بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أضع بين يديكم سنة الكثير تركها ، خاصة في فصل الصيف الذي ترتفع فيه الحرارة و هي
الإبراد في الصلاة
معنى الإبراد في الصلاة
قال العلامة ابن دقيق العيد رحمه الله : الإِبْرَادُ : أَنْ تُؤَخَّرَ الصَّلاةُ عَنْ أَوَّلِ الْوَقْتِ مِقْدَارَ مَا يَظْهَرُ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ . اهـ
ما هو وقتها ؟
قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
ففي شدَّة الحَرِّ الأفضل تأخيرها - صلاة الظهر - حتى ينكسر الحرُّ؛ لثبوت ذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: «إذا اشتدَّ الحرُّ فأبردوا بالصَّلاة، فإنَّ شدَّة الحرِّ من فَيْحِ جهنَّم»[(193)]، ولأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان في سفر فأراد المؤذِّنُ أن يؤذِّنَ فقال: «أبرد»، ثم أراد أن يؤذِّنَ فقال: «أبرد»، ثم أراد أن يؤذِّنَ فقال: «أبرد»، ثم أذَّن لمَّا ساوى الظِلُّ التُّلُولَ[(194)]. يعني: قُرب وقت صلاة العصر؛ لأنه إذا ساوى الشيءُ ظِلَّه؛ لم يبقَ ما يسقط من هذا الظلِّ إلا فيء الزَّوال، وفيءُ الزَّوال في أيَّام الصيف وشدَّة الحَرِّ قصير جداً. فقوله في الحديث: «حتى سَاوى الظِلُّ التُّلُولَ»، يعني: مع فيءِ الزَّوال، وهذا متعيِّن؛ لأنه لو اعتبرت المساواة بعد فيء الزَّوال؛ لكان وقت الظُّهر قد خرجَ؛ فينبغي في شِدَّة الحرِّ الإبرادُ إلى هذا الوقت، يعني: قُرب صلاة العصر.
وقال بعض العلماء: بل حتى يكون للشَّواخص ظِلٌّ يُستظلُّ به[(195)]. لكن هذا ليس بمنضبط؛ لأنه إذا كان البناء عالياً وُجِدَ الظِلُّ الذي يُستظلُّ به قريباً، وإذا كان نازلاً فهو بالعكس. فمتى يكون للنَّاس ظِلٌّ يمشون فيه؟!.
لكن أصحُّ شيء أن يكون ظِلُّ كلِّ شيء مثله مضافاً إليه فيء الزَّوال، يعني: أنه قُرب صلاة العصر، وهذا هو الذي يحصُل به الإبراد، أمَّا ما كان النَّاس يفعلونه من قبلُ، حيث يصلُّون بعد زوال الشَّمس بنحو نصف ساعة أو ساعة، ثم يقولون: هذا إبراد. فليس هذا إبراداً! هذا إحرار؛ لأنه معروف أن الحرَّ يكون أشدَّ ما يكون بعد الزَّوال بنحو ساعة.
فإذا قَدَّرنا مثلاً أن الشَّمس في أيام الصَّيف تزول على الساعة الثانية عشرة، وأن العصر على الساعة الرابعة والنصف تقريباً، فيكون الإبراد إلى الساعة الرابعة تقريباً.(1)
هل هناك حد للإبراد بصلاة الظهر كساعة أو ساعتين بعد دخول الوقت مثلا؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
المشروع للإمام أن يبرد بالظهر في حال شدة الحر، ولو في السفر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم))، وليس له حد محدود فيما نعلم، وإنما يشرع للإمام التحري في ذلك، فإذا انكسرت شدة الحر وكثر الظل في الأسواق كفى ذلك، والله ولي التوفيق. (2)
هل يسن الإبراد في الصلاة للمرأة في بيتها ؟
قال فضيلة الشيخ العثيمين رحمه الله:
قوله: «ولو صَلَّى وَحْدَه» ، «لو»: إشارة خلاف؛ لأنَّ بعض العلماء يقول: إنَّما الإبراد لمن يصلِّي جماعة[(196)]، وزاد بعضهم: إذا كان منزله بعيداً بحيث يتضرَّرُ بالذَّهاب إلى الصَّلاة (196) .
وهذا قيدٌ لما أطلقه النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بقوله: «إذا اشتدَّ الحرُّ فأبردوا بالصَّلاة» والخطاب للجميع، وليس من حقِّنا أن نقيِّد ما أطلقه الشَّارع، ولم يُعلِّلِ الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام ذلك بأنه لمشقَّة الذَّهاب إلى الصلاة، بل قال: «إنَّ شدَّةَ الحَرِّ من فَيْحِ جهنَّم»[(197)]. وهذا يحصُل لمن يُصلِّي جماعة، ولمن يصلِّي وحده، ويدخل في ذلك النِّساء، فإنه يُسنُّ لهنَّ الإبراد في صلاة الظُّهر في شدَّة الحرِّ.(1)
سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد البدر حفظه الله أسئلة نصها :
هل يسن الإبراد للمرأة في بيتها وكذلك المنفرد؟ و هل يسن الإبراد في الصلاة في البلاد الباردة ؟ و هل الإبراد يعمل به مع وجود وسائل التبريد في المساجد ؟
س: هل يسن الإبراد للمرأة في بيتها وكذلك المنفرد؟
فأجاب حفظه الله :
لا ، لا يسن لأنها في داخل الظل لا تظهر في الشمس وإنما الإبراد للذين يذهبون ويصلون للمساجد فإنها تؤخر لأنهم يمشون في الرمضاء ويمشون تحت ضوء الشمس وأما من كان في البيت مثل النساء فإنها في الظل تصليها في أول وقتها.
س: وكذلك لمن يكون في بلاد باردة؟
ج : البلاد الباردة كما هو معلوم بالنسبة للظهر هو وقت الدفء لوجود الشمس وإنما البرد في الغالب يكون في الليل والإبراد إنما جاء في الظهر من أجل السلامة من شدة الحر في وقت الظهيرة.
س: هل الإبراد يُعمل به هذه الأيام مع وجود الكثير من وسائل التبريد في المساجد؟
ج : في بعض الأماكن لا يُعمل به لأن أولاً قضية الوصول إليها في السيارات التي فيها تبريد وكذلك الآن المساجد فيها تبريد، فكون الناس إذا لم يكن هناك أمرًا يقتضيه ويستدعيه يصلون الصلاة في أول وقتها لاشك أن هذا هو الذي ينبغي.(3)
----------------------------------------السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أضع بين يديكم سنة الكثير تركها ، خاصة في فصل الصيف الذي ترتفع فيه الحرارة و هي
الإبراد في الصلاة
معنى الإبراد في الصلاة
قال العلامة ابن دقيق العيد رحمه الله : الإِبْرَادُ : أَنْ تُؤَخَّرَ الصَّلاةُ عَنْ أَوَّلِ الْوَقْتِ مِقْدَارَ مَا يَظْهَرُ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ . اهـ
ما هو وقتها ؟
قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
ففي شدَّة الحَرِّ الأفضل تأخيرها - صلاة الظهر - حتى ينكسر الحرُّ؛ لثبوت ذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: «إذا اشتدَّ الحرُّ فأبردوا بالصَّلاة، فإنَّ شدَّة الحرِّ من فَيْحِ جهنَّم»[(193)]، ولأن النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم كان في سفر فأراد المؤذِّنُ أن يؤذِّنَ فقال: «أبرد»، ثم أراد أن يؤذِّنَ فقال: «أبرد»، ثم أراد أن يؤذِّنَ فقال: «أبرد»، ثم أذَّن لمَّا ساوى الظِلُّ التُّلُولَ[(194)]. يعني: قُرب وقت صلاة العصر؛ لأنه إذا ساوى الشيءُ ظِلَّه؛ لم يبقَ ما يسقط من هذا الظلِّ إلا فيء الزَّوال، وفيءُ الزَّوال في أيَّام الصيف وشدَّة الحَرِّ قصير جداً. فقوله في الحديث: «حتى سَاوى الظِلُّ التُّلُولَ»، يعني: مع فيءِ الزَّوال، وهذا متعيِّن؛ لأنه لو اعتبرت المساواة بعد فيء الزَّوال؛ لكان وقت الظُّهر قد خرجَ؛ فينبغي في شِدَّة الحرِّ الإبرادُ إلى هذا الوقت، يعني: قُرب صلاة العصر.
وقال بعض العلماء: بل حتى يكون للشَّواخص ظِلٌّ يُستظلُّ به[(195)]. لكن هذا ليس بمنضبط؛ لأنه إذا كان البناء عالياً وُجِدَ الظِلُّ الذي يُستظلُّ به قريباً، وإذا كان نازلاً فهو بالعكس. فمتى يكون للنَّاس ظِلٌّ يمشون فيه؟!.
لكن أصحُّ شيء أن يكون ظِلُّ كلِّ شيء مثله مضافاً إليه فيء الزَّوال، يعني: أنه قُرب صلاة العصر، وهذا هو الذي يحصُل به الإبراد، أمَّا ما كان النَّاس يفعلونه من قبلُ، حيث يصلُّون بعد زوال الشَّمس بنحو نصف ساعة أو ساعة، ثم يقولون: هذا إبراد. فليس هذا إبراداً! هذا إحرار؛ لأنه معروف أن الحرَّ يكون أشدَّ ما يكون بعد الزَّوال بنحو ساعة.
فإذا قَدَّرنا مثلاً أن الشَّمس في أيام الصَّيف تزول على الساعة الثانية عشرة، وأن العصر على الساعة الرابعة والنصف تقريباً، فيكون الإبراد إلى الساعة الرابعة تقريباً.(1)
هل هناك حد للإبراد بصلاة الظهر كساعة أو ساعتين بعد دخول الوقت مثلا؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
المشروع للإمام أن يبرد بالظهر في حال شدة الحر، ولو في السفر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم))، وليس له حد محدود فيما نعلم، وإنما يشرع للإمام التحري في ذلك، فإذا انكسرت شدة الحر وكثر الظل في الأسواق كفى ذلك، والله ولي التوفيق. (2)
هل يسن الإبراد في الصلاة للمرأة في بيتها ؟
قال فضيلة الشيخ العثيمين رحمه الله:
قوله: «ولو صَلَّى وَحْدَه» ، «لو»: إشارة خلاف؛ لأنَّ بعض العلماء يقول: إنَّما الإبراد لمن يصلِّي جماعة[(196)]، وزاد بعضهم: إذا كان منزله بعيداً بحيث يتضرَّرُ بالذَّهاب إلى الصَّلاة (196) .
وهذا قيدٌ لما أطلقه النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بقوله: «إذا اشتدَّ الحرُّ فأبردوا بالصَّلاة» والخطاب للجميع، وليس من حقِّنا أن نقيِّد ما أطلقه الشَّارع، ولم يُعلِّلِ الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام ذلك بأنه لمشقَّة الذَّهاب إلى الصلاة، بل قال: «إنَّ شدَّةَ الحَرِّ من فَيْحِ جهنَّم»[(197)]. وهذا يحصُل لمن يُصلِّي جماعة، ولمن يصلِّي وحده، ويدخل في ذلك النِّساء، فإنه يُسنُّ لهنَّ الإبراد في صلاة الظُّهر في شدَّة الحرِّ.(1)
سئل فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد البدر حفظه الله أسئلة نصها :
هل يسن الإبراد للمرأة في بيتها وكذلك المنفرد؟ و هل يسن الإبراد في الصلاة في البلاد الباردة ؟ و هل الإبراد يعمل به مع وجود وسائل التبريد في المساجد ؟
س: هل يسن الإبراد للمرأة في بيتها وكذلك المنفرد؟
فأجاب حفظه الله :
لا ، لا يسن لأنها في داخل الظل لا تظهر في الشمس وإنما الإبراد للذين يذهبون ويصلون للمساجد فإنها تؤخر لأنهم يمشون في الرمضاء ويمشون تحت ضوء الشمس وأما من كان في البيت مثل النساء فإنها في الظل تصليها في أول وقتها.
س: وكذلك لمن يكون في بلاد باردة؟
ج : البلاد الباردة كما هو معلوم بالنسبة للظهر هو وقت الدفء لوجود الشمس وإنما البرد في الغالب يكون في الليل والإبراد إنما جاء في الظهر من أجل السلامة من شدة الحر في وقت الظهيرة.
س: هل الإبراد يُعمل به هذه الأيام مع وجود الكثير من وسائل التبريد في المساجد؟
ج : في بعض الأماكن لا يُعمل به لأن أولاً قضية الوصول إليها في السيارات التي فيها تبريد وكذلك الآن المساجد فيها تبريد، فكون الناس إذا لم يكن هناك أمرًا يقتضيه ويستدعيه يصلون الصلاة في أول وقتها لاشك أن هذا هو الذي ينبغي.(3)
(1) : الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ العثيمين رحمه الله - المجلد الثاني باب شروط الصلاة
(2): الشيخ ابن باز رحمه الله : http://www.ibnbaz.org.sa/mat/2453
(3) : http://www.noor-alyaqeen.com/vb/t12473/