هذا كلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ أجزل الله له المثوبة ـ في مسألة : سقوط إنكار المنكر في حالة عدم رجاء انتفاع أصحاب المنكرات بهذا الإنكار والنّصح ، ذكره في معرض كلامه على قضيّة تشبّه المسلمين باليهود والنصارى الذي أخبر النّبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ بوقوعه من أمّته لا محالة ، كما دلّ عليه حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه : « لتتبعن سنن من كان قبلكم... » الحديث .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله ــ : (( ... و أيضًا لو فرض أنّ النّاس لا يترك أحد منهم هذه المشابهة المنكرة ( أي مشابهة الكفّار ونحوها ) لكان في العلم بها معرفة القبيح والإيمان بذلك ؛ فإنّ نفس العلم والإيمان بما كرهه الله خير ، وإن لم يعمل به ؛ بل فائدة العلم والإيمان أعظم من فائدة مجرد العمل الذي لم يقترن به علم ، فإنّ الإنسان إذا عرف المعروف وأنكر المنكر كان خيرًا من أن يكون ميت القلب لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا .
ألا ترى أنّ النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال :« من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان » رواه مسلم
وفي لفظ : « ليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل» وإنكار القلب هو : الإيمان بأنّ هذا منكر وكراهته لذلك ، فإذا حصل هذا ، كان في القلب إيمان ، وإذا فقد القلب معرفة هذا المعروف ، وإنكار هذا المنكر ، ارتفع هذا الإيمان من القلب .
وأيضًا : فقد يستغفر الرّجل من الذّنب مع إصراره عليه ، أو يأتي بحسنات تمحوه أو تمحو بعضه ، و قد تُقلّل منه ، و قد تُضعف همّته في طلبه إذا علم أنّه منكر .
ثمّ لو فُرض أنّا علمنا أنّ النّاس لا يتركون المنكر ، و لا يعترفون بأنّه منكر ، لم يكن ذلك مانعا من إبلاغ الرّسالة ، و بيان العلم ، بل ذلك لا يُسقط وجوب الإبلاغ و لا وجوب الأمر والنهي في إحدى الروايتين عن أحمد و قول كثير من أهل العلم ؛ على أنّ هذا ليس موضع استقصاء ذلك .. ولله الحمد على ما أخبر به النّبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ من أنّه « لا تزال من أمّته طائفة ظاهرة على الحقّ حتّى يأتيَ أمر الله »وليس هذا الكلام من خصائص هذه المسألة (أي مسألة التشبّه) بل هو وارد في كلّ منكرٍ قد أخبر الصّادق بوقوعه )) انتهى كلامه رحمه الله ؛ من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (1/148ــ 149) طبعة مكتبة الرشد الأولى .
ألا ترى أنّ النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال :« من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان » رواه مسلم
وفي لفظ : « ليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل» وإنكار القلب هو : الإيمان بأنّ هذا منكر وكراهته لذلك ، فإذا حصل هذا ، كان في القلب إيمان ، وإذا فقد القلب معرفة هذا المعروف ، وإنكار هذا المنكر ، ارتفع هذا الإيمان من القلب .
وأيضًا : فقد يستغفر الرّجل من الذّنب مع إصراره عليه ، أو يأتي بحسنات تمحوه أو تمحو بعضه ، و قد تُقلّل منه ، و قد تُضعف همّته في طلبه إذا علم أنّه منكر .
ثمّ لو فُرض أنّا علمنا أنّ النّاس لا يتركون المنكر ، و لا يعترفون بأنّه منكر ، لم يكن ذلك مانعا من إبلاغ الرّسالة ، و بيان العلم ، بل ذلك لا يُسقط وجوب الإبلاغ و لا وجوب الأمر والنهي في إحدى الروايتين عن أحمد و قول كثير من أهل العلم ؛ على أنّ هذا ليس موضع استقصاء ذلك .. ولله الحمد على ما أخبر به النّبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ من أنّه « لا تزال من أمّته طائفة ظاهرة على الحقّ حتّى يأتيَ أمر الله »وليس هذا الكلام من خصائص هذه المسألة (أي مسألة التشبّه) بل هو وارد في كلّ منكرٍ قد أخبر الصّادق بوقوعه )) انتهى كلامه رحمه الله ؛ من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (1/148ــ 149) طبعة مكتبة الرشد الأولى .