تويت
هذه نسخة أخرى من بحث قد أعددته حول حكم التنئة بحلول شهر الصيام ،وقد عنوت له بــ: تنبيه الأنام إلى حكم التهنئة بحلول شهر الصيام ، وقد قمت بالتعديل عليها وزيادة بعض القتاوى إليها،سائلا بي أن يكون خالصاً لوجه ، وراجياً منه التوفيق والسداد و إليك أخي الحبيب مقدمة هذا البحث الوجيز
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين :
أما بعد:
فإننا في هذه الأيام نستقبل ضيفاً عزيزاً، تتشوق نفوس المسلمين إليه، وتفرح وتُسَرُ بلُقْيَاه، ذلكم شهر رمضان المبارك ([2]) ، الذي يهل علينا كل عام مره ، فتستبشر به القلوب وتبتهج وتسموا لما له من فضائل عظيمة ، ومكارم جليلة ، قد امتن بها المولى سبحانه على هذه الأمة المحمدية ، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يبشر أصحابه : ((قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، افترض الله عليكم صيامه ، يفتح فيه أبواب الجنة ، ويغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم))([3]).
قال الإمام ابن رجب رحمه الله : "وهذا الحديث أصلٌ في تهنئة النَّاس بعضِهِم بعضًا بشهر رمضانَ...."([4] )
وقال عليه الصلاة والسلام: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه." ([5])
وقال الإمام ابن القيم : " ومن ذلك – أي المُفاضلة بين ما خَلَق الله – تفضيل شهر رمضان على سائر الشهور وتفضيل عشره الأخير على سائر الليالي" ([6])
و"إنكم في شهر عظيم مبارك ألا وهو شهر رمضان ، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر العتق والغفران ، شهر الصدقات والإحسان ، شهر تفتح فيه أبواب الجنات ، وتضاعف فيه الحسنات ، وتقال فيه العثرات ، شهر تجاب فيه الدعوات ، وترفع الدرجات ، وتغفر فيه السيئات ، .... شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ، فاستقبلوه رحمكم الله بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات ، والتناصح ، والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدعوة إلى كل خير ، .... إلى أن قال : فأكثروا فيه رحمكم الله من الصلوات والصدقات وقراءة القرآن ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام ، وقد كان رسول الله أجود الناس ، وكان أجود مايكون في رمضان ، فتأسوا بنبيكم ، واقتدوا به في مضاعفة الجود والإحسان فيشهر رمضان ، وأعينوا إخوانكم الفقراء على الصيام والقيام ، واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام ، واحفظوا صيامكم عما حرَّم الله عليكم من الأوزار والآثام ، فقد صح عن النبي أنه قال : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري .
وجاء عنه أنه قال : " ليس الصيام عن الطعام والشراب ، وإنما الصيام عن اللغو والرفث " رواه البيهقي في السنن والحاكم عن أبي هريرة ، وصححه السيوطي .
وقال جابر بن عبدالله الأنصاري :إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة ، ولاتجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء..
فينبغي للصائم الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر وتعقل ، والإكثار من الصلوات والصدقات والذكر والاستغفار ، وسائر أنواع القربات في الليل والنهار اغتناماً للزمان ، ورغبة في مضاعفة الحسنات ، ومرضات فاطر الأرض والسماوات ... ) إلى آخر كلامه رحمه الله.([7])
[1] -كان الباعث على تحرير هذا البحث الميسر هو كثرة استفسار بعض الإخوة عن حكم التهنئة بحلول شهر الصيام ،وكنت قد بدأت البحث فيها منذ عام ،وقد يسر الله لي هذا العام إخراجه حتى يستفيد منه كل طالب للحق أسأل الله أن يجعله خالصاً لوجه سبحانه.
[2] - قال الإمام ابن رجب رحمه الله و غفرله في لطائف المعارف : بلوغ شهر رمضان، وصيامه نعمة عظيمة، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم، ومات الثالث بعدهما على فراشه، فرؤي في المنام سابقًا لهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه؟ فوالذي نفسي بيده إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض» [أخرجه الإمام أحمد في المسند، وصححه العلامة الألباني أُنظر غير مأمور صحيح سنن ابن ماجه (3171)]
[3]-رواه الإمام أحمد في المسند ، والنسائي في سننه ، قال العلامة الألباني :صحيح . انظر غير مأمور صحيح الترغيب 1/490 .
[4]-لطائف المعارف (1/15) وسيأتي كلام الإمام ابن رجب كاملا إن شاء الله
[5]- مقتبس من مقالٍ للعلامة ابن باز رحمه الله وغفر له من مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
[6]- زاد المعاد 1/56.
[7]- هذا الكلمات للعلامة ابن باز رحمه الله وغفر له ، نقلتها بتصرف من رسالة الثمار اليانعة للشيخ عبد الله الجار الله ص203_207 .
تنبيه الأنام إلى حكم التهنئة بحلول شهر الصيام([1])
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين :
أما بعد:
فإننا في هذه الأيام نستقبل ضيفاً عزيزاً، تتشوق نفوس المسلمين إليه، وتفرح وتُسَرُ بلُقْيَاه، ذلكم شهر رمضان المبارك ([2]) ، الذي يهل علينا كل عام مره ، فتستبشر به القلوب وتبتهج وتسموا لما له من فضائل عظيمة ، ومكارم جليلة ، قد امتن بها المولى سبحانه على هذه الأمة المحمدية ، فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يبشر أصحابه : ((قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، افترض الله عليكم صيامه ، يفتح فيه أبواب الجنة ، ويغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم))([3]).
قال الإمام ابن رجب رحمه الله : "وهذا الحديث أصلٌ في تهنئة النَّاس بعضِهِم بعضًا بشهر رمضانَ...."([4] )
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «الصَّلواتُ الخَمْسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ مَا بينهُنَّ إذا اجْتُنِبت الْكَبَائر».
و"هو أفضل شهور العام ؛ لأن الله سبحانه وتعالى اختصه بأن جعل صيامه فريضة وركناً رابعاً من أركان الإسلام وشرع للمسلمين قيام ليله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت)) متفق عليه. وقال عليه الصلاة والسلام: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه." ([5])
وقال الإمام ابن القيم : " ومن ذلك – أي المُفاضلة بين ما خَلَق الله – تفضيل شهر رمضان على سائر الشهور وتفضيل عشره الأخير على سائر الليالي" ([6])
و"إنكم في شهر عظيم مبارك ألا وهو شهر رمضان ، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر العتق والغفران ، شهر الصدقات والإحسان ، شهر تفتح فيه أبواب الجنات ، وتضاعف فيه الحسنات ، وتقال فيه العثرات ، شهر تجاب فيه الدعوات ، وترفع الدرجات ، وتغفر فيه السيئات ، .... شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ، فاستقبلوه رحمكم الله بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات ، والتناصح ، والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدعوة إلى كل خير ، .... إلى أن قال : فأكثروا فيه رحمكم الله من الصلوات والصدقات وقراءة القرآن ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام ، وقد كان رسول الله أجود الناس ، وكان أجود مايكون في رمضان ، فتأسوا بنبيكم ، واقتدوا به في مضاعفة الجود والإحسان فيشهر رمضان ، وأعينوا إخوانكم الفقراء على الصيام والقيام ، واحتسبوا أجر ذلك عند الملك العلام ، واحفظوا صيامكم عما حرَّم الله عليكم من الأوزار والآثام ، فقد صح عن النبي أنه قال : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري .
وجاء عنه أنه قال : " ليس الصيام عن الطعام والشراب ، وإنما الصيام عن اللغو والرفث " رواه البيهقي في السنن والحاكم عن أبي هريرة ، وصححه السيوطي .
وقال جابر بن عبدالله الأنصاري :إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة ، ولاتجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء..
فينبغي للصائم الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر وتعقل ، والإكثار من الصلوات والصدقات والذكر والاستغفار ، وسائر أنواع القربات في الليل والنهار اغتناماً للزمان ، ورغبة في مضاعفة الحسنات ، ومرضات فاطر الأرض والسماوات ... ) إلى آخر كلامه رحمه الله.([7])
[1] -كان الباعث على تحرير هذا البحث الميسر هو كثرة استفسار بعض الإخوة عن حكم التهنئة بحلول شهر الصيام ،وكنت قد بدأت البحث فيها منذ عام ،وقد يسر الله لي هذا العام إخراجه حتى يستفيد منه كل طالب للحق أسأل الله أن يجعله خالصاً لوجه سبحانه.
[2] - قال الإمام ابن رجب رحمه الله و غفرله في لطائف المعارف : بلوغ شهر رمضان، وصيامه نعمة عظيمة، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم، ومات الثالث بعدهما على فراشه، فرؤي في المنام سابقًا لهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه؟ فوالذي نفسي بيده إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض» [أخرجه الإمام أحمد في المسند، وصححه العلامة الألباني أُنظر غير مأمور صحيح سنن ابن ماجه (3171)]
[3]-رواه الإمام أحمد في المسند ، والنسائي في سننه ، قال العلامة الألباني :صحيح . انظر غير مأمور صحيح الترغيب 1/490 .
[4]-لطائف المعارف (1/15) وسيأتي كلام الإمام ابن رجب كاملا إن شاء الله
[5]- مقتبس من مقالٍ للعلامة ابن باز رحمه الله وغفر له من مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر
[6]- زاد المعاد 1/56.
[7]- هذا الكلمات للعلامة ابن باز رحمه الله وغفر له ، نقلتها بتصرف من رسالة الثمار اليانعة للشيخ عبد الله الجار الله ص203_207 .