قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرحه الممتع (3/102) قوله:
ومأموم في رفعه ، أي: أنَّ المأمومَ يقول في حال الرَّفْعِ: رَبَّنا ولك الحمدُ أما الإِمامُ والمنفردُ فيقول في رَفْعِهِ: سَمِعَ اللهُ لمَن حَمِدَه.
قوله: فقط بمعنى: فحسب، يعني: لا يزيد على ذلك، فيقتصر على ذلك ويقفُ ساكتاً، والدَّليلُ قوله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا قال الإِمامُ: سَمِعَ اللهُ لمن حِمِدَه؛ فقولوا: ربَّنا ولك الحمدُ) .ومأموم في رفعه ، أي: أنَّ المأمومَ يقول في حال الرَّفْعِ: رَبَّنا ولك الحمدُ أما الإِمامُ والمنفردُ فيقول في رَفْعِهِ: سَمِعَ اللهُ لمَن حَمِدَه.
ولكن عند التأمل نجد أنَّ هذا القولَ ضعيفٌ، وأنَّ الحديثَ لا يدلُّ عليه، وأنَّ المأموم ينبغي أن يقول كما يقول الإِمامُ والمنفردُ، يعني: يقول بعد رَفْعِهِ: «مِلءَ السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد» وذلك لأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (إذا قال الإِمام: سمع الله لمن حمده؛ فقولوا: ربَّنا ولك الحمدُ) فَجَعَلَ قولَ المأموم: (رَبَّنا ولك الحمدُ) معادلاً لقول الإمام: (سَمِعَ اللهُ لمَن حَمِدَه)، والإِمام يقول: (سَمِعَ اللهُ لمَن حَمِدَه) في حال الرَّفْعِ، فيكون المأموم في حال الرَّفْعِ يقول: (رَبَّنا ولك الحمدُ)، أما بعد القيام فيقول: (مِلءَ السماوات...) إلخ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (صَلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي) ) وهذا هو القول الرَّاجح في هذه المسألة.
وما رجحه الشيخ رحمه الله هوقول مالك وأبو حنيفة وأصحابهما والثوري وأحمد كما في التمهيد لابن عبد البر (6/150).
وفي شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي(1486) أن ذلك هو قول ابن مسعود وابن عمرو وأبي هريرة والشعبي ومالك وأحمد وغيرهم.
وفي الأوسط لابن المنذر (3/161): وقالت طائفة : إذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده ، فليقل من خلفه : ربنا ولك الحمد ، هذا قول عبد الله بن مسعود ، وابن عمر ، وأبي هريرة.
تعليق