إذا قال الشّخص (والله) ثلاثا، هل كلّ يمين لها كفّارة

[أم مريم البتول]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا قال القائل، (والله، والله ، والله) لا أفعل هذا الأمر، وكانت في مجلس واحد، وهو عاقد للنيّة، فما هي كفّارته في هذه الحالة، هل تعتبر يمينا واحدة، يعني كفّارتها صيام ثلاثة أيّام فقط، أم تعتبر ثلاثة أَيمان، كلّ منها له كفّارته ؟

[أبو حفص عبد الرحمن السلفي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا جواب الشيخ أبو عمر أسامة العتيبي لسؤالك
يجب عليك تفريغ الجواب كي تجاب باقي أسئلتك

وبالله التوفيق

[أم مريم البتول]

الجواب:

الجواب أنّ هذه اليمين واحدة، وإنّما كرّر اليمين تأكيدا، بل لو قالت والله لا أفعل هذا في نفس المجلس، والله لا أفعل هذا، وبعد ربع ساعة والله لا أفعل هذا، وبعد عشر ساعات، والله لا أقول هذا نفس الأمر، ولم تكفّر بعدُ، كلّ هذه كفّارة واحدة ولو بينها عشرة أيّام، مادام أنّها ما فعلت بعد هذا الأمر.

يعني إنسان حلف في أوّل الشّهر ألاّ يدخل بيت فلان، أو لا يشتري من الدكّان الفلاني لأنّ صاحبه رافضي مثلا، قال: والله لا أشتري من ذلك المحل، ثمّ بعد أسبوع قال: والله ما أشتري من ذلك المحل وهو ما اشترى. بعد شهر قال :والله، كلّ هذه الأيمان طوال هذه السّنين، لو مرّت سنين وهو ما اشترى، ثمّ بعد عشر سنين، وأيمان حلفها مرارا وتكرارا، ثمّ اشترى من ذلك الرّافضي كلّ تلك الأيمان تعتبر يمينا واحدة، وكفّارتها كفّارة واحدة، بعد أن تكفّر حلفت مرّة ثانية بعد الكفّارة الأولى، والله لا أشتري من هذا المحلّ، إذا اشتريت مرّة ثانية عليك كفّارة ثانية أيضا، يعني ليس كفّارتين كفّارة واحدة، بعد نقضك لليمين الأوّل فيه هناك كفّارة، ثمّ إذا حلفتَ مرّة ثانية، كفّارة ثانية، بعد الكفّارة حلفت مرّة أخرى فحنثت، فحينيئذ عليك بالكفّارة الثّانية.

ثمّ اختلف العلماء إذا حلف فنكث، ثمّ حلف فنكث، هل كفّارتان، أم كفّارة واحدة، لأنّ الجنس واحد، اختلف العلماء فبعضهم قال إذا كان كفّر عن الأولى لزمه أن يكفّر عن الثّانية بعد الكفّارة الأولى، عليه أن يكفّر مرّة ثانية، وقالوا إذا لم يكفّر عن الأولى تكفيه عن الاثنتين كفّارة واحدة، والأحوط أن يكفّر كفّارتين، إذا كان حنث تلك اليمين، ثمّ حلف
مرّة أخرى لأنّها تصير إنشاء جديدا، ويمين جديدة .

السّؤال الذي سألته الأخت هنا حتّى لا تتشتّت في الجواب، إذا قال القائل (والله، والله، والله) لاأفعل هذا الأمر وكرّر في المجلس مئة مرّة، وهذا طبعا خلاف السنّة، ولا ينبغي،وهذا من اللّغو، إذا فعل هذا ثمّ أراد أن يكفّر عن يمينه فتكفيه كفّارة واحدة، وكفّارة اليمين إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو الفقراء، أو كسوتكهم يعني تكسو عشرة أشخاص من الفقراء البالغين رجالا أو نساء، أو تحرير رقبة، أنت مخيّر في كفّارة اليمين بين هذه الثّلاث، إن لم تجد فلوس، أو رقبة تعتقها، ملك يمين، أو ملابس تلبسها للفقراء العشرة، يعني إذا ما كان عندك هذا ولا هذا، فحينئذ (( فَمَن لَم يَجِد فَصِيامُ ثَلاَثةِ أيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارةُ أيمَانكُم إِذَا حلَفتُم واحفَظُوا أَيمَانكُم)) المائدة/89 ، والله أعلم.