منقول من عدة مواقع للفائدة :
قال الحافظ الذهبي (748 هـ):
«وقد كان الحافظ سعد بن علي[الزنجاني شيخ الحرم (471هـ)] هذا من رءوس أهل السنة وأئمة الأثر، وممن يعادي الكلام وأهله ويذم الآراء والأهواء, فنسأل الله أن يختم لنا بخير، وأن يتوفانا على الإيمان والسنة, فلقد قل من يتمسك بمحض السنة، بل تراه يثني على السنة وأهلها وقد تلطخ ببدع الكلام، ويجسر على الخوض في أسماء الله وصفاته، وبادر إلى نفيها وبالغ بزعمه في التنزيه، وإنما كمال التنزيه تعظيم الرب -عز وجل- ونعته بما وصف به نفسه تعالى»
- تذكرة الحفاظ
الْمَنْظُومَةُ الرَّائِيَّةُ فِي السُّنَّةِ
لِأَبِي القَاسِمِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ الزَّنْجَانِيِّ
( توفي سنة 471 هـ )
تدبر كلام الله واعتمد الخبر ::: ودع عنك رئيا لا يولائمه أثر
ونهج الهدى فألزمه وأقتدى بالألى :: هم شهدوا التنزيل علك تنجبر
وكن موقن أنّ وكل مكلف :::: أمرنا بقفو الحق والأخذ بالحذر
وحكّم فيما بيننا قول مالك ::::::: قديما حليما عالم الغيب مقتدر
سمعيا بصيرا واحدا متكلما ::::: مريدا لمن يجري على الحق من قدر
وقول رسولا قد تحقق صدقه ::::: لما جاءه من معجز قاهر ظهر
فقيل لنا ردوا إلى الله أمركم ::::: إذا ما تنازعتم لتنجوا من الغرر
أو أتبعوا ما سنّ فيه محمدُ :::: فطاعته ترضي الذي أنزل الزبر
فمن خالف الوحي المبين بعقله ::: فذاك أمرؤا قد خاب حقا وقد خسر
وفي ترك أمر المصطفى فتنةٌ فذر ::: خلاف الذي قد قاله وأتلوا وأعتبر
وما أجتمعت فيه الصحابة حجة ::: وتلك سبيل المؤمنين لمن صبر
وما لم يكن في عصرهم متعارفا ::: و جاء به من بعدهم ردّ بل زجر
ففي الأخذ بالإجماع فأعلم سعادةٌ ::: كما في شذوذ القول نوعٌ من الخطر
ومعترضا أترك اعتماد مقاله ::: مفارق قول التابعين ومن غبر
وامثل أهل العلم فينا طريقة :::::: وأغزرهم علما مقيمٌ على الأثر
وأجهل من تلقى من الناس معجبٌ :::: بخاطره يسغي إلى كل من هدر
فدع عنك قول الناس فيما كفيته :::: فما في استماع الزيغ شئ سوى الضرر
لقد أوضح الله الكريم بلطفه ::::: لنا الأمر في القرآن فانهض بما أمر
وخلف فينا سنة نقتدي بها :::::: محمد المبعوث غوثا إلى البشر
ومنّ على المأمور بالعقل آلة :::::: بها يعرف المتلي من القول والعبر
فلا تك بدعيا تزوغ عن الهدى :::: وتحدث فالإحداث مٌدني إلى صقر
ولا تجلس عند المجادل ساعة :::: فعنه رسول الله من قبل قد زجر
ومن ردّ أخبار النبي مقدما :::::: لخاطره ذاك أمرئ ماله بصر
ولا تسمع لداعي الكلام فأنه ::::: عدو لهذا الدين عن حمله حسر
وأصحابه قد أبدعوا وتنّطعوا :::: وجازوا حدود الحق بالإفك والأشر
وخذ وصفهم عن صاحب الشرع إنه ::: شديد عليهم للذي منهم خبر
وقد عدّهم سبعين صنفا نبينا ::::::: وصنفين كلٌ محدث زائغ دعر
فالبرفض منسوب إلى الشرك عادلا ::: عن الحق ذو بهت على الله والنذر
وعقدي صحيح في الخوارج أنهم :::: كلابٌ تعاوا في ضلال وفي سُعر
ويولدهم ما أحدثوا من مقالهم :::: لضن ذات لهب لا تُبّقي ولا تذر
وأبرأ من صنفين قد لعنا معا ::::: فذا أظهر الإرجا وذا أنكر القدر
وما قاله جهمٌ فحق ضلالة ::::: وبشر فما أبداه جهلا قد أنتشر
وجعدٌ فقد أرداه خبث مقاله :::: وأما ابن قٌلاّب فأقبح بما ذكر
وجاء أبن كرّام بهجر ولم يكن :::: له قدمٌ في العلم لكنه جسر
وثقّف هذا الأشعري كلامه :::::: وأربا على قبله من ذوي الدبر
فما قاله قد بان للحق ظاهرا ::: وما في الهٌدي عمدا لمن ماز وأدكر
يكفر هذا ذاك فيما يقوله ::::: ويذكر ذا عنده الذي عنده ذكر
وبالعقل فيما يزعمون تباينوا ::: وكلهم قد فارق العقل لو شعر
فدع عنك ما قد أبدعوا وتنطعوا ::: ولازم طريق الحق والنص واصطبر
وخذ مقتضى الآثار والوحي والذي :: تنازع فيه الناس من هذه الفقر
فما لذوي التحصيل عذرا بترك ما :::: أتاه به جبريل في مُنزل السور
وبين فحواه النبي بشرحه :::::::::: وأبدا إلى الأصحاب ما عنه قد سطر
فبالله توفيقي وآمل عفوه ::::::::: وأسئله حفظا يقيني من الغير
لأسعد بالفوز المبين مسابقا :::::: إلى جنة الفردوس في صالح الزم
للتحميل :
المتن :Word
قراءة للمتن : بصوة الشيخ عبد الرزاق البدر
الشرح : pdf