سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين : ج 3ص 398 :
واعلم أن الإجماع و الحجة و السواد الأعظم هو العالم صاحب الحق , وإن كان وحده وإن
خالفه أهل الأرض .
و قال : فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق
حيث كان وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة ولو خالفك .... .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عندما قال إن جمهور الجماعة هم الذين فارقوا الجماعة،
الجماعة ما وافق الحق و إن كنت وحدك وفي لفظ آخر:(إن جمهور الناس فارقوا الجماعة
وإن الجماعة ما وافق طاعة الله تعالى )
وقال نعيم بن حماد : ( إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد
وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ ) . ذكر هذين الأثرين البيهقى وغيره .
وقال بعض أئمة الحديث وقد ذكر له السواد الأعظم فقال : أتدري ما السواد الأعظم هو
محمد بن أسلم الطوسي وأصحابه .
فمسخ المختلفون الذين جعلوا السواد الأعظم؟ والحجة والجماعة هم الجمهور،
وجعلوهم عيارا على السنة، وجعلوا السنة بدعة و المعروف منكرا، لقلة أهله وتفردهم
في الأعصار و الأمصار، وقالوا من شذ ..شذ الله به في النار، و ما عرف المختلفون أن
الشاذ ما خالف الحق وإن كان الناس كلهم عليه إلا واحدا منهم فهم الشاذون، وقد شذ
الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة وكانت القضاة حينئذ
و المفتون و الخليفة و أتباعه كلهم هم الشاذون و كان الإمام أحمد وحده هو الجماعة،
ولما لم يتحمل هذا عقول الناس قالوا للخليفة يا أمير المؤمنين أتكون أنت وقضاتك و
ولاتك و الفقهاء و المفتون كلهم على الباطل وأحمد وحده هو على الحق فلم يتسع
علمه لذلك فأخذه بالسياط و العقوبة بعد الحبس الطويل فلا إله إلا الله، ما أشبه الليلة
بالبارحة وهي السبيل المهيع لأهل السنة و الجماعة حتى يلقوا ربهم مضى عليها
سلفهم وينتظرها خلفهم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من
قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته