الثمر المستطاب مما في السواك من أحكام وآداب
هذه بعض الأحكام المختصرة للسواك لخصتها من الشبكة سائلا الله الإخلاص في القول والعمل .
أبو أسامة سمير الجزائري
بلعباس
13 جمادى الثانية 1432
حكــــم الســــواك :
أكثر أهل العلم يرون أن السواك سنة وليس بواجب .
وذهب داود إلى أن السواك واجب لكن لا تبطل الصلاة بتركه .
وقال إسحاق بن راهويه : السواك واجب فإن تركه عامداً بطلت صلاته ! ، وإن تركه ناسياً لم تبطل.
والراجح أن السواك سنة مؤكدة وليس بواجب لحث النبي صلى الله عليه وسلم ومواظبته عليه وترغيبه فيه وتسميته من خصال الفطرة .
أوقات تأكد السواك :
اتفقت مصادر الفقهاء على تأكد استحباب السواك في حالات وانفرد بعضهم بذكر حالات لم يذكرها غيرهم وسأذكر أوقات تأكده عند كل أهل مذهب ومنها تتبين الأوقات التي اتفقوا على تأكد استحبابه فيها .
يتأكد استحباب السواك عند الحنفية في الأحوال الآتية :
عند الوضوء ، وعند القيام للصلاة ، وعند قراءة القرآن ، وعند القيام من النوم ، وأول مايدخل البيت وعند اجتماع الناس وعند تغير الفم وعند اصفرار الأسنان .
ويتأكد استحبابه عند المالكية في الأحوال الآتية :
عند الوضوء ، وعند الصلاة ، وعند قراءة القرآن ، وعند الإنتباه من النوم ، وعند تغير الفم ، وعند طول السكوت ، وعند كثرة الكلام ، وعند أكل مافيه رائحة .
ويتأكد استحبابه عند الشافعية في الأحوال التالية :
عند الوضوء ، وعند القيام للصلاة ، وعند قراءة القرآن أو الحديث أو العلم الشرعي ، أو ذكر الله تعالى ، وعند القيام من النوم ، وعند تغير الفم ، ويتغير بنوم أو أكل أو جوع أو سكوت طويل أو كلام كثير أو نحو ذلك عند الاحتضار ، وفي السحر ، وعند الأكل ، وبعد الوتر .
ويتأكد استحبابه عند الحنابلة في الأحوال الآتية :
عند الوضوء ، وعند الصلاة ، وعند دخول المسجد ، وعند قراءة القرآن ، وعند الانتباه من النوم ، وعند الغسل ، وعند دخول البيت، وعند إطالة السكوت ، وعند صفرة الأسنان ، وعند خلو المعدة من الطعام .
ومما تقدم يتبين أن الفقهاء متفقون على تأكد استحباب السواك في الحالات التالية :
1- عند الوضوء . لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ش : (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء) .
2- عند القيام للصلاة . لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ش قال : (لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة) .
3- عند القيام من النوم . لحديث حذيفة رضي الله عنه قال : (كان النبي ش إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك) .
4- عند دخول المنزل . لحديث عائشة رضي الله عنها (أن النبي ش كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) .
5- عند تغير الفم واصفرار الأسنان . لحديث عائشة رضي الله عنها (أن النبي ش قال : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) .
حكم السواك للصائم :
لا خلاف بين الفقهاء في جواز السواك للصائم قبل الزوال .
واختلفوا في حكمه بعد الزوال على قولين :
القول الأول : أن السواك جائز مطلقاً في أول النهار وآخره ، وهو مروي عن عمر ، وابن عباس ، وعائشة رضي الله عنهم والنخعي وابن سيرين وعروة وهو قول أبي حنيفة ومالك وأحمد في رواية واختيار النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشوكاني .
القول الثاني : أن السواك يكره للصائم بعد الزوال وهو مروي عن عطاء ومجاهد وإسحاق وأبي ثور وهو قول الشافعي وأحمــــد في المشهور من المذهب .
والراجح : جواز استعمال السواك للصائم في كل وقت حتى بعد الزوال لعموم النصوص الواردة في الحث عليه من غير تخصيص وقت دون آخر .
قال ابن القيم رحمه الله ولا صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى الصائم عن السواك أول النهار وآخره بل قد روى خلافه .
وأفتى بهذا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ورجحه .
ورجحه فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله.
الاستياك أمام الناس :
اختلف الفقهاء في حكم الاستياك أمام الناس على قولين :
القول الأول : أن السواك سنة على كل حال وخاصة عند الصلاة في المساجد وبحضرة الناس وهو قول جمهور الفقهاء .
القول الثاني : عدم الاستياك في المساجد وأمام الناس وبه قال المالكية .
والراجح : أن السواك سنة على كل حال وخاصة عند الصلاة وبما أن الفروض الخمسة تقام جماعة في المساجد فإن السواك بحضرة الناس وفي المساجد يكون من السنن المندوبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به وفعله ولم يختف به .
آلة السواك :
يستحب أن يستاك بعود لين ينقي الفم ، ولا يجرحه ، ولا يضره ، ولا يتفتت فيه كالأراك وجريد النخل والزيتون .
وأفضل أنواع السواك الأراك لما فيه من طيب وريح وتشعير يخرج وينقي مابين الأسنان ولحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكاً من الأراك . . .) الحديث .
وقد قام علماء الطب الحديث باجراء أبحاث على الأراك وتوصلوا إلى النتائج الآتية :
1- يحتوي السواك على العفص (حمض تينيك) ولهذه المادة تأثير مضاد للتعفنات ، كما أنه يعتبر مطهراً وله استعمالات مشهورة ضد نزيف الدم كما يطهر اللثة والأسنان ويشفي جروحها الصغيرة ويمنع نزف الدم منها .
2- يوجد في السواك مادة لها علاقة بالخردل وهى عبارة عن جليكوزيد وهذه المادة لها رائحة حادة وطعم حراق ، وهو ما يشعر به الشخص الذي يستعمل السواك لأول مرة ، وهذه المادة تساعد على الفتك بالجراثيم .
3- إن تركيب هذا النبات هو ألياف حاوية على بيكربونات الصوديوم ، وبيكربونات الصوديوم هي المادة المفضلة لاستعمالها في المعجون السني (الصناعي) من قبل مجمع معالجة الأسنان التابع لجمعية طب الأسنان الأمريكية يستعمل كمادة سنية وحيدة تقي من العضويات المجهرية التي تفرز في الأسنان .
4- إن السواك يحتوي على مادة تمنع تسوس الأسنان وقد ذكر ذلك أكثر من باحث في بحوث أعدت على الأراك وقد أكدوا على وجود مواد قاتلة للميكروبات في هذا السواك .
5- لو نظر إلى السواك لوجد أنه يتكون كيميائياً من ألياف السيليلوز وبعض الزيوت الطيارة وبه راتنج عطري وأملاح معدنية أهمها كلوريد الصوديوم وهو ملح الطعام وكلوريد البوتاسيوم وأكسالات الجير فلو نظر إلى تحليل السواك لوجد أنه فرشاة طبيعية قد زودت بأملاح معدنية ومواد عطرية تساعد على تنظيف الأسنان ، أو بمعنى آخر كأنها فرشاة طبيعية زودها الله تعالى بمسحوق مطهر لتنظيف الأسنان ومنع تسوسها .
وقد قامت عدة شركات بتحضير معاجين أسنان من جذور وعروق شجرة الأراك بدون إضافة أي مواد كيمياوية أخرى قد تكون لها بعض الآثار الجانبية الأخرى ، فتأكد وجود مواد قاتلة لجراثيم الفم الضارة التي تسبب التهابات اللثة وتسوس الأسنان في هذه المعاجين المحضرة من الأراك هذا بعض ما ذكره علماء الطب الحديث ومن أراد التوسع عن هذا فليرجع إلى الكتب المؤلفة في هذا .
السواك هل الأولى أن يباشره المستاك بيمينه أو بشماله ؟
قال ابن عابدين رحمه الله إن كان من باب التطهر استحب باليمين ، وإن كان من باب إزالة الأذى فباليسرى ، والظاهر الثاني.
وذكر نحوه الحافظ العراقي رحمه الله .
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الاستياك باليمين أم باليسرى ؟ فذكر أن الأفضل الاستياك باليسرى ، لأنه من باب إماطة الأذى ، فهو كالاستنثار والامتخاط ، ونحو ذلك مما فيه إزالة الأذى ، وذلك باليسرى ، كما أن إزالة النجاسات واجبها ومستحبها اليسرى . . . ثم ذكر أن السواك ليس من باب اكرام اليمين .
ويستحب غسل السواك قبل استعماله وكذلك عند الانتهاء من استعماله . لحديث عائشة رضي الله عنها قالت :(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني السواك لأغسله ، فأبدأ به فأستاك ، ثم أغسله ثم أدفعه إليه) .
ويجوز أن يستعمل السواك الواحد لأكثر من شخص.
لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان أحدهما أكبر من الآخر ، فأوحى الله إليه في فضل السواك (( أن كبر )) أعط السواك أكبرهما) .
قال الخطابي رحمه الله فيه : أن استعمال سواك الغير ليس بمكروه على مايذهب إليه بعض من يتقزز إلا أن السنة فيه أن يغسله ثم يستعمله .
ينبغي لمن أسنانه مركبة أن يستعمل السّواك ليحصل أجر أمتثال السنة ، ولا بأس أن ينزلها وينظفها ، ويزيل ما عليها من أوساخ .
فوائـــد الســواك :
إن أعظم فوائد السواك مانص عليه النبي ش في قوله : (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) .
ومن الفوائد التي ذكرها أهل العلم للسواك أن المسلم مأمور في كل حال أن يكون على أحسن هيئة وأطيب ريح وخاصة عند أداء العبادة ، وأن يحرص أن تكون حاله في غاية الكمال والنظافة لإظهار شرف وعظم هذه العبادة .
ولما كانت الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم شرع السواك مطهرة للفم حتى لا تتأذى الملائكة الموكلون برصد أعمال بني آدم بالروائح الكريهة التي تنتج عن ترك السواك، وقد جاء في الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : (إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك) .
قال ابن القيم رحمه الله في السواك عدة منافع : يطيب الفم ، ويشد اللثة ، ويقطع البلغم، ويجلو البصر ، ويذهب بالحفر ، ويصح المعدة ، ويصفي الصوت ، ويعين على هضم الطعام ، ويسهل مجاري الكلام ، وينشط للقراءة والذكر والصلاة ، ويطرد النوم ، ويرضي الرب ، ويعجب الملائكة ، ويكثر الحسنات .
ومن فوائد السواك أنه يدر البول ، ويقطع الرطوبة ، ويذهب الصفرة ، ويسكن عروق الرأس ، ووجع الأسنان ، ويذكي الفطنة ، ويضاعف الصلاة ، ويسخط الشيطان ، ويطيب النكهة ، ويسهل خروج الروح .
قال ابن عابدين قال في النهر : ومنافعه وصلت إلى نيف وثلاثين .
ومن فوائد السواك أنه بمثابة العلاج للإقلاع عن بعض العادات السيئة مثل التدخين فالسواك مع طول مدة استعماله يصبح عادة فيكون سبباً في الإقلاع عن التدخين وكذلك عن الإقلاع عن مص الأصابع عند الصغار .
وللسواك فوائد أخرى ذكرها علماء الطب ، وقد ذكرت شيئاً منها عند الكلام على الأراك في المبحث الثامن والكتب الطبية المؤلفة في السواك ذكرت له فوائد كثيرة وأسراراً طبية.
تم الملخص والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مبركا فيه .
الفقير إلى عفو ربه:
أبو أسامة سمير الجزائري
وهذه نسخة وورد
أحكام السواك.doc (48.5كيلو)
هذه بعض الأحكام المختصرة للسواك لخصتها من الشبكة سائلا الله الإخلاص في القول والعمل .
أبو أسامة سمير الجزائري
بلعباس
13 جمادى الثانية 1432
حكــــم الســــواك :
أكثر أهل العلم يرون أن السواك سنة وليس بواجب .
وذهب داود إلى أن السواك واجب لكن لا تبطل الصلاة بتركه .
وقال إسحاق بن راهويه : السواك واجب فإن تركه عامداً بطلت صلاته ! ، وإن تركه ناسياً لم تبطل.
والراجح أن السواك سنة مؤكدة وليس بواجب لحث النبي صلى الله عليه وسلم ومواظبته عليه وترغيبه فيه وتسميته من خصال الفطرة .
أوقات تأكد السواك :
اتفقت مصادر الفقهاء على تأكد استحباب السواك في حالات وانفرد بعضهم بذكر حالات لم يذكرها غيرهم وسأذكر أوقات تأكده عند كل أهل مذهب ومنها تتبين الأوقات التي اتفقوا على تأكد استحبابه فيها .
يتأكد استحباب السواك عند الحنفية في الأحوال الآتية :
عند الوضوء ، وعند القيام للصلاة ، وعند قراءة القرآن ، وعند القيام من النوم ، وأول مايدخل البيت وعند اجتماع الناس وعند تغير الفم وعند اصفرار الأسنان .
ويتأكد استحبابه عند المالكية في الأحوال الآتية :
عند الوضوء ، وعند الصلاة ، وعند قراءة القرآن ، وعند الإنتباه من النوم ، وعند تغير الفم ، وعند طول السكوت ، وعند كثرة الكلام ، وعند أكل مافيه رائحة .
ويتأكد استحبابه عند الشافعية في الأحوال التالية :
عند الوضوء ، وعند القيام للصلاة ، وعند قراءة القرآن أو الحديث أو العلم الشرعي ، أو ذكر الله تعالى ، وعند القيام من النوم ، وعند تغير الفم ، ويتغير بنوم أو أكل أو جوع أو سكوت طويل أو كلام كثير أو نحو ذلك عند الاحتضار ، وفي السحر ، وعند الأكل ، وبعد الوتر .
ويتأكد استحبابه عند الحنابلة في الأحوال الآتية :
عند الوضوء ، وعند الصلاة ، وعند دخول المسجد ، وعند قراءة القرآن ، وعند الانتباه من النوم ، وعند الغسل ، وعند دخول البيت، وعند إطالة السكوت ، وعند صفرة الأسنان ، وعند خلو المعدة من الطعام .
ومما تقدم يتبين أن الفقهاء متفقون على تأكد استحباب السواك في الحالات التالية :
1- عند الوضوء . لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ش : (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء) .
2- عند القيام للصلاة . لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ش قال : (لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة) .
3- عند القيام من النوم . لحديث حذيفة رضي الله عنه قال : (كان النبي ش إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك) .
4- عند دخول المنزل . لحديث عائشة رضي الله عنها (أن النبي ش كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) .
5- عند تغير الفم واصفرار الأسنان . لحديث عائشة رضي الله عنها (أن النبي ش قال : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) .
حكم السواك للصائم :
لا خلاف بين الفقهاء في جواز السواك للصائم قبل الزوال .
واختلفوا في حكمه بعد الزوال على قولين :
القول الأول : أن السواك جائز مطلقاً في أول النهار وآخره ، وهو مروي عن عمر ، وابن عباس ، وعائشة رضي الله عنهم والنخعي وابن سيرين وعروة وهو قول أبي حنيفة ومالك وأحمد في رواية واختيار النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشوكاني .
القول الثاني : أن السواك يكره للصائم بعد الزوال وهو مروي عن عطاء ومجاهد وإسحاق وأبي ثور وهو قول الشافعي وأحمــــد في المشهور من المذهب .
والراجح : جواز استعمال السواك للصائم في كل وقت حتى بعد الزوال لعموم النصوص الواردة في الحث عليه من غير تخصيص وقت دون آخر .
قال ابن القيم رحمه الله ولا صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه نهى الصائم عن السواك أول النهار وآخره بل قد روى خلافه .
وأفتى بهذا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ورجحه .
ورجحه فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله.
الاستياك أمام الناس :
اختلف الفقهاء في حكم الاستياك أمام الناس على قولين :
القول الأول : أن السواك سنة على كل حال وخاصة عند الصلاة في المساجد وبحضرة الناس وهو قول جمهور الفقهاء .
القول الثاني : عدم الاستياك في المساجد وأمام الناس وبه قال المالكية .
والراجح : أن السواك سنة على كل حال وخاصة عند الصلاة وبما أن الفروض الخمسة تقام جماعة في المساجد فإن السواك بحضرة الناس وفي المساجد يكون من السنن المندوبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به وفعله ولم يختف به .
آلة السواك :
يستحب أن يستاك بعود لين ينقي الفم ، ولا يجرحه ، ولا يضره ، ولا يتفتت فيه كالأراك وجريد النخل والزيتون .
وأفضل أنواع السواك الأراك لما فيه من طيب وريح وتشعير يخرج وينقي مابين الأسنان ولحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكاً من الأراك . . .) الحديث .
وقد قام علماء الطب الحديث باجراء أبحاث على الأراك وتوصلوا إلى النتائج الآتية :
1- يحتوي السواك على العفص (حمض تينيك) ولهذه المادة تأثير مضاد للتعفنات ، كما أنه يعتبر مطهراً وله استعمالات مشهورة ضد نزيف الدم كما يطهر اللثة والأسنان ويشفي جروحها الصغيرة ويمنع نزف الدم منها .
2- يوجد في السواك مادة لها علاقة بالخردل وهى عبارة عن جليكوزيد وهذه المادة لها رائحة حادة وطعم حراق ، وهو ما يشعر به الشخص الذي يستعمل السواك لأول مرة ، وهذه المادة تساعد على الفتك بالجراثيم .
3- إن تركيب هذا النبات هو ألياف حاوية على بيكربونات الصوديوم ، وبيكربونات الصوديوم هي المادة المفضلة لاستعمالها في المعجون السني (الصناعي) من قبل مجمع معالجة الأسنان التابع لجمعية طب الأسنان الأمريكية يستعمل كمادة سنية وحيدة تقي من العضويات المجهرية التي تفرز في الأسنان .
4- إن السواك يحتوي على مادة تمنع تسوس الأسنان وقد ذكر ذلك أكثر من باحث في بحوث أعدت على الأراك وقد أكدوا على وجود مواد قاتلة للميكروبات في هذا السواك .
5- لو نظر إلى السواك لوجد أنه يتكون كيميائياً من ألياف السيليلوز وبعض الزيوت الطيارة وبه راتنج عطري وأملاح معدنية أهمها كلوريد الصوديوم وهو ملح الطعام وكلوريد البوتاسيوم وأكسالات الجير فلو نظر إلى تحليل السواك لوجد أنه فرشاة طبيعية قد زودت بأملاح معدنية ومواد عطرية تساعد على تنظيف الأسنان ، أو بمعنى آخر كأنها فرشاة طبيعية زودها الله تعالى بمسحوق مطهر لتنظيف الأسنان ومنع تسوسها .
وقد قامت عدة شركات بتحضير معاجين أسنان من جذور وعروق شجرة الأراك بدون إضافة أي مواد كيمياوية أخرى قد تكون لها بعض الآثار الجانبية الأخرى ، فتأكد وجود مواد قاتلة لجراثيم الفم الضارة التي تسبب التهابات اللثة وتسوس الأسنان في هذه المعاجين المحضرة من الأراك هذا بعض ما ذكره علماء الطب الحديث ومن أراد التوسع عن هذا فليرجع إلى الكتب المؤلفة في هذا .
السواك هل الأولى أن يباشره المستاك بيمينه أو بشماله ؟
قال ابن عابدين رحمه الله إن كان من باب التطهر استحب باليمين ، وإن كان من باب إزالة الأذى فباليسرى ، والظاهر الثاني.
وذكر نحوه الحافظ العراقي رحمه الله .
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الاستياك باليمين أم باليسرى ؟ فذكر أن الأفضل الاستياك باليسرى ، لأنه من باب إماطة الأذى ، فهو كالاستنثار والامتخاط ، ونحو ذلك مما فيه إزالة الأذى ، وذلك باليسرى ، كما أن إزالة النجاسات واجبها ومستحبها اليسرى . . . ثم ذكر أن السواك ليس من باب اكرام اليمين .
ويستحب غسل السواك قبل استعماله وكذلك عند الانتهاء من استعماله . لحديث عائشة رضي الله عنها قالت :(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني السواك لأغسله ، فأبدأ به فأستاك ، ثم أغسله ثم أدفعه إليه) .
ويجوز أن يستعمل السواك الواحد لأكثر من شخص.
لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان أحدهما أكبر من الآخر ، فأوحى الله إليه في فضل السواك (( أن كبر )) أعط السواك أكبرهما) .
قال الخطابي رحمه الله فيه : أن استعمال سواك الغير ليس بمكروه على مايذهب إليه بعض من يتقزز إلا أن السنة فيه أن يغسله ثم يستعمله .
ينبغي لمن أسنانه مركبة أن يستعمل السّواك ليحصل أجر أمتثال السنة ، ولا بأس أن ينزلها وينظفها ، ويزيل ما عليها من أوساخ .
فوائـــد الســواك :
إن أعظم فوائد السواك مانص عليه النبي ش في قوله : (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) .
ومن الفوائد التي ذكرها أهل العلم للسواك أن المسلم مأمور في كل حال أن يكون على أحسن هيئة وأطيب ريح وخاصة عند أداء العبادة ، وأن يحرص أن تكون حاله في غاية الكمال والنظافة لإظهار شرف وعظم هذه العبادة .
ولما كانت الملائكة تتأذى مما يتأذى به بنو آدم شرع السواك مطهرة للفم حتى لا تتأذى الملائكة الموكلون برصد أعمال بني آدم بالروائح الكريهة التي تنتج عن ترك السواك، وقد جاء في الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : (إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك) .
قال ابن القيم رحمه الله في السواك عدة منافع : يطيب الفم ، ويشد اللثة ، ويقطع البلغم، ويجلو البصر ، ويذهب بالحفر ، ويصح المعدة ، ويصفي الصوت ، ويعين على هضم الطعام ، ويسهل مجاري الكلام ، وينشط للقراءة والذكر والصلاة ، ويطرد النوم ، ويرضي الرب ، ويعجب الملائكة ، ويكثر الحسنات .
ومن فوائد السواك أنه يدر البول ، ويقطع الرطوبة ، ويذهب الصفرة ، ويسكن عروق الرأس ، ووجع الأسنان ، ويذكي الفطنة ، ويضاعف الصلاة ، ويسخط الشيطان ، ويطيب النكهة ، ويسهل خروج الروح .
قال ابن عابدين قال في النهر : ومنافعه وصلت إلى نيف وثلاثين .
ومن فوائد السواك أنه بمثابة العلاج للإقلاع عن بعض العادات السيئة مثل التدخين فالسواك مع طول مدة استعماله يصبح عادة فيكون سبباً في الإقلاع عن التدخين وكذلك عن الإقلاع عن مص الأصابع عند الصغار .
وللسواك فوائد أخرى ذكرها علماء الطب ، وقد ذكرت شيئاً منها عند الكلام على الأراك في المبحث الثامن والكتب الطبية المؤلفة في السواك ذكرت له فوائد كثيرة وأسراراً طبية.
تم الملخص والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مبركا فيه .
الفقير إلى عفو ربه:
أبو أسامة سمير الجزائري
وهذه نسخة وورد
أحكام السواك.doc (48.5كيلو)
تعليق