بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرح الحديث الثاني و العشرين من الأربعين النووية (6):
و دخول الجنة في النصوص تارة يراد به الدخول الأول، وتارة يراد به الدخول المآلي، وهذا في الإثبات يعني إذا قيل : دخل الجنة، فإنه قد يراد بالنص أنه يدخلها أولا، يعني : مع من يدخلها أولا، ولا يكون عليه عذاب قبل ذلك، فيغفر له إن كان من أهل الوعيد، أو يكفّر الله عنه خطاياه إلى آخر ذلك، و أن يكون المقصود ب "دخل الجنة " أن الدخول مآلي، بمعنى : أنه سيؤول إلى دخول الجنة، كقوله عليه الصلاة و السلام : " من كان آخركلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" (1) " من صلى المكتوبات كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة " (2) " يُدعى الصائمون يوم القيامة من باب الريان".
و هكذا في أحاديث كما ذكرت متنوعة، فإذن في الأحاديث التي فيها دخول الجنة بالإثبات: تارة يراد بها الدخول الأول، و تارة يراد بها الدخول المآلي، و يترتب على هذا النفي ، فإذا نفي دخول الجنة عن عمل من الأعمال، فإنه يراد بها نفي الدخول الأول، أو نفي الدخول المآلي ، و الذي ينفي عنه الدخول المآلي هم أهل التوحيد الذين لهم ذنوب يُطهرون منها، إن لم يغفر الله - جل وعلا - لهم، و أما الذين ينفى عنهم الدخول المآلي يعني لا يدخلونها أولا و لا مآلا لا يؤولون إلى الجنة أصلا، فهؤلاء هم أهل الكفر.
في الأول - مثلا- قوله عليه الصلاة و السلام : " لا يدخل الجنة قتّات " (3) " لا يدخل الجنة قاطع رحم " (4) " لا يدخل الجنة نمام " (5) و أشباه ذلك، فهذه فيها أنه لا يدخل الجنة، معناه : لا يدخلها أبدا ؟ لا ، بل لا يدخلها أولا.
و في بعض النصوص نفي دخول الجنة الدخول المآلي ، أي لا يؤولون إلى الجنة أصلا يعني خالدين في النار هي مثواهم ، كما في قوله تعال: { و لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } [ سورة الأعراف 40] و كما في قوله تعالى : { فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار } [ المائدة 72 ].
فتحصل لنا - كقاعدة عامة من قواعد أهل السنة في فهم آيات و أحاديث الوعيد - أن الآية و الحديث إذا كان فيه إثبات دخول الجنة على فعل من الأفعال، فإن هذا الإثبات ينقسم إلى :
دخول أول، بمعنى : أنه يغفر له، فلا يؤاخذ، أو أنه ليس من أهل الحساب، أو أن الله جل وعلا غفر له فيدخلها أولا ، أو أنه من أهل الدخول المآلي ، وهكذا عكسها فلا يدخلها أولا، أو لا يدخلها أولا ولا مآلا، على حد سواء.
و هذا من القواعد الفقهية المهمة عند أهل السنة التي خالفوا بها الخوارج و المعتزلة إلى آخره. اهـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرح الحديث الثاني و العشرين من الأربعين النووية (6):
و دخول الجنة في النصوص تارة يراد به الدخول الأول، وتارة يراد به الدخول المآلي، وهذا في الإثبات يعني إذا قيل : دخل الجنة، فإنه قد يراد بالنص أنه يدخلها أولا، يعني : مع من يدخلها أولا، ولا يكون عليه عذاب قبل ذلك، فيغفر له إن كان من أهل الوعيد، أو يكفّر الله عنه خطاياه إلى آخر ذلك، و أن يكون المقصود ب "دخل الجنة " أن الدخول مآلي، بمعنى : أنه سيؤول إلى دخول الجنة، كقوله عليه الصلاة و السلام : " من كان آخركلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" (1) " من صلى المكتوبات كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة " (2) " يُدعى الصائمون يوم القيامة من باب الريان".
و هكذا في أحاديث كما ذكرت متنوعة، فإذن في الأحاديث التي فيها دخول الجنة بالإثبات: تارة يراد بها الدخول الأول، و تارة يراد بها الدخول المآلي، و يترتب على هذا النفي ، فإذا نفي دخول الجنة عن عمل من الأعمال، فإنه يراد بها نفي الدخول الأول، أو نفي الدخول المآلي ، و الذي ينفي عنه الدخول المآلي هم أهل التوحيد الذين لهم ذنوب يُطهرون منها، إن لم يغفر الله - جل وعلا - لهم، و أما الذين ينفى عنهم الدخول المآلي يعني لا يدخلونها أولا و لا مآلا لا يؤولون إلى الجنة أصلا، فهؤلاء هم أهل الكفر.
في الأول - مثلا- قوله عليه الصلاة و السلام : " لا يدخل الجنة قتّات " (3) " لا يدخل الجنة قاطع رحم " (4) " لا يدخل الجنة نمام " (5) و أشباه ذلك، فهذه فيها أنه لا يدخل الجنة، معناه : لا يدخلها أبدا ؟ لا ، بل لا يدخلها أولا.
و في بعض النصوص نفي دخول الجنة الدخول المآلي ، أي لا يؤولون إلى الجنة أصلا يعني خالدين في النار هي مثواهم ، كما في قوله تعال: { و لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } [ سورة الأعراف 40] و كما في قوله تعالى : { فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار } [ المائدة 72 ].
فتحصل لنا - كقاعدة عامة من قواعد أهل السنة في فهم آيات و أحاديث الوعيد - أن الآية و الحديث إذا كان فيه إثبات دخول الجنة على فعل من الأفعال، فإن هذا الإثبات ينقسم إلى :
دخول أول، بمعنى : أنه يغفر له، فلا يؤاخذ، أو أنه ليس من أهل الحساب، أو أن الله جل وعلا غفر له فيدخلها أولا ، أو أنه من أهل الدخول المآلي ، وهكذا عكسها فلا يدخلها أولا، أو لا يدخلها أولا ولا مآلا، على حد سواء.
و هذا من القواعد الفقهية المهمة عند أهل السنة التي خالفوا بها الخوارج و المعتزلة إلى آخره. اهـ
ــــــــــــــــ
(1) : صحيح الجامع للألباني الحديث رقم : 11425
(2) : صحيح : رواه النسائي وصححه الإمام الألباني في صحيح الجامع :3243
(3) : متفق عليه . رواه البخاري (189 و مسلم (1027)
(4) : متفق عليه رواه البخاري ( 6056) و مسلم ( 105)
(5) : صحيح رواه مسلم ( 2556) و الترمذي (2026) و أبو داوود ( 4871)
(6) : عَنْ أَبيْ عَبْدِ اللهِ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَرَأَيتَ إِذا صَلَّيْتُ المَكْتُوبَاتِ، وَصُمْتُ رَمَضانَ، وَأَحلَلتُ الحَلاَلَ، وَحَرَّمْتُ الحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلى ذَلِكَ شَيئاً أَدخُلُ الجَنَّة ؟ قَالَ: نَعَمْ"[153] رواه مسلم