تويت
امتحان العزائم بمدارسة (كتاب الصيام) من دليل الطالب
الحمدلله الحكيم العليم والصلاة والسلام على النذير المبين أما بعد
فإنَّا قد جعلنا شعارنا في شهر رمضان ((شهر العلم والعمل ))، وحثثنا أنفسنا قبل غيرنا لتحقيق مقصود الشارع من هذا الشهر الكريم بتحصيل التقوى وذلك بتحصيل العلم النافع وتحريره، ثم محاربة النفس والهوى وقهرها على الطاعات و حجزها عن المعاصي والسيئات، والوقوف بصدق مع أنفسنا دون خداع ومراوغة ، وكتبت في ذلك كلمات يسيرات كما في هذا الرابط: من هنا ، إلا أنَّ أقوامًا لم تصلهم الرسالة، وآخرين لم يفهموها مع سهولة عبارتها وحرصي على عربية مفرداتها، فأراد بعض إخواننا تعزيز تلك الرسالة بأخرى عملية لعلهم بهذا يعقلون وإلى رشدهم يهتدون، فكانت هذه الرسالة العملية بافتتاح هذه المدارسة العلمية العملية لكتاب الصيام ، وقد ترددت في اختيار المتن مع انعقاد العزم على متن مختصر فكنت بين دليل الطالب وعمدة الفقه وأخصر المختصرات ، ، وأظن أولهم أوسع في عبارته من الثاني أما الثالث فكاسمه، ومع ذلك اخترت دليل الطالب وأحسنت الظن بمن طلب مني وإخوانه هنا في صدق عزمهم وصفاء نيتهم، فنحن في شهر الجوائز وتحصيل المنازل، فمن لم يَفز الآن وينشط فمتى؟! ، ثم عضد حسن ظني اشتغال الشيخ محمد المدخلي – وفقه الله- بالتعليق على (دليل الطالب) في إذاعة شبكتنا (إذاعة ميراث الأنبياء) ثم رأيت مفاجئة ألا وهي شرح الشيخ العلامة الفقيه / عبد الله البسام – رحمه الله- على "منار السبيل" والتي ستنشر هنا في موقعنا بالتزامن مع هذا الإعلان ، فترجح عندي هذا المتن على غيره.
وهذه فرصة لإيقاد شرارة التفاعل بين المنتدى والإذاعة بحيث تُعرض الإشكالات التي ربما وردت على الأعضاء ولم يستطيعوا حلها على الشيخ محمد المدخلي في دروسه المستمرة خلال هذه الأيام الرمضانية، وأرجو أن تتعاون إدارة الإذاعة بهذا الصدد وتُسهِّل هذه المهمة، ولكي لا ترتفع توقعاتنا كثيرًا فلتكن المراجع الأساسية لفك عبارة المؤلف ما يأتي:
1- شرح الفقيه إبراهيم الضويان – رحمه الله - " منار السبيل في شرح الدليل" وهو على اختصاره كافيًا لمن حفظ بعض مبانيه وفهم بقية معانيه. [كتابيا]
2- شرح الفقيه عبد الله البسام – رحمه الله – والذي سيوضع على هذا الرابط. [رابط الشرح الصوتي من : هنا ]
مع متابعة شرح الشيخ محمد المدخلي – رحمه الله – [1]. [ لمتابعة الشرح من : هنا ]
3- مَراجِع مُتممة ككتاب " السلسبيل في معرفة الدليل [حاشية على زاد المستقنع]" للشيخ الفقيه صالح البليهي –رحمه الله- وأهم ميزة له ذكر أدلة كل مسألة مع إيراد قول شيخ الإسلام في المسائل بالإضافة لأقوال المذاهب الثلاثة. [لتحميله من : هنا ]
وقد حرصت كما ترى أن تكون الكتب التي يُستقى منها شرح عبارات المؤلف مختصرة مع اعتمادها على الدليل.
تنبيه: بالنسبة للمسائل التي يُراد بحثها والتوسع فيها فالمراجع مفتوحة بحسب اطلاع الباحث لكن ليحاول الأعضاء اختصار النقول والاقتصار على أهمها والإحالة على الباقي بذكر المراجع لـمـُريد الزيادة.
منهجية البحث:
يتم تقسيم كل مقطع من المتن إلى مسائل، سواء بالمنطوق أو المفهوم ثم بحثها بشكل مختصر بالرجوع إلى هذه المصادر.
سيواجه الدارسون أحاديث وآثار فيرجعون لمعرفة درجتها من حيث الصحة والضعف إلى إرواء الغليل للإمام الآلباني وتكملته لصالح آل الشيخ والتحجيل في تخريج ما لم يخرج في إرواء الغليل للطريفي.
وليكتفِ الدارسون في هذه المباحثة بتصحيحات الألباني وإن كان لبعض الأعضاء آراء أخرى فليجعلوها لمدارسة أخرى حتى لا يتشتت البحث، وأنا موقنٌ بأنَّ أكثرنا مقلدة في هذا العلم في عامة مواطنه فلا داعي للتحذلق بإيراد قول فلان أو فلان وكأننا قد بحثنا الأسانيد وأقوال علماء الجرح والتعديل ثم ترجح لنا خلاف قول الشيخ ولندع ذلك لموطن آخر وبحث آخر.
- سيجد الأعضاء مسائل هي أصول ومسائل هي فروع، فأنا أنصحهم إن نشطوا للبحث فليقتصروا على مسائل أصول الباب.
مثال الأصول: اتحاد المطالع، صيام يوم الشك، تجديد النية لصيام كل يوم ونحوها.
مسائل فرعية بالنظر للمتن: هل على الحامل والمرضع إن خافتا على ولديهما فدية؟، هل إن أفاق المجنون في نهار رمضان يلزمه قضاء ذلك اليوم أم يكفيه إمساك بقية اليوم؟.
فإن كان ثمَّ بحث فليكن مختصرًا لأنَّ هذه المسائل تحتاج إلى فهم أوسع للعلوم المختلفة خاصة علمي الأصول والحديث ودراستها دون التمكن من هذه العلمين تقليد مبطن باجتهاد.
ومسائل الأصول هي التي يعتمد عليها الكتاب، والفروع هي التي تكون من باب الملح في هذا المستوى وهي أصول في كتب أعلى وهكذا.
والمراد في هذه المدارسة ضبط التعاريف وتصور المسائل وتحرير أهم المسائل في هذا المتن ، ثم إذا وصلت إلى كتاب أوسع ستحرر ولابد المسائل التي تليها وهكذا العلم يؤخذ بالتدرج، أما من يحرر فروع مسائل الطهارة التي ربما يتوقف فيها بعض العلماء لقلة مَن يقع فيها ، وعدم حاجة عامة الناس إليها ثم هو يجهل أصول مسائل الحج والمعاملات! بل ربما يجهل أبوابًا كاملة !! فهذا في علمه نقص وهذه آفة في عصرنا، ولذا نبه على هذه الآفة العلامة الفقيه بحق الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله- والشيخ العالم صالح بن عبد العزيز آل الشيخ –وفقه الله-.
وأنا سأتابع هذه المدارسة من بُعد كلما تيسَّر لي وسيقود لواءها الأخوان : أبو الحسين عبد الحميد حفاينة و أبو عبد الرحمن محمد المغربي – وفقهما الله لهداه- والحمدلله رب العالمين.
الهامش:
[1] ولم أجعله عمدة لكون الشرح ما زال مستمرًا وفي غالب ظني ستتقدم المدارسة على الأجزاء التي وصل إليها الشيخ فلم أرد تعليقها به.
تعليق