السؤال: سائلة من هولندا تقول : ظهر مؤخرا بين أوساط الشباب مسألة الدعوة إلى الخروج إلى سوريا للجهاد. فمن ضمن الخارجين شابات في عمر خمس عشر, ست عشر, سبعة عشر سنة. و يخرجن سرا دون علم الآباء. فإن حصل السؤال لم يخرج هؤلاء الصغار إلى سوريا, يقولون : هي هجرة واجبة و يدعون أنهم استحوذوا على منطقة حلب و يقيمون بها شرع الله, فما نصيحتكم لهؤلاء فيما يزعمون ؟
الجواب:
نصيحتي اتجاه هذا الذي يزعمون؛
أن يتقوا الله سبحانه و تعالى.
و أن يرجعوا إلى أهل العلم في هذا الباب؛ لأن أهل العلم بينوا :
أن لا جهاد شرعي قائم في سوريا، فإن الرسول على الله عليه و سلم بين أن الجهاد الشرعي لابد فيه من عدة شروط :
الشرط الأول : أن يكون مع الإمام. قال صلى الله عليه و سلم فيما أخرجه مسلم في صحيحه : " الامام جنه يتقى به, يقاتل من ورائه ". فهؤلاء الذين يخرجون الى سوريا للقتال لا يخرجون بإذن الإمام, و ينشقون عن جماعة المسلمين, و يحدثون بخروجهم هذا العديد من المشاكل التي تجر على الإسلام و على المسلمين المشاكل, فخروج من ذكر في السؤال مخالف لهذا الشرط.
الشرط الثاني من شروط الجهاد الشرعي : أن يكون تحت راية ظاهرة لإعلاء كلمة الله, لأنه صلى الله عليه و سلم يقول في الحديث الصحيح : "من قاتل تحت راية عمية فقتل مات ميتة جاهلية". و معلوم أم الجهاد في سوريا ليس فيه راية ظاهرة لإعلاء كلمة الله، هناك نصارى يقاتلون, هناك علمانيون يقاتلون, هناك قوميون يقاتلون, وهناك من يدعي الإسلام من التكفيريين يقاتلون, و هناك أصحاب أفكار و ضلالات يقاتلون. فهؤلاء كلهم القتال تحت رايتهم ليس بقتال تحت راية ظاهرة لإعلاء كلمة الله.
ولو قال أحد هؤلاء : نحن نقاتل لإعلاء كلمة الله!
فالجواب: إعلاء كلمة الله بالصفة الشرعية لابد أن يكون من وراء إمام شرعي, وأنتم ليس لكم إمام شرعي تقاتلون من ورائه.
فإن قالوا : نحن عندنا أمير أمرناه على الجماعة فهو إمامنا الشرعي!
فيقال : أنتم تغالطون؛ إذ لا يقال عن هذا الأمير الذي تؤمرونه أنه هو الإمام الشرعي الذي انضوت تحته جماعة المسلمين، لمجرد أنكم أمرتوه عليكم.
الشرط الثالث : أن يتم اعداد العدة لللجهاد، فان الله سبحانه و تعالى يقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ (الأنفال:60), فأي إعداد شرعي و أي إعداد للقتال أعده هؤلاء الذين يذهبون للقتال في تلك الأماكن؟!
لا يعرفون حمل السلاح .
و لا يعرفون الخطط القتالية .
و لا يعرفون ما يتعلق بأمور الجهاد و الضرب في الأرض.
و لا يعرفون طبيعة الأرض التي يريدون القتال فيها.
كل هذا الأمر لا يعرفونه.
فأي إعداد ذهبوا به للقتال في تلك الأماكن؟!
لا شك بأنهم بمخالفتهم لهذه الشروط قد عملوا عملا لم يأت به شرع الله, و الرسول صلى الله عليه ة سلم يقول : "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فعملهم هذا مردود عليهم.
و لا ينفعهم أن يقولوا : إن نيتنا هي القتال في سبيل الله و إعلاء كلمة الله, لأن النية الصالحة إذا لم تكن مقترنة بعمل موافق لشرع الله لا تنفع صاحبها، فإن العمل لا يقبل حتى يكون خالصا لله و يكون متابعا لشرع الله الذي جاء به رسوله صلى الله عليه و سلم، و لذلك الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
الشرط الرابع : أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يرد الصغار عن القتال من الرجال لأنهم لم يبلغوا السن, كما رد عبد الله بن عمر رضي الله عنه لما أراد أن يقاتل في أحد, ورد غيره من شباب الصحابة لما أرادوا أن يقاتلوا و هم ذكور، فما بالك بالصغيرات من النساء. لا شك أن الحكم في حقهن أوكد لأنه لا ينبغي لهن أن يخرجن للقتال أصلاً، غذ لا جهاد على النساء، إنما جهادهن الحج.
ثم ما ذكر في السؤال من أنهم يقولون : إننا نخرج للقتال لأن هذا من باب الهجرة, و الهجرة علينا واجبة.
أقول : الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام تدور بين الوجوب و الاستحباب؛ فهي واجبة على من قدر عليها و خشي إن بقي في بلاد الكفر على دينه و لم يستطع أن يظهر دينه. وهي مستحبة في حق من قدر على إظهار دينه و لا يخشى الفتنة على نفسه في البقاء في بلاد الكفر. ففي هذه الحال نقول له: أنت يستحب لك أن تهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام.
و في الحال الأولى نقول: يجب عليك الهجرة من هذه البلد التي لا تستطيع إظهار الدين فيها، و لا تأمن على نفسك وعلى دينك الوقوع في الفتنة، لأنك تقدر على الخروج والهجرة منها.
والهجرة انتقال من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام. والسؤال: هل الوضع الآن في سوريا يجعلها بلاد إسلام؟
الواضح و المؤكد أن الدولة هناك تتبنى المذهب النصيري أو تتبنى المذهب الجعفري، و
هي بالتالي تتبنى مذاهب حكم عليها أهل العلم بأنها مذاهب كفرية, و هي تحارب الإسلام و تحارب المسلمين. و لعلكم تسمعون عن الفظائع الكثيرة التي تلحق الإسلام و المسلمين في تلك البلاد. فكيف يكون الذهاب إليها للقتال هو من باب تحقيق الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام؟!
لاشك أن هذا أمر غريب. يثير العجب . و لا حول و لا قوة إلا بالله.
فالواجب على هؤلاء الفتيات و الشباب و غيرهم أن لا يفعلوا مثل هذه الأمور. و أن ينتبهوا إلى أن لا يضيع عمرهم عليهم هدر، و أن تضيع حياتهم عليهم هدر، و يقعوا في معصية و مخالفة الشرع في صورة أنهم يريدون أن يفعلوا الطاعة و أن يوافقوا الشرع. فإن هذا من خدع الشيطان و خدع أهل الضلال. نسأل الله أن يحمينا و اياكم من كل سوء. والله اعلم.
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فضيلة الشيخ الدكتور :أحمد بن عمر بازمول حفظه الله تعالى
الجواب:
نصيحتي اتجاه هذا الذي يزعمون؛
أن يتقوا الله سبحانه و تعالى.
و أن يرجعوا إلى أهل العلم في هذا الباب؛ لأن أهل العلم بينوا :
أن لا جهاد شرعي قائم في سوريا، فإن الرسول على الله عليه و سلم بين أن الجهاد الشرعي لابد فيه من عدة شروط :
الشرط الأول : أن يكون مع الإمام. قال صلى الله عليه و سلم فيما أخرجه مسلم في صحيحه : " الامام جنه يتقى به, يقاتل من ورائه ". فهؤلاء الذين يخرجون الى سوريا للقتال لا يخرجون بإذن الإمام, و ينشقون عن جماعة المسلمين, و يحدثون بخروجهم هذا العديد من المشاكل التي تجر على الإسلام و على المسلمين المشاكل, فخروج من ذكر في السؤال مخالف لهذا الشرط.
الشرط الثاني من شروط الجهاد الشرعي : أن يكون تحت راية ظاهرة لإعلاء كلمة الله, لأنه صلى الله عليه و سلم يقول في الحديث الصحيح : "من قاتل تحت راية عمية فقتل مات ميتة جاهلية". و معلوم أم الجهاد في سوريا ليس فيه راية ظاهرة لإعلاء كلمة الله، هناك نصارى يقاتلون, هناك علمانيون يقاتلون, هناك قوميون يقاتلون, وهناك من يدعي الإسلام من التكفيريين يقاتلون, و هناك أصحاب أفكار و ضلالات يقاتلون. فهؤلاء كلهم القتال تحت رايتهم ليس بقتال تحت راية ظاهرة لإعلاء كلمة الله.
ولو قال أحد هؤلاء : نحن نقاتل لإعلاء كلمة الله!
فالجواب: إعلاء كلمة الله بالصفة الشرعية لابد أن يكون من وراء إمام شرعي, وأنتم ليس لكم إمام شرعي تقاتلون من ورائه.
فإن قالوا : نحن عندنا أمير أمرناه على الجماعة فهو إمامنا الشرعي!
فيقال : أنتم تغالطون؛ إذ لا يقال عن هذا الأمير الذي تؤمرونه أنه هو الإمام الشرعي الذي انضوت تحته جماعة المسلمين، لمجرد أنكم أمرتوه عليكم.
الشرط الثالث : أن يتم اعداد العدة لللجهاد، فان الله سبحانه و تعالى يقول: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ (الأنفال:60), فأي إعداد شرعي و أي إعداد للقتال أعده هؤلاء الذين يذهبون للقتال في تلك الأماكن؟!
لا يعرفون حمل السلاح .
و لا يعرفون الخطط القتالية .
و لا يعرفون ما يتعلق بأمور الجهاد و الضرب في الأرض.
و لا يعرفون طبيعة الأرض التي يريدون القتال فيها.
كل هذا الأمر لا يعرفونه.
فأي إعداد ذهبوا به للقتال في تلك الأماكن؟!
لا شك بأنهم بمخالفتهم لهذه الشروط قد عملوا عملا لم يأت به شرع الله, و الرسول صلى الله عليه ة سلم يقول : "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". فعملهم هذا مردود عليهم.
و لا ينفعهم أن يقولوا : إن نيتنا هي القتال في سبيل الله و إعلاء كلمة الله, لأن النية الصالحة إذا لم تكن مقترنة بعمل موافق لشرع الله لا تنفع صاحبها، فإن العمل لا يقبل حتى يكون خالصا لله و يكون متابعا لشرع الله الذي جاء به رسوله صلى الله عليه و سلم، و لذلك الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".
الشرط الرابع : أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يرد الصغار عن القتال من الرجال لأنهم لم يبلغوا السن, كما رد عبد الله بن عمر رضي الله عنه لما أراد أن يقاتل في أحد, ورد غيره من شباب الصحابة لما أرادوا أن يقاتلوا و هم ذكور، فما بالك بالصغيرات من النساء. لا شك أن الحكم في حقهن أوكد لأنه لا ينبغي لهن أن يخرجن للقتال أصلاً، غذ لا جهاد على النساء، إنما جهادهن الحج.
ثم ما ذكر في السؤال من أنهم يقولون : إننا نخرج للقتال لأن هذا من باب الهجرة, و الهجرة علينا واجبة.
أقول : الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام تدور بين الوجوب و الاستحباب؛ فهي واجبة على من قدر عليها و خشي إن بقي في بلاد الكفر على دينه و لم يستطع أن يظهر دينه. وهي مستحبة في حق من قدر على إظهار دينه و لا يخشى الفتنة على نفسه في البقاء في بلاد الكفر. ففي هذه الحال نقول له: أنت يستحب لك أن تهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام.
و في الحال الأولى نقول: يجب عليك الهجرة من هذه البلد التي لا تستطيع إظهار الدين فيها، و لا تأمن على نفسك وعلى دينك الوقوع في الفتنة، لأنك تقدر على الخروج والهجرة منها.
والهجرة انتقال من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام. والسؤال: هل الوضع الآن في سوريا يجعلها بلاد إسلام؟
الواضح و المؤكد أن الدولة هناك تتبنى المذهب النصيري أو تتبنى المذهب الجعفري، و
هي بالتالي تتبنى مذاهب حكم عليها أهل العلم بأنها مذاهب كفرية, و هي تحارب الإسلام و تحارب المسلمين. و لعلكم تسمعون عن الفظائع الكثيرة التي تلحق الإسلام و المسلمين في تلك البلاد. فكيف يكون الذهاب إليها للقتال هو من باب تحقيق الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام؟!
لاشك أن هذا أمر غريب. يثير العجب . و لا حول و لا قوة إلا بالله.
فالواجب على هؤلاء الفتيات و الشباب و غيرهم أن لا يفعلوا مثل هذه الأمور. و أن ينتبهوا إلى أن لا يضيع عمرهم عليهم هدر، و أن تضيع حياتهم عليهم هدر، و يقعوا في معصية و مخالفة الشرع في صورة أنهم يريدون أن يفعلوا الطاعة و أن يوافقوا الشرع. فإن هذا من خدع الشيطان و خدع أهل الضلال. نسأل الله أن يحمينا و اياكم من كل سوء. والله اعلم.
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فضيلة الشيخ الدكتور :أحمد بن عمر بازمول حفظه الله تعالى