جواب للشيخ ربيع
حول مسألة
اشتراط إقامة الحجة فيالتبديع
القسم الأول : أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالإخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي ( [ 1 ] ) يقال عنه : مبتدع والخارجي يقال عنه : مبتدع وهكذا , سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا .
الفهم الأول
هذه الطوائف التي سردها الشيخ من الجهمية والرافضة والمعتزلة والمرجئة... هم من كفار طوائف المبتدِعة(1)، ولها في كلام الشيخ حالتان:
- إما التكفير
- أو التبديع
ولا منزلة بين المنزلتين، فإذا أقيمت الحجة على أعيانهم فهم كفار، وفي حالة عدم إقامتها عليهم فلا يخرجون عن كونهم مبتدعين (بأعيانهم).
الفهم الثاني
إن مراد الشيخ بأهل البدع في القسم الأول هم أصحاب البدع الواضحة، وهذه الأخيرة تشمل المكفرة والمفسقة وما دون ذلك، وقد يجتمعون كلهم في طائفة واحدة.
لكن الذي ينبغي معرفته هو: أن مبحث الشيخ في القسم الأول إنما هو خاص بتبديع من وقع في بدعة ظاهرة دون الكفر(2). وضابط البدعة الظاهرة أو الواضحة: هي ما اتضحت مخالفتها للحق، ويدل على ذلك أن الشيخ حفظه الله جعل البدعة الخفية -(التي خفي فيها وجه الحق)- في مقابل القسمين الأول والثاني، وكما قيل: (وبضدها تتبين الأشياء).
ومثل حفظه الله على البدعة الخفية بالأئمة المجتهدين (كابن حزم وابن حجر والنووي) حيث إن منهم من وقع في بدعة التجهم وبعضهم في التمشعر، ومع ذلك لم يبدعهم الشيخ، بل اعتذر لهم، بعدم بيان الحق لهم في تلكم المسألة.
والخلاصة: أن الذي يصدق عليه وصف الابتداع ويلحق بأهل البدع والأهواء في كلام الشيخ هو من ابتدع في أمر اشتهرت مخالفته للحق، وأبى هذا المخالف إلا التمادي فيما هو عليه من بدع وانحراف، فإن هذا لا يشترط في حقه إقامة الحجة. والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) مع توقفي في الإخوان والتبليغ فلا أدري هل كفرهم العلماء أم لا ؟
(2) نعم قد يكون لهذا الشخص بدع مكفرة مثل سب الصحابة أو تعطيل بعض الصفات، لكن مبحث الشيخ هنا فيمن وقع في بدعة ظاهرة هي دون الكفر، وهذا الاستثناء ظاهر في كلام الشيخ كما في الهامش.
السؤال هو: ماهو الفهم الصحيح ؟
تعليق