بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال : ماحكم إحضار الصبيان الذين هم دون التمييز ممن يُلبَّسُون الحفائظ التي ربما يكون أو غالب مايكون فيها النَّجاسة وإذاحضرواهل يُطْرَدُونَ أم لا ؟
الجواب : إحضار الصِّبيان للمساجد لابأس به ما لم يكن منهم أذيَّةٌ ، فإن كان منهم أذيَّة فإنَّهم يُمنعون ، ولكن كيفية منعهم أن نتَّصِل بأولياء أمورِهم ، ونقول : أطفالكم يشوِّشون علينا يُؤذُوننا و ماأشبه ذالك ، ولقد كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : يَدخُل في صلاته يريد أن يطيل فيها ، فيسمع بكاء الصَّبيَّ فيتجوَّزُ في صلاته ، مَخَافة أن تَفْتِنَ الأمُّ ، وهذا يدل على أن الصِّبيان موجودون في المساجد ، لكن كما قلنا إذا حصل منهم أذيَّة فإنَّهم يمنعون عن طريق أولياء أمورهم ، لئلا يحصل فتنة ، لأنَّك لو طردتَّ صبيًّا له سبع سنوات يؤذي في المسجد ، وضربته سيقوم عليك أبوه ، لأنَّ النَّاس الآن غالبهم ليس عندهم عدلٌ ولإنصافٌ ، ويتكلَّم معك وربَّما يحصل عداوةٌ وبغضاء .
فَعِلاجُ المسألة هو : أن نَمنَعَهُمْ عن طريق آبآهم حتى لا يحصل في ذالك فتنة .
أما مسألة إحضاره فليس الأفضل إحضاره ، لكن قد تضطرُّ الأمُّ إلى إحضاره ، لأنُه ليس في البيت أحدٌ ، وهي تحب أن تحضر الدَّرس ، وتحبُّ أن تحضر قيام رمضان ، وماأشبه ذالك .
على كلِّ حال : إذا كان في إحضاره أذيَّة ، أو كان أبوه ـ مثلا ـ يتشوَّش في صلاته بناء على محافظته على الولد فلا يأتي به ، ثم إذاكان صغيرا عليه الحفائظ فلن يستفيد من الحضور ، أمَّا من كان عمره سبع سنوات فأكثر مِمَّن أمرنا أن نأمرهم بالصَّلاة فهم يستفيدون من حضور المساجد ، لكن لاتستطيع أن تحكم على كلِّ أحد ، قد تكون أمُّ الولد ليست موجودة ميِّتة ، أو ذهبت إلى شغل لابدَّ منه ، وليس في البيت أحدٌ ، فهو الآن بين أمرين : إمَّا أن يترك صلاة الجماعة ويقعد مع صبيِّه ، وإمَّا أن يأتي به فيرجِّح ، فينظر الأرجح .
[ لقاء الباب المفتوح ـ ج 125/ص9]
وسئل الشيخ ـ رحمه الله ـ : ماحكم اصطحاب الأطفال دون سنِّ السَّابعة إلى المسجد إذا كانوا يحدثُون إزعاجا للمصلِّين ؟ الجواب : لايجوز لوليِّ أمر الصِّغار الذين يحدثون إزعاجا للمصلِّين أو إفسادا في المسجد أن يصطحبهم ، إلا أن يحميهم حماية تامَّة ، وإذا قُدِّرَ أنَّهم يأتون بدون إبلاغ ولي أمرهم ، فإنَّ الواجب على الإمام ، أو على المسؤلين في المسجد أن ينبِّهوا ولي أمرهم حتَّى يمنعهم ، والذين يستشهدن باصطحاب الحسن والحسين ، فنقول لهم : ماحصل منهم أذيَّة ، نحن نتكلم عن الذين يحصُل منهم أذيَّة على المصلِّين أو على المسجد ، أمَّا إذا لم يكن أذية فتعويد الصبيان الحضور إلى المساجد لاشكَّ أنه خير .
[ لقاء الباب المفتوح ـ ج 164/ص12 ]