المطويات الدعوية ...74
إعداد أبي أسامة سمير الجزائري
قدم لها: الشيخ علي الرملي حفظه الله
حرمة حلق اللحية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه فتاوى في حرمة حلق اللحية جمعتها باختصار وتصرف من فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله راجيا من الله التوفيق والسداد.
حلق اللحية حرام
فقد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأمر بإعفاء اللحى وإرخائها من حديث ابن عمر في الصحيحين ، ومن حديث أبي هريرة في صحيح مسلم ، وورد في ذلك أحاديث أخرى في غير الصحيحين ، وكلها تدل على وجوب إعفاء اللحى وإرخائها وتوفيرها ، كما تدل على تحريم حلقها وتقصيرها ؛ لأن الأصل في الأوامر الوجوب ، والأصل في النهي التحريم ، ولا يجوز لأحد أن يصرف النصوص عن أصلها وظاهرها إلا بحجة صحيحة يحسن الاعتماد عليها ، ولا حجة لمن أخرج هذه الأحاديث عن أصلها وظاهرها وقال : إنها لا تدل على الوجوب ، أو لا تدل على تحريم الحلق والتقصير .
أما الحديث الذي رواه الترمذي ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، سنن الترمذي الأدب (2762). أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها فهو حديث باطل عند أهلم العلم ؛ لأن في إسناده عمر بن هارون البلخي ، وهو من المتهمين بالكذب عند أكثر أئمة الحديث ونقاده ، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر
في (تهذيب التهذيب وتقريبه) ، وكما ذكر ذلك الذهبي في (الميزان) .
وقد جمع أخونا العلامة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم العاصي - رحمه الله - رسالة في هذه المسألة أرجو أن يكون فيها وفيما ذكرنا الكفاية والجواب الشافي لسؤالكم .
حكم حلق العارضين والذقن
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) الجزء الخامس ، صـ 290-291 .
س : ما حكم حلق العارضين وترك الذقن ؟
ج : اللحية عند أئمة اللغة : هي ما نبت على الخدين والذقن .
فلا يجوز للمسلم أن يأخذ شعر الخدين ، بل يجب توفير ذلك مع الذقن ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : صحيح البخاري اللباس (5552),صحيح مسلم الطهارة (257)... قصوا الشوارب ، وأعفوا اللحى ، خالفوا المشركين متفق عليه ،
وقوله - عليه الصلاة والسلام - : قصوا الشوارب ، ووفروا اللحى ، خالفوا المشركين رواه البخاري في الصحيح .
وقال ابن عمر - رضي الله عنه - : إن الرسول - عليه الصلاة والسلام - أمرنا بإحفاء الشوارب ، وإرخاء اللحى متفق على صحته ،
وروى مسلم في الصحيح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس .
فيجب على المؤمنين توفير اللحية ، وقص الشارب ، كما أمر بذلك نبينا وإمامنا محمد - عليه الصلاة والسلام - ، وفي ذلك خير عظيم وإحياء للسنة ، مع التأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وامتثال أمره ، وفي ذلك ترك مشابهة المشركين ، والبعد عن مشابهة النساء .
والواجب على المؤمن أن لا يغتر بكثرة الحالقين ، وألا يتأسى بهم ؛ لكونهم قد خالفوا الشرع المطهر ، وخالفوا أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي بعثه الله هاديا ومبشرا ونذيرا ، الذي قال فيه جل وعلا : سورة الحشر الآية 7 وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وقال فيه سبحانه : سورة النور الآية 63 فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وقال عز وجل : سورة النساء الآية 13 وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ سورة النساء الآية 14 وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ في آيات كثيرات يحث فيها سبحانه على طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ويحذر فيها من معصية الله سبحانه ومعصية رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
والله الموفق .
حكم إعفاء اللحية
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) الجزء الثالث ، صـ 362-363 .
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه .
أما بعد :
فقد سألني بعض الإخوان عن الأسئلة التالية :
1 - هل تربية اللحية واجبة أو جائزة؟
2 - هل حلقها ذنب أو إخلال بالدين؟
3 - هل حلقها جائز مع تربية الشنب؟
والجواب عن هذه الأسئلة : أن نقول : صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين ، من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أحفوا الشوارب ، ووفروا اللحى ، خالفوا المشركين .
وقال العلامة الكبير والحافظ الشهير أبو محمد ابن حزم : ( اتفق العلماء على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض ) . ا هـ .
والأحاديث في هذا الباب وكلام أهل العلم - فيما يتعلق بإحفاء الشوارب وتوفير اللحى وإكرامها وإرخائها - كثير لا يتيسر استقصاء الكثير منه في هذه الكلمة .
ومما تقدم من الأحاديث ، وما نقله ابن حزم من الإجماع يعلم الجواب عن الأسئلة الثلاثة . وخلاصته : أن تربية اللحية وتوفيرها وإرخاءها فرض لا يجوز تركه ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بذلك ، وأمره على الوجوب ، كما قال الله عز وجل : سورة الحشر الآية 7 وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وهكذا قص الشارب واجب ، وإحفاؤه أفضل ، أما توفيره أو اتخاذ الشنبات فذلك لا يجوز ؛ لأنه يخالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك يوجب للمسلم الحذر مما نهى الله عنه ورسوله ، والمبادرة إلى امتثال ما أمر الله به ورسوله .
ومن ذلك يعلم أيضا أن إعفاء الشارب واتخاذ الشنبات ذنب من الذنوب ، ومعصية من المعاصي ، وهكذا حلق اللحية وتقصيرها من جملة الذنوب والمعاصي التي تنقص الإيمان وتضعفه ، ويخشى منها حلول
غضب الله ونقمته .وفي الأحاديث المذكورة آنفا الدلالة على أن إطالة الشوارب وحلق اللحى وتقصيرها من مشابهة المجوس والمشركين . وقد علم أن التشبه بهم منكر لا يجوز فعله ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : سنن أبو داود اللباس (4031). من تشبه بقوم فهو منهم .
وأرجو أن يكون في هذا الجواب كفاية ومقنع .
والله ولي التوفيق . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه .
مدونة المطويات الدعوية
إعداد أبي أسامة سمير الجزائري
قدم لها: الشيخ علي الرملي حفظه الله
حرمة حلق اللحية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه فتاوى في حرمة حلق اللحية جمعتها باختصار وتصرف من فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله راجيا من الله التوفيق والسداد.
حلق اللحية حرام
فقد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأمر بإعفاء اللحى وإرخائها من حديث ابن عمر في الصحيحين ، ومن حديث أبي هريرة في صحيح مسلم ، وورد في ذلك أحاديث أخرى في غير الصحيحين ، وكلها تدل على وجوب إعفاء اللحى وإرخائها وتوفيرها ، كما تدل على تحريم حلقها وتقصيرها ؛ لأن الأصل في الأوامر الوجوب ، والأصل في النهي التحريم ، ولا يجوز لأحد أن يصرف النصوص عن أصلها وظاهرها إلا بحجة صحيحة يحسن الاعتماد عليها ، ولا حجة لمن أخرج هذه الأحاديث عن أصلها وظاهرها وقال : إنها لا تدل على الوجوب ، أو لا تدل على تحريم الحلق والتقصير .
أما الحديث الذي رواه الترمذي ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، سنن الترمذي الأدب (2762). أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها فهو حديث باطل عند أهلم العلم ؛ لأن في إسناده عمر بن هارون البلخي ، وهو من المتهمين بالكذب عند أكثر أئمة الحديث ونقاده ، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر
في (تهذيب التهذيب وتقريبه) ، وكما ذكر ذلك الذهبي في (الميزان) .
وقد جمع أخونا العلامة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم العاصي - رحمه الله - رسالة في هذه المسألة أرجو أن يكون فيها وفيما ذكرنا الكفاية والجواب الشافي لسؤالكم .
حكم حلق العارضين والذقن
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) الجزء الخامس ، صـ 290-291 .
س : ما حكم حلق العارضين وترك الذقن ؟
ج : اللحية عند أئمة اللغة : هي ما نبت على الخدين والذقن .
فلا يجوز للمسلم أن يأخذ شعر الخدين ، بل يجب توفير ذلك مع الذقن ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : صحيح البخاري اللباس (5552),صحيح مسلم الطهارة (257)... قصوا الشوارب ، وأعفوا اللحى ، خالفوا المشركين متفق عليه ،
وقوله - عليه الصلاة والسلام - : قصوا الشوارب ، ووفروا اللحى ، خالفوا المشركين رواه البخاري في الصحيح .
وقال ابن عمر - رضي الله عنه - : إن الرسول - عليه الصلاة والسلام - أمرنا بإحفاء الشوارب ، وإرخاء اللحى متفق على صحته ،
وروى مسلم في الصحيح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال جزوا الشوارب ، وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس .
فيجب على المؤمنين توفير اللحية ، وقص الشارب ، كما أمر بذلك نبينا وإمامنا محمد - عليه الصلاة والسلام - ، وفي ذلك خير عظيم وإحياء للسنة ، مع التأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وامتثال أمره ، وفي ذلك ترك مشابهة المشركين ، والبعد عن مشابهة النساء .
والواجب على المؤمن أن لا يغتر بكثرة الحالقين ، وألا يتأسى بهم ؛ لكونهم قد خالفوا الشرع المطهر ، وخالفوا أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي بعثه الله هاديا ومبشرا ونذيرا ، الذي قال فيه جل وعلا : سورة الحشر الآية 7 وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وقال فيه سبحانه : سورة النور الآية 63 فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وقال عز وجل : سورة النساء الآية 13 وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ سورة النساء الآية 14 وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ في آيات كثيرات يحث فيها سبحانه على طاعته وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ويحذر فيها من معصية الله سبحانه ومعصية رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
والله الموفق .
حكم إعفاء اللحية
(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة) الجزء الثالث ، صـ 362-363 .
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه .
أما بعد :
فقد سألني بعض الإخوان عن الأسئلة التالية :
1 - هل تربية اللحية واجبة أو جائزة؟
2 - هل حلقها ذنب أو إخلال بالدين؟
3 - هل حلقها جائز مع تربية الشنب؟
والجواب عن هذه الأسئلة : أن نقول : صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين ، من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أحفوا الشوارب ، ووفروا اللحى ، خالفوا المشركين .
وقال العلامة الكبير والحافظ الشهير أبو محمد ابن حزم : ( اتفق العلماء على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض ) . ا هـ .
والأحاديث في هذا الباب وكلام أهل العلم - فيما يتعلق بإحفاء الشوارب وتوفير اللحى وإكرامها وإرخائها - كثير لا يتيسر استقصاء الكثير منه في هذه الكلمة .
ومما تقدم من الأحاديث ، وما نقله ابن حزم من الإجماع يعلم الجواب عن الأسئلة الثلاثة . وخلاصته : أن تربية اللحية وتوفيرها وإرخاءها فرض لا يجوز تركه ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بذلك ، وأمره على الوجوب ، كما قال الله عز وجل : سورة الحشر الآية 7 وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وهكذا قص الشارب واجب ، وإحفاؤه أفضل ، أما توفيره أو اتخاذ الشنبات فذلك لا يجوز ؛ لأنه يخالف قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك يوجب للمسلم الحذر مما نهى الله عنه ورسوله ، والمبادرة إلى امتثال ما أمر الله به ورسوله .
ومن ذلك يعلم أيضا أن إعفاء الشارب واتخاذ الشنبات ذنب من الذنوب ، ومعصية من المعاصي ، وهكذا حلق اللحية وتقصيرها من جملة الذنوب والمعاصي التي تنقص الإيمان وتضعفه ، ويخشى منها حلول
غضب الله ونقمته .وفي الأحاديث المذكورة آنفا الدلالة على أن إطالة الشوارب وحلق اللحى وتقصيرها من مشابهة المجوس والمشركين . وقد علم أن التشبه بهم منكر لا يجوز فعله ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : سنن أبو داود اللباس (4031). من تشبه بقوم فهو منهم .
وأرجو أن يكون في هذا الجواب كفاية ومقنع .
والله ولي التوفيق . وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه .
مدونة المطويات الدعوية