أعداء الإسلام قلمه بما يخط ويكتب وذاك يبيعهم نفوذه وذا يبيع فصاحته وخطابته ، سلع تباع بأرخص الأثمان)!!.
وقال سماحته (لقد ظهر في العالم دعوات ضالة سارت على غير هدى دعوات قائمة على السرية التامة دعوات غامضة في معالمها وأهدافها ومقاصدها غير واضحة يقتنص دعاتها فرائسهم بالتدرج بهم شيئا فشيئا والارتقاء بهم في درك الضلال ليمسخوا انتماءهم للدين الإسلامي والوطني والقبلي والى كل دعوة سوى هذه الدعوة الباطلة قصدهم بهذا زعزعة العالم وتفكيكه وإيجاد الفوضى في صفوفه وتحريض المؤامرات).
وأضاف سماحته (ان عالمنا يزخر اليوم بألوان من الشعارات الحزبية والعصبية القومية البغيضة.. وإننا أمة أعزنا الله بالإسلام جمع الله به شتاتنا ووحد به صفوفنا وألف به بين قلوبنا فمتى ابتغينا الهدى من غيره اذلنا الله)
وأشار سماحته إلى )ما منى به العالم من البلاء نتيجة صنوف الأفكار التي جربها في منهجه سواء السياسية أوالفلسفية تتمحور في مجملها ما بين سياسة الانتقاء والنفعية وما بين اشتراكية شيوعية وما بين ليبرالية متحررة وتساءل سماحته قائلا "قلبوا النظر هل تجدون الا نزاعا وقتالا ودماء وأشلاء وإرهابا وفسادا كل ذلك نتيجة للصراعات الفكرية الخاطئة ماذا استفاد العالم اليوم من هذه الأفكار بل ماذا استفادوا من عزل الإسلام عن واقع الحياة(
هذه الخطبة قل أن يوفّى حقها من خلال مقالة قصيرة .. ولعل القبلة التي طبعها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز على جبين سماحة المفتى بعد صلاتي الظهر والعصر في ذلك اليوم والتي حملتها الصحف في اليوم التالي إنما هي صورة تحمل الكثير والكثير من المعاني التي تغني عن أي تعبير ..
ولذلك من الواجب ان تكون هذه الخطبة مجالا متاحا للبحث والدراسة والنشر والاطلاع والتمعن وخاصة من المختصين والناشئة في دور العلم لتعم فائدتها .. والاهم هنا ان تبادر الجهات المعنية فورا إلى ترجمتها بكافة اللغات العالمية والعمل على نشرها لتعم فائدتها على كافة المسلمين ..
وبهذه المناسبة كان من المفترض ان يعمل على تهيئة الترجمة الفورية لهذه الخطبة قدر الإمكان لتكون متزامنة مع النقل الإعلامي العالمي المباشر لها .. ولابد ان يعمل على ذلك في الأعوام القادمة ان شاء الله فمثل هذا الحدث الإسلامي العالمي الذي يحظى بمتابعة عالمية مباشرة كان فرصة كبيرة جدا للاستفادة منه من خلال الترجمة الفورية المتمكنة والمتخصصة والتي يجب إعدادها وتهيئتها لمثل هذا الحدث ولمثل هذه المناسبة كخطب الحرمين الشريفين بأعلى درجة ممكنة مهما كانت التكاليف المادية فهي رسالة ذات فوائد مضمونة إن شاء الله .. نتمنى ان يتحقق ذلك ..
كتبه عبدالرحمن عبدالعزيز ال الشيخ
رابط تحميل الخطبة من هنا حفظكم الله :-
http://www.waady.com/pj/C935_1.rm
تعليق