المثال الثّالث:
وهو عقديّ من وجه؛ وفقهيّ من وجهٍ آخر، هُو حُكمِي في الحقيقة وليس عقديّا خالصاً وإن كانت له علاقة بالعقيدة لأنّه يترتّب عليه شيء.
تارك الصّلاة مُتهاونًا مع إقراره بوجوبها هل هُو فاسق أو كافر؟ قولان لأهل العلم:
← فمذهب أبي حنيفة والزّهري ومالك والشّافعي وهو إحدى الرّوايتين عن أحمد وبها قال جُملةٌ من أهل العلم من حنابلة وغيرهم في مذهب الجمهور –رحم الله الجميع- القول بتفسيقه.
← والرّواية الأخرى عن أحمد –رحمه الله- أنّه كافر.
ولِكلتا الطّائفتين ما يُسوِّغ ما ذهبت إليه من الحُكم دليلُه من السُّنّة، وأنا ذاكرٌ هاهنا أمرين:
• الأمر الأوّل: أنّ مثل هذه الأمور لا يسوغ لأحدٍ أخَذ بقول فريق أن يُثرِّب على من يُخالفه لأنّ الكلّ له -كما سمعتم- سلفُه ولِسلَفِه دليله؛ لكنّه إذا رجّح شيئًا لهُ أن يُدلِّل على رُجحَانه حتّى يكون المُتلقِّي على بصيرة ولا يُلزِم، فمن ثرّب على من يُخَالفه في مثل هذه الصّور فقد اشتطّ وارتكس في البدعة من حيث يشعر أو لا يشعر.
• الأمر الثّاني: عامّة أنّنا لم نسمع عالمًا مُعتدلاً كيّسًا حاذقًا يُثرِّب على من يُخالِفه في هذا الأمر؛ وإنّما يُرجّح ما يراه بالدّليل.
وأمرٌ خاصّ بالمسألة الأخيرة: لم نعلم عالمًا صاحب سُنّة فقيهًا حاذقًا اشتطّ، فالمُفسِّقون لم يصفوا المُكفِّرين بأنّهم خوارج؛ والمُكفِّرون لم يصفوا المُفسّقين بأنّهم مرجئة؛ وإنّما هذا من نوادِّ ومفاريد وشواذّ بعض من طلع علينا هذا العصر.
مُرجئ! ليش ما تقول: تارك الصّلاة مُتهاونًا كافر؟! ليش ما تقوله؟! عجيب! أنا على هواك!
ولا أُخفيكُم أنّي رجعتُ أخيرًا إلى مذهب الجمهور، فمن بلغه عنّي غيره هاكم رجوعي عنه؛ أنا رجعتُ عنه لأدلّة ظهرت لي؛ ما يستطيع أحد يُلزِمني؛ ليش؟! مو على كيفك؛ نعم، لا ماهو حاكِم عليّ ليش كدا؟! ماله شغل، أنا لي سلف إن وصفتني بالإرجاء فلي سلف يطولهم وصفك رغم أنفك، الجمهور مرجئة! ما يصير ليش يا أخي تصفهم؟! لماذا تصفني بالإرجاء ولا تصف الجمهور بالمرجئة ليش؟! ما في أحد يضرب رأسك بالسّيف الآن.
إذًا أنت تكيل بمكيالين لعّاب أنت؛ أنتَ لم تفهم السُّنّة ولم تفقهها، واحد لمّا قيل له ابن قدامة يقول: تارك الصّلاة متهاونًا فاسق؛ قال: يخرب بيته! ما شاء الله يخرب بيته على كيفك؟! أنتَ يا هذا قلبُك خربان، البيت الذي بين جوانحك خربان؛ لو كُنتَ عاقلاً ما قُلتَ هذا الكلام، لكن كما يقولون بعض النّاس ينطبق عليه هذا المثل:"مجنون أخذ عصا" خذ! يضرب يمين وشمال ما يدري! نعم.
وبهذا القدر نكتفي ولا نحبُّ أن نحبسكم أكثر من هذا.
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.اهـ (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح الشّيخ العلاّمة: عبيد الجابريّ -حفظه الله- لـ:"عقيدة الرّازيين" / الدّرس الأوّل / والذي نُقل عبر إذاعة ميراث الأنبياء.
وهو عقديّ من وجه؛ وفقهيّ من وجهٍ آخر، هُو حُكمِي في الحقيقة وليس عقديّا خالصاً وإن كانت له علاقة بالعقيدة لأنّه يترتّب عليه شيء.
تارك الصّلاة مُتهاونًا مع إقراره بوجوبها هل هُو فاسق أو كافر؟ قولان لأهل العلم:
← فمذهب أبي حنيفة والزّهري ومالك والشّافعي وهو إحدى الرّوايتين عن أحمد وبها قال جُملةٌ من أهل العلم من حنابلة وغيرهم في مذهب الجمهور –رحم الله الجميع- القول بتفسيقه.
← والرّواية الأخرى عن أحمد –رحمه الله- أنّه كافر.
ولِكلتا الطّائفتين ما يُسوِّغ ما ذهبت إليه من الحُكم دليلُه من السُّنّة، وأنا ذاكرٌ هاهنا أمرين:
• الأمر الأوّل: أنّ مثل هذه الأمور لا يسوغ لأحدٍ أخَذ بقول فريق أن يُثرِّب على من يُخالفه لأنّ الكلّ له -كما سمعتم- سلفُه ولِسلَفِه دليله؛ لكنّه إذا رجّح شيئًا لهُ أن يُدلِّل على رُجحَانه حتّى يكون المُتلقِّي على بصيرة ولا يُلزِم، فمن ثرّب على من يُخَالفه في مثل هذه الصّور فقد اشتطّ وارتكس في البدعة من حيث يشعر أو لا يشعر.
• الأمر الثّاني: عامّة أنّنا لم نسمع عالمًا مُعتدلاً كيّسًا حاذقًا يُثرِّب على من يُخالِفه في هذا الأمر؛ وإنّما يُرجّح ما يراه بالدّليل.
وأمرٌ خاصّ بالمسألة الأخيرة: لم نعلم عالمًا صاحب سُنّة فقيهًا حاذقًا اشتطّ، فالمُفسِّقون لم يصفوا المُكفِّرين بأنّهم خوارج؛ والمُكفِّرون لم يصفوا المُفسّقين بأنّهم مرجئة؛ وإنّما هذا من نوادِّ ومفاريد وشواذّ بعض من طلع علينا هذا العصر.
مُرجئ! ليش ما تقول: تارك الصّلاة مُتهاونًا كافر؟! ليش ما تقوله؟! عجيب! أنا على هواك!
ولا أُخفيكُم أنّي رجعتُ أخيرًا إلى مذهب الجمهور، فمن بلغه عنّي غيره هاكم رجوعي عنه؛ أنا رجعتُ عنه لأدلّة ظهرت لي؛ ما يستطيع أحد يُلزِمني؛ ليش؟! مو على كيفك؛ نعم، لا ماهو حاكِم عليّ ليش كدا؟! ماله شغل، أنا لي سلف إن وصفتني بالإرجاء فلي سلف يطولهم وصفك رغم أنفك، الجمهور مرجئة! ما يصير ليش يا أخي تصفهم؟! لماذا تصفني بالإرجاء ولا تصف الجمهور بالمرجئة ليش؟! ما في أحد يضرب رأسك بالسّيف الآن.
إذًا أنت تكيل بمكيالين لعّاب أنت؛ أنتَ لم تفهم السُّنّة ولم تفقهها، واحد لمّا قيل له ابن قدامة يقول: تارك الصّلاة متهاونًا فاسق؛ قال: يخرب بيته! ما شاء الله يخرب بيته على كيفك؟! أنتَ يا هذا قلبُك خربان، البيت الذي بين جوانحك خربان؛ لو كُنتَ عاقلاً ما قُلتَ هذا الكلام، لكن كما يقولون بعض النّاس ينطبق عليه هذا المثل:"مجنون أخذ عصا" خذ! يضرب يمين وشمال ما يدري! نعم.
وبهذا القدر نكتفي ولا نحبُّ أن نحبسكم أكثر من هذا.
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.اهـ (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح الشّيخ العلاّمة: عبيد الجابريّ -حفظه الله- لـ:"عقيدة الرّازيين" / الدّرس الأوّل / والذي نُقل عبر إذاعة ميراث الأنبياء.
تعليق