وكما أن الصحابة سادة الأمة وأئمتها وقادتها فهم سادات المفتين والعلماء .
قال الليث عن مجاهد : العلماء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
وقال سعيد عن قتادة في قوله تعالى : { ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق } قال : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
وقال يزيد بن عمير : لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل : يا أبا عبد الرحمن أوصنا ، قال أجلسوني ، إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما ، يقول ذلك ثلاث مرات ، التمس العلم عند أربعة رهط : عند عويمر بن أبي الدرداء ، وعند سلمان الفارسي ، وعند عبد الله بن مسعود ، وعند عبد الله بن سلام .
وقال مالك بن يخامر : لما حضرت معاذا الوفاة بكيت ، فقال ما يبكيك ؟ قلت : والله ما أبكي على دنيا كنت أصيبها منك ، ولكن أبكي على العلم والإيمان اللذين كنت أتعلمهما منك ، فقال : إن العلم والإيمان مكانهما ، من ابتغاهما وجدهما ، اطلب العلم عند أربعة ، فذكر هؤلاء الأربعة ، ثم قال : فإن عجز عنه هؤلاء فسائر أهل الأرض عنه أعجز ، فعليك بمعلم إبراهيم ، قال : فما نزلت بي مسألة عجزت عنها إلا قلت : يا معلم إبراهيم .
وقال أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي إسحاق ، قال : قال عبد الله : علماء الأرض ثلاثة ، فرجل بالشام ، وآخر بالكوفة ، وآخر بالمدينة ، فأما هذان فيسألان الذي بالمدينة ، والذي بالمدينة لا يسألهما عن شيء .
وقال الشعبي : ثلاثة يستفتي بعضهم من بعض : فكان عمر وعبد الله وزيد بن ثابت يستفتي بعضهم من بعض ، وكان علي وأبي بن كعب وأبو موسى الأشعري يستفتي بعضهم من بعض ، قال الشيباني : فقلت للشعبي : وكان أبو موسى بذاك ؟ فقال : ما كان أعلمه ، قلت : فأين معاذ ؟ فقال : هلك قبل ذلك .
وقال أبو البختري : قيل لعلي بن أبي طالب : حدثنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : عن أيهم ؟ قال : عن عبد الله بن مسعود ، قال : قرأ القرآن ، وعلم السنة ، ثم انتهى ، وكفاه بذلك ; قال : فحدثنا عن حذيفة ; قال : أعلم أصحاب محمد بالمنافقين ، قالوا : فأبو ذر ، قال : كنيف مليء علما عجز فيه ، قالوا : فعمار ، قال : مؤمن نسي إذا ذكرته ذكر ، خلط الله الإيمان بلحمه ودمه ، ليس للنار فيه نصيب ، قالوا : فأبو موسى ، قال : صبغ في العلم صبغة ، قالوا : فسلمان ، قال : علم العلم الأول والآخر ، بحر لا ينزح ، منا أهل البيت ، قالوا : فحدثنا عن نفسك يا أمير المؤمنين ، قال : إياها أردتم ، كنت إذا سئلت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت
وقال مسلم عن مسروق : شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ; فوجدت علمهم ينتهي إلى ستة : إلى علي ، وعبد الله ، وعمر ، وزيد بن ثابت ، وأبي الدرداء ، وأبي بن كعب ، ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى علي وعبد الله .
وقال مسروق أيضا : جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكانوا كالإخاذ : الإخاذة تروي الراكب ، والإخاذة تروي الراكبين والإخاذة تروي العشرة ، والإخاذة لو نزل بها أهل الأرض لأصدرتهم ، وإن عبد الله من تلك الإخاذ .
وقال الشعبي : إذا اختلف الناس في شيء فخذوا بما قال عمر
وقال ابن مسعود : إني لأحسب عمر ذهب بتسعة أعشار العلم وقال أيضا : لو أن علم عمر وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علم عمر .
وقال حذيفة : كأن علم الناس مع علم عمر دس في حجر .
وقال الشعبي : قضاة هذه الأمة : عمر ، وعلي ، وزيد ، وأبو موسى .
وقال سعيد بن المسيب : كانعمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن
وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود بأنه عليم معلم ، وبدأ به في قوله : { خذواالقرآن من أربعة : من ابن أم عبد ، ومن أبي بن كعب ، ومن سالم مولى أبي حذيفة ، ومن معاذ بن جبل }
ولما ورد أهل الكوفة على عمر أجازهم ، وفضل أهل الشام عليهم في الجائزة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين تفضل أهل الشام علينا ؟ فقال : يا أهل الكوفة أجزعتم أن فضلت أهل الشام عليكم لبعد شقتهم وقد آثرتكم بابن أم عبد ؟ .
وقال عقبة بن عمرو : ما أرى أحدا أعلم بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من عبد الله ، فقال أبو موسى : إن تقل ذلك فإنه كان يسمع حين لا نسمع ، ويدخل حين لا ندخل
وقال عبد الله : ما أنزلت سورة إلا وأنا أعلم فيم أنزلت ، ولو أني أعلم أن رجلا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته
وقال زيد بن وهب : كنت جالسا عند عمر فأقبلعبد الله فدنا منه ، فأكب عليه وكلمه بشيء ، ثم انصرف ، فقال عمر : كنيف مليء علما .
وقال الأعمش عن إبراهيم : إنه كان لا يعدل بقول عمر وعبد الله إذا اجتمعا ، فإذا اختلفا كان قول عبد الله أعجب إليه ; لأنه كان ألطف
وقال أبو موسى : لمجلس كنت أجالسه عبد الله أوثق في نفسي من عمل سنة
وقال عبد الله بن بريدة في قوله تعالى : { حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا } قال : هو عبد الله بن مسعود
وقيل لمسروق : كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال : والله لقد رأيت الأحبار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض .
وقالأبو موسى : ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألناه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما
وقال ابن سيرين : كانوا يرون أن أعلمهم بالمناسك عثمان بن عفان ، ثم ابن عمر بعده .
وقال شهر بن حوشب : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له
وقال علي : أبو ذر أوعى علما ثم أوكى عليه فلم يخرج منه شيئا حتى قبض .
وقال مسروق : قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم
وقال الجريري عن أبي تميمة : قدمنا الشام فإذا الناس مجتمعون يطيفون برجل ، قال : قلت : من هذا ؟ قالوا : هذا أفقه من بقي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا عمرو البكالي .
وقال سعيد : قال ابن عباس وهو قائم على قبرزيد بن ثابت : هكذا يذهب العلم
وكان ميمون بن مهران إذا ذكر ابن عباس وابن عمر عنده يقول : ابن عمر أورعهما ، وابن عباس أعلمهما وقال أيضا : ما رأيت أفقه من ابن عمر ، ولا أعلم من ابن عباس .
وكان ابن سيرين يقول : " اللهم أبقني ما أبقيت ابن عمر أقتدي به " .
يتبع
قال الليث عن مجاهد : العلماء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
وقال سعيد عن قتادة في قوله تعالى : { ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق } قال : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
وقال يزيد بن عمير : لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل : يا أبا عبد الرحمن أوصنا ، قال أجلسوني ، إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما ، يقول ذلك ثلاث مرات ، التمس العلم عند أربعة رهط : عند عويمر بن أبي الدرداء ، وعند سلمان الفارسي ، وعند عبد الله بن مسعود ، وعند عبد الله بن سلام .
وقال مالك بن يخامر : لما حضرت معاذا الوفاة بكيت ، فقال ما يبكيك ؟ قلت : والله ما أبكي على دنيا كنت أصيبها منك ، ولكن أبكي على العلم والإيمان اللذين كنت أتعلمهما منك ، فقال : إن العلم والإيمان مكانهما ، من ابتغاهما وجدهما ، اطلب العلم عند أربعة ، فذكر هؤلاء الأربعة ، ثم قال : فإن عجز عنه هؤلاء فسائر أهل الأرض عنه أعجز ، فعليك بمعلم إبراهيم ، قال : فما نزلت بي مسألة عجزت عنها إلا قلت : يا معلم إبراهيم .
وقال أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي إسحاق ، قال : قال عبد الله : علماء الأرض ثلاثة ، فرجل بالشام ، وآخر بالكوفة ، وآخر بالمدينة ، فأما هذان فيسألان الذي بالمدينة ، والذي بالمدينة لا يسألهما عن شيء .
وقال الشعبي : ثلاثة يستفتي بعضهم من بعض : فكان عمر وعبد الله وزيد بن ثابت يستفتي بعضهم من بعض ، وكان علي وأبي بن كعب وأبو موسى الأشعري يستفتي بعضهم من بعض ، قال الشيباني : فقلت للشعبي : وكان أبو موسى بذاك ؟ فقال : ما كان أعلمه ، قلت : فأين معاذ ؟ فقال : هلك قبل ذلك .
وقال أبو البختري : قيل لعلي بن أبي طالب : حدثنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : عن أيهم ؟ قال : عن عبد الله بن مسعود ، قال : قرأ القرآن ، وعلم السنة ، ثم انتهى ، وكفاه بذلك ; قال : فحدثنا عن حذيفة ; قال : أعلم أصحاب محمد بالمنافقين ، قالوا : فأبو ذر ، قال : كنيف مليء علما عجز فيه ، قالوا : فعمار ، قال : مؤمن نسي إذا ذكرته ذكر ، خلط الله الإيمان بلحمه ودمه ، ليس للنار فيه نصيب ، قالوا : فأبو موسى ، قال : صبغ في العلم صبغة ، قالوا : فسلمان ، قال : علم العلم الأول والآخر ، بحر لا ينزح ، منا أهل البيت ، قالوا : فحدثنا عن نفسك يا أمير المؤمنين ، قال : إياها أردتم ، كنت إذا سئلت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت
وقال مسلم عن مسروق : شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ; فوجدت علمهم ينتهي إلى ستة : إلى علي ، وعبد الله ، وعمر ، وزيد بن ثابت ، وأبي الدرداء ، وأبي بن كعب ، ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى علي وعبد الله .
وقال مسروق أيضا : جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكانوا كالإخاذ : الإخاذة تروي الراكب ، والإخاذة تروي الراكبين والإخاذة تروي العشرة ، والإخاذة لو نزل بها أهل الأرض لأصدرتهم ، وإن عبد الله من تلك الإخاذ .
وقال الشعبي : إذا اختلف الناس في شيء فخذوا بما قال عمر
وقال ابن مسعود : إني لأحسب عمر ذهب بتسعة أعشار العلم وقال أيضا : لو أن علم عمر وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علم عمر .
وقال حذيفة : كأن علم الناس مع علم عمر دس في حجر .
وقال الشعبي : قضاة هذه الأمة : عمر ، وعلي ، وزيد ، وأبو موسى .
وقال سعيد بن المسيب : كانعمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن
وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود بأنه عليم معلم ، وبدأ به في قوله : { خذواالقرآن من أربعة : من ابن أم عبد ، ومن أبي بن كعب ، ومن سالم مولى أبي حذيفة ، ومن معاذ بن جبل }
ولما ورد أهل الكوفة على عمر أجازهم ، وفضل أهل الشام عليهم في الجائزة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين تفضل أهل الشام علينا ؟ فقال : يا أهل الكوفة أجزعتم أن فضلت أهل الشام عليكم لبعد شقتهم وقد آثرتكم بابن أم عبد ؟ .
وقال عقبة بن عمرو : ما أرى أحدا أعلم بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من عبد الله ، فقال أبو موسى : إن تقل ذلك فإنه كان يسمع حين لا نسمع ، ويدخل حين لا ندخل
وقال عبد الله : ما أنزلت سورة إلا وأنا أعلم فيم أنزلت ، ولو أني أعلم أن رجلا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لأتيته
وقال زيد بن وهب : كنت جالسا عند عمر فأقبلعبد الله فدنا منه ، فأكب عليه وكلمه بشيء ، ثم انصرف ، فقال عمر : كنيف مليء علما .
وقال الأعمش عن إبراهيم : إنه كان لا يعدل بقول عمر وعبد الله إذا اجتمعا ، فإذا اختلفا كان قول عبد الله أعجب إليه ; لأنه كان ألطف
وقال أبو موسى : لمجلس كنت أجالسه عبد الله أوثق في نفسي من عمل سنة
وقال عبد الله بن بريدة في قوله تعالى : { حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا } قال : هو عبد الله بن مسعود
وقيل لمسروق : كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال : والله لقد رأيت الأحبار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض .
وقالأبو موسى : ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألناه عائشة إلا وجدنا عندها منه علما
وقال ابن سيرين : كانوا يرون أن أعلمهم بالمناسك عثمان بن عفان ، ثم ابن عمر بعده .
وقال شهر بن حوشب : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له
وقال علي : أبو ذر أوعى علما ثم أوكى عليه فلم يخرج منه شيئا حتى قبض .
وقال مسروق : قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم
وقال الجريري عن أبي تميمة : قدمنا الشام فإذا الناس مجتمعون يطيفون برجل ، قال : قلت : من هذا ؟ قالوا : هذا أفقه من بقي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، هذا عمرو البكالي .
وقال سعيد : قال ابن عباس وهو قائم على قبرزيد بن ثابت : هكذا يذهب العلم
وكان ميمون بن مهران إذا ذكر ابن عباس وابن عمر عنده يقول : ابن عمر أورعهما ، وابن عباس أعلمهما وقال أيضا : ما رأيت أفقه من ابن عمر ، ولا أعلم من ابن عباس .
وكان ابن سيرين يقول : " اللهم أبقني ما أبقيت ابن عمر أقتدي به " .
يتبع
تعليق