حكم لعبـة الفرفيـرة
(Baby-foot )
لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله-
[من شرح الأدب المفرد / ش158]
جاء عن عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه مرَّ على قومٍ يلعبون بالشطرنج، فقال: "ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟!".
لأن لعبة الشطرنج: الأشياء التي يُحرِّكها اللاعب هي تماثيل؛ تمثالٌ للملك، وتمثالٌ للفيل، وتمثالٌ للجنود.. تماثيل، أصنام يعكف اللاعبون عليها ويحركونها بطريقة معروفة عندهم، فيعكفون على هذه الصنام، فلما رآهم -رضي الله عنه- قال: "ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟!"، لأنهم عاكفون على أصنام.
ومن الأشياء التي اسْتَجدَّت في زماننا هذا -وهي شبيهة بالتماثيل التي على رقعة الشطرنج- لعبة تُحرَّك بمقابض حديدية، فيها تماثيل للاعبين، ويُرمى في وسط هذه اللعبة كرة صغيرة ثم يحاول اللاعبان من الطرفين أن يضربوا هذه الكرة ليُدخل كلٌّ منهما هذه الكرة في مرمى الآخر.
وتارةً يلعبونها بمقابل؛ يضعون مالاً يأخذه الغالب؛ وهذا قمارٌ محرّم.
وتارةً يلعبونها بدون ذلك؛ لمجرد التسلية، وهذا أيضًا لا يجوز؛
لأنه كما قال عليٌّ -رضي الله عنه-: "ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟!".
ثم إنّ هذه اللّعبة الحديثة تتطلب من اللاّعب -ليكون لَعبُه بها ماهرًا- تتطلب منه أن يَنْحني عندما يريد أن يضرب الكرة ويحرّكها، أشبه ما يكون أو يقارب الركوع، ينْحني عندما يريد أن يضرب الكرة، فتجد من يلعبون هذه اللعبة -وهي تسمى في زماننا: "الفُرْفَيْرَة"- من يلعبون هذه اللعبة كثيرًا ما يحصل منهم الانحناء أمام هذه التماثيل التي أمامهم.
وهي لعبةٌ نصَّ أهل العلم على عدم جوازها، سواءً كانت بِرِهَانٍ أو بدون ذلك.
تعليق