مسألة حول جمع الحديث..

[أبو أسماء علي الطرابلسي]

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد ابن عبد الله و على آله و صحبه أجمعين, أما بعد: إخواني لدي إستفسار حول جمع الحديث النبوي. فكلنا نعلم أن الحديث النبوي الشريف جمعه أئمة الهدى في كتبهم ,من أمثال الإمام مالك رحمه الله و الإمام أحمد إمام أهل السنة و من تلاهم من أئمة الإسلام. السؤال هو هل جمع كل إمام ممن قبله, مثال: الإمام أحمد هل ضم في مسنده ما رواه الإمام مالك و زاد عليه و هكذا كل من تأخر من الأئمة عمن قبله, فإن كان الجواب لا فأرجو التوضيح لأن لدي شبهة قائمة بخصوص إتباع المذاهب. و أعتذر لعدم فصاحة اللغة و لكن هذا أفضل ما أستطيع أن أعبر به.

[أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أخي الكريم قد وقد, أي أن الإمام المتأخر قد يجمع في مسنده,أو جامعه,أو في سننه -أحاديث مستقاة ممن سبقه وقد يضم بعضها لا كلها قطعا...الخ.
هذا إن وقعت له بإسناد فعلماء الحديث اعتمدوا على ما يسمعونه من مشايخهم فليس الأمر أنه وجد مثلا مصنف عبدالرزاق فقال أنسخه واضعه في كتابي لا, يجب-أصطلاحا لا شرعا- عندهم أن تثبت لديه بإحدى طرق الرواية حتى يدوِّنها.
ثم هذا يعتمد أيضا على هدف المصنف من كتابه هل يريد جمع كل ما وقع له بالسماع أم ينتقي أحاديث الأحكام, أو أحاديث الزهد؟..فالخلاصة أنه ليس بشرط ولو رجعت إلى مقدمة مختصر علوم الحديث للحافظ ابن كثير : تجده هناك ذكر أنه فات الإمام أحمد في مسند الكثير من الأحاديث بل قال: قيل: أنه لم يقع له جماعة من الصحابة الذين في الصحيحين..ا.هـ
وقد عد شيخنا علي الرازحي -وفقه الله- هذا مبالغة كما في شرحه على الكتاب لكن الشاهد هو عدم اشتراط احتواء كتب المتأخر على جميع ما عند المتقدم..وقد يقع, لكن بصورة نسبية فمثلا: يذكر العلماء أن الأحاديث المسندة في موطأ مالك - موجودة في الصحيحين أو أحدهما, و هكذا.
وعلى هذه الفكرة تدور كتب الزوائد..والحديث يطول لكن هذا هو جواب سؤالك.