حكم الدعاء على الكفار بعامة.
هده مناقشة علمية كنت نقلتها من شبكة سحاب لأهميتها و لما تضمنته من فوائدة نافعة طيبة أسأله تعالى أن ينفع بها و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل
علي الفضلي
الدعاء على الكافرين بالتعميم جائز ، فيدعى عليهم بالهلاك فإن
في هلاك الكافر صلاحا للعباد والبلاد ، فإن رجي هداية بعضهم
دعي لهم بالهداية ، وقد جاءت السنة بهذا وبهذا :
فبوب البخاري في كتاب الدعوات من صحيحه : [ باب الدعاء
على المشركين ] و [باب الدعاء علىالمشركين] ، و في كتاب
الاستسقاء نحوه .
ولقد استنبط الحافظ في الفتح 7/384 الدعاء على المشركين
بالتعميم من قصة خبيب بن عدي رضي الله عنه ، حيث دعا
فقال : " اللهم احصهم عددا، واقتلهم بددا ، ولا تبق منهم أحدا " ؛
وهي دعوة في زمن الوحي ولم تُنكر ، والعبرة بعموم لفظها لا
بخصوص سببها .
وفيقول الله تعالى : {{ وقال نوح رب لا تذر على الأرض من
الكافرين ديارا ، إنك إنتذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا
كفارا }}. نصٌ على أن هذه الدعوة من شرع نوح، ولذا استجابها
الله عزوجل ، ولو كانت خطيئة أو تعديا لبين الله تعالى ذلك ،
ولم يقره على الخطأ ، كما هو الحال في معاتبة الله له لما دعا
لولده ، وأما إخباره سبحانه لنوح بأنه لن يومن غير من آمن
فليس فيه أنه لو لم يخبره سبحانه لما جاز له الدعاء فلا تلازم
بين الأمر الشرعي والأمر الكوني كما سيأتي،
وقد حرر الحافظ ابن حجر في " الفتح " أن نوحا يعتذر يوم
الموقف بأمرين :
الأول : أنه استنفد الدعوة التي له ، إذ كل نبي له دعوة مستجابة
، ولذا قال : إنه كانت لي دعوة دعوتها على قومي .
ثانيا : دعاؤه لابنه ، وهذه هي الخطيئة التي أشار إليها في
حديث أنس رضيالله عنه .
وقد قرر العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم أُعطي مثل دعوة
نوح عليه السلام، ولكنه لم يستنفدها ، بل ادخرها للأمة في
الآخرة.، وفي الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله
عنها : [ ....قال ملك الجبال : يا محمد : إن الله قد سمع قول
قومك لك ، وأنا ملك الجبال ،قد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك ،
فما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين . فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من
يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ].
ورحم الله تعالى ابن تيمية ، فإنه لما ذكر المسألة على جهة
البحث - كما في الفتاوى 8/336 قال : " ثم ننظر في شرعنا هل
نسخه أم لا ؟ .اه .
ولعل فيما ذكره ابن حجر من الاستدلال بعموم دعاء خبيب ما
يدلك على أنشرعنا لم ينسخ هذه الدعوة.
حجج المخالف :
* قال بعضهم : إن الدعاءعلى الكافرين بالهلاك طعن في الحكمة
الإلهية ، إذ قضى الله كونا أن يبقوا ! ودل الدليل على بقائهم إلى
قيام الساعة .
هذا الكلام غلط لوجوه :
الأول : أن هذا احتجاج بالقدر على الشرع ، وهذا باطل ، فالقدر
علم الله وكتابته ومشيئته وخلقه ، والشرع وظيفة العبد المكلف .
وهذا الاحتجاج هو عمدة القائلين بالتقريب بين الأديان في
زماننا !
، فهم يقولون : " ليس من أهداف الإسلام أن يفرض نفسه على
الناس فرضا حتى يكون هو الديانة العالمية الوحيدة ، إذ أن كل
ذلك محاولة فاشلة ، ومقاومة لسنة الوجود ، ومعاندة للإرادة
الإلهية " هذا كلام د. وهبة الزحيلي في كتابه " آثار الحرب " ،
وقد أجاد الدكتور الشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي في كتابه "
دعوة التقريب بين الأديان : دراسة نقدية في ضوء العقيدة
الإسلامية " .
الثاني : لو كان الدعاء بالتعميم طعنا في الحكمة الإلهية لنزه الله
تعالى أنبياءه ورسله من الوقوع فيه ، فنوح عليه السلام وهو
من أولي العزم كيف يطعن في الحكمة الإلهية بالدعاء على الكفار
، وغيره يوفق للسلامة ؟!! وما كان طعنا في الحكمة الإلهية الآن
فهو طعن في الحكمة الإلهية زمن نوح ، إذ لا تختلف الشرائع في
ذلك .
الثالث : احتج القرافي - رحمه الله تعالى - في " الفروق " على
أنه لا يجوز الدعاء " اللهم اغفر للمسلمين جميع ذنوبهم " بأن
الأحاديث جاءت بدخول طائفة من المسلمين النار بذنوبهم ، ففي
الدعاء تكذيب لتلك الأحاديث ..."
فرد ابن المشاط على القرافي هذا القول في كتابه " إدرار الشروق
على أنوار الفروق " فقال : " لقد كلف هذا الإنسان نفسه شططا ،
و ادعى دواعي لا دليل عليها ولا حاجة إليها وهما منه وغلطا
،وما المانع من أن يكلف الله تعالى خلقه أن يطلبوا منه المغفرة
لذنوب كل واحد من المؤمنين مع أنه قضى بأن منهم من لا يغفر
له ؟!! ومن أين تَلزم المنافاة بين طلب المغفرة ووجوب نقيضها
؟! هذا أمر لا أعرف له وجها إلا مجرد التحكم بمحض
التوهم...اه.
** وقال بعضهم : " إن الدعاء على الكفار بإهلاك أموالهم
بالتعميم فيه معارضة لآثار أسماء الله تعالى ".
وهذا غلط لوجوه :
الأول : أن آثار أسماء الله تعالى تكون في الخلق والأمر ، فالخلق
هو الأمر الكوني ، والأمر هو الأمر الشرعي .
فالرازق اسم من أسماء الله تعالى يتعلق أثره بالخلق فيرزق جميع
خلقه ، كما يتعلق أثره بالأمر كما في قوله تعالى {{ ومن يتق الله
يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب}}.
فالخلط بين الآثار المترتبة على الأمر الكوني والأمرالشرعي خطأ
بين ، وتقدم.
قال ابن القيم في " مدارج السالكين " : " وأنت إذا فرضت الحيوان
بجملته معدوما ، فمن يرزق الرازق سبحانه؟!
وإذا فرضت المعصية والخطيئة منتفية عن العالم ، فلمن يغفر؟!
وعمّن يعفو؟! وعلى من يتوب ويحلم؟!
وإذا فرضت الفاقات سُدّت ،والعبيد أغنياء معافون ، فأين السؤال
والتضرع والابتهال ، والإجابة ، وشهود الفضل والمنة ،
والتخصيص بالإنعام والإكرام ؟!اه.
الثاني : أن في ذلك لازما شنيعا وهو استجهال من هو من أولي
العزم من الرسل! فموسى عليه الصلاة والسلام دعا بقطع أرزاق
الكافرين ، فهل أنكر بذلك آثار اسم الله تعالى الرزاق؟!!
ورسولنا صلى الله عليه وسلم دعا بذلك ، فهل يُقال فيه ذلك؟!!
سبحانك هذا بهتان عظيم.
الثالث : مما يبطل هذا القولأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام دعا
ربه :{{ وارزق أهله من الثمرات من آمن باللهواليوم الآخر }}
فهذا هو الدعاء المشروع ، إذْ لا يشرع أن يقول مؤمن بالله
واليومالآخر ابتداء : اللهم ارزق المؤمنين والكافرين !.
وعليه فنحن اليوم ندعو على اليهود والنصارى فنقول "
اللهم احصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تبق منهم أحدا ، اللهم
اشدد وطأتك عليهم ، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف" ، وهذا
الدعاء هو المناسب لأحوال الأمة الإسلامية مع هؤلاء الأرجاس
وما يكيدونه للمسلمين والإسلام .
وصلى الله وسلم وباركعلى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
والحمد لله رب العالمين
هذا الرد نزلته بتصرف يسير جدا ، هو رد الشيخ المبارك عبد
السلام البرجس - رحمه الله تعالى - على معالي الشيخ صالح آل
الشيخ ، أعطاني الشيخ - رحمه الله تعالى - هذا الرد يدا بيد يوم
أن تغديت معه في محل إقامته في الشارقة بصحبة شيخي الفقيه
الشيخ حمد بن عبدالله الحمد ، إبان إحدى الدورات التي كان
يشارك فيها الشيخ - رحمه الله تعالى - .
ورده رد علمي رصين ، فأسأل الله تعالى أن يجعله في
ميزان حسناته ، وقد أفضى إلى ما عمل .
والحمد لله رب العالمين .
******************************
جزاك الله خيرا اخانا الكريم ولكن هناك رسالة للشيخ محمد بن
أحمد الفيفي ترد ما قرره الشيخ ابن برجس رحمه الله وقد نقل
كلاما عن الائمة فهى رسالة مفيده وهذا نصها منقول من موقع
ملتقى الاحبة فى الله وما أدرى هل الموقع سلفى ام غير سلفى
فلينتبه
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأئمة احذروا الاعتداء في الدعاء
إن مما لا شك فيه أن (الدعاء هو العبادة) كما صحب ذلك الخبر
عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من حديث النعمان بن بشير
رضي الله عنه) صحيح الجامع3407). ومادام ان الدعاء عبادة
فإنه يشترط لقبوله شرطان ،
الأول : الاخلاص ، فلا يدعو العبد إلا وهو يبتغي وجه الله لا رياءً
ولا سمعةً ،
والثاني : المتابعة : أي يقتفي فيه طريقة وهدي محمد صلى الله
عليه وسلم ، فإذا اختل واحد من هذين الشرطين فإن العمل يكون
باطلا مردوداً على صاحبه كائنا من كان ؛ لحديث عائشة رضي
الله عنها في الصحيحين قالت : قال عليه الصلاة والسلام : (من
أحدث في أمرنا هذاما ليس منه فهو رد )ولمسلم (من عمل عملا
ليس عليه أمرنا فهو رد) ، .
وقال شيخ الاسلام في الفتاوى 15/24 :"
وقوله تعالى (إنه لا يحب المعتدين) عقيب قوله (ادعوا ربكم
تضرعا وخفية) دليل على أن من لم يدعه تضرعا وخفية فهو من
المعتدين الذين لايحبهم .ا.هـ
ولاشك أنه مما ينبغي للعبد أن يتفطن له هو مايتقرب به الى الله
من الطاعات وخاصة الدعاء الذي نحن بصدد الكلام عليه هل
وافق فيها مراد الله وتابع فيهارسول الله ؟ فإن كان كذلك فليحمد
الله وليسأله المزيد ، وان كان غير ذلك فليتدارك ما بقي من
عمره وليصحح ما أفسد من عمله قبل ألا ينفع الندم .
ألا وإن مما ابتليت به الأمة في بعض الأمصار من محدثات في
طريقة الدعاء أو في ألفاظ الأدعية حتى رأينا وسمعنا ألوانا منها
صعب علينا إحصاؤها فضلا عن إنكارها ، وربما توارثها
الناس جيلا بعد جيل الى أن استقر الأمر عند بعضهم أنها من
السنة وهي ليست كذلك ، فإذا تُركِت قال : تُركت السنة ، قال ابن
مسعود رضي الله عنه " كيف أنتم إذا لبستكم فتنةيهرم فيها الكبير
ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غيرت قالوا :
غيرت السنة قيل : متى ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : " إذا
كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم
والتمست الدنيا بعمل الآخرة [ وتفقه لغير الدين ] " . رواه
الدرامي ( 1 / 64 ) والحاكم ( 4 / 514 - 515 ) بسند صحيح
فمن تلك الأمورالمحدثة :
** أولا : التغني بالدعاء والتطريب والتلحين وهو أمر محدث ويدل لذلك :
1ـ أن الأصل في العبادات المنع والتوقف لقوله صلى الله عليه
وسلم من حديثعائشة (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو
رد ) رواه البخاري ، فليس المنعم قتصراً على أصل العبادة
فحسب بل حتى في صفتها ووقتها وعددها وزمنها
ومكانهاوهيئتها ، ولا دليل على صفة التغني بالقنوت فكيف نتعبد
الله بما لم يشرع لنا ، ولوكان خيراً لسبقونا إليه ونقل إلينا.
2ـ إن الأمر بالتغني والترتيل إنما ورد في تلاوة القرآن لما روى
رضي الله عنه) صحيح الجامع3407). ومادام ان الدعاء عبادة
فإنه يشترط لقبوله شرطان ،
الأول : الاخلاص ، فلا يدعو العبد إلا وهو يبتغي وجه الله لا رياءً
ولا سمعةً ،
والثاني : المتابعة : أي يقتفي فيه طريقة وهدي محمد صلى الله
عليه وسلم ، فإذا اختل واحد من هذين الشرطين فإن العمل يكون
باطلا مردوداً على صاحبه كائنا من كان ؛ لحديث عائشة رضي
الله عنها في الصحيحين قالت : قال عليه الصلاة والسلام : (من
أحدث في أمرنا هذاما ليس منه فهو رد )ولمسلم (من عمل عملا
ليس عليه أمرنا فهو رد) ، .
وقال شيخ الاسلام في الفتاوى 15/24 :"
وقوله تعالى (إنه لا يحب المعتدين) عقيب قوله (ادعوا ربكم
تضرعا وخفية) دليل على أن من لم يدعه تضرعا وخفية فهو من
المعتدين الذين لايحبهم .ا.هـ
ولاشك أنه مما ينبغي للعبد أن يتفطن له هو مايتقرب به الى الله
من الطاعات وخاصة الدعاء الذي نحن بصدد الكلام عليه هل
وافق فيها مراد الله وتابع فيهارسول الله ؟ فإن كان كذلك فليحمد
الله وليسأله المزيد ، وان كان غير ذلك فليتدارك ما بقي من
عمره وليصحح ما أفسد من عمله قبل ألا ينفع الندم .
ألا وإن مما ابتليت به الأمة في بعض الأمصار من محدثات في
طريقة الدعاء أو في ألفاظ الأدعية حتى رأينا وسمعنا ألوانا منها
صعب علينا إحصاؤها فضلا عن إنكارها ، وربما توارثها
الناس جيلا بعد جيل الى أن استقر الأمر عند بعضهم أنها من
السنة وهي ليست كذلك ، فإذا تُركِت قال : تُركت السنة ، قال ابن
مسعود رضي الله عنه " كيف أنتم إذا لبستكم فتنةيهرم فيها الكبير
ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غيرت قالوا :
غيرت السنة قيل : متى ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : " إذا
كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم
والتمست الدنيا بعمل الآخرة [ وتفقه لغير الدين ] " . رواه
الدرامي ( 1 / 64 ) والحاكم ( 4 / 514 - 515 ) بسند صحيح
فمن تلك الأمورالمحدثة :
** أولا : التغني بالدعاء والتطريب والتلحين وهو أمر محدث ويدل لذلك :
1ـ أن الأصل في العبادات المنع والتوقف لقوله صلى الله عليه
وسلم من حديثعائشة (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو
رد ) رواه البخاري ، فليس المنعم قتصراً على أصل العبادة
فحسب بل حتى في صفتها ووقتها وعددها وزمنها
ومكانهاوهيئتها ، ولا دليل على صفة التغني بالقنوت فكيف نتعبد
الله بما لم يشرع لنا ، ولوكان خيراً لسبقونا إليه ونقل إلينا.
2ـ إن الأمر بالتغني والترتيل إنما ورد في تلاوة القرآن لما روى
البخاري في صحيحة عن أبي هريرة (ليس منا من لم يتغن
بالقرآن) فلم يقل : تغن بالدعاء ، وإنما بالقرآن ، وقال عليه
الصلاة والسلام (زينوا القرآنبأصواتكم ) ولم يقل : زينوا
الدعاء ...
الدعاء ...
3ـ ذكر شيخ الاسلام أن إدخال الألحان في الصلوات هي من
طريقة النصارى حيث قال في الفتاوى 28/611 : (وكذلك ادخال
الألحان في الصلوات لم يأمر بها المسيح ولا الحواريون )ا.هـ
وخير شاهد على هذا في العصر الحاضرما تبثه بعض القنوات
والإذاعات من الأدعية البدعية و الابتهالات الملحنة.
4ـ أنك لو سألت الخطيب على المنبر هل تتغنى بالدعاء ؟ لقال :
لا ، ولو سألت المصلي هل يتغنى بالدعاء في سجوده ؟ لقال : لا
ولو سألت المصلي الذي في المسجد ينتظر الصلاة : هل تتغنى
بالدعاء ؟ لقال : لا ، إذاً فما الذي خص دعاء القنوت بهذا
التغني والتلحين والترتيل الذي نسمعه اليوم دون بقية الحالات ؟؟
فإن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات ولا تجمع بين المختلفات .
(مذكرة التغني بالقنوت /ماهر القحطاني،بتصرف)
5ـ أن التغني والتطريب بالدعاء من أسباب رده وعدم قبوله لأنه
اعتداء في الدعاء ، قال الكمال بن الهمام الحنفي (ومما تعارف
عليه الناس في هذه الأزمان من التمطيط والمبالغة في الصياح و
الاشتهار لتحريرات النغم إظهار للصناعة النغمية لا إقامة
العبودية ؛ فإنه لايقتضي الاجابة بل هو من مقتضيات الرد ...
فاستبان أن ذلكمن مقتضيات الخيبة والحرمان ) فيض القدير
للمناوي1/229
.وقال : ولا أرى أن تحريرالنغم في الدعاء كما يفعله بعض القراء
في هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى السؤال والدعاء وما ذاك الا
نوع لعبٍ ، فإنه لو قدر في الشاهد سائل حاجة أدى سؤاله
بتحريرالنغم فيه من الخفض والرفع والتطريب والترجيع كالتغني
نُسب البتة إلى السخرية واللعب إذ مقام طلب الحاجة هو التضرع
لا التغني .ا.هـ
ولك أخي الكريم أن تتأمل وأنت تسمع بعضهم وهو يدعو وكأنه
يقرأ القرآن بالمدود والقلقلة والإخفاء والإظهار ،حتى إنك ترى
بعض المصلين عند سماعه للقنوت لا يفرق بين القرآن وبين
الدعاء.
**ثانيا : من المحدثات : رفع الصوت بالدعاء وهو فعل منكر
لأمور:
1ـ أن الرسول عليه الصلاة والسلام أنكر على الصحابة عندما
رفعوا أصواتهم بالدعاء فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا على
واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : ياأيها الناس اِربَعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا
غائبا إنه معكم إنه سميعقريب تبارك اسمه وتعالى جده. قال
الحافظ في الفتح 6 \ 135: قال الطبري : فيه كراهية رفع الصوت
بالدعاء والذكر، وبه قال عامة السلف من الصحابة
والتابعين .ا.هـ.
2ـ قال شيخ الاسلام في الاستقامة 1/322 : إن رفع الأصوات
في الذكرالمشروع لا يجوز إلا حيث جاءت به السنة كالأذان ،
والتلبية ، ونحو ذلك ، فالسنة للذاكرين والداعين ألا يرفعوا
أصواتهم رفعا شديدا .... وقد قال تعالى (ادعوا ربكمتضرعا
وخفية إنه لا يحب المعتدين) سورة الأعراف 55 وقال عن زكريا
( إذ نادى ربه نداءخفيا) سورة مريم 3 وقال تعالى ( واذكر ربك
في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القولبالغدو والآصال
ولا تكن من الغافلين) سورة الأعراف 205 وفي هذه الآثار عن
سلف الأمة وأئمتها ما ليس هذا موضعه كما قال الحسن البصري
رفع الصوت بالدعاء بدعة وكذلك نص عليه أحمد ابن حنبل
وغيره.ا.هـ.
3ـ وقال الألوسي في روح المعاني ج8/ص139 :
وترى كثيرا من أهل زمانك يعتمدون الصراخ في الدعاء خصوصا
في الجوامع حتى يعظم اللغط ويشتد ، وتستك المسامع وتستد ،
ولا يدرون أنهم جمعوا بين بدعتين : رفع الصوت في الدعاء ،
وكون ذلك في المسجد ، وروى ابن جرير عن ابن جريج : أن
رفع الصوت بالدعاء من الاعتداء المشار اليه بقوله سبحانه ( إنه
لا يحب المعتدين( .ا.هـ.
4ـ أخرج البخاري في صحيحة 5 / 2331: عن عائشة رضي
الله عنها في قولهتعالى ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ) أنها
قالت : أنزلت في الدعاء.
**ثالثاً : من ألأمور المحدثة في الدعاء : السجع:
1ـ فقد كرهه السلف ونهوا عنه ، قال ابن عباس رضي الله
عنهما لمولاه عكرمة (انظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني
عهدت رسول الله وأصحابه لا يفعلون الا ذلك الاجتناب .. ).رواه
البخاري.
2ـ وهو أيضا من أسباب عدم الاجابة ؛ ولذلك قال القرطبي
7/226 ( ومنها ان يدعو بما ليس في الكتاب والسنة فيتخير
ألفاظاً مفقرة ، وكلماتٍ مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها
ولامعول عليها فيجعلها شعاره ، ويترك ما دعا به رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وكل هذا يمنع استجابة الدعاء )ا.هـ .
**رابعاً : من الأمور المحدثة : الإطالة فيالدعاء :
1ـ فقد جاءت السنة في التحذير منه والحث على الاقتصار على
الجوامع والكوامل من الدعاء وترك الأدعية المطولة ، بل فهم
السلف الصالح أن التطويل في الدعاء هو نوع من الاعتداء كما
جاء في سنن أبي داوود أن سعد بن أبي وقاص سمع ابنا له
يدعو ويقول : اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا
وأعوذ بك منالنار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا ، فقال : يا بني
إني سمعت رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول : سيكون قوم
يعتدون في الدعاء . فإياك أن تكون منهم إن أعطيت
الجنةأعطيتها وما فيها وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها
من الشر .صححه الالباني
2/77.
2/77.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت (كان النبي يستحب الجوامع
من الدعاء ويَدَع ما سوى ذلك ) رواه ابو داوود وصححه الالباني 2/77.
وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها (عليك بجمل
الدعاء وجوامعه قولي : اللهم إني أسألك من الخيركله عاجله
وآجله ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله
وآجله ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله
عاجله وآجله ماعلمت منه وما لم أعلم ، وأسألك الجنة وما قرب
إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من
قول أو عمل) الحديث ..رواه ابن ماجه والبيهقي وصححه الالباني 4047.
أفلا نستحب يا أمة محمد ما كان يحبه عليه الصلاة والسلام
من الجوامع ؟
أفلا نعمل بوصية رسول الله لعائشةـ وهي أحب النساء إليه ـ
بِجُمَلِ الدعاء ؟
وتأمل أيها اللبيب قولها رضي الله عنها وهي تسأل الرسول عليه
الصلاةوالسلام فتقول : أرأيت ان وافقت ليلة القدر ماذا أقول ؟
قال : قولي : اللهم إنك عفوتحب العفو فاعف عني . رواه
الترمذي : صحيح الجامع4423 .
وإنك لتعجب عندما تسمع بعض الأئمة في قنوتهم وهم يتكلفون
الوصف في الدعاء حيث يقول مثلا (اللهم ارحمنا اذاثقل منا
اللسان ، وارتخت منا اليدان ، وبردت منا القدمان ، ودنا منا
الأهل والأصحاب، وشخصت منا الأبصار ، وغسلنا المغسلون ،
وكفننا المكفنون ، وصلى علينا المصلون،وحملونا على الأعناق ،
وكفننا المكفنون ، وصلى علينا المصلون،وحملونا على الأعناق ،
وارحمنا اذا وضعونا في القبور ، وأهالوا علينا التراب ،وسمعنا
منهم وقع الأقدام ، وصرنا في بطون اللحود ، ومراتع الدود ،
وجاءنا الملكان ... الخ ) ويزداد عجبك عندما تسمع بكاء الناس
وجاءنا الملكان ... الخ ) ويزداد عجبك عندما تسمع بكاء الناس
ونشيجهم وهم يؤمنون على هذا الدعاء بل ويتسابقون على
التبكير الى هذا المسجد والصلاة خلف هذا الامام ، وقد تسمع من
بعضالإئمة وهو يدعو على الأعداء فيقول (اللهم لاتدع لهم طائرة
الا أسقطتها ، ولا سفينةالا أغرقتها ، ولا دبابة الا نسفتها ، ولا
فرقاطة الا فجرتها ، ولا مدرعة الادمرتها ، ولا .. ولا.. الخ)
وكأنه يُملِي على الله كيف يفعل بالأعداء بينما كان يكفيه ان يقول
اللهم عليك بهم او اللهم انتقم منهم ونحو ذلك .
تعليق