بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على رسول الله :
و بعد:
فإن من المُقرر عند علماء السنة أنّه لا يجوز انتظار أذان المغرب للإفطار إذا كان أذان المغرب متأخرا عن وقت غروب الشمس كما هو الحال اليوم في بعض البلدان الإسلامية خاصة إذا كان الصيام فردي أو أنّ الصائم بعيد عن أنظار النّاس تجنبا للفتنة لقوله صلى الله عليه و سلم من حديث سهل بن سعد ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)) متفق عليه
وعن ابن عمررضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول ((إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم)) متفق على صحته
أمّا إذا كان الصيام جماعي فللعلماء فيه قولان وقد رجّح شيخنا الكبير محمّد علي فركوس حفظه الله تعالى في فتوى تأصيلية وجوب الصوم والإفطار مع الجماعة، ولا يجوز التفرد بالإفطار جمعا للأمة وتوحيدا لصفوفها وإبعادا للآراء الفردية المفرقة لها فإن يد الله مع الجماعة.
و هذا نصّها :
الفتوى رقم: 293
الصنف: فتاوى الصيام
في وجوب الصوم والإفطار مع الجماعة
السؤال: قام بعض النّاس بالإفطار قبل الأذان بحجة أنّ الأذان لا يرفع في الوقت الشرعي، فهل هذا الفعل جائز؟
الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فيفرّق ما بين صوم رمضان وهو الصوم الجماعي وغيره من الصوم الواجب في غير الجماعة والمستحبّ التطوعي الفردي، أمّا الصيام المفروض الذي يكون جماعة فينبغي عليه أن يصوم ويفطر مع جماعة النّاس وإمامهم لحديث عائشة رضي الله عنها: « الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون»(١) فصرّح بوجوب أن يكون الصوم والإفطار والأضحية مع الجماعة وعظم النّاس، سواء في ثبوت رمضان أو العيد أو في غروب الشمس أو طلوع الفجر فيجب على الآحاد اتباع الإمام والجماعة فيها ولا يجوز لهم التفرد فيها جمعا للأمة وتوحيدا لصفوفها وإبعادا للآراء الفردية المفرقة لها فإن يد الله مع الجماعة، أمّا صيام الواجب والتطوّع الفردي فيوكل كلّ بحسب دخول وقت المغرب أو وقت طلوع الفجر عملا بقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر﴾ [البقرة:187] ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم»(٢) وفي ذلك أحاديث أخرى.
والعلم عند الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
١- أخرجه الترمذي في الصوم (701)، والدارقطني (2205)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في إرواء الغليل (905).
٢- أخرجه البخاري في الصوم (1954)، ومسلم في الصيام (2612)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه).
المصدر : http://www.ferkous.com/rep/Bg7.php
و قد سئل الشيخ الدكتور علي رضا بن عبد الله السؤال التالي:
السلام عليكم و رحمة الله ..
فضيلة الشيخ هذا سائل يسأل و يقول:
عندنا في قريتنا طالب علم يحثنا نحن معشر السلفيين على التعجيل في الإفطار عند غروب الشمس مباشرة
عملا بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم الحاثة على التعجيل في الفطر . .
و يقول لنا : أجهروا بهذا العمل و كلوا أمام الناس حتى يتعلم الناس هذه السنة !
و أعلمكم فضيلة الشيخ حفظكم الله تعالى أن عامّة الناس جهال في هذه القرية و لا يعرفون هذه السنة إلا القليل
منهم مما جعلهم يتفرقون ، و يتّهمون السلفيين أنهم يأكلون و يفطرون قبل الأذان - و الذي يتأخر عادة عن
غروب الشمس أحيانا إلى 4 دقائق-
و في أحد المناطق القريبة منا حدثت فتنة جسيمة بسبب هذه الظاهرة، و تشاجر الناس بالكلام، و تبادلوا كلمات السبِّ و الشتم !
و اعتنم المبتدعة الفرصة و حرضوا بعض الأئمة على السلفيين ممّا جعل هؤلاء الأئمة يخصصون خطب الجمعة خاصة للتحذير من السلفيين!!
بل حتى خطبة العيد في هذه القرية كانت حول هذا الموضوع و أن من السلفيين من أفطر شهر رمضان كاملا ومنهم من أفطر أسبوع ...!!
و لما تكلمنا مع هذا الرجل -طالب علم- بخصوص هذا و طلبنا منه العدول عن قوله المسبب للفتنة و الفرقة و الخلاف ، و تسبب أيضا في تشويه صورة السلفيين عند عوام الناس أبى و علل ذلك:
بغربة السنة ؛
و أنها طريقة ناجحة و مجربة لانتشار السنة و تعليمها للناس ؛
و استدل على ذلك : أن تحيّة المسجد بعد العصر كانت شبيه بمسألة الإفطار .. و الآن تعودها الناس و أصبحت شيء عادي عندهم، يصلون تحية المسجد بعد العصر.
و يقول أيضاً مبرراً عمله هذا: لو سلمنا لكم قولكم لما تعلم الناس هذه السنة العزيزة و استمروا في تأخير الإفطار .. وما انتشرت سنة .. و لحلقنا لحانا، لأن اللحية أحيانا تسبب في طرد بعض الإخوة من بيوتهم و هجرهم من طرف آبائهم بسبب سنة اللحية!
و يبرر أيضاً هذه المشاكل التي تحدث جراء هذه التصرفات: أنها من غربة السنة و نحن في آخر الزمان .. فعلينا بالصبر و الاحتساب.
هذا باختصار .
أطلب من الشيخ حفظه الله أن يفصل بيننا و يحكم في المسألة بشيئ من التفصيل جزاه الله خيراً.
انتهى سؤال هذا السائل.
و فقكم الله .
فأجاب:
ما دام الواقع كما جاء في السؤال ؛ فإن من الحكمة عدم المجاهرة بالإفطار أمام الناس .
وهذا بخلاف ما يزعمه هذا الأخ الذي يقول بعكس هذا .
ذلك ؛ لأن الفتنة التي تسببت للسلفيين عند مقارنتها بتقريب السلفية للناس تكون في غير
صالح السلفيين ؛ بل هي ضدهم كما هو الواقع الذي حكاه السائل .
والذي يستقريء نصوص الشريعة يعلم أنها جاءت بتقليل المفاسد ودفعها بقدر الإمكان ؛
مع تحقيق المصالح وتعزيزها .
وإذا تعارضت المصالح والمفاسد ؛ قدم دفع المفسدة على جلب المصلحة .
ومما سبق يتبين الخطأ العظيم الذي تسبب به هذا الرجل الذي لم يلاحظ هذا كله .
المصدر:http://www.albaidha.net/vb/showthrea...E1%CD%DF%E3%C9
و للعلامتين ربيع المدخلي و عبيد الجابري حفظهما الله كلام معناه مطابق لمعنى كلام شيخنا و هو مُنتشر في الشبكة يُرجى مراجعته للأهمية.
و الله أعلم.
و صلى الله على نبينا نحمد و على آله و صحبه و سلم.
الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على رسول الله :
و بعد:
فإن من المُقرر عند علماء السنة أنّه لا يجوز انتظار أذان المغرب للإفطار إذا كان أذان المغرب متأخرا عن وقت غروب الشمس كما هو الحال اليوم في بعض البلدان الإسلامية خاصة إذا كان الصيام فردي أو أنّ الصائم بعيد عن أنظار النّاس تجنبا للفتنة لقوله صلى الله عليه و سلم من حديث سهل بن سعد ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)) متفق عليه
وعن ابن عمررضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول ((إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم)) متفق على صحته
أمّا إذا كان الصيام جماعي فللعلماء فيه قولان وقد رجّح شيخنا الكبير محمّد علي فركوس حفظه الله تعالى في فتوى تأصيلية وجوب الصوم والإفطار مع الجماعة، ولا يجوز التفرد بالإفطار جمعا للأمة وتوحيدا لصفوفها وإبعادا للآراء الفردية المفرقة لها فإن يد الله مع الجماعة.
و هذا نصّها :
الفتوى رقم: 293
الصنف: فتاوى الصيام
في وجوب الصوم والإفطار مع الجماعة
السؤال: قام بعض النّاس بالإفطار قبل الأذان بحجة أنّ الأذان لا يرفع في الوقت الشرعي، فهل هذا الفعل جائز؟
الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فيفرّق ما بين صوم رمضان وهو الصوم الجماعي وغيره من الصوم الواجب في غير الجماعة والمستحبّ التطوعي الفردي، أمّا الصيام المفروض الذي يكون جماعة فينبغي عليه أن يصوم ويفطر مع جماعة النّاس وإمامهم لحديث عائشة رضي الله عنها: « الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون»(١) فصرّح بوجوب أن يكون الصوم والإفطار والأضحية مع الجماعة وعظم النّاس، سواء في ثبوت رمضان أو العيد أو في غروب الشمس أو طلوع الفجر فيجب على الآحاد اتباع الإمام والجماعة فيها ولا يجوز لهم التفرد فيها جمعا للأمة وتوحيدا لصفوفها وإبعادا للآراء الفردية المفرقة لها فإن يد الله مع الجماعة، أمّا صيام الواجب والتطوّع الفردي فيوكل كلّ بحسب دخول وقت المغرب أو وقت طلوع الفجر عملا بقوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر﴾ [البقرة:187] ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم»(٢) وفي ذلك أحاديث أخرى.
والعلم عند الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
١- أخرجه الترمذي في الصوم (701)، والدارقطني (2205)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في إرواء الغليل (905).
٢- أخرجه البخاري في الصوم (1954)، ومسلم في الصيام (2612)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه).
المصدر : http://www.ferkous.com/rep/Bg7.php
و قد سئل الشيخ الدكتور علي رضا بن عبد الله السؤال التالي:
السلام عليكم و رحمة الله ..
فضيلة الشيخ هذا سائل يسأل و يقول:
عندنا في قريتنا طالب علم يحثنا نحن معشر السلفيين على التعجيل في الإفطار عند غروب الشمس مباشرة
عملا بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم الحاثة على التعجيل في الفطر . .
و يقول لنا : أجهروا بهذا العمل و كلوا أمام الناس حتى يتعلم الناس هذه السنة !
و أعلمكم فضيلة الشيخ حفظكم الله تعالى أن عامّة الناس جهال في هذه القرية و لا يعرفون هذه السنة إلا القليل
منهم مما جعلهم يتفرقون ، و يتّهمون السلفيين أنهم يأكلون و يفطرون قبل الأذان - و الذي يتأخر عادة عن
غروب الشمس أحيانا إلى 4 دقائق-
و في أحد المناطق القريبة منا حدثت فتنة جسيمة بسبب هذه الظاهرة، و تشاجر الناس بالكلام، و تبادلوا كلمات السبِّ و الشتم !
و اعتنم المبتدعة الفرصة و حرضوا بعض الأئمة على السلفيين ممّا جعل هؤلاء الأئمة يخصصون خطب الجمعة خاصة للتحذير من السلفيين!!
بل حتى خطبة العيد في هذه القرية كانت حول هذا الموضوع و أن من السلفيين من أفطر شهر رمضان كاملا ومنهم من أفطر أسبوع ...!!
و لما تكلمنا مع هذا الرجل -طالب علم- بخصوص هذا و طلبنا منه العدول عن قوله المسبب للفتنة و الفرقة و الخلاف ، و تسبب أيضا في تشويه صورة السلفيين عند عوام الناس أبى و علل ذلك:
بغربة السنة ؛
و أنها طريقة ناجحة و مجربة لانتشار السنة و تعليمها للناس ؛
و استدل على ذلك : أن تحيّة المسجد بعد العصر كانت شبيه بمسألة الإفطار .. و الآن تعودها الناس و أصبحت شيء عادي عندهم، يصلون تحية المسجد بعد العصر.
و يقول أيضاً مبرراً عمله هذا: لو سلمنا لكم قولكم لما تعلم الناس هذه السنة العزيزة و استمروا في تأخير الإفطار .. وما انتشرت سنة .. و لحلقنا لحانا، لأن اللحية أحيانا تسبب في طرد بعض الإخوة من بيوتهم و هجرهم من طرف آبائهم بسبب سنة اللحية!
و يبرر أيضاً هذه المشاكل التي تحدث جراء هذه التصرفات: أنها من غربة السنة و نحن في آخر الزمان .. فعلينا بالصبر و الاحتساب.
هذا باختصار .
أطلب من الشيخ حفظه الله أن يفصل بيننا و يحكم في المسألة بشيئ من التفصيل جزاه الله خيراً.
انتهى سؤال هذا السائل.
و فقكم الله .
فأجاب:
ما دام الواقع كما جاء في السؤال ؛ فإن من الحكمة عدم المجاهرة بالإفطار أمام الناس .
وهذا بخلاف ما يزعمه هذا الأخ الذي يقول بعكس هذا .
ذلك ؛ لأن الفتنة التي تسببت للسلفيين عند مقارنتها بتقريب السلفية للناس تكون في غير
صالح السلفيين ؛ بل هي ضدهم كما هو الواقع الذي حكاه السائل .
والذي يستقريء نصوص الشريعة يعلم أنها جاءت بتقليل المفاسد ودفعها بقدر الإمكان ؛
مع تحقيق المصالح وتعزيزها .
وإذا تعارضت المصالح والمفاسد ؛ قدم دفع المفسدة على جلب المصلحة .
ومما سبق يتبين الخطأ العظيم الذي تسبب به هذا الرجل الذي لم يلاحظ هذا كله .
المصدر:http://www.albaidha.net/vb/showthrea...E1%CD%DF%E3%C9
و للعلامتين ربيع المدخلي و عبيد الجابري حفظهما الله كلام معناه مطابق لمعنى كلام شيخنا و هو مُنتشر في الشبكة يُرجى مراجعته للأهمية.
و الله أعلم.
و صلى الله على نبينا نحمد و على آله و صحبه و سلم.
تعليق