هل يصح القول بأنَّ النزول معلوم بالفطرة؟

[ابومالك]

هل يجوزالقول بأن نزول الله تعالى بذاته إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل معلوم باالفطرة؟

[أبو عبد الله محمد عطية السايح]

لا يجوز.. نفوض الكيفية لله تعالى

نزول يليق بجلاله

من غير أن نبحث في كنهها

يعني أكرر لا يجوز أن نقول نزول بذاته .. أجاب عنه الشيخ جمال الحارثي حفظه الله

[ابومالك]

بارك الله فيك
لكن المقصود من السؤال هل نزوله تعالى بذاته _ الذي يليق بجلاله _يعرفه المثبت لهذه الصفة فطرة ؟
لأن ثيت من قال بالنزول بالذات من السلف
وأرجوالبيان بالادلة

[أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني]

كأن هذا السؤال نقل إلى هنا وهما من بعض إخواننا, وأقول للسائل أن النزول من الصفات الفعلية ولو لم يخبرنا سبحانه بأنه ينزل إلى السماء الدنيا لما علمنا بنزوله فإن صفة النزول ليست مما يعلم بالفطرة كصفة العلو وصفات الكمال بإطلاق...فإن هذه الصفات وعدد غيرها تجد أهل العلم يقولون في باب الإستدلال لها -أي في مثل صفة: العلو والوجود-: وهي ثابتة بالعقل والنص والفطرة..وهنا يجب التفريق بين العقل والفطرة..فالاستدلال على الصفة بالعقل يسبقه مقدمات يخرج منها نتيجة أما الفطرة فهي لا تحتاج إلى مقدمات عقلية فيستوي فيها العامي والعالم فصفة وجود الله مما علم بالفطرة والعقل والشرع..فكل إنسان يعلم بالفطرة بأن الله موجود وأنه عال على خلقه ...أما ما ذكره الشيخ جمال الحارثي من عدم جواز القول "ينزل بذاته" فلعل له بحث ومحل آخر والله أعلم.
وبعد أن كتبت ما سبق أردت أن أبين أن قولي "وصفات الكمال بإطلاق" أي أن الإنسان يثبت بالفطرة صفات الكمال لله بإطلاق ..أماأفراد هذه الصفات فترجع للتقسيم السابق منها ما يثبت بالفطرة والعقل والشرع ومنها ما يثبت بالشرع والعقل ومنها ما يثبت بالشرع فقط..
ومن باب الزيادة أن مثل صفة النزول صفة الاستواء فهي مما ثبت بالشرع لا بالفطرة كما نص أهل العلم والله أعلم.

[أبوصهيب عاصم الأغبري اليمني]

ذكرت في الرد السابق أن صفة النزول لا تعلم بالعقل والفطرة ..فأردت أن أوثق كلامي فهو أحرى بالقبول فها هو كلام الشيخ محمد أمان رحمه الله في رسالته في الصفات:
قال في كتابه:
2- صفات يكون إثباتها بالنقل فقط، ولولا النقل لعجز العقل عن إثباتها مثل صفة النـزول والمجيء والاستواء على العرش مثلاً، ولا توجد صفة يتم إثباتها عن طريق العقل فقط دون النقل، فالقسمة إذاً ثنائية فقط، كما ترى. ا.هــ
وقال أيضا:
فنستطيع أن نقول: إن النـزول ثابت بالكتاب والسنة، ولولا هذه النقول لكففنا عن إثباتها. هذا هو الذي نعني بأنها خبرية محضة، إلا أن العقل الصريح والفطرة السليمة لا يرفضان كل ما ثبت بالنقل الصحيح، ولا يعدانه مستحيلاً، كما يزعم بعض الزاعمين