هل المرأة تعد نفساء عندما يخرج دم مكبد و ذلك بعد شهر من حملها

[أبو أمامة حمليلي الجزائري]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحد الاخوة يسأل : فضيلة الشيخ هل المرأة تعد نفساء في هذه الحالة ، و هي نزول دم مكبد بعد مرور شهر من معرفة أنها حامل ؟ بارك الله فيكم .
نرجوا من الاخوة المشرفين الأفاضل أن ينقلوا هذا السؤال لأحد المشايخ في أقرب وقت ممكن ، و جزاكم الله خيرا .

[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

فقد طلب مني أخي أبو محمود المشرف في هذه المجلة المباركة الاجابة على بعض أسئلة اخواننا وقام بتزويدنا برقم اشتراك وليس عندي مانع وأنا أتذكر الان قول قيم لابن القيم في اعلامه جزى الله خيرا من نصر الاسلام ولو بشطر كلمة وسنجاهد بما نما لنا من العلم أن نجيب فنقول في هذه المسألة والعلم عند الله :
اختلف العلماء في هذه المسألة قديما وحديثا متى تكون المرأة نفساء إذا أسقطت فمن أهل العلم من يرى مجرد اسقاط الحامل جنينها تكون نفساء بغض النظر عن عمر الجنين ومنهم من يعلق ذلك بتبين علامة الخليق وهو وجود ماتبين به أنه خلق انسان أو خطوط تدل عليه مثل الرأس والقدم
والأخير رجحه شيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه وكذا تلميذه العلامة محمد الصالح العثيمين
والاغلب أن يكون السقط كذلك أي تتبين فيه خطوط انسان كما يقول اهل العلم فيكون قد خلق في التسعين يوم أو بعده فإنه في الأربعين الاولى يكون مجرد نطفة فإذا اسقطت بعد شهر كما هو حال المرأة فالدم استحاضة دم فساد تتوضأ لكل صلاة وتصلي ويأتيها زوجها ولذلك يتوسع أهل العلم في اسقاطه لمصلحة شرعية
وفي الأربعين الثانية يكون مجرد علقة ثم الثالثة يكون مضغة ولكن المضغة تتخلق غالبا بعد عشرة أيام كما بينه العلامة بن عثيمين وعلى الحكم بالغالب يكون السقط بعد تسعين يوما نفاسا ولكن لايستعجل في الحكم في عمر الجنين حتى تظهر صفته بعد اسقاطه هل تبين فيه خلق انسان أو لا بل هو مجرد لحمة لايظهر فيها تكوين رأس أو أصابع أو رجل
فقد يخطأ الطبيب في تقدير عمر الحمل أو تخطأ المرأة والحكم على مايظهر من صفة الجنين بغلبة الظن
روى البخاري عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

ففي مرحلة المضغة يحدث التخلق كما قال تعالى مخلقة وغير مخلقة
واسقاط الشهر لايكون معه على هذا حكم النفاس بل الاستحاضة والله اعلم