تُصر على صحبة من يتبعن أهل البدع متحججة بأنهن أحسنَّ معاملتها وساعدنها في بعض الأمور الدنيوية، فهل نهجرها أم نستمر في نصحها؟

[أم الليث السلفية]

أحسن الله اليكم شيخنا
أخت سلفية لها صويحبات ممن يزكون محمد حسان والحويني ولقد ناصحناهن وأعطيناهن كلام المشايخ في ذلك، لكنهن أصررن على اتباعهم والدراسة في دورهم.
ناصحت هذه الأخت بهجرهن لكنها أصرت على صحبتهن متعللة بأنهن أحسن معاملتها في بعض الأمور الدنيوية وأنها دائمة النصح لهن، وأضافت أن الهجر لا يجب علينا نحن بل يجب على طلاب العلم ومن فوقهم من المشايخ والعلماء بحجة أننا لسنا على قدركاف من العلم لتطبيق المنهج.
فهل علي هجرها أم مداومة النصح لها ؟ وإن أصرت فما نصيحتكم لها؟

[أبو يحيى صهيب السني]

رد: تُصر على صحبة من يتبعن أهل البدع متحججة بأنهن أحسنَّ معاملتها وساعدنها في بعض الأمور الدنياوية، فهل نهجرها أم نستمر في نصحها؟

قد تم توجيه السؤال

في

في شهر محرم 1433 ه

للتحميل

وللإستماع في المرفقات وللتحميل بالنقر عليها
نسأل الله النفع بما نسمع

[أم عبد الرحمن الهاشمية]

رد: تُصر على صحبة من يتبعن أهل البدع متحججة بأنهن أحسنَّ معاملتها وساعدنها في بعض الأمور الدنيوية، فهل نهجرها أم نستمر في نصحها؟

التفريغ :

أسئلة من منبر الفتاوى الشرعية لشبكة الإمام الآجري :

السؤال: أحسن الله اليكم شيخنا
أخت سلفية لها صويحبات ممن يزكون محمد حسان والحويني ولقد ناصحناهن وأعطيناهن كلام المشايخ في ذلك، لكنهن أصررن على اتباعهم والدراسة في دورهم.
ناصحت هذه الأخت بهجرهن لكنها أصرت على صحبتهن متعللة بأنهن أحسن معاملتها في بعض الأمور الدنيوية وأنها دائمة النصح لهن، وأضافت أن الهجر لا يجب علينا نحن بل يجب على طلاب العلم ومن فوقهم من المشايخ والعلماء بحجة أننا لسنا على قدركاف من العلم لتطبيق المنهج.
فهل علي هجرها أم مداومة النصح لها ؟ وإن أصرت فما نصيحتكم لها؟

الإجابة
تقول السائلة: أخت سلفية لها صويحبات ممن يزكون محمد حسان والحويني ولقد ناصحناهن وأعطيناهن كلام المشايخ في ذلك، لكنهن أصررن على اتباعهم والدراسة في دورهم.

ما عليك إلا النصح والله المستعان، ولكن لا ينتقلن إلى ماهو أسوء، وإن استفدن من هذا فلا ينبغي أن يأخذن ما كان باطلا والله المستعان.
ناصحت هذه الأخت بهجرهن لكنها أصرت على صحبتهن متعللة بأنهن أحسن معاملتها في بعض الأمور الدنيوية وأنها دائمة النصح لهن، وأضافت أن الهجر لا يجب علينا نحن بل يجب على طلاب العلم ومن فوقهم من المشايخ والعلماء بحجة أننا لسنا على قدركاف من العلم لتطبيق المنهج.، فهل علي هجرها أم مداومة النصح لها ؟ وإن أصرت فما نصيحتكم لها؟
على كلٍ إن كانت تحذر من الأخطاء التي عندهن وهي تعاملهن المعاملة الحسنة وهن أيضا يعاملنها بالمعاملة الحسنة ما يجب عليها هجرهن ، أهم شيء لا تتأثر بهن بالباطل فقط والهجر له ضوابطه، ليس كل شخص يهجر فقد تهجر وأنت قليل العلم فلا يتأثر الناس بك " فلا فائدة"، انما هذه تحدث شحناء وبغضاء وتقاطع بلا فائدة، فعلى كلٍ كلام هذه الأخت مش بعيد ولكن عليك أن لا تهجريها أيضا، فمدام أنها سلفية فكيف تهجرينها؟
ليس لكِ في هذا دليل بارك الله فيك، كما قال شيخنا مقبل-رحمه الله- سئل نحو هذا السؤال، فقال: "الذي مثلا قد يُصافح حزبيا أو يُصافح مبتدعا أو ربما جالسه في بعض الأحيان، هل نهجره؟
قال شيخنا-رحمه الله-: ما عندك دليل على هجره، بل قال إذا سلّم عليك الحزبي فسلم عليه، وإذا صافحك صافحه، لكن نحن ننهاك عن مجالسته وسماع محاضراته لأن لا تتأثر به فقط؛ هذا هو المقصود من الهجر "أنك لا تتأثر بما عنده من المخالفات"، هذا كلام شيخنا في أجوبته على العقيدة، نعم.
وكذلك شيخ الإسلام ابن القيم كما ذكر قال:" الهجر كالعلاج، ليس معنى أنك تهجره حتى تتلفه! تزيد على الحاجة فتتلف الشخص، وإنّما بإصلاحه وإعانته على الخير ورده إلى الحق؛ هذا هو مقصود الهجر، لكن إذا رأيت أن الهجر يضُّر" هو كالدواء" لو رأيت أنه يضُّر فلا يجوز لك استعماله، إذا رأيت أنه ل ينفع استخدمه لا بأس، وإذا رأيت أنّه لا ينفع ولا يضّر الأصل أنّك لا تستخدمه، لأنك تستخدم الأدلة التي فيها ردّ السلام، والبشاشة في وجه المسلم ونحو ذلك، وبعض الأحيان أيضا أهل السنة يكونون في منطقة قلة، فلو هجروا العصاة وأهل البدع فهم من سيصيرون المهجورين، وربما شنّ عليهم النّاس وقالوا أنتهم متشددون وأنتم متنطعون وأنتم وأنتم..، وانقلب عليك الحال وصرت أنت المهجور ولا يقبل الناس منك بعد ذلك لا دعوة ولا علما ولا شيئا، بل يقولون أين الأدلة التي تدل على إلقاء السلام وردّ السلام، وقالوا: أنت إذًا متشدد! لكن لو كان أهل السنة هم الأغلب في البلد وكان عندهم الشوكة ولهم الكلمة، لو هجروا شخصا عاصيا أو مبتدعا قد ينزجر وينكف، والناس قد ينكفُّون عنه؛ فهذا فيه مصلحة لابأس يُستخدم الهجر هنا والله المستعان.
وهذا كلام ابن القيم في زاد المعاد في الجزء الثالث في شرح حديث كعب بن مالك في غزوة تبوك، هو كلام قصير لكنه نافع، شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا تكلم عن الهجران كما في مجموع الفتاوى الجزء الثامن والعشرين.