السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الدعاء يغير ما كتبه الله على الإنسان؟
الدعاء لا يغير، قدراً نافذاً، قدر الله نافذ، لا يرد قدره شيء، يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب، من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير، ويقول سبحانه: إن كل شيء خلقناه بقدر، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء)، ومن أصول الإيمان، أن تؤمن بالقدر خيره وشره، فالقدر ماض ولا يغيره شيء، لكنه قد يكون قدراً محتوماً، غير معلق على سبب يفعله العبد، أو يتركه العبد، وقد يكون معلقاً على أسباب، فالمعلق على الأسباب يزول عند عدم وجود السبب الذي علقه الله عليه، قد يكون معلقاً أنه مثلاً أنه يشفى إذا دعا له فلان، أو عالجه الطبيب فلان، فيتسبب يعالج يدعو له إخوانه قد يكون شفاؤه في هذا الدعاء أو في هذا العلاج، لأن الله علق شفاؤه عليه سبحانه فيما سبق من عمله جل وعلا، ولهذا أنت مأمور بالأسباب مأمور بالدعاء، لأن الله عز وجل، قد يكون علق شفائك على دعائك أو دعاء فلان لك، أو العلاج في المستشفى الفلاني، أو عند الطبيب الفلاني، وهكذا طلب الرزق بالتجارة والبيع والشراء، شرع الله لك ذلك لأنه سبحانه قد علق رزقك وحاجاتك بهذه الأسباب التي أمرك بها وشرعها لك سبحانه وتعالى، فأنت مأمور بالأسباب والله مقدر الأمور جل وعلا، فإذا فعلت السبب الذي علق الله عليه رزقك أو شفائك حصل المطلوب، فأنت في هذا العمل لم تخالف القدر، لو صادف قدر، ــ فسبق في علم الله أنك إذا ركبت هذه السيارة أنها تنقلب أو تصدم وتموت فأنت إذا ركبت السيارة وافقت قدر الله، وإذا جرى ما جرى عليك، كذلك وهكذا في الطائرات وهكذا في الإبل، وهكذا في غير ذلك، وهكذا قد يكون ربك سبحانه قد قدر أنك إذا دعوت بهذه الدعوات في آخر الليل أو في صلاتك أنك تشفى من مرضك أن يحصل لك زوجة صالحة، أن يحصل لك ذرية طيبة فتدعو بالدعوات التي شرعها الله وترجو فضله وإحسانه، وأنت لا تدري فالله جل وعلا هو الذي يعلم الغيب سبحانه وتعالى، فأنت عليك الأسباب والله جل وعلا مقدر الأمور وأنت في أسبابك لا تخرج عن قدر الله، كله مقدر، قال بعض الناس: يا رسول، إنا لنا رقى نسترقي بها، ودواء نتداوى به، فهل هذا من قدر الله؟، قال: (هي من قدر الله)، ولما رجعوا من الشام لما سمع به الطاعون، لما استقر أمر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم بعد المشاورة على أننا نرجع، ثم حدثهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -قال في الطاعون: (إذا سمعتم به في بلاد فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا فراراً منه)، عزم على الرجوع، ولم يقدم عليه في دمشق، وعزم على الرجوع إلى المدينة، فقال له بعض الناس: أفراراً من قدر الله، قال: أفر من قدر الله إلى قدر الله، نفر من قدر الله إلى قدر الله، يعني الطاعون من قدر الله، ورجوعنا من قدر الله، أسباب، نحن إذا باشرنا الرجوع فهو من قدر الله، وإذا عالج الإنسان بشرب الدواء من قدر الله، وإذا اكتوى من قدر الله، وإذا فصد من قدر الله، وإذا احتجم من قدر الله، وإذا سافر للعلاج في بلد كذا من قدر الله، وإذا ركب السيارة وأرادها الله حدوث شيئاً فيها أو الطائرة من قدر الله، وهكذا، الأمور كلها من قدر الله، وأنت تباشر الأسباب وتجتهد تريد الخير والله مسبب الأسباب سبحانه وتعالى.
الشيخ ابن باز رحمه الله ..
هل الدعاء يغير ما كتبه الله على الإنسان؟
الدعاء لا يغير، قدراً نافذاً، قدر الله نافذ، لا يرد قدره شيء، يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب، من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير، ويقول سبحانه: إن كل شيء خلقناه بقدر، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء)، ومن أصول الإيمان، أن تؤمن بالقدر خيره وشره، فالقدر ماض ولا يغيره شيء، لكنه قد يكون قدراً محتوماً، غير معلق على سبب يفعله العبد، أو يتركه العبد، وقد يكون معلقاً على أسباب، فالمعلق على الأسباب يزول عند عدم وجود السبب الذي علقه الله عليه، قد يكون معلقاً أنه مثلاً أنه يشفى إذا دعا له فلان، أو عالجه الطبيب فلان، فيتسبب يعالج يدعو له إخوانه قد يكون شفاؤه في هذا الدعاء أو في هذا العلاج، لأن الله علق شفاؤه عليه سبحانه فيما سبق من عمله جل وعلا، ولهذا أنت مأمور بالأسباب مأمور بالدعاء، لأن الله عز وجل، قد يكون علق شفائك على دعائك أو دعاء فلان لك، أو العلاج في المستشفى الفلاني، أو عند الطبيب الفلاني، وهكذا طلب الرزق بالتجارة والبيع والشراء، شرع الله لك ذلك لأنه سبحانه قد علق رزقك وحاجاتك بهذه الأسباب التي أمرك بها وشرعها لك سبحانه وتعالى، فأنت مأمور بالأسباب والله مقدر الأمور جل وعلا، فإذا فعلت السبب الذي علق الله عليه رزقك أو شفائك حصل المطلوب، فأنت في هذا العمل لم تخالف القدر، لو صادف قدر، ــ فسبق في علم الله أنك إذا ركبت هذه السيارة أنها تنقلب أو تصدم وتموت فأنت إذا ركبت السيارة وافقت قدر الله، وإذا جرى ما جرى عليك، كذلك وهكذا في الطائرات وهكذا في الإبل، وهكذا في غير ذلك، وهكذا قد يكون ربك سبحانه قد قدر أنك إذا دعوت بهذه الدعوات في آخر الليل أو في صلاتك أنك تشفى من مرضك أن يحصل لك زوجة صالحة، أن يحصل لك ذرية طيبة فتدعو بالدعوات التي شرعها الله وترجو فضله وإحسانه، وأنت لا تدري فالله جل وعلا هو الذي يعلم الغيب سبحانه وتعالى، فأنت عليك الأسباب والله جل وعلا مقدر الأمور وأنت في أسبابك لا تخرج عن قدر الله، كله مقدر، قال بعض الناس: يا رسول، إنا لنا رقى نسترقي بها، ودواء نتداوى به، فهل هذا من قدر الله؟، قال: (هي من قدر الله)، ولما رجعوا من الشام لما سمع به الطاعون، لما استقر أمر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم بعد المشاورة على أننا نرجع، ثم حدثهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -قال في الطاعون: (إذا سمعتم به في بلاد فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا فراراً منه)، عزم على الرجوع، ولم يقدم عليه في دمشق، وعزم على الرجوع إلى المدينة، فقال له بعض الناس: أفراراً من قدر الله، قال: أفر من قدر الله إلى قدر الله، نفر من قدر الله إلى قدر الله، يعني الطاعون من قدر الله، ورجوعنا من قدر الله، أسباب، نحن إذا باشرنا الرجوع فهو من قدر الله، وإذا عالج الإنسان بشرب الدواء من قدر الله، وإذا اكتوى من قدر الله، وإذا فصد من قدر الله، وإذا احتجم من قدر الله، وإذا سافر للعلاج في بلد كذا من قدر الله، وإذا ركب السيارة وأرادها الله حدوث شيئاً فيها أو الطائرة من قدر الله، وهكذا، الأمور كلها من قدر الله، وأنت تباشر الأسباب وتجتهد تريد الخير والله مسبب الأسباب سبحانه وتعالى.
الشيخ ابن باز رحمه الله ..
تعليق