القواعد الأربع
تأليف
شيخ الإسلام مُحمَّد بن عبدالوهاب - رحمه الله
المُتوفَّى سنة 1206هـ
تحقيق:
أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام
مقدمة المحقِّق
بسم الله الرحمن الرحيم
تأليف
شيخ الإسلام مُحمَّد بن عبدالوهاب - رحمه الله
المُتوفَّى سنة 1206هـ
تحقيق:
أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام
مقدمة المحقِّق
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ، ونستعينهُ ونستغفره، ونعوذ بالله منْ شرور أنْفسنا ومنْ سيئات أعْمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضْلل فلا هادي له.
وأشْهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشْهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70 - 71].
أمَّا بعْدُ:
فإن أصْدق الحديث كتاب الله، وأحْسن الهدي هدْي محمدٍ - صلَّى الله عليه وسلم - وشر الأمور مُحْدثاتها، وكل محْدثةٍ بدْعةٍ، وكل بدْعةٍ ضلالة.هذه الرِّسالة هي الرِّسالة الثَّالثة من سلسلة: "توثيق تُراث الأُمَّة" التي أقوم فيها بِمُقابلة المتون والشُّروح والنُّصوص على أصول خطيَّة؛ خاصَّةً المهمل منها، والرِّسالة الأولى كانت بعنوان: "فَتْح الأقفال بشرح تُحْفة الأطفال والغلمان"؛ لـ: سليمان بن حسين الجَمْزُوري، والرِّسالة الثَّانية كانت بعنوان: "تعليم الصِّبيان التَّوحيد"؛ لشيخ الإسلام مُحمَّد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ورسالتنا بعنوان: "القواعد الأربع"، أجاد فيها مؤلِّفُها كعادته؛ فهو فارس الميدان في تصحيح ما وقع مِن خللٍ في اعتِقاد النَّاس في الأزمنة المتأخِّرة، بأقصر العبارات، وأوْضَح الاستدلالات، وهذا ما يُميِّز ابنَ عبدالوهاب عن ابن تيميَّة - رحم الله الجميع - فأسلوب ابن عبدالوهاب في أغلب رسائله يعتمد على: المباشَرة في الخطاب، وقِلَّة مباني الخطاب بِشَكْلٍ لا يُخِلُّ بالمقْصود، ومُراعاة حال المخاطب، وكان أغلبُهم عوامَّ، وجُهَّالاً، أو متلَبِّسين بشِرْك زيَّنَه لهم عُبَّادٌ جُهَّال، أو علماء سوء وفتنة.أما شيخ الإسلام ابن تيمية فكان جزيل العبارة، طويل النَّفَس، يُجْمِل القول في موضع، ويفصِّله في غيره، وكان أغلب مُخالفيه علماء أو طلاَّبَ عِلْم في أغلب الأحيان، فكان يرتفع في لُغَة الحوار؛ مِمَّا جعل كتبه عسيرة إلاَّ على مَن يسَّرها الله له.ويرجع الاختلاف في الأسلوب إلى أمور عدَّة، منها: الزَّمَن، والبيئة؛ لذا أنصح نفسي وطلاب العلم أمثالي أن نُراعي أحوال الناس كما فعل هذان الإمامان؛ حتَّى نصل إلى المأمول من طلب العلم، ألا وهو نفع النفس والناس.واللهَ أسأل التوفيق والعون في عَرْض هذه الرِّسالة في أحسن صورة، وأن يَجْعلها في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلاَّ من أتى الله بقلب سليم، وأن يوسع بِها ما أنا فيه من ضيق وهَمٍّ.
والله المستعان وعليه التُّكلان
تعليق