بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مخـتصرة
في بعض أخطاء ومخالفات الأئمة في صلاة الفر يضة
إعداد: الفقير إلى ربه: (أبو لقمان المصري)
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
مقدمة هامة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبعد..
فهذه رسالة مختصرة تشتمل على بعض الأخطاء والمخالفات التي يقع فيها بعض الأئمة في صلاة الفريضة خصوصاً، وهي إما أمور يفعلها بعض الأئمة ولم تثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هديه الثابت عنه في صلاته، وإما أمور يتركها بعض الأئمة وهي ثابتة عنه صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته، وربما كان الأمر الأول أشد من الثاني لأنه يندرج تحت الإحداث والابتداع في دين الله، إلا أنه يجب على كل من ولّاه الله تعالى إمامة المسلمين في الصلاة أن يتق الله فيما ولّاه ويتبع هدي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في صلاته، وأن يحرص بشدة على تعلم ذلك، فهو في مكانه ذلك قدوة للمسلمين ومرشداً لهم في اتباع السنة واقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل شىء، ليس في صلاته فحسب بل في جميع عبادته، وفي عقيدته وفي أخلاقه ومعاملاته وسلوكه وسمته صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا شك أن الإمام هو محل نظر واقتداء من خلفه.
ومما تجدر الإشارة إليه أن أغلب هذه الأخطاء والمخالفات - التي أذكرها- لا ينبني على شىء منها بطلان الصلاة بحال، فحكم غالبها بين الكراهة وترك الأوْلى، ولا يعني ذلك أبداً الاستهانة بها والتقليل من شأنها، فالمؤمن الصادق المحب لربه - سبحانه وتعالى- والمتبع لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم لا يعنيه الحكم الفقهي للمخالفة التي خالف فيها هديه صلى الله عليه وآله وسلم بقدر ما يعنيه الحرص على اتباعه في كل صغير وكبير، فإن ذلك هو السبيل إلى محبة الله تعالى : ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (آل عمران:31)، ثم إن اتباع السنة ليس مجرد حركات وأقوال يستوي فعلها وتركها كما يظن بعض الناس -ولا حول ولا قوة إلا بالله-، بل إن اتباع هديه صلى الله عليه وآله وسلم في عبادته هو أقصر الطرق للوصول إلى جوهر العبادة ومقصودها، بل لا يمكن أن يحصل ذلك بدون اتباعه صلى الله عليه وآله وسلم، ألا ترى أن وضع اليدين على الصدر في الصلاة يزيدك خشوعاً وخضوعاً بين يدي الله تعالى!
فوالله لا هداية ولا حياة للقلوب بغير اتباعه صلى الله عليه وآله وسلم ظاهراً وباطناً، قال تعالى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ﴾ (النور:54)، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ (لأنفال:24).
هذا وقد حاولت الاجتهاد في جمع هذه الأخطاء والمخالفات بقدر ما منّ الله تعالى علىّ من علمه وتوفيقه، فإن كنت قد أصبت فهذا فضلهُ سبحانه وتعالى، وإن كانت الأخرى فحسبي عفوه ومغفرته، ثم تصويب علمائنا الأجلاء وإخواني الفضلاء لزلاتي وخطأي.
والله تعالى أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به كل من قرأه وأعان على نشره، وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتبه: (أبو لقمان المصري) - مصر
الرسالة في المرفقات