حديث ماء زمزم لما شرب له-هل نفع ماء زمزم خاص بما يتعلق بالجسد من شفاء وطعام أم هو متعدي النفع

[أبو مالك وليد الغنيمي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً:الأخوة المشرفين أشكر لكم جزاكم الله خيراً هذه المجهودات المباركة بإذنه جل وعلا والله يجعلها في ميزان الحسنات.

ثانياً:نرجوا منكم الله يحفظكم من كل مكروه عرض سؤالي علي العلماء وهو:

س/ هل ماء زمزم نفعه خاص بالجسد ..مثلاً..خاص بالشفاء من الأمراض وصحة البدن والطعام وغير ذلك من متعلقات الجسد..أم هو شامل أيضاً لأمور متعدية لذلك..مثلاً أن يشرب ماء زمزم ويرجوا بها من الله أن يرزقه الزوجة الصالحة أو الذرية الطيبة أو السعة في الرزق وغيرها من هذه الأمور .

وبارك الله فيكم وفي عمركم وعلمكم وحفظكم من كل سوء..آمين

[أبو البراء وليد الفرجاني]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قد تــم توجيه السؤال لفضيلة الشيخ أبو عمر أسامة العتيبي حفظه الله يوم الثلاثاء الموافق 30/ 03 / 2010 في غرفة البيضاء العلمية والذي كان بعنوان شرح الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
.



ونـــــــأمل من صاحب السؤال تفريغ الإجابة -حسب شروط منبر الفتاوى- لُتطرح أسئلتك في المستقبل على المشايخ


الإجابة في المرفقات

[أبو مالك وليد الغنيمي]

السلام عليكم ورحمة الله

الجـــواب
الأصل أن ماء زمزم بركته حسية جسدية،والجسد فيه القلب وهو أصله "ألا إن في الجسد مضغة إذ صلحت صلح سائر الجسد ،وإذا فسدت فسد سائر الجسد،ألا وهو القلب.
والقلب هو موطن الأمور المعنوية من الخوف من الله والحب والرجاء، فماء زمزم يؤثر علي القلب ،ويؤثر علي البدن في الشفاء،والذي أرجوه أن يكون ماء زمزم أيضاً في شفاء لأمراض القلب أيضاً،والتي قد تحجب عن فضل الله عزوجل أحياناً الزوجة الصالحة والذرية الطيبة والسعة في الرزق ، فإذا صلح قلب العبد واتقى الله عزوجل وفقه الله لهذه الأمور التي هي مثل الزوجة الصالحة ونحو ذلك.
وقوله صلي الله عليه وسلم:{ماء زمزم طعام طعم ، وشفاء سقم }هذا ظاهر في الأمراض الحسيةوإن شاءالله يدخل فيه المعنوية لأنها من الأسقام.
أما أستخدام ماء زمزم ليكون سبباً لجلب الرزق والزوجة الصالحة أو كذا..فهذا بعض العلماء أخذه من قوله صلي الله عليه وسلم:{ماء زمزم لما شرب له }
فأخذوا بعمومه وقالوا إذا شربه قاصداً أن يرزقه الله زوجة صالحة فقالوا هذا يشمله الحديث،بل ركب عليه بعض العلماء دعاءً وهو أن يقول :
{اللهم إني أسألك به_ يعني بماء زمزم_ مالاًورزقاً واسعاً وزوجة صالحة}
ولكن هذا الدعاء دعاء غير مشروع..بل فيه نوع من أنواع الشرك، لأنه توسل إلي الله عزوجل بأمر ليس من صفاته ولا من عملك الصالح، بل نوع من أنواع التوسل الممنوع..البدعي..التوسل بالذوات ،بل ذات النبي عليه الصلاة والسلام التي هي أشرف من ماء زمزم لايجوز للإنسان أن يتوسل بها إلي الله ليرزقه علماً نافعاً أو زوجة صالحة فقول القائل" أسألك بما زمزم كذا وكذا" هذا شرك،فلا يسأل إلا الله عزوجل بأسمائه وصفاته أو بالعمل الصالح.
فسؤال الله بماء زمزم من البدع المحدثات ومن الأمور المحرمات،أما نوى بقلبه أن يكون هذا الشرب وسيلة إلي الله عزوجل أن يرزقه زوجة صالحة فهذا هو بمعنى التوسل في الدعاء،وهذا لاأساس له.
لذلك الإنسان إنما ينوي به أمراً حسياً أو معنوياً في ذاته وبدنه،ولا يجعله وسيلة في دعائه لأن هذا من البدع..والله تعالي أعلم

<<بارك الله في الشيخ أسامة العتيبي وفيكم الأخوة الكرام القائمين علي المنتدي>>