إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

رمضان نفحة من نفحات الله ....جمع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رمضان نفحة من نفحات الله ....جمع

    إن الحمد لله نحمده ،ونستعينه ،من يهده الله فلا مضل له ،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله ،وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد:
    أخواتي في الله قال الله عز وجل (وجعلنا الليل والنهار آيتين، فمحونا آية وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب) وقال الله تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب) فأخبر سبحانه وتعالى انه علق معرفة السنين والحساب على تقدير القمر منازل، واليوم والأسبوع يعرف بالشمس، ويهما يتم الحساب وجعل الله السنة اثني عشر شهرا، كما قال تعالى)إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله) وذلك بعدد البروج التي تكمل بدور الشمس فيها السن الشمسية، فإذا دار القمر فيها كلها كملت دورته السنوية.
    وإنما جعل الله الاعتبار بدور القمر، لان ظهوره في السماء لا يحتاج إلى حساب ولا كتاب، بل هو أمر ظاهر يشاهد بالبصر، بخلاف سير الشمس، فإنه تحتاج معرفته إلى حساب وكتاب، فلم يحوجنا إلى ذلك، كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وأشار بأصابعه العشر، وخنس إبهامه في الثالثة، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة). وإنما علق الله تعالى على الشمس أحكام اليوم من الصلاة والصيام، حيث كان ذلك أيضا مشاهدا بالبصر لا يحتاج إلى حساب ولا كتاب، فالصلاة تتعلق بطلوع الفجر إلى غروب الشمس. وقوله تعالى: (والحساب)، يعني بالحساب حساب ما يحتاج إليه الناس من مصالح دينهم ودنياهم، كصيامهم وفطرهم، ، وغير ذلك مما يتوقت بالشهور والسنين. وقد قال الله عز وجل:)يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، فأخبر أن الأهلة مواقيت للناس عموما، وخص الحج من بين ما يوقت به، للاهتمام به، وجعل الله سبحانه وتعالى في كل يوم وليلة لعباده المؤمنين وظائف موظفة عليهم من وظائف طاعته. فمنها ما هو مفترض كالصلوات الخمس، ومنها ما يندبون إليه من غير افتراض، كنوافل الصلاة والذكر وغير ذلك. وجعل في شهور الأهلة وظائف موظفة أيضا على عباده، كالصيام، والزكاة، والحج. ومنه فرض مفروض عليهم، كصيام رمضان، وحجة الإسلام. ومنه ما هو مندوب، كصيام شعبان، وشوال، والشهر الحرم. وجعل الله سبحانه لبعض الشهور فضلا على بعض، كما قال تعالى:(منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)، وقال الله تعالى:(الحج أشهر معلومات)، وقال الله تعالى:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن). كما جعل بعض الأيام والليالي أفضل من بعض، وجعل ليلة القدر خيرا من ألف شهر، وأقسم بالعشر، وهو عشر ذي الحجة على الصحيح، وما من هذه المواسم الفاضلة موسم إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته، يتقرب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه. فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها النار وما فيها من اللفحات.
    وقد خرج ابن أبي الدنيا والطبراني وغيرهما، من حديث أبي هريرة مرفوعا (أطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات ربكم، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم) وفي رواية للطبراني من حديث محمد بن مسلمة مرفوعا: (إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها، فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا).ومن أعظم مواسم الخير شهر رمضان المبارك فيه عبادة جليلة هي الصيام ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: (كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا الذي أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) وفي رواية: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي) وفي رواية للبخاري: (لكل عمل كفارة، والصوم لي وأنا الذي أجزي به) وخرجه الإمام أحمد من هذا الوجه ولفظه: (كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم والصوم لي وأنا أجزي به). واعلم أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب:منها: شرف المكان المعمولفيه ذلك العمل كالحرم، ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام) ومنها: شرف الزمان، كشهر رمضان وعشر ذي الحجة) مثل ماجاء في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: (عمرة في رمضان تعدل بحجة) فإن الله خص الصيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال وهو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره، لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله، الصائم تقرب إلى الله بترك ما تشتهيه نفسه من الطعام والشراب والنكاح، وهذه أعظم شهوات النفس، وفي التقرب بترك هذه الشهوات بالصيام فوائد:
    منها: كسر النفس، فإن الشبع والري ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والبطر والغفلة.
    ومنها تخلي القلب للفكر والذكر، فإن تناول هذه الشهوات قد تقسي القلب وتعميه، وتحول بين العبد وبين الذكر والفكر، وتستدعي الغفلة، وخلو الباطن من الطعام والشراب ينور القلب، ويوجب رقته، ويزيل قسوته، ويخليه للذكر والفكر.
    ومنها: أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه بإقداره له على ما منعه كثيرا من الفقراء من فضول الطعام والشراب والنكاح، فإنه بامتناعه من ذلك في وقت مخصوص، وحصول المشقة له بذلك يتذكر به من منع من ذلك على الإطلاق، فيوجب له ذلك شكر نعمة الله عليه بالغنى، ويدعوه إلى رحمة أخيه المحتاج، ومواساته بما يمكن من ذلك.
    ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان، وتنكسر سورة الشهوة والغضب، ولهذا جعل النبي –صلى الله عليه وسلم- (الصوم وجاء) لقطعه عن شهوة النكاح.
    واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه، بترك ما حرم الله في كل حال من الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولهذا قال النبي –صلى الله عليه وسلم- (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) خرجه البخاري وفي حديث آخر: (ليس الصيام من الطعام والشراب إنما الصيام من اللغو والرفث). قال الحافظ أبوموسى المديني: على شرط مسلم. قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام. وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
    وقوله –صلى الله عليه وسلم -: (وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه) أما فرحة الصائم عند فطره، فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات ثم أبيح لها في وقت آخر، فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعا. فإن كان ذلك محبوبا لله كان محبوبا شرعا، والصائم عند فطره كذلك فكما أن الله تعالى حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات فقد أذن له فيها في ليل الصيام، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره، فأحب عباده إليه أعجلهم فطرا، والله وملائكته يصلون على المتسحرين، فالصائم ترك شهواته لله بالنهار تقربا إلى الله وطاعة له، وبادر إليها في الليل تقربا إلى الله وطاعة له، فما تركها إلا بأمر ربه، ولا عاد إليها إلا بأمر ربه، فهو مطيع له في الحالين.
    ولهذا نهى عن الوصال في الصيام، فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقربا إلى مولاه، وأكل وشرب وحمد الله فإنه يرجى له المغفرة أو بلوغ الرضوان بذلك. وفي الحديث: (إن الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها)
    فالصائم في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤه في صيامه وعند فطره، فهو في نهاره صائم صابر، وفي ليله طاعم شاكر. وأما فرحه عند لقاء ربه: فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرا، فيجده أحوج ما كان إليه كما قال تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا) وقال تعالى: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا) وقال: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) وقد تقدم قول ابن عيينة: أن ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم، بل يدخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة. والصائمون على طبقتين: إحداهما: من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله تعالى، يرجو عنده عوض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله والله تعالى (لا نضيع أجر من أحسن عملا) ولا يخيب معه من عامله بل يربح عليه أعظم الربح، وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إنك لن تدع شيئا اتقاء الله إلا آتاك الله خيرا منه) خرجه الإمام أحمد. فهذا الصائم يعطى في الجنة ما شاء الله من طعام وشراب ونساء. قال الله تعالى: (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين..
    وفي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: (إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيرهم)
    الطبقة الثانية من الصائمين: من يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس وما حوى، ويحفظ البطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا، فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته و العارفون لا يسليهم عن رؤية مولاهم قصر، ولا يرويهم دون مشاهدته نهر، هممهم أجلّ من ذلك:من صام عن شهواته في الدنيا أدركها غدا في الجنة، ومن صام عما سوى الله فعيده يوم لقائه، من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت.
    يتبع ان شاء الله

    </i>

  • #2
    لطيـــــــفة : الصيام في شدة الحرمما يضاعف ثوابه في شدةالحر من الطاعاتالصيام لما فيه من ظمأ الهواجر و لهذا كان معاذ بن جبليتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر وكذلك غيره من السلف،وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يصوم في الصيف ويفطر فيالشتاء، ووصى عمر رضي الله عنه عند موته ابنه عبد الله فقال له : عليك بخصالالإيمان وسمى أولها : الصوم في شدة الحر في الصيف.

    قالالقاسم بن محمد :
    كانت عائشة رضي الله عنها تصوم فيالحر الشديد قيل له : ما حملها على ذلك ؟ قال : كانت تبادر الموت، وكانت بعضالصالحات تتوخى أشد الأيام حرا فتصومه فيقال لها في ذلك فتقول : إن السعر إذا رخصاشتراه كل أحد تشير إلى أنها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل منالناس لشدته عليهم و هذا من علو الهمة.
    وكان أبو موسىالأشعري في سفينة فسمع هاتفا يهتف : يا أهل المركب قفوا يقولها ثلاثا فقال أبو موسى : يا هذا كيف نقف ألا ترى ما نحن فيه كيف نستطيع وقوفا فقال الهاتف : ألا أخبركمبقضاء قضاه الله على نفسه ؟ قال : بلى أخبرنا قال : فإن الله قضى على نفسه أنه منعطش نفسه لله في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة فكان أبو موسىيتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ منه فيصومه، وقال كعب :إن الله تعالى قال لموسى : إني آليت على نفسي أنه من عطش نفسه لي أن أرويه يومالقيامةوقال غيره : مكتوب فيالتوراة طوبى لمن جوع نفسه ليوم الشبع الأكبر طوبى لمن عطش نفسه ليوم الريالأكبر
    قال الحسن : تقول الحوراء لولي الله و هومتكىء معها على نهر الخمر في الجنة تعاطيه الكأس في أنعم عيشه أتدري أي يوم زوجنيكالله إنه نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين وأنت في ظمأ هاجرة من جهد العطشفباهى بك الملائكة وقال انظروا إلى عبدي ترك زوجته ولذته وطعامه وشرابه من أجليرغبة فيما عندي اشهدوا أني قد غفرت له فغفر لك يومئذ وزوجنيك .
    ولما سار عامر بن عبد قيس من البصرة إلى الشام كان معاوية يسأله أن يرفعإليه حوائجه فيأبى فلما أكثر عليه قال : حاجتي أن ترد على من حر البصرة لعل الصومأن يشتد علي شيئا فإنه يخف علي في بلادكم،ونزل الحجاج فيبعض أسفاره بماء بين مكة و المدينة فدعا بغدائه ورأى أعرابيا فدعاه إلى الغداء معهفقال : دعاني من هو خير منك فأجبته، قال : ومن هو ؟ قال : الله تعالى دعاني إلىالصيام فصمت قال : في هذا الحر الشديد ؟ قال : نعم صمت ليوم أشد منه حرا قال : فافطر وصم غدا قال : إن ضمنت لي البقاء إلى غد قال : ليس ذلك إلي قال : فكيف تسألنيعاجلا بآجل لا تقدر عليه .
    وخرج ابن عمر في سفرمعه أصحابه فوضعوا سفرة لهم فمر بهم راع فدعوه إلى أن يأكل معهم قال : إني صائمفقال ابن عمر : في مثل هذا اليوم الشديد حره و أنت بين هذه الشعاب في آثار هذهالغنم وأنت صائم ؟ فقال : أبادر أيامي هذه الخالية فعجب منه ابن عمر فقال له ابنعمر : هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك و نطعمك من لحمها ما تفطر عليه ونعطيك ثمنها قال : إنها ليست لي إنها لمولاي قال : فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب؟فمضى الراعي وهو رافع اصبعه إلى السماء وهو يقول : فأين الله فلم يزل ابن عمر يرددكلمته هذه، فلما قدم المدينة بعث إلى سيد الراعي فاشترى منه الراعي و الغنم فأعتقالراعي ووهب له الغنم .
    .
    وكان ابن عمر يصوم تطوعا فيغشى عليه فلا يفطر و كان الإمامأحمد يصوم حتى يكاد يغمى عليه فيمسح على وجهه الماء، و سئل عن من يصوم فيشتد عليهالحر قال : لا بأس أن يبل ثوبا يتبرد به ويصب عليه الماء، كان النبي صلى الله عليهو سلم بالعرج يصب على رأسه الماء و هو صائم.
    وكانأبو الدرداء يقول : صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور وصلوا ركعتين في ظلمةالليل لظلمة القبور و في الصحيحين عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : (لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره فياليوم الحار الشديد الحر و إن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر و ما في القومأحد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم و عبد الله بن رواحة ) .
    وعند مسلم عن أبي الدرداء أن ذلك كان في شهررمضان .
    لما صبر الصائمون لله في الحر على شدة العطش والظمأ أفرد لهم بابا من أبواب الجنة و هو باب الريان من دخل شرب و من شرب لم يظمأبعدها أبدا فإذا دخلوا أغلق على من بعدهم فلا يدخل منه غيرهم
    يتبع ان شاء الله

    تعليق


    • #3
      ولا تستقيم هذه العبادة إلا بإتباع آداب جليلة نلخصها فيما يلي :
      أولاً: استقبال شهر رمضان بالفرح وحمد الله على بلوغه، ويسأل الله تعالى إعانته على صيامه، وتقديم الأعمال الصالحة فيه، ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾[يونس:85].
      ثانيا: الدعاء عند رؤية الهلال للحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الهلال قال: «اللهُ أَكْبَر، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَترْضَى رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللهُ" صحيح و لا يستقبل الهلال عند الدعاء ويستقبل القبلة.
      ثالثا ومن الآداب المهمة أن لا يصوم قبل ثبوت بداية الشهر على أنّه من رمضان ولا يصوم بعد نهايته على أنّه منه، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الهِلاَلَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا» أخرجه الشيخان.
      رابعا: المداومة على السّحور لبركته واستحباب تأخيره لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِِ بَرَكَةً»أخرجه الشيخان وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا بِتَعَجيِلِ فِطْرِنَا وَتَأْخِيرِ َسُحُورِنَا وَأَنْ نَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلاَةِ» الصحيحة: (4/376)). (، ومن الأفضل أن يتسحّر الصائم بالتمر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «نِعْمَ سَحُورِ المُؤْمِنِ التَّمْرُ»الصحيحة 562.
      خامسا: المحافظة على تعجيل الفطر لإدامة النّاس على الخير لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ»أخرجه الشيخان.
      سادسا: استحباب المحافظة على السواك مطلقاً لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ"- أخرجه البخاري: (887)، ومسلم: (612)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه أحمد: 4/116 وأبو داود: (47) والترمذي: (23) من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنهوفي رواية: «عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ»( وحسنه الألباني في الإرواء: 1/110،
      سابعا: الاجتهاد في فعل الخيرات وتكثيف العبادات، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شهر رمضان يكثر من أنواع العبادات وأفعال الخير وأضرب البرِّ والإحسان ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ -أي النَّبِىُّ صلى الله عليه وآلِهِ وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْر، وكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِى رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَم- يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِى رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ" أخرجه الشيخان.
      ويجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ففي الحديث: «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»(أخرجه الشيخان و قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً» وصححه الألباني في صحيح أبي داود: (198،
      سابعًا: اجتناب كلّ ما لا يحقّق الغاية من الصيام، بأنّ يحترز الصائم عن كلّ ما نهى الشرع عنه من سيّء الأقوال وقبيح الأفعال في كلّ الأوقات وبالأخصّ في رمضان قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»( أخرجه البخاري: (
      ثامنًا: إفطار الصائمين، التماسًا للأجر والثواب المماثل لأجورهم، قال صلى الله عليه وآله وسلم «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»(، صححه الألباني في صحيح الترمذي: (807)
      . تاسعًا: استحباب المحافظة على صلاة القيام وأدائها مع الجماعة لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "وخاصة في العشر الأواخر ليلة هي خير من ألف شهر، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» وقد جاء في فضل إقامتها جماعة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مع الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود: (1375): - أخرجه أبو داود: (2/105)، والترمذي: (3/169)، والنسائي: (3/202، 203)، من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح أبي داود: (1375) وصحيح الترمذي: (806)
      - آداب الفطـر:
      1- تقديم الفطر على الصلاة لقول أنس بن مالك رضي الله عنه: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَطُّ صَلَّى صَلاَة َالمَغْرِبِ حَتَّى يُفْطِرَ وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ"الصحيحة 2110.
      2- فطره على رُطَبات فإن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم يجد فعلى الماء لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ، قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٍ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ"صحيح الترغيب1077
      3- دعاء الصائم عند الفطر بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه كان يقول -عند فطره-: «ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ -إِنْ شَاءَ اللهُ-»(حسنه الألباني في الإرواء: (920)).

      في فضل الجود في رمضان وتلاوة القرآن
      في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي –صلى الله عليه وسلم- أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله –صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) وخرجه الإمام أحمد بزيادة في آخره وهي: (لا يسأل عن شيء إلا أعطاه) الجود: هو سعة العطاء وكثرته.
      وفي الحديث الذي خرجه الترمذي وغيره: (أنه ينادي فيه مناديا يا باغي الخير هلم ويا باغي الشرّ أقصر) ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة. ولما كان الله عز وجل قد جبل نبيه -صلى الله عليه وسلم-على أكمل الأخلاق وأشرفها كما في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وذكره مالك في الموطأ بلاغا: (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس كلهم)
      قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة في الجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم. وكذا قال القاضي أبويعلى وغيره من أصحابنا أيضا. ودل الحديث أيضا على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان وفي حديث فاطمة رضي الله عنها عن أبيها صلى الله عليه وسلم : (أنه أخبرها أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة، وأنه عارضه في عام وفاته مرتين) وفي حديث ابن عباس أن المدارسة بينه وبين جبريل كان ليلا يدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلا، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا) وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر، ويشهد لذلك قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وقوله: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) وقد سبق عن عبيد بن عمير: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بديء بالوحي ونزول القرآن عليه في شهر رمضان)
      تذكرة:
      واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين ووفى بحقوقهما وصبر عليهما وفّى أجره بغير حساب. قال كعب ينادي يوم القيامة مناد بأن كل حارث يعطى بحرثه، ويزاد غير أهل القرآن والصيام يعطون أجورهم بغير حساب، ويشفعان له أيضا عند الله عز وجل، كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقيام يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشراب بالنهار، ويقول بالقرآن: منعته النوم بالنهار فشفعني فيه فيشفعان) فالصيام يشفع لمن منعه الطعام والشهوات المحرمة كلها سواء كان تحريمها يختص بالصيام كشهوة الطعام والشراب والنكاح ومقدماتها أو لا يختص به كشهوة فضول الكلام المحرم، والنظر المحرم والسماع المحرم والكسب المحرم، فإذا منعه الصيام من هذه المحرمات كلها فإنه يشفع له عند الله يوم القيامة، ويقول: يا رب منعته شهواته فشفعني فيه، فهذا لمن حفظ صيامه ومنعه من شهواته، فأما من ضيّع صيامه ولم يمنعه مما حرمه الله عليه فإنه جدير أن يضرب به وجه صاحبه، ويقول له: ضيّعك الله كما ضيّعتني
      في ذكر العشر الأواخر من رمضان
      في (الصحيحين)عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله) هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: (أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر) وفي رواية لمسلم عنها قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره) كان النبي -صلى الله عليه وسلم -يخصّ العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر فمنها:إحياء الليل: فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله، وقد روي من حديث عائشة من وجه فيه ضعف بلفظ: (وأحيا الليل كله) وفي المسند من وجه آخر عنها قالت: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر ـ يعني الأخير ـ شمر وشد المئزر).
      يتبع ان شاء الله

      تعليق


      • #4
        هذا، وختامًا فعلى المسلم الاهتمام بدينه، والعناية بما يصححه على الوجه المشروع لتترتب فوائده عليه لاسيما أركان الإسلام ومبانيه العظام ومنها: عبادة الصيام التي تتكرّر في حياة المسلم مرّة واحدة كلّ عام، فعلى المسلم الذي وفقه الله لصيام شهر رمضان وقيام لياليه على وجه الإخلاص والمتابعة أن يختمه بكثرة الاستغفار والانكسار بين يدي الله تعالى،. وقد أمر الله عزّ وجل بالاستغفار الذي هو شعار الأنبياء عليهم السلام مقرونًا بالتوحيد، والعبد بحاجة إليهما ليكون عمله على التوحيد قائمًا يقول الله عزّ وجلّ: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ﴾[محمد:19

        المراجع:
        -لطائف المعارف لإبن رجب.
        -رسالة قيام رمضان للشيخ الألباني.
        -ملف رمضان للشيخ فركوس.
        -موقع سحاب.

        تعليق

        يعمل...
        X