إتحاف المهرة باستحاب قراءة خاتمة البقرة في الركعتين البعدية للعشاء الآخرة وأن ذلك مجزئ عن قيام ليلة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.وبعد:
فقد روى البخاري (400) واللفظ له ، ومسلم (807) من طريق إبراهيم بن يزيد النخعي ، عن عبد الرحمان بن يزيد عن أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)) .
والمقصود قراتها في الصلاة كما سيأتي تفسير رواة هذا الحديث انفسهم ورواي الحديث أدرى بمعناه من غيره يؤيد هذا ان البخاري اقتصر على اخراج هذا الحديث بهذا اللفظ المصرح بان المقصود قراءة بها أي في الصلاة.
يقول الحافظ بن حجر في فتح الباري (جزء 9 /ص56) :" قوله : ( كفتاه )
أي أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن ، وقيل أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا سواء كان داخل الصلاة أم خارجها ، وقيل معناه أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا ، وقيل معناه كفتاه كل سوء ، وقيل كفتاه شر الشيطان ، وقيل دفعتا عنه شر الإنس والجن ، وقيل معناه كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر ، وكأنهما اختصتا بذلك لما تضمنتاه من الثناء على الصحابة بجميل انقيادهم إلى الله وابتهالهم ورجوعهم إليه وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم ".
ثم قال رحمه الله تعالى :" والوجه الأول ورد صريحا من طريق عاصم عن علقمة عن أبي مسعود رفعه " من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة"
قلت : اخرجه ابن ضريس في كتابه فضائل القرآن 167 - أخبرنا موسى ، حدثنا حماد ، عن عاصم بن بهدلة ، عن علقمة بن قيس : أن أبا مسعود البدري ، قال : « من قرأ خاتمة سورة البقرة في ليلة أجزأت عنه قيام ليلة ، وقال : أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش »
قلت :اسناد جيد وموسى هو ابن إسماعيل التبوذكى الثقة الثبت وحماد هو حماد بن سلمة الامام المشهور .
فهذا اللفظ صريح بان المقصود قراءتها في الصلاة يجزئ عن قيام ليلة.
يقول الحافظ بن حجر في فتح الباري (جزء 9 /ص56) :(( وقد أخرج علي بن سعيد العسكري في " ثواب القرآن " حديث الباب من طريق عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن علقمة بن قيس عن عقبة بن عمرو بلفظ " من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتا : آمن الرسول إلى آخر السورة "
قلت :وهذه فائدة عزيزة يزيدها وضوحا فهم رواة هذا الحديث لها فقد أخرج الامام عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه (4834) - عن الثوري عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال كانوا يستحبون أن يركعوا بعد المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد وبعد العشاء في ركعتين بآخر سورة البقرة آمن الرسول وبقل هو الله أحد وقبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله احد
قلت: واسناده صحيح جدا . فالثوري هو امير المؤمنين في الحديث وابراهيم هو التابعي الجليل فقيه العراق ابراهيم بن يزيد النخعي وعبد الرحمن بن يزيد هو التابعي الجليل (المتوفى سنة 83 هـ).
فائدة :
قال الحافظ بن رجب في فتح الباري (5/540) :"وقد روى ابن أبي خيثمة في " تاريخه " من طريق الأعمش ، عن النخعي ، قال : ما قلت لكم : كانوا يستحبون ، فهو الذي أجمعوا عليه ".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه أخوكم عمر ابراهيم الموصلي
تعليق