[فوائد مستخلصة] هل قول (لبيك عمرة) تلفظ بالنية؟ | الشيخ صالح العصيمي

[أبو عبدالله أحمد التويجري]

بسم الله
هل قول (لبيك عمرة) تلفظ بالنية؟ | الشيخ صالح العصيمي
تحت
حكم التلفظ بالنية؟ وهل صح ذلك عن الشافعي؟ | الشيخ صالح العصيمي

تفريغ :
ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى أن الناسك يشرع له التلفظ بما نوى بأن يقول لبيك عمرة أو اللهم لبيك عمرة، أو أن يقول لبيك حجا، أو يقول اللهم لبيك حجا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبيك عمرة وحجا، وفي لفظ لبيك بعمرة وحجٍ. وهل هذا التلفظ تلفظ بالنية أم تلفظ بنسك قولان لأهل العلم أصحهما أن هذا تلفظ بالنسك وليس تلفظ بالنية لأن النية محلها القلب، ولم يشرع التلفظ بها في شيء من العبادات، وإنما الذي تلفظ به عند الدخول في النسك تعيينه، وبيان مقصود الناسك في نسكه الذي أراده، فإذا قال لبيك عمرة دل على إرادته العمرة، وإذا قال لبيك حجا دل على إرادته الحج، وإذا قال لبيك عمرة وحج. دل على تعيين نسكه للعمرة والحج وهو القران كما سيأتي فالمختار أن هذا تلفظ ببيان النسك وليس تلفظ بالنية في أصح قولي أهل العلم رحمهم الله تعالى.

[أبو عبدالله أحمد التويجري]

حكم التلفظ بالنية؟ وهل صح ذلك عن الشافعي؟ | الشيخ صالح العصيمي
تفريغ :
ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى أنه لا يشرع التلفظ بما ينويه العبد إلا في الإحرام خاصة لأنه هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما عدا ذلك فلا ينبغي له أن يتلفظ فيه بالنية. والصحيح أن ما وقع منه صلى الله عليه وسلم ليس التلفظ بالنية، وإنما هو بيان للنسك المراد المقصود، فلا يشرع التلفظ بالنية لا في حج ولا في وضوء ولا في عمرة ولا في حج، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل نويت أن أحج، أو نويت أن اعتمر، أو نويت أن أتوضأ، أو نويت أن أصلي فلم ينقل ذلك عنه، ولم ينقل عن أصحابه رضي الله عنهم. وقد قطع المصنف رحمه الله تعالى بأن هذا لم يعهد عن السلف الصالح، ومراده بالسلف الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وهو كما قال فإن هذا إنما وجد في كلام غيرهم، فوجد هذا في كلام الشافعي، كما روى ذلك عنه بسند صحيح ابن المقرئ في معجمه و السبكي في طبقاته، فما يوجد في كلام أبي العباس بن تيمية رحمه الله تعالى وتلميذه ابن القيم أن ذلك لا يعرف عن أحد من أئمة أهل العلم فيه نظر، فقد صح ذلك عن الشافعي، لكن الشافعي رحمه الله تعالى قد ترك هذا وهجر القول بالتلفظ بالنية عند الصلاة الذي صح عنه عند ابن المقري و السبكي في الطبقات، والذي دل على هجره أنه أخلاه من كتبه، فهذا كتاب الأم بين أيدينا، ولم يذكر فيه الشافعي هذه المسألة، فكأن الشافعي كان يرى هذا قديما ثم تركه، وهو الصحيح لأنه لا يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين رحمهم الله تعالى، فهو من محدثات الأمور وبدع الأعمال التي دخلت على الناس.