حكم زواج من له شهوة جامحة لكنه يرى أنه غير قادر على تحمل مسؤوليات الزواج؟

[أبو عبد الله يوسف سعيدي الجزائري]

السلام عليكم و رحمة الله
رجل له شهوة شديدة و لكنه ليس قادرا على تحمل المسؤولية و يرى أنه غير صالح ليصبح أبا و زوجا فما حكم زواجه؟

[أبو يحيى صهيب السني]

حكم زواج من له شهوة جامحة لكنه يرى أنه غير قادر على تحمل مسؤوليات الزواج؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قد تــم توجيه السؤال

إلى


في يوم الجمعة 26 رمضان 1432ه الموافق لـ 26-08-2011 م في غرفة

ونـــــــأمل من صاحب السؤال تفريغ الإجابة -حسب شروط منبر الفتاوى- لِتُطرح أسئلتك في المستقبل على المشايخ وفقكم الله .

الإجابة في المرفقات

[أبو بكر بومدين الجزائري]

رد: حكم زواج من له شهوة جامحة لكنه يرى أنه غير قادر على تحمل مسؤوليات الزواج؟

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم هل يجوز الرجل أن يعدد مع أن أهله معارضين لذلك و أمه

[أبو عبد الله يوسف سعيدي الجزائري]

رد: حكم زواج من له شهوة جامحة لكنه يرى أنه غير قادر على تحمل مسؤوليات الزواج؟

تفريغ جواب فضيلة الشيخ عبد الله البخاري-حفظه الله-
السؤال:
رجل له شهوة شديدة و لكنه ليس قادرا على تحمل المسؤولية و يرى أنه غير صالح ليصبح أبا و زوجا فما حكم زواجه؟

الجواب:

والله لا أدري كيف هذه التقدمة الذي يرى من نفسه هذا كله على كل حال يستعين بالله جل و على و إن كان أمره كذلك نقول له إن كانت شهوته عارمة بما أخبر به النبي-صلى الله عليه و سلم- في الحديث الصحيح:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج -إلى أن قال-فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" فإذا أراد أن يكسر شهوته و لا يستطيع إمضاءها في حلال فعليه بالصيام و التذكر لما أعده الله عز و جل للقائمين بحدوده المنتهين عن محارمه، و أما قوله أنه غير صالح ليصبح أبا فهذا أخشى أن يكون من التألي فهذا أمر في علم الغيب فقد يكون المرء في أول أمره على غير هدى و على غير استقامة لكن باصلاح النفس و مجاهدتها على الصلاح و الإصلاح يصلح المرء و النبي-صلى الله عليه و سلم-يقول كما في الحديث الذي أخرج والترمذي و غيره هو حسن:"إنما العلم بالتعلم" فما يمكن للإنسان أن يخرج من بطن أمه صالحا مصلحا إنما هي بالأداب و الأخلاق و تعويد النفس على كريم الأخلاق و البعد عن قبائح الأمور و هكذا:"الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" فلابد للإنسان أن يجاهد نفسه على الصلاح و الإصلاح و لهذا جاء في الأثر :"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، و زنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، فالكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت، و العاجز من أتبع نفسه هواها و تمنى على الله الأماني" فلذا يجب على الإنسان أن يسعى في صلاح نفسه و إصلاحها و أن يجاهدها على الصلاح و لهذا محاسبة النفس من الأمور المهمة و أقول من الأمور المهمة لماذا؟لأن من فوائدها أن يراجع المرء ما أقدم و قصر فيه فإذا كان ما أقدم عليه من الأمور الصالحة ثبت عليها و إن كان قد قصر حث نفسه على المسارعة فيها و إن كان قد ارتكب منكرا أو أمرا منهيا عنه جاهد نفسه على ألا يقع فيه و صحح أمره وفعله أما أن يبقى الإنسان يقول أنه غير صالح أن يكون أبا و لا زوجا فهذا غير صحيح لكن على كل حال و دعنا من الفرضيات التي يفترضها بعض الفقهاء في هذا الباب لكن نحن نقول الإنسان يسعى جاهدا في إصلاح نفسه و صلاحها.
و الأمر الثاني إذا وجد من نفسه الصلاح و الإصلاح و الإستقامة أقدم على الزواج ليعف نفسه و يعف غيره و قد ذكر العلامة ابن القيم-رحمه الله- كلاما نفيسا في هذه المسألة كما في كتابه {الفوائد}:"هلمّ إلى الدخول على الله و مجاورته في دار السلام بلا نصب و لا تعب و لا عناء بل هو من أقرب الطرق و أسهلها ذلك أنك في وقت بين وقتين و هو في الحقيقة عمرك و هو وقتك الحاضر بين ما مضى و بين ما يستقبل فالذي مضى تصلحه بالتوبة و الندم و الإستغفار و ذلك شيء لا تعب عليه و لا نصب و لا معانات عمل شاق إنما هو عمل القلب-يقصد رحمه الله أن إصلاح ما مضى ليس فيه مزيد عناء و لا عمل شاق إنما هو بالتوبة و الندم و الإستغفار و غالب هذا يقوم على العمل أي عمل القلب- يمتنع فيما يستقبل من الذنوب و امتناعك عن ذلك ترك و راحة ليس عملا بالجوارح يشق عليك معاناته حتى ما يستقبل إصلاحك له بالترك و حتى الترك هذا ليس فيه عمل شاق على الإنسان بجوارحه و إنما هو عزم و نية جازمة تريح قلبك و بدنك و سرك إذا قال ما مضى فتصلحه بالتوبة و ما يستقبل فتصلحه بالإمتناع و العزم و النية و ليس للجوارح في هذين نصب و لا تعب و لكن الشأن في عمرك و وقتك الذي بين الوقتين فإن أضعته أضعت سعادتك و نجاتك و إن حفظته مع إصلاح الوقتين الذين قبله و بعده بما ذكر نجوت و فزت بالراحة و اللذة و النعيم و حفظه أشق من إصلاح ما قبله و بعده فإن حفظه أن تلزم نفسك بما هو أولى بها و أنفع لها و أعظم تحصيلا لسعادتها و في هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت فهي و الله أيامك الخالية التي تجمع فيها الزاد لمعادك إما إلى جنة و إما إلى نار فإن اتخذ إليه سبيلا إلى ربك بلغت السعادة العظمى الفوز الأكبر في هذه المدة اليسيرة التي لا نسبة لها إلى الأبد و إن آثرت الشهوات و الراحات و اللهو و اللعب انقضت عنك بسرعة و خلفت لك الألم العظيم الدائم الذي مقاساته أشق و أصعب و أدوم من معانات الصبر على محارم الله و الصبر على طاعته و مخالفة الهوى من أجله"انتهى
إذا الإنسان يجب أن يجاهد نفسه و أن يصلحها على الصلاح و الإصلاح و أن يصلح ما مضى و ما يستقبل و أن يحدث نفسه بالأمور الحسنة الصالحة و يقدم على ما أمره الله عز و جل به من التحصن و التحصين و الزواج فإن الزواج أمر عظيم قد حث عليه النبي -صلى الله عليه و سلم -في أحاديث كثيرة و على المرء إذا ما قام بهذا الفعل النبيل أن يراعي الحقوق و الواجبات التي له و التي عليه