السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
( يأيها الذين ءامنوا إتقوا الله حقّ تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ).
( يأيها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالا كثيرا ونساء واتّقوا الله الّذي تسّاءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبًا ).
( يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ).
أمّا بعد، فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدّين )) فدلّ على أنّ من لم يرد الله به خيرا لم يفقهه في الدّين، واعلم أنّه كلّما تفقهت في الدين فقد أراد بك ربّك خيرا فلا يبقى عليك إلا الإخلاص وتصحيح المنهج لتكون من المنعوم عليهم قال تعالى [ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ] ولم يأمر الله نبيه وخليله محمد بطلب الازدياد في شيء بخلاف العلم قال تعالى [ وقُلْ ربِّ زدني علمًا ] وأعظم العلم التوحيد وهو الفقه الأكبر ويليه الفقه الأصغر وكلاهما مخدومان وسائر العلوم كالنحو والحديث والتفسير والتجويد وغيرها من العلوم خادمة لهما. ولمّا كان العلم بالحلال والحرام من أحسن ما يشغل المرء به نفسه إذ هو متعلّق بكلام الرّبّ وكلام رسوله نال علم أصول الفقه هذه المكانة الرّفيعة والمنزلة الموقورة إذ منزلة الفرع دون منزلة الأصل كما هو معلوم. فعلم أصول الفقه هو أداة أهل العلم للوصول إلى الأحكام التكليفية، فنسبتُهُ إلى الفقه كنسبة المنطق إلى الجَنانِ وكنسبةِ النّحو إلى اللّسان. ويكفي بهذا فضلا، لكي يحرص الورى على تعلّمِه وتزيين النفس بثمره.
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى : " التقليد كأكل الميتة "- أو نحوا من هذا - وأكل الميتة حرام، لا يجوز إلا عند الضّرورة وعلى قدر الحاجة كما قال تعالى [ إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] ولا سبيل للمرء من الخروج من التقليد إلا إذا اكتملت آلة الاجتهاد لديه من أصول ولغة ومصطلح ... إلخ و خاصّة اللغة والأصول فهما الميزان لتقويم درجتك في العلم.
وقد رأيت أن أفتتح في هذا المنتدى المبارك، نسأل الله أن يبارك في القائمين عليه وأن يوفقهم لما يحبه ويرضاه، مذاكرة في علم الأصول الفقه واخترت أن يكون نظم الورقات المسمّى ب" تسهيل الطرقات في نظم متن الورقات " الباب في دراسة هذا العلم العظيم فنسأل الله أن نزداد به علما وأن ينفعنا به، والشيخ، أعني النّاظم شرف الدين بن يحيى بن موسى الشافعي معروف ببراعة النظم فلن يصعب على أحد بإذن الله وتوفيقِه أن يحفظها، وعلى الله التكلان وهو الموفق لنيل المراد ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل.
نسأل الله أن يعيننا على إتمامه وأن يزيدنا به علما نافعا ويجعله مما نتقرب إليه به ولا يجعل للدنيا فيه حظا.
وبما أن هذا المتن مستند على الأصل ( وهو متن الورقات للجويني ) فستكون هذه المدارسة على مستوى المتن وسأحاول أن أكثر من التطبيقات العملية لتتم الفائدة به فمن أراد أن ينصح نفسه فعليه:
1- أن يحفظ المتن دفعة واحدة أو وفق تقدّمنا في المدارسة: فإنّ الحفظ هو خيط الفهم ولا أقول لك هذا من باب التنظير ولكن مما قرره علمائنا ومن منطلق تجربتي فإن المتن الذي لا أحفظه يذهب لا محالة ولا يبقى من الشرح الذي سمعته إلا بقايا قليلة وهذا بخلاف المتن الذي أحفظه فيكون وسيلة لتثبيت الشرح.
1- أن يحفظ المتن دفعة واحدة أو وفق تقدّمنا في المدارسة: فإنّ الحفظ هو خيط الفهم ولا أقول لك هذا من باب التنظير ولكن مما قرره علمائنا ومن منطلق تجربتي فإن المتن الذي لا أحفظه يذهب لا محالة ولا يبقى من الشرح الذي سمعته إلا بقايا قليلة وهذا بخلاف المتن الذي أحفظه فيكون وسيلة لتثبيت الشرح.
2- أن يجعل له شرحا يدرسه ومن أحسن شروح هذا المتن شرح الشيخ محمد صالح العثيميين رحمه الله كما أن للشيخ محمد سعيد الرسلان حفظه الله و نفع به شرح على المتن
3- أن يعزم على إتمامه فإن الهمم إذا قصرت وخاصةً وأنّ الأسباب المثبطة قد كثرت تحول بين المرء وبين نور العلم.
3- أن يعزم على إتمامه فإن الهمم إذا قصرت وخاصةً وأنّ الأسباب المثبطة قد كثرت تحول بين المرء وبين نور العلم.
فنسأل المنّان أن يجيرنـا * من الرِّيا مضاعفا أجـورنا
وأن يكون نافعًــا بعلمـــه * من اعتنى بحـفظه وفهـمه
وهذه روابط المتن
1- قراءة لكامل المتن
2- قراءة للمتن بابا بابا
تعليق