الإفادة بحكم الزغردة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله الأطهار وصحابته الخيار ، وعلى التابعين للهم بإحسان إلى دار القرار .
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله الأطهار وصحابته الخيار ، وعلى التابعين للهم بإحسان إلى دار القرار .
أما بعد : فقد وُجه إلي هذا السؤال وتكرر كثيرا، فكان ولابد من تحريره والإجابة عليه .
السؤال : ما حكم الزغاريد التي تطلقها المرأة في مناسبات الأفراح ؟؟
الجواب :
تعريف الزغاريد :مفردها زغردة ، ولا جمع لها من مفردها ،وبعضهم يسميها زغرودة ..
والزغردة لغة : هي هدير الإبل وهو صوت يردده في جوفه .القاموس المحيط.
وفي تاج العروس قال: هي هدير الإبل يردده الفحل في جوفه .
وفي عرف الناس اليوم هي : ذلك الصوت الترددي الرنان الرقيق الذي تطلقه المرأة قليلة الحياء في المناسبات ، سواء كانت أفراحا أم أتراحا ، والغالب عليها أنها تطلقها في المناسبات السعيدة ، تعبيرا عن فرحهن ،وقد برع في أدائها النساء المصريات ، والجزائريات حيث تأخذ عندهن ما يشبه المنافسة أيتهن أشد رنينا ودويا ، وبلغ اهتمام النساء في مصر بالزغرودة مبلغا واضحا ، خاصة عندما انتشرت بينهن بدعة شيطانية تدعو إلى أن تلعق الفتيات الصغيرات بطن {ضفدعة } حتى تتقن أداء الزغرودة ،وبلغ من اهتمامهم بها أنهم استعملوها في الأفلام الدينية – زعموا – ونسبوها إلى الدين زورا وافتراء مثل: تمثيلهم استقبال نساء أهل المدينة للنبي صلى الله عليه وسلم أثناء وصوله المدينة بعد هجرته بالزغاريد ، وذلك باطل لم يثبت في السيرة النبوية الصحيحة .
ويتنوع أداء الزغرودة بين الدول بعضها البعض ، فهي موجودة في الدول العربية والأروبية والأمريكية ، وبأشكال وأساليب مختلفة .
وهذه الزغاريد تردد في مصر وفي فلسطين واالمغرب العربي تعبيرا عن الفرح في الغالب ، وقد تطلق على نصر الأبطال والشهداء وتحرر الشعوب .
وقد بدأت تظهر هذه الزغردة كتسبيحة تقال عند ذكر اسم {يهوه – jah-jahovh}وأصل هذه الزغرودة {هللويا- hallelu-jah}وقد حرفها الأغريق ، فأصبحت بلا معنى عندما صارت {اللويا-alleluia}وقد أصبحت مقدسة بالاستعمال ثم تطورت أخيرا إلى الصوت المعروف والذي تردده النساء {لو لو لو – lu-lu-lu}.
وفي آخر سفر المزامير {الزبور }ما ترجمته : {هللويا غنوا للرب ترنيمة جديدة وتسبيحة له في جماعة الأتقياء }. ليفرح إسرائيل بخالقه ، وليبتهج صهيون بملكهم ، ليسبحوا اسمه برقص .. وهذا كرامة لجميع أتقيائه هللويا } المزمور 149.وكنا ونحن صغارا نسمع في بعض الكنائس التي مازالت في بلادنا أنهم يغنون ويطلقون هذه التسبيحة كل يوم أحد بقولهم {لو .. لو .. لو.. يمدونها طويلا}.
وذلك شائع بوجه خاص عند النساء المصريات حيث ترفع المرأة صوتها لتقول { زغردة للِّي يحب النبي .. لو لو لو ..} لتسمع دويا من الزغاريد يردده النسوة الحاضرات في أسلوب جماعي كأنهن فرقة موسيقية مدربة .
وقد حدث في أثناء حملة كتشنر على السودان سنة 1897م مشهد . خروج النساء للقاء شاول فبعد المعركتين الخاسرتين في {عطبرة }، و{أم درمان }خرجت النساء من المدن والقرى لمقابلة القوات المنتصرة التي خلصتهم من العدوان ، وأخذن يطلقن زغاريد النصر .
وكذلك حصل في الجزائر سنة 1962م حين خرجت فرنسا منهزمة ،وأخذت الجزائر الاستقلال بقوة وعزيمة خرج النساء من جميع المدن والقرى ، وهن يطلقن الزغاريد ، ويغنين ، ومنهن من ترقص وقد رمت بالحجاب أرضا ..
ويتبين من نشأة الزغرودة صلتها ب{يهوه }أو { ياهو}وهو نفس الاسم يردده اليهود وكذلك الصوفية فيذكر محي الدين ابن عربي الصوفي الملحد في كتابه {اصطلاحات الصوفية / ص 27 } : {الهو الغيب لايصح شهوده }.
وهذا الكاتب اليهودي المعروف [{ ول ديورانت } يتساءل في الجزء الثاني من كتاب قصة الحضارة {ص366 وما بعدها ...}العلماء يجمعون على أن أقدم ما كتب عن أسفار التوراة هما القصتان المتشابهتان المنفصلة كلتاهما عن الأخرى في سفر التكوين تتحدث إحداهما عن الخالق باسم {يهوه} على حين تتحدث الأخرى عنه باسم {الوهيم } .. وعن اشتقاق الاسم {يهوه} يقول العقاد : إن اسم {يهوه } لا يعرف اشتقاقه على التحقيق ، فيصح أنه من مادة الحياة ، ويصح أنه نداء لضمير الغائب أي {ياهو }لأن موسى علم بني إسرائيل أن يتقوا ذكراه توقيرا له ، وأن يكتفوا بالإشارة إليه .
ويعلق الدكتور محمد الشرقاوي فيقول: لا أحد يعرف كيف يقرأ هذا الاسم لله ، ولكنه من المؤكد أنه لا يلفظ {يهو }{jahovah}على الوجه الصحيح ، مع أنه يلفظ هكذا عادة ، لأن الأحرف اللينة لهذه الكلمة الرباعية هي الأحرف اللينة للاسم أدوناي {adonai}.
وبثبوت إنشاء اليهود للفرق الشيعية عن طريق {عبد الله بن سبأ} فلا مانع أن يكون {ياهو}ذلك اللفظ القاصر استعماله عند المسلمين المتشيعين والصوفية ، قد تسرب من اليهود إلى تلك الفرق الضالة حيث لم يرد استعمال الاسم أو اللفظ لنداء الله عز وجل كما تفعله الصوفية لا في الكتاب ولا في السنة على الإطلاق ، وإذا كانوا يطلقونه للإشارة إلى الله فهذا خلاف ما أمر الله به حيث قال سبحانه تعالى :{{ ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه }} [الأعراف :180] .
{ياهو – يهوه} شيطان : وكان اليهود يميلون إلى عبادة الأصنام وكل ماهو مادي قال تعالى عنهم :{{ وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم ، قالوا يا موسى اجعل لنا إلاها كما لهم ءالهة قال إنكم قوم تجهلون }}[ الأعراف 138:].ولم تؤثر فيهم موعظة موسى عليه السلام فتركوا عبادة الله وعبدوا العجل قال تعالى :{{ وأخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ، ألم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين }} { الأعراف :148}.
وإذا علمنا أن الشيطان يقف وراء عبادة الأوثان ، بقي لنا أن ندرك مدى الصلة والتشابه بين صفات الإله {ياهو} وبين صفات الشيطان ليتأكد لنا أن الإله {ياهو – يهوه } الذي تعبده اليهود ، والطوائف الضالة لكل من لم يعبد الله هو بصراحة {إبليس اللعين } .
يقول الفريد مز : إن {يهوه } هو الإله الصحرواي الضيق الأفاق : الإله الذي كان يتميز بقسوة وعصبية قبلية . إنه إله اليهود كما تصوره كتبهم المقدسة ليست له إلا صفات شيطان .
ويقول: ول ديورانت في كتابه المذكور : إن الإله {يهوه } كما وصفته التوراة شيطان متوحش شرير شغوف بالخراب والفساد وإراقة الدماء ...إلى آخر ما ذكر من الصفات التي لا تليق إلا بإبليس .
وهكذا تبزغ شمس الحقيقة بين قرني الشيطان لتنطق بأن الإله {ياهو –يهوه }هو إله ذو صفات لا تتفق ونزاهة صفات الله تعالى ، ولا قدسيتها ، إذا لا يمكن أن يكون الله عز وجل هو من يعبده اليهود والطوائف الضالة ، بل سنجد أن تلك الصفات تفوح من بينها رائحة إبليس ، فبمن تليق تلك الصفات إلا به عليه اللعنة أو على الأقل أنهم يتقربون إليه عن طريق عبادة أحد أعوانه المقربين منه ؟ فمن الصفات المشتركة بين إبليس والإله {ياهو } على ما وصف في التوراة كما قال {ول ديورانت وغيره }أنه جبان، قال تعالى : {{ إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه }} [آل عمران :175] ويأمرهم بكل أنواع الفواحش والمنكر من قتل وسفك للدماء، قال تعالى :{{ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر }}[النور :21].
إذًا هذه الزغردة هي تسبيحة للشيطان عليه اللعنة، أي تنزيها للشيطان لعنه الله ، وهي من مزموره الذي يأمر به عند النعمة أو عند المصيبة ،وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال:<< صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة : مزمار عند نعمة ، ورنة عند مصيبة >>والمزمار هو الغناء ، وقوله: { ورنة }أي صيحة عند مصيبة .فكيف للمسلمات الموحدات أن يخرج من بين أفواههن الطاهرة بذكر الله تلك الفعلة الشعناء ؟ ويتقربن بها إلى الشيطان الذي يجدها منفذا للتسلط عليهن .
وعلى هذا التعريف لأصل هذه الكلمة ؛ فالزغردة لم تكن معهودة عند العرب ، ولاكانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد الصحابة ، وإنما المعروف عند العرب أنها هدير يردده الجمل في جوفه .
فالمرأة التي تطلق صوتها بتلك الزغردة قد تشبهت بالحيوان إلا أن الإبل تردد الزغردة في جوفها أما المرأة فترفعه عاليا كأنها رأت شيطانا كما يرى الحمار الشيطان وهو يطلق صوته الذي استنكره الله سبحانه بقوله :{{ إن أنكر الأصوات لصوت الحمير }}، وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن تعوذ بالله منه عند سماعه .فذكلك ينبغي أن تعوذ بالله عند سماع هذا الصوت الملعون .
وإلى حد الآن لا تعرف هذه الزغردة في جزيرة العرب بالمفهوم الحالي عندنا وإنما عرفت في بعض البلدان العربية ، وهو أنها صوت عالي بتقاطيع وترخيم وتراجيع ترددها المرأة تعبيرا عن الفرح والسرور، وعن التحرر والاستقلال ، وعن الانتصار ، والشهادة في سبيل ما مات عليه ميتهم ، وقد نهى الله سبحانه وتعالى المرأة أن تخضع بالقول فقال عز وجل :{{ فلاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض }}.ومعناه لا تلنّ و تتصنعن بالقول ، ولا ترققنه بحيث إذا سمعه الرجال الذين في قلوبهم مرض الشهوة افتتنوا به لذلك نهاها عن الخضوع في صوتها ولم يـأذن لها في الآذان ، ولا الحج بالتلبية ، ولا في الفتح على الإمام في الصلاة لما في صوتها من رقة وتلطف تحدث في قلب الرجل اضطرابا وفتنة.
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في تفسيره لهذه الآية 31 من سورة الأحزاب : فلهذا أرشدهن الله إلى قطع وسائل المحرم فقال : {{ فلا تخضعن بالقول }} أي في مخاطبة الرجال ، أو بحيث يسمعون فتلنّ في ذلك ، وتتكلمن بكلام رقيق .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسير هذه الآية : ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم ؛ أي لا تخاطب الرأة الأجانب كما تخاطب زوجها .
وللأسف الشديد فإن الكثير منهن من تتعمد رفع صوتها بالزغردة لتغازل الرجال ،ولم يقتصرن على إطلاق هذه الزغردة في الأعرا س والأفراح فقط ، وإنما أصبحن يرددنها في جميع المناسبات حتى في السياسة وانتصار حزب على حزب،وفريق على فريق ، وتشييع الأموات إلىحد إزعاج الميت بهذا الصوت الذي تدعو فيه بالويل والولولة ، وهي الصوت الذي لعنه النبي صلى الله عليه وسلم عند النعمة ، وعند المصيبة ، وهذا واقع والله وقد عمت به البلوى .
وتبين لي من خلال واقع من انتشرت فيهم هذه التسبيحة الشيطانية أن المرأة التي تُحسِّن صوتها بالزغردة فإنها تجذب اهتمام الرجال إليها بشدة، ويكون الذين يستمتعون بالأصوات أشد إعجابا بها ، حيث تجد الغالبية فيهم أغليب حديثهم عن صوت فلانة وصوت فلانة أجمل وأرق إلخ ..
هذا وقد تغنى الشعراء قديما بصوت المرأة ،وقد قال صلى الله عليه وسلم :<< إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى ،أدرك ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر؛ والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطى ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه >>. رواه مسلم في صحيحه ،ويصدق هذا الحديث ويؤكده الحكمة التي تقول : إن الأذن تعشق قبل العين ، فكما أن كثيرا من الرجال يطرب لصوت المرأة وهي تغني فكذلك يتلذذون بسماع صوتها وهي تطلق الزغردة دون حياء ،وهذا واقع في الأفراح وغيرها.. لذلك تتهافت الفتيات ويتنافسن على إطلاق هذه الزغردة أيهن تكون أكثر رنينا ورقة ، وأشد دويا وترديدا ، وأعطم غعجابا وقابلية عند الرجال لعلها بذلك تحظى بعشيق ، يترصدها على حافتي الطريق .
وكما تتهافت الفتيات والنساء الشابات على إطلاق الزغردة يتهافت الشباب ويتلهف لسماعها فيقعون في الزنى بالجوارح المؤدي إلى الفاحشة والعياذ بالله .ولا يشك عاقل أن الزغردة سبيل من سبل الفاحشة لمن كان في قلبه مرض الشهوة .
وقد سئل الشيخ العتيمين رحمه الله عن حكم هذه الزغاريد فأجاب بقوله : أكرهها.والكراهة عند الشيخ في الغالب يطلقها على الحرام .نقلها عنه عمر أبو عبد الله كما في الشبكة الإسلامية.
وسئل الشيخ الفوزان عن هذه الزغردة التي تطلقها المرأة فأجاب حفظه الله بقوله: لايجوز للمرأة رفع صوتها بحضرة الرجال لأن قي صوتها فتنة ؛ بالزغردة ، وغيرها ، ثم إن الزغردة ليست معروفة عند كثير من المسلمين لا قديما ولا حديثا ؛ فهي من العادات السيئة التي ينبغي تركها ؛ ولما تدل عليه أيضا من قلة الحياء. فتاوى المرأة المسلمة [ج2/ ص650].
وقال في مكان آخر : المرأة مأمورة بتجنب الفتنة ، فإذا كان يترتب على سماع صوتها افتتان الرجال بها فإنها تخفيه .
ولذلك فإنها لا ترفع صوتها بالتلبية ، وإنما تلبي سرا ،وإذا كانت تصلي خلف الرجال وناب الإمام شيء في الصلوات ؛ فإنها تصفق وتنبهه ؛ قال صلى الله عليه وسلم :<< إذا نابكم شيء في صلاتكم فلتسبح الرجال ، ولتصفق النساء >> .وهي منهية من باب أولى عن ترخيم صوتها وتحسينه عند مخاطبتها الرجال لحاجة قال تعالى : {{ فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا }}. فتاوى المرأة المسلمة [ج1/ص431].
وقد سئل الشيخ حامد الحامد عن هذه الزغردة فقال: إن هذا منكر ولا يجوز .الأحكام المفيدة للمسائل الجديدة ..
وقال الشيخ بهاء الدين شلبي في بحث له ماتع في الشبكة العنكبوتية والذي استفدت منه ، ولايشترط في تحريم الزغردة وجود نص شرعي صريح مباشرة يجزم بحرمتها ، ولكن العبرة بأصلها أنها تسبيحة للشيطان وأن ذلك شرك بالله ، وبذلك لا يعوز تحريمها دليلا أكثر من ثبوت الشرك فيها .
قلت : بل الدليل موجود وهو قوله صلى الله عليه وسلم :<< صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة ، صوت عند نعمة ، ورنة عند مصيبة >>.
ثم ذكر قصة وقعت له فقال: كنت أعالج أخت من حفظة كتاب الله ، وكانت صومالية أي أنها لا تتقن الزغردة بالمرة ، فلما بدأت في الكشف عليها بدأت في إطلاق الزغرودة ، وكانت هذه علامة عرفت منها أن هناك امرأة يهودية على جسدها وكانت الشيطانة تستجمع طاقة سحرية بطقوس
الزغرودة السحرية ، إذا فالزغرودة هي من جملة طقوس السحر وعبادة الشيطان .تاريخ الفتوى :29/ جمادي الولى 1422هـ.
وسئل الشيخ الألباني رحمه الله هذا السؤال : يحدث في بعض حفلات الزواج أن بعض النساء يقمن بإحداث أصوات معينة وهي ما تعرف بالزغاريد فما حكمها ؟وما حكم سماع الرجال لها ؟
فأجاب الشيخ رحمه الله بقوله: يبدو والله أعلم أنه لا مانع من ذلك ما لم يكن هناك مُحرم . قال ناقل هذه الفتوى عن الشيخ أنها مفرغة من أشرطته ولم يذكر الشريط الذي أفرغت منه ثم أنزلها على الشبكة الإسلامية على الانترنث والعهدة عليه [1].
مع أنني أقول المتأمل في فتاوى الشيخ يعلم أنه غير متساهل في مثل هذه الأمور ، ثم إن الشيخ تحفظ في فتواه فقال ما لم يكن محرم ، والواقع يثبت أن فيها محرمات كثيرة من عدم إلتزام حدود الشرع بين الرجال والنساء في الأفراح ، ومن رفع للصوت وخضوع فيه وترديد وترنيم وكذلك بالنسبة لأصلها ،فعلى الشيخ فاته أن يعرف أصلها ، لذلك لا ينبغي تعميم فتواه دون تحفظ ،والتحفظ متعذر ، فإعمال التفوى دون ذلك يعتبر تقويل للشيخ ما لم يقل والله أعلم .
وكذلك يقال لمن توسع في فتوى الشيخ محمد علي فركوس وأعملها بإطلاق ، ودون القيود التي وضعها على فتواه فإنه نسب للشيخ ما لم يقل به ،ولننظر جوابه حفظه الله حتى نعلم هل أجاز الزغاريد بإطلاق كما يتعذر به البعض أم قيدها بقيود ، ثم نحاول أن نوقع القيود على الواقع الذي يتحجج به الكثير ممن لا نصيب لهم من العلم و الفهم الصحيح لفتاوى العلماء .
------------------------
1 – قلت : وقد كنت في جلسة مع الخ الشيخ عبد المجيد جمعة ، فتذاكرنا هذه المسألة ، فقال لي أنه سمع الشيخ الألباني يفتي فيها بعدم الجواز ، فنقلت له ما كنت كتبته مما قرأته في الشبكة الإسلامية ، فقال لي أن سمعته باذني وارجع إلى سلسلة الهدى والنور ، فلم ارجع واكتفيت بنقله لثقته عندي ،والحمد لله على توفيقه ، فلم يخطأ حدسي فيما عقبت على من نقل عن الشيخ الجواز.
تعليق