الدعاء عقب شرب اللبن
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا و خالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناءٍ من لبنٍ، فشرب رسول الله، وأنا على يمينه وخالد على شماله، فقال لي: «الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالداً» فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحداً، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «من أطعمه الله الطعام فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيراً منه. ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه» وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن».
المصدر: مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر - لصفحة أو الرقم: 3/302 إسناده صحيح وأصل القصة في الموطأ والصحيحين .
صحيح الترمذي للشيخ الألباني - لصفحة أو الرقم: 3455 حسن .
استحباب المضمضة بعد شرب اللبن ونحوه
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبنًا فمضمض وقال: إن لـه دسمًا. [البخاري ومسلم ].
قال ابن حجر في الفتح (فيه بيان العله للمضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم) .
المرجع : مختصر لكتاب الوصية ببعض السنن شبه المنسية
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا و خالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناءٍ من لبنٍ، فشرب رسول الله، وأنا على يمينه وخالد على شماله، فقال لي: «الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالداً» فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحداً، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «من أطعمه الله الطعام فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيراً منه. ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه» وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن».
المصدر: مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر - لصفحة أو الرقم: 3/302 إسناده صحيح وأصل القصة في الموطأ والصحيحين .
صحيح الترمذي للشيخ الألباني - لصفحة أو الرقم: 3455 حسن .
استحباب المضمضة بعد شرب اللبن ونحوه
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبنًا فمضمض وقال: إن لـه دسمًا. [البخاري ومسلم ].
قال ابن حجر في الفتح (فيه بيان العله للمضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم) .
المرجع : مختصر لكتاب الوصية ببعض السنن شبه المنسية
قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح الترمذي : عندما سئل :
هل يقاس الحليب على اللبن ؟
هل يقاس الحليب على اللبن ؟
أجاب حفظه الله : والحليب مثل اللبن الدسومة موجودة في هذا وفي هذا وقد يكون أشد من اللبن لأن اللبن اُخرج منه الدهن ولكن بقي له بقايا وأما الحليب فالدهن موجود فيه لم يخرج
واللبن يطلق على الحليب " شَرب اللبن أو يُرضع اللبن "
لكن اللبن يطلق على المخيض الذي أخرج زبده ودهنه والحليب هو الذي لم يخرج منه
ويطلق على الحليب أنه لبن مثل ما يقال رضع اللبن أي رضع
الحليب . إنتهى كلامه حفظه الله
فيمكن هنا أن نقول أنّ العلة دائرة حول الدسم فإن وجد دسم تستحب المضمضة في اللبن والحليب أو أي شيء له دسم كما أفاده الحافظ في الفتح لحديث ابن عباس الذي رواه الشافعي وقال فيه ابن عباس لو لم أتمضمض ماباليت .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
واللبن يطلق على الحليب " شَرب اللبن أو يُرضع اللبن "
لكن اللبن يطلق على المخيض الذي أخرج زبده ودهنه والحليب هو الذي لم يخرج منه
ويطلق على الحليب أنه لبن مثل ما يقال رضع اللبن أي رضع
الحليب . إنتهى كلامه حفظه الله
فيمكن هنا أن نقول أنّ العلة دائرة حول الدسم فإن وجد دسم تستحب المضمضة في اللبن والحليب أو أي شيء له دسم كما أفاده الحافظ في الفتح لحديث ابن عباس الذي رواه الشافعي وقال فيه ابن عباس لو لم أتمضمض ماباليت .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
ـــــــــــــــــــــــــ
قال ابن عبد القوي في منظومة الآداب :
ويكره نوم المرء من قبل غسله *** من الدهن والألبان للفم واليد
وقد قال الباجي في (المنتقى 4/339) : ويغسل يده بعد الطعام ويمضمض مما له دسم لما روي عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب لبنا ، ثم تمضمض وقال : إن له دسما ؛ ولأن ذلك نوع من النظافة مشروعة كالسواك .اهـ
وقال المناوي في (فيض القدير 1/496) :
وقيس باللبن المضمضة من ذي دسم بل أخذ من مضمضته صلى الله عليه وسلم من السويق ندبها في غير ما له دسم أيضا إذا كان يعلق منه شئ بين الأسنان أو نواحي الفم ، وذكر بعض الأطباء أن بقايا اللبن يضر باللثة والأسنان ، وللمضمضة عند الأكل وشرب غير الماء فوائد دينية منها سلامة الأسنان من الحفر ونحوه إذ بقايا المأكول يورثه ، وسلامة الفم من البخر وغير ذلك . اهـ
وقد نصّ الحافظُ في (الفتح 1/313) على استحباب المضمضة من كل شيء دسم , وكذلك قبله النووي - رحمه الله - إذ قال في شرح مسلم : قال العلماء : وكذلك غيره من المأكول والمشروب تستحب له المضمضة ، ولئلا تبقى منه بقايا يبتلعها في حال الصلاة ، ولتنقطع لزوجته ودسمه ، ويتطهر فمه . اهـ
وقال الملاّ علي القاري في (مرقاة المفاتيح 2/239) :
وقيل المضمضة بالماء مستحبة عن كل ماله دسومة إذ يبقى في الفم بقية تصل إلى باطنه في الصلاة فعلى هذا ينبغي أن يمضمض من كل ما خيف منه الوصول إلى الباطن طردا للعلة . اهـ
وقال الشيخُ العلامة ابن عثيمين في (شرح صحيح البخاري - كتاب الأطعمة - الشريط 13 - الوجه الثاني) :فيه دليل على أنه ينبغي لمن شرب اللبن أن يتمضمض , لينظف فمه من الدسم , ويلحق به كل طعام أو شراب فيه دسم , فإنه ينبغي للإنسان أن يتمضمض حتى يزول ما في فمه من هذا الدسم , لأن بقاء الدسم في الفم ربما ينتج عنه روائح كريهة , أو أمراض على اللثة أو اللسان , فكان من الحكمة أن يتمضمض الإنسان من أجل هذا الدسم . اهـ
( بيان الحكمة من المضمضة من شرب اللبن ) جزء من محاضرة : ( شرح صحيح ابن خزيمة_كتاب الوضوء [4] ) للشيخ : ( عبد العزيز بن عبد الله الراجحي )
بيان الحكمة من المضمضة من شرب اللبن
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ باب ذكر الدليل على أن المضمضة من شرب اللبن استحباب لإزالة الدسم من الفم وإذهابه، لا لإيجاب المضمضة من شربه. حدثنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة بن روح حدثهم عن عقيل - وهو ابن خالد - وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا معتمر - يعني ابن سليمان - قال: سمعت معمراً وحدثنا محمد بن بشار بندار و أبو موسى قالا: حدثنا يحيى - وهو ابن سعيد - حدثنا الأوزاعي كلهم عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس : (أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً فمضمض وقال: إن له دسماً) . وقال الصنعاني في حديثه: (أو إنه دسم). وقال بندار : (إنه دسم) ]. هذا الحديث رواه البخاري و مسلم . والذي قبله تابع له. والمضمضة من شرب اللبن مستحبة ليست بواجبة، وهي من باب النظافة.
قال ابن عبد القوي في منظومة الآداب :
ويكره نوم المرء من قبل غسله *** من الدهن والألبان للفم واليد
وقد قال الباجي في (المنتقى 4/339) : ويغسل يده بعد الطعام ويمضمض مما له دسم لما روي عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شرب لبنا ، ثم تمضمض وقال : إن له دسما ؛ ولأن ذلك نوع من النظافة مشروعة كالسواك .اهـ
وقال المناوي في (فيض القدير 1/496) :
وقيس باللبن المضمضة من ذي دسم بل أخذ من مضمضته صلى الله عليه وسلم من السويق ندبها في غير ما له دسم أيضا إذا كان يعلق منه شئ بين الأسنان أو نواحي الفم ، وذكر بعض الأطباء أن بقايا اللبن يضر باللثة والأسنان ، وللمضمضة عند الأكل وشرب غير الماء فوائد دينية منها سلامة الأسنان من الحفر ونحوه إذ بقايا المأكول يورثه ، وسلامة الفم من البخر وغير ذلك . اهـ
وقد نصّ الحافظُ في (الفتح 1/313) على استحباب المضمضة من كل شيء دسم , وكذلك قبله النووي - رحمه الله - إذ قال في شرح مسلم : قال العلماء : وكذلك غيره من المأكول والمشروب تستحب له المضمضة ، ولئلا تبقى منه بقايا يبتلعها في حال الصلاة ، ولتنقطع لزوجته ودسمه ، ويتطهر فمه . اهـ
وقال الملاّ علي القاري في (مرقاة المفاتيح 2/239) :
وقيل المضمضة بالماء مستحبة عن كل ماله دسومة إذ يبقى في الفم بقية تصل إلى باطنه في الصلاة فعلى هذا ينبغي أن يمضمض من كل ما خيف منه الوصول إلى الباطن طردا للعلة . اهـ
وقال الشيخُ العلامة ابن عثيمين في (شرح صحيح البخاري - كتاب الأطعمة - الشريط 13 - الوجه الثاني) :فيه دليل على أنه ينبغي لمن شرب اللبن أن يتمضمض , لينظف فمه من الدسم , ويلحق به كل طعام أو شراب فيه دسم , فإنه ينبغي للإنسان أن يتمضمض حتى يزول ما في فمه من هذا الدسم , لأن بقاء الدسم في الفم ربما ينتج عنه روائح كريهة , أو أمراض على اللثة أو اللسان , فكان من الحكمة أن يتمضمض الإنسان من أجل هذا الدسم . اهـ
( بيان الحكمة من المضمضة من شرب اللبن ) جزء من محاضرة : ( شرح صحيح ابن خزيمة_كتاب الوضوء [4] ) للشيخ : ( عبد العزيز بن عبد الله الراجحي )
بيان الحكمة من المضمضة من شرب اللبن
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ باب ذكر الدليل على أن المضمضة من شرب اللبن استحباب لإزالة الدسم من الفم وإذهابه، لا لإيجاب المضمضة من شربه. حدثنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة بن روح حدثهم عن عقيل - وهو ابن خالد - وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا معتمر - يعني ابن سليمان - قال: سمعت معمراً وحدثنا محمد بن بشار بندار و أبو موسى قالا: حدثنا يحيى - وهو ابن سعيد - حدثنا الأوزاعي كلهم عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس : (أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً فمضمض وقال: إن له دسماً) . وقال الصنعاني في حديثه: (أو إنه دسم). وقال بندار : (إنه دسم) ]. هذا الحديث رواه البخاري و مسلم . والذي قبله تابع له. والمضمضة من شرب اللبن مستحبة ليست بواجبة، وهي من باب النظافة.
قال السندي على حاشية ابن ماجة (وْلُهُ ( مَضْمِضُوا مِنَ اللَّبَنِ ) أَيْ مِنْ شَرَابِهِ وَالْأَمْرُ لِلنَّدَبِ لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ تَرْكُهُ أَحْيَانًا فَإِنَّ لَهُ دَسَمًا بِفَتْحَتَيْنِ الْوَدَكُ وَقِيلَ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ إِشَارَةً إِلَى عِلَّةِ الْمَضْمَضَةِ مِنَ اللَّبَنِ فَتَجِبُ الْمَضْمَضَةُ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ دَسَمٌ بِهَذِهِ الْعِلَّةِ .
(كتاب الطهارة وسننها باب المضمضة من شرب اللبن )
(كتاب الطهارة وسننها باب المضمضة من شرب اللبن )
قال في تحفة الأحوذي على سنن الترمذي ص 250 المجلد الأول باب في المضمضة من اللبن
9 عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فدعا بماء فمضمض وقال إن له دسما
وقد رأى بعض أهل العلم المضمضة من اللبن وهذا عندنا على الاستحباب ولم ير بعضهم المضمضة من اللبن.
.
قوله : ( إن له دسما ) منصوب على أنه اسم " إن " وقدم عليه خبره .
والدسم بفتحتين الشيء الذي يظهر على اللبن من الدهن ، وهو بيان لعلة المضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم ، ويستنبط منه استحباب غسل اليدين للتنظيف .
قاله الحافظ وغيره .
9 عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فدعا بماء فمضمض وقال إن له دسما
وقد رأى بعض أهل العلم المضمضة من اللبن وهذا عندنا على الاستحباب ولم ير بعضهم المضمضة من اللبن.
.
قوله : ( إن له دسما ) منصوب على أنه اسم " إن " وقدم عليه خبره .
والدسم بفتحتين الشيء الذي يظهر على اللبن من الدهن ، وهو بيان لعلة المضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم ، ويستنبط منه استحباب غسل اليدين للتنظيف .
قاله الحافظ وغيره .
قوله : ( وهذا عندنا على الاستحباب ) .
فإن قلت روى ابن ماجه هذا قال : حدثنا الأوزاعي فذكره بصيغة الأمر " مضمضوا من اللبن " الحديث .
ورواه ابن ماجه من حديث أم سلمة وسهل بن سعد مثله وأصل الأمر الوجوب .
قلت : نعم الأصل في الأمر الوجوب لكن إذا وجد دليل الاستحباب يحمل عليه ، وهاهنا دليل الاستحباب موجود .
قال الحافظ في الفتح : والدليل على أن الأمر فيه للاستحباب ما رواه الشافعي عن ابن عباس راوي الحديث أنه شرب لبنا فمضمض ثم قال لو لم أتمضمض ما باليت ، وروى أبو داود بإسناد حسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فلم يتمضمض ولم يتوضأ . انتهى كلام الحافظ .
فإن قلت : ادعى ابن شاهين أن حديث أنس ناسخ لحديث ابن عباس .
قلت : لم يقل به أحد ، ومن قال فيه بالوجوب حتى يحتاج إلى دعوى النسخ؟ قاله العيني . اه
بَابُ الْوُضُوءِ مِنَ اللَّبَنِ
أَيِ الْمَضْمَضَةُ وَغَسْلُ الْفَمِ بَعْدَ شُرْبِ اللَّبَنِ .
( عَنْ عُقَيْلٍ ) : بِضَمِّ الْعَيْنِ ( عَنِ الزُّهْرِيِّ ) : هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْإِمَامُ ( إِنَّ لَهُ دَسَمًا ) : بِفَتْحَتَيْنِ مَنْصُوبًا اسْمُ إِنَّ ، وَهُوَ بَيَانٌ لِعِلَّةِ الْمَضْمَضَةِ مِنَ اللَّبَنِ .
وَالدَّسَمُ مَا يَظْهَرُ عَلَى اللَّبَنِ مِنَ الدُّهْنِ ، وَيُقَاسُ عَلَيْهِ اسْتِحْبَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ دَسَمٌ
قَالَ النَّوَوِيُّ : الْحَدِيثُ فِيهِ اسْتِحْبَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ .
قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنَ الْمَشْرُوبِ وَالْمَأْكُولِ يُسْتَحَبُّ لَهُ الْمَضْمَضَةُ لِئَلَّا يَبْقَى مِنْهُ بَقَايَا يَبْتَلِعُهَا فِي حَالِ الصَّلَاةِ ، وَلِيَنْقَطِعَ لُزُوجَتُهُ وَدَسَمُهُ وَيَتَطَهَّرَ فَمُهُ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . - ص 257 -
فإن قلت روى ابن ماجه هذا قال : حدثنا الأوزاعي فذكره بصيغة الأمر " مضمضوا من اللبن " الحديث .
ورواه ابن ماجه من حديث أم سلمة وسهل بن سعد مثله وأصل الأمر الوجوب .
قلت : نعم الأصل في الأمر الوجوب لكن إذا وجد دليل الاستحباب يحمل عليه ، وهاهنا دليل الاستحباب موجود .
قال الحافظ في الفتح : والدليل على أن الأمر فيه للاستحباب ما رواه الشافعي عن ابن عباس راوي الحديث أنه شرب لبنا فمضمض ثم قال لو لم أتمضمض ما باليت ، وروى أبو داود بإسناد حسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فلم يتمضمض ولم يتوضأ . انتهى كلام الحافظ .
فإن قلت : ادعى ابن شاهين أن حديث أنس ناسخ لحديث ابن عباس .
قلت : لم يقل به أحد ، ومن قال فيه بالوجوب حتى يحتاج إلى دعوى النسخ؟ قاله العيني . اه
عون المعبود شرح سنن أبي داود - كِتَاب الطَّهَارَةِ - المضمضة وغسل الفم بعد شرب اللبن
بَابُ الْوُضُوءِ مِنَ اللَّبَنِ
أَيِ الْمَضْمَضَةُ وَغَسْلُ الْفَمِ بَعْدَ شُرْبِ اللَّبَنِ .
( عَنْ عُقَيْلٍ ) : بِضَمِّ الْعَيْنِ ( عَنِ الزُّهْرِيِّ ) : هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْإِمَامُ ( إِنَّ لَهُ دَسَمًا ) : بِفَتْحَتَيْنِ مَنْصُوبًا اسْمُ إِنَّ ، وَهُوَ بَيَانٌ لِعِلَّةِ الْمَضْمَضَةِ مِنَ اللَّبَنِ .
وَالدَّسَمُ مَا يَظْهَرُ عَلَى اللَّبَنِ مِنَ الدُّهْنِ ، وَيُقَاسُ عَلَيْهِ اسْتِحْبَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنْ كُلِّ مَا لَهُ دَسَمٌ
قَالَ النَّوَوِيُّ : الْحَدِيثُ فِيهِ اسْتِحْبَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ .
قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنَ الْمَشْرُوبِ وَالْمَأْكُولِ يُسْتَحَبُّ لَهُ الْمَضْمَضَةُ لِئَلَّا يَبْقَى مِنْهُ بَقَايَا يَبْتَلِعُهَا فِي حَالِ الصَّلَاةِ ، وَلِيَنْقَطِعَ لُزُوجَتُهُ وَدَسَمُهُ وَيَتَطَهَّرَ فَمُهُ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ . - ص 257 -