تصرف أحد الورثة في أموال رجل كبير في السن لا يُحسن التصرف في ماله

[أم عمر بنت عبد الرحمن]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم وجزاكم عنا كل خير

سائل يسأل :

رجل صاحب أموال كبير في السن لايحسن التصرف في ماله ويسرف ماله مما يؤدي الى الضرر به وبورثته ، فهل يجوز لأحد الاشخاص القريبين منه (الورثه) أن يأخذ من ماله خفية بدون ان يقول له وينميه له حتى اذا احتاج هذا الرجل كبير السن كأن يمرض او ينفد ماله يستطيع هذا (الوريث) ان يصرف عليه ويعطيه مايحتاجه لحفظ حياته ؟
وهل لهذا الوريث الحق ان يتاجر بهذا المال المأخوذ خفية كالشريك في المال ويكون التعامل بطريقة الشراكة ويأخذ كلٌ حقه ؟
ونتمنى احالتنا الى الادلة اذا امكن شيخنا الفاضل

وفقكم الله

[أبو يحيى صهيب السني]

اجابة فضيلة الشيخ عثمان بن عبد الله السالمي حفظه الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قد تــم توجيه السؤال لفضيلة الشيخ


عصر يوم السبت 13 ربيع الآخر 1432ه الموافق لـ 18-03-2011 في كل من درسي
التعليقات على صحيح البخاري والجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين للإمام الوادعي رحمهما الله في :::

ونـــــــأمل من صاحب السؤال تفريغ الإجابة -حسب شروط منبر الفتاوى- لِتُطرح أسئلتك في المستقبل على المشايخ وفقك الله .

الإجابة في المرفقات

[أم عمر بنت عبد الرحمن]

قال السؤال من منبر الفتاوي الشرعية لشبكة الامام الآجري

يقول السائل عافاه الله:

رجل صاحب أموال كبير في السن لايحسن التصرف في ماله ويسرف ماله مما يؤدي الى الضرر به وبورثته ، فهل يجوز لأحد الاشخاص القريبين منه (الورثه) أن يأخذ من ماله خفية بدون ان يقول له وينميه له حتى اذا احتاج هذا الرجل كبير السن كأن يمرض او ينفد ماله يستطيع هذا (الوريث) ان يصرف عليه ويعطيه مايحتاجه لحفظ حياته ؟
وهل لهذا الوريث الحق ان يتاجر بهذا المال المأخوذ خفية كالشريك في المال ويكون التعامل بطريقة الشراكة ويأخذ كلٌ حقه ؟
ونتمنى احالتنا الى الادلة .


الإجابة:

هذا الرجل إن كان له أولاد وورثة من أهل الحلّ والعقد ، عندهم يعني فهم في هذه الأمور ، إن كان في بلد مسلم فيحجرون على هذا الشخص الكبير ، يذهبون إلى المحكمة فيحجرون عليه ، ويقولون هذا لا يستطيع أن يتصرف بالأموال ، والحاكم بعد ذلك يحصر أمواله ويحجره ويعطي وارثاً من ورثته أو شخصاً أميناً يقوم على هذه الأموال ويحفظها وينمّيها إن استطاع .

أما واحد من الورثة يعني يأخذ بالخفية هذا لا أنصحه به لأنه قد يُتهم في المستقبل من ورثة آخرين ، إلا إذا كانوا لا يستطيعون أن يذهبوا إلى المحكمة ، يجتمع الورثة ويتدابرون الأمر ، يقولون له نحن نكفيك التجارة ونحن نكفيك كذا ، ونعطيك مايكفيك إلى بيتك ، فإن رضي فالحمد لله ، وإن لا ، إن كان له أبناء لهم أن يتشاوروا وأن يأخذوا حتى بالخفية لينمّوها إن كانوا أولاداً له ، وينمون هذا المال ، بعد ذلك إذا مات هذا الرجل يحصرون هذا المال الباقي ويأخذون بقدر عملهم ثم يقسّمون المال بين الورثة جميعا ، والله المستعان .

مسألة الدليل على هذا قوله تعالى : (( وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ)) (1).

والحجر على السفيه جائز عند عامة أهل العلم كما هو مذكور في كتب الفقه ومن أقربها الدراري ، وهذا يكون في باب الإفلاس هذا يعقد في باب الإفلاس والحجر على المفلس ، هذا السفيه كذلك يجوز الحجر عليه ، يقول: يُسرف في ماله .

أما إذا كان يتصدق في وجوه الخير ، يتصدق بالمعروف أيضا ، لا يُجحف في ورثته ، ولا يُمسك جداً .

بعض الورثة كما قلت قد يحتال على الشخص الذي يريد أن يتصدق ، لا ليس له أن يمنعه من الصدقة المعروفة لكن بالمعروف .


-------

(1) ( وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ) [النساء : 5]

الشيخ عمار بن عبد الله السالمي حفظه الله