قاعدة سدّ الذرائع مجمع عليها بين العلماء في التوحيد وفي غيرها, في المعاملات ,في سدّ الذرائع المفضية الى الزنا ,سدّ الذرائع المفضية إلى الحرام ,سدّ الذرائع المفضية إلى الشرك , قاعدة عظيمة مسلمة لكن جاء من المعاصرين ومن الجهال ومن المنافقين من يريد فتح الذرائع ويقول ما في سد الذرائع و ينكرون الأحاديث و الآيات القرآنية التي فيها سد الذرائع .
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة104] المعنى واحد راعنا او انظرنا لكن لما كان اليهود يستغلّون راعنا من الرعونة التورية, الله قال لنا قولوا انظرنا ولا تقولوا راعنا سدا للذريعة على اليهود كي لا يتخذوا هذه الكلمة وسيلة لتنقص الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى{وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الانعام 108] اليس سب الاصنام واجب؟ لكن اذا كان يفضي الى أنّ عبّاد الأصنام يسبون الله فلا تسبوا أصنامهم سدا للذريعة. والأمثلة على هذا كثيرة . ذكر بن القيم في كتابيه إغاثة اللّهفان وإعلام الموقعين ذكر تسع وتسعين مثالا لسد الذرائع من الكتاب والسنّة وهؤلاء يقولون ما في سد للذرائع وينكون قاعدة عظيمة لأجل أن يصلوا لما يريدون من الإضلال والتضليل.
عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه، قال : انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : أنت سيدنا، فقال: "السيد الله تبارك وتعالى". قلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا، فقال:" قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرّنّكم الشيطان _ وفي رواية لايستهوينّكم الشيطان_أنا محمّد عبد الله ورسوله, ما أحبّ أن ترفعوني فوق منزلتي التّي أنزلني الله عزّ وجلّ" هذا من سد الوسائل الى الشرك , خشي عليهم من الغلوّ مع انّه هو سيّدهم صلى الله عليه وسلم هو سيّد البشر لكن خشي عليهم من الغلو والإطراء فسدّ عليهم هذا الطريق . كما أنهم لما قالوا قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق , قال" إنّه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله " فهذا من باب سد الطرق المفضية إلى الغلو و الإطراء . قلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا فقال:" قولوا بقولكم، أو بعض قولكم" يعني قولوا بقولكم العادي الذي ليس فيه مبالغة ,او بعض القول, هذا منه صلى الله عليه وسلم تعليما للأمة و سدّا للغلو.
من شرح الدر النضيد في اخلاص كلمة التوحيد _ بتصرف هين_