ماحكم من زعم أن عيسى عليه السلام لم يرفع إلى السماء أو أنه لا ينزل آخر الزمان؟

[أبو عبيدة محمد الهادي]

ما حكم من زعم أن عيسى عليه السلام لم يرفع إلى السماء أو أنه لا ينزل آخر الزمان؟

[أبو حفص عبد الرحمن السلفي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا جواب الشيخ أسامة بن عطايا العتيبي لسؤالك هذا

تجده في المرفقات

وبالله التوفيق

[أبو عبد الرحمن يعقوب بن بشير السلفي]

هذا تفريغ جواب الشيخ أبو عمر حفظه الله:

الذي يزعم أن عيسى عليه السلام لم يرفع إلى السماء فهو كافر مرتد لأنه كذب قطعية في كتاب الله قال الله تعالى {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} (1) فالذي ينكر هذا مكذب لكتاب الله فهو مرتد أما الذي ينكر نزوله أخر الزمان فهذا تبين له أدلة و توضح فان أصر مع وضوحها ووضوح الأحاديث صحيحة عن رسول الله عليه الصلاة و السلام بذلك و ليس عنده ما يمنع هذا من صحة إسناد فهذا كافر مرتد أيضا لكنه ليس في منزلة الأول في الردة لأن الأول في ردته تكذيب لكتاب الله القطعي الواضح وضوح الشمس أما الأمر أخر وهو ما يتعلق بنزول عيسى عليه السلام في أخر الزمان فقد و رد في كتاب الله في نحو ثلاث آيات في تفسيرها اختلاف بين العلماء مع كونها تدل وفي سنة الرسول الله صلى الله عليه و سلم أحاديث الصحيحة لكن بعض الناس ليس قد لا يكون له خبرة في أحاديث فيظن انه ليس بصحيح فلما بين له يعني يحتاج أمر إلى بيان مع أن أحاديث التي فيها نزول عيسى أخر الزمان هي قطعية أيضا في كتاب الله أنها قطعية صحيحة وعندنا الحديث الثابت إذا كان ثابتا صحيحا أو كان حسنا لكن يغلب على الظن انه ثابت فعندنا انه حينئذ يكون قطعيا بغض النظر عن كونه يوصف بأنه صحيح لذاته أو لغيره أو حسن لذاته أو لغيره مادام أننا نعتقد أن رسول صلى الله عليه و سلم قاله فهو قطعي لكن القطعيات تعلمون أنها تختلف في درجاتها لذلك القرآن الكريم بالنسبة للأحاديث غير المتواترة هو أشد قطعية و لكنها كلها قطعية سواء ساووا في المراتب لا يؤثر أدنى تأثير في الاعتقاد في صدق ما ورد و هذا هو مطلوب أننا نعتقد ما ورد وثبت عن رسول الله عليه الصلاة و السلام ما ورد ثابتا عنه عليه الصلاة و السلام ونزول عيسى أخر الزمان دل عليه كتاب الله في ثلاث آيات قال الله تعالى {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} (2) اختلف العلماء في عود الضمير ويصح أن يعود الضمير إلى عيسى عليه السلام قبل موته بل رفعه الله إليه كذلك من أدلة {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا} (3) فعيسى عليه السلام رفع وهو ليس بكهل دليل على انه سينزل ليكلمهم وهو كهل وقال الله سبحانه وتعالى عن عيسى {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} (4) وفي قراءة {وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ} يعني من علامات قرب وقوعها وهذا من آيات الكبار نزول عيسى عليه السلام من أشراط الساعة الكبرى والله أعلم.

(1) سورة النساء آية (158).
(2) سورة النساء آية (159).
(3) سورة آل عمران آية (46).
(4) سورة الزخرف آية (61).