[فتاوى] فتوى حول بيع تم في الماضي و يراد التعديل فيه الأن

[أبو آدم ناصر الدين]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخوة الأفاضل القائمين على هذا المنبر الجليل
جزاكم الله خيراً على هذا العمل الطيب و أحسن الله إليكم

و بعد

نحن 4 أخوة أنا عبدالله و عمر يكبرني ب7 سنوات و محمد الأخ الأكبر و سالم الأخ الأصغر
قصتي بدأت مع أخي الذي يكبرني ب7 سنوات عمر ، ففي عام 2007 ميلادي كنت قد بلغت من العمر 36 عاماً و كان يسكن في شقته التي بناها من حر ماله في الطابق العلوي من مبنى الأسرة المتكون من 3 طوابق، و لأن أخي عمر لديه طموحات لا تنتهي فقد بدأ يضغط على أخي الأكبر محمد لكي نبيع مبنى الأسرة كله و نشتري قطعة أرض أخرى في منطقة تكون أبعد بقليل بحيث يكون سعرها أقل لكي يتبقى جزء من المبلغ نبني به 4 منازل أرضية متجاورة. و هو طموح أروع من الرائع لكن أخي الأكبر حكم عقله و قال له هذا شي جيد غير أنه بعيد المنال و لن أبيع المبنى.
و بالتالي لم يجد بداً من تحقيق طموحه إلا فيَّ أنا عبدالله فعرض علي شرائها منه بثمن أقل من سعر السوق و هو 26000 و بدفعة أولى قدرها 10000 و بالباقي بالتقسيط حتى يستوفي حقها. فوافقت و دفعت له الدفعة الأولى و خرج من شقته و استوفيت حقه كاملاً غير منقوص بعد فترة من الزمن و بدأ أخي عمر في مشروعه و أجر بيتتاً و انتقل إليه و فهمت منه أنه سوف يشتري قطعة أرض لكي يبني فيها غير أنه اشتغل في عمل مع أحدى الشركات التي كانت تغدق عليه العطاء و لم يستطع التوفيق بين شراء الأرض و البناء فيها في السنوات الأولى و لكن بفضل الله وفق في شراء الأرض بعد فترة، و مرت الأيام و لم يستطع البناء لأنه ليس لديه وقت، و حصل ما كنا نخشاه جميعاً و هو أن عمله أصيب بالكساد و لم يكن بنفس العطاء إلى أن خرجت الشركة من البلد لظروف قاهرة و بقي بلا عمل فجاءني و حاول معي لكي أبيعها له بعد أن انتقلت أنا و أسرتي لبلد أخر للعمل فيه و لظروف أبني الصحية و أرادني أن أبيعه شقتي من جديد حتى يتخلص من الأيجار الذي يثقل كاهله خاصة و أنه صار من غير عمل فرفضت ذلك لأني لا أدري متى سأرجع للبلد و أريد شقتي فهذا من حقي و قلت له لما لا تبيع أرضك و تشتري به منزل فلم يجبني و كلمني بعدها بفترة و استسمحني و استمر على هذا الحال إلى أن اشتد عليه الحال و رجع و كلمني مرة أخرى قائلاً أنه يحس بشيء في نفسه تجاهي و أنه قد باعني شقته بثمن بخس و يريدني أن أزيده على ذلك المبلغ حوالي 4000 حتى يستوفي ال30000 و هو ثمن الشقة في ذلك الوقت.
حاولت معه بشتى الطرق بأن أساعده بشيئ أخر كدفع مرتب شهري يغطي له أيجار بيته و ينفق منه كرد لمعروفه لكنه رفض كل العروض.

أعلم أن هذا شرعاً لا يجوز فقد تم البيع منذ زمن و لكني و الله لقد ندمت أشد الندم أني قبلت معروفه و أني تعاملت معه في ذلك أصلاً فقد جعلني أحس بأنه يمن علي بمعروف قد عمله معي من 5 سنوات و أريد أن أسدد له ذلك المبلغ لكي يرتاح و يريحني.

فهل علي أثم بدفع هذا المبلغ؟

أفيدوني أفادكم الله.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[أم هداية الأثرية]

رد: فتوى حول بيع تم في الماضي و يراد التعديل فيه الأن

تم اختصار السؤال:

تم بيع بين أخ وأخيه على شقه بأقل من سعر السوق والأخ -بعد أن تم البيع- أحس أن السعر أقل، وأحس أنه مظلوم بعد سنوات.

وقال: أريد الباقى لكى يرجع ثمن الشقة إلى سعر السوق؛ فهل هذا جائز؟

تم البيع بسعر أقل من السوق وبعد سنوات يشعر الشخص يعنى أنه مظلوم وبأن ليس لديه مسكن وحالته المادية -تعبانه كما يقال- وهو يريد أن يسترجع الباقى ؟

الشيخ: لما باع فى ذلك الوقت كان يعرف أن هذا ليس ثمن السوق أو أنه أقل أو لم يكن يعرف ؟
. السائل : كان يعرف وهو كان يريد أن يساعد أخاه في ذلك الوقت فباعه بسعر أقل من سعر السوق
((الشيخ : نعم إذا كان الأمر كذلك فلا يجوز له أن يعود فى ما فعل، والبيع تم ولا حق له بتاتا لأن البيع تم عن تراض والعقد تم وكل أخذ حقه وانتهى الأمر، أما لو أنه كان مخدوع فالنبى -عليه الصلاة والسلام- جاءه رجل يُخدع فى البيع فقال له: ((إذا بعت أو أشتريت فقل لاخلابة.
هذا الرجل ماعنده خديعة ولا شىء، الأمر عنده واضح وعن طيب نفس والنبى -صلى الله عليه وسلم- يقول يعنى هو أشبه بقضية الهبة: ((العائد فى هبته كالكلب يعود فى قيئه))، ما يجوز له بعد السنوات هذه يتراجع فيما فعل من طيب الخلق، لكن أقول لو أخاه الآخر الذى أشترى منه يعنى أكرمه وساعده وأعانه فيكون مشكورًا من باب رد الجميل لا من باب الأمر الواجب الذى بالبيع
. فى البيع ليس له أى حق.

بالنسبة لما يتعلق بهذه الأرض أو هذا البيت ليس له أى حق.

بقيت القضيه قضية أخوه ورد الجميل هذا من باب الإحسان ورد يعنى الجميل لأخيه فقط لاغير

السائل : طيب لو قال له أخوه أنا لا أرضى منك أى جميل أنا أريد فقط باقى الثمن فهل يجوز لأخيه هذا أن يعطيه؟

الشيخ : لايجوز بهذا الأسلوب، طلب بهذا الأسلوب غلط، هذا يعنى نوع من سوء الأخلاق من هذا الذى باع له وتنازل له عن بعض الحق هذا أصلا ماله حق أصلآ

السائل: طيب ما نصيحتك لهذا الذى يطالب الآن برد حقه و هو يريد ان يستعفف عن أى إحسان ويقول أننى أريد حقى ما نصيحتك له؟

الشيخ : ماله حق هو لأنه تنازل عنه الحق انتهى وتبرع به هو انتهى الأمر ما يجوز له أن يطالب به لكن بقيت القضية قضية مساعدة من أخيه وهذه أخوة ما فى بينهم منة.

أخوه يساعده الأخوه دائما يساعد بعضهم بعض .

أما يقول أنا أطالب بحقى هذا غالط هذا غلط هذا كالكلب يعود فى قيئه هذا إذا كانت هبة لكن هذا بيع وتم

من ناحية شرعية ليس له أى حق إلا حق الأخوة وحق يعنى صلة الأرحام فقط لاغير .

الشيخ أسامة العتيبى