بسم الله الرحمن الرحيم
224-(الصّوم يومَ تصومونَ،والفطر يومَ تُفطرونَ،والأضحي يومَ تُضحُّونَ)
أخرجه الترمذي(2/37-تحفة)عن إسحاق بن جعفر بن محمد قال :حدثني عبدالله بن جعفر عن عثمان بن محمد عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:(فذكره)
فقه الحديث:
قال الترمذي عقب هذا الحديث:
"وفسَّر بعض أهل العلم هذا الحديث ،فقال :إنما معني هذا الصوم والفطر مع الجماعة وعِظَم الناس".
قال الترمذي عقب هذا الحديث:
"وفسَّر بعض أهل العلم هذا الحديث ،فقال :إنما معني هذا الصوم والفطر مع الجماعة وعِظَم الناس".
وقال الصنعاني في "سبل السلام"(2/72)
"فيه دليل علي أن يعتبر في ثبوت العيد الموافقة للناس،وأن المتفرد بمعرفة يوم العيد بالرؤية يجب عليه موافقة غيره،ويلزمه حكمهم في الصلاة والإفطار والأضحية".
"فيه دليل علي أن يعتبر في ثبوت العيد الموافقة للناس،وأن المتفرد بمعرفة يوم العيد بالرؤية يجب عليه موافقة غيره،ويلزمه حكمهم في الصلاة والإفطار والأضحية".
وذكر معني هذا ابن القيم رحمه الله في "تهذيب السنن"(3/214) وقال:
"وقيل :فيه الردُّ علي من يقول:إنَّ من عرف طلوع القمر بتقدير حساب المنازل،جاز له أن يصوم ويفطر؛دون من لم يعلم،وقيل:إنَّ الشاهد الواحد إذا رأي الهلال، ولم يحكم القاضي بشهادته: أنه لايكون هذا له صوماً،كما لم يكن للناس".
"وقيل :فيه الردُّ علي من يقول:إنَّ من عرف طلوع القمر بتقدير حساب المنازل،جاز له أن يصوم ويفطر؛دون من لم يعلم،وقيل:إنَّ الشاهد الواحد إذا رأي الهلال، ولم يحكم القاضي بشهادته: أنه لايكون هذا له صوماً،كما لم يكن للناس".
وقال أبو الحسن السندي في "حاشيته علي ابن ماجه" بعد أن ذكر حديث أبي هريرة عند الترمذي:
"والظاهر أنَّ معناه أنَّ هذه الأمور ليس للآحاد فيها دخل،وليس لهم التفرد فيها،بل الأمر فيها إلي الإمام والجماعة،ويجب علي الآحاد اتباعهم للإمام والجماعة،وعلي هذا فإذا رأي أحد الهلال ،وردَّ الإمام شهادته؛ينبغي أن لايثبت في حقه شئ من هذه الأمور،ويجب عليه أن يتبع الجماعة في ذلك".
"والظاهر أنَّ معناه أنَّ هذه الأمور ليس للآحاد فيها دخل،وليس لهم التفرد فيها،بل الأمر فيها إلي الإمام والجماعة،ويجب علي الآحاد اتباعهم للإمام والجماعة،وعلي هذا فإذا رأي أحد الهلال ،وردَّ الإمام شهادته؛ينبغي أن لايثبت في حقه شئ من هذه الأمور،ويجب عليه أن يتبع الجماعة في ذلك".
قلت: وهذا المعني هو المتبادر من الحديث، ويؤيد احتجاج عائشة به علي مسروق حين امتنع من صيام يوم عرفة،خشية أن يكون يوم النحر،فبينت له أنه لاعبرة برأيه وأن عليه اتباع الجماعة، فقالت:"النحر يوم ينحر الناس،والفطر يوم يفطر الناس".
قلت: وهذا هواللائق بالشريعة السمحة التي من غاياتها تجميع الناس وتوحيد صفوفهم،وإبعادهم عن كل مايفرق جمعهم من الأراء الفردية،فلا تعتبر الشريعة رأي الفرد_ولو كان صواباً من وجهة نظره_ في عبادة جماعية كالصوم والتعيد وصلاة الجماعة،ألا تري أن الصحابة رضي الله عنهم كان يصلي بعضهم وراء بعض وفيهم من يري أنَّ مسَّ المرأة والعضو وخروج الدم من نواقض الوضوء ،ومنهم من لايري ذلك،ومنهم من يتم في السفر،ومنهم من يقصر؟! فلم يكن اختلافهم هذا وغيره ليمنعهم من الاجتماع في الصلاة وراء الإمام الواحد،والاعتداد بها،وذلك لعلمهم بأنَّ التفرُّق في الدين شرُّ من الاختلاف في بعض الآراء،ولقد بلغ الأمر ببعضهم في عدم الاعتداد بالرأي المخالف لرأي الإمام الأعظم في المجتمع الأكبر كـ( مني )،
إلي حد ترك عمله برأيه إطلاقاً في ذلك المجتمع؛فراراً مما قد ينتج من الشر بسبب العمل برأيه؛
فروي أبوداود(1/307) أن عثمان رضي الله عنه صلَّي بمني أربعاً فقال عبد الله بن مسعود منكراً عليه: صليت مع النبي صلي الله عليه وسلم ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين ومع عثمان صدراً من إمارته ثم أتمها، تم تفرَّقت بكم الطرق؛فلوددت أن لي أربع ركعات ركعتين متقبلتين . ثم إن ابن مسعود صلي أربع!فقيل له: عبت علي عثمان ثم صليت أربع؟!قال: الخلاف شرٌّ. وسنده صحيح
إلي حد ترك عمله برأيه إطلاقاً في ذلك المجتمع؛فراراً مما قد ينتج من الشر بسبب العمل برأيه؛
فروي أبوداود(1/307) أن عثمان رضي الله عنه صلَّي بمني أربعاً فقال عبد الله بن مسعود منكراً عليه: صليت مع النبي صلي الله عليه وسلم ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين ومع عثمان صدراً من إمارته ثم أتمها، تم تفرَّقت بكم الطرق؛فلوددت أن لي أربع ركعات ركعتين متقبلتين . ثم إن ابن مسعود صلي أربع!فقيل له: عبت علي عثمان ثم صليت أربع؟!قال: الخلاف شرٌّ. وسنده صحيح
وروي الأمام أحمد(5/155) نحو هذا عن أبي ذر رضي الله عنهم أجمعين.
فليأمل في هذا الحديث والأثر المذكور أولئك الذين لايزالون يتفرقون في صلواتهم ولا يقتدون ببع المساجد، وخاصة في صلاة الوتر في رمضان، بحجة كونهم علي خلاف مذهبهم! وبعض أولئك الذين يدعون العلم بالفلك ممن يصوم وحده ويفطر وحده متقدماً أو متأخر علي جماعة المسلمين؛ معتداً برأيه وعلمه،غير مبال بالخروج عنهم.
فليتأمل هؤلاء جميعاً فيما ذكرناه من العلم، لعلهم يجدون شفاءً لما في نفوسهم من جهل وغرور، فيكونون صفّاً واحداً مع إخوانهم المسلمين؛ فإن يد الله علي الجماعة.
فليتأمل هؤلاء جميعاً فيما ذكرناه من العلم، لعلهم يجدون شفاءً لما في نفوسهم من جهل وغرور، فيكونون صفّاً واحداً مع إخوانهم المسلمين؛ فإن يد الله علي الجماعة.
المصــــدر
السلسلة الصحيحة
امجلد الأول
صــ445ــفحة
السلسلة الصحيحة
امجلد الأول
صــ445ــفحة