طريق سالم للتفضيل بين العبادات | الشيخ صالح العصيمي
قطوف العصيمي
5 مايو
2024
فالأئمة الأربعة متفقون على أن المحرم إن اعتمر وحج في سفرتين، فأفرد كل نسك في سفرة؛ فالأفضل له حينئذ أن يكون نسك الحج إفرادا؛ فلا يجمع إليه عمرة.
ويكون التعظيم حينئذ بكيفية النسك، لا بكميته؛ فإنه في الكمية يظهر أن من جمع عمرة وحجة أفضل، لكن معظم البيت الحرام بسفرة في عمرة وسفرة في حجة أكثر تعظيما في الكيفية ممن جمع بينهما.
وممن يكون الإفراد له أفضل له: من اعتمر قبل أشهر الحج؛ أي اعتمر قبل دخول أشهر الحج الثلاثة؛ وهي شوال، وذو القعدة، وعشر ذي الحجة عند الجمهور، ومذهب المالكية أن شهر ذي الحجة تاما يعد من أشهر الحج، وهو الأظهر؛ للمأثور في ذلك من الآثار، والله أعلم.
والمقصود أن الإفراد حينئذ يكون أفضل إذا اعتمر قبل أشهر الحج.
وهذا من المسائل التي يقال فيها: إن أبواب التفضيل عند الفقهاء تراعى فيها اعتبارات تختلف باختلاف الأعيان؛ فلا يطلق القول بأن هذا أفضل من هذا، وإنما يكون هذا أفضل في حق هذا، وهذا أفضل في حق هذا، باعتبار الأوصاف التي توجد في الحكم ومن تعلق به من العاملين به.