رجز جميل قراءة من كتاب التوحيد فضيلة الشيخ[سليمان الشويهي] - باب الخوف من الشرك
منقول
حكم قراءة الأحاديث و المتون وغير القرآن بطريقة التجويد والتنغيم والترنيم
أبو عبدالعظيم محمود بن إبراهيم:
جزاكم الله خيرا ، وأقول
والله أنا لم أجد ما يشفي عليلي في هذه المسألة حتى الآن ، وإن كنت لم أتفرغ لها بعد.
وما دعاني لإضافة هذا الاستدراك الذي ذكرته هو أن الشيخ العثيمين رحمه الله كان يُقرأ أمامه المتن بهذه الطريقة! ويعلق عليه ويشرحه ولم ينكر على الطالب ، هذا ما أذكره عنه رحمه الله في بعض شروحاته.
وكما أخبرتك كنت قد بحثت هذه المسألة من قبل ولكن على عجالة لمعرفة حكم قراءة المتون والدعاء بهذه الطريقة ، ثم تركت التلحين في الدعاء لما ترجح عندي المنع ولكثرة المبالغة في هذا الأمر من الأئمة ولكثرة فتاوى العلماء المانعين والمنكرين لها ، أما مسألة تحسين الصوت بالمتون والأراجيز العلمية فكثرة الأئمة القائلين بالجواز وعلوّ قدرهم منعني من الجزم بعدم الجواز ، خاصة أن تحسين الصوت والرجز يختلف كل الاختلاف عن التلحين والتطريب ، فالأول ليس فيه تلحين ولا غناء ولا زيادة ومط في الأحرف! بخلاف الثاني ، وأغلب طلاب العلم لا يفرقون بينهما مع الأسف الشديد لذا وقع من وقع في تجويز الأناشيد البدعية المعاصرة على ما فيها من غناء واضح وتطريب فاضح ! ، وما حدث ذلك إلا بسبب الخلط بين الأمرين والله المستعان.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله في إحدى فتاويه : " وأما التلحين هو تمطيطه كأنه يغني هذا مكروه لا ينبغي " وكان يتكلم رحمه الله عن تلحين الآذان.
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله في إحدى فتاويه أيضا : "رجعنا للتلحين ؛ تحسين الصوت ما هو تلحين التلحين غناء ، الغناء لا يجوز ، تحسين الصوت بالقرآن بالاذكار هذا طيب ." انتهى كلامه حفظه الله.
ومن هؤلاء العلماء القائلين بجواز رجز الأحاديث والمتون مع تحسين الصوت ؛ الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله ، والعلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله ، والعلامة الراجحي والعلامة صالح آل الشيخ ، وجمع كبير من علماء نجد خاصة ، والنووي وابن حجر العسقلاني والسيوطي وغيرهم كثير من أهل العلم والفضل.
ومن الأحاديث التي يستدل بها من يقول بجواز الرجز ؛ حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
"رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ ، وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ ، وَهُوَ يَرْتَجِزُ بِرَجَزِ عَبْدِ اللَّهِ :
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا * وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا * وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الْأَعْدَاءَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا * إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ " رواه البخاري ومسلم.
وأيضا حديث عائشة رضي الله عنها الذي في البخاري : " أَنَّهَا قَالَتْ أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو فُلَانٍ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ " ، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني : قَوْله : ( وَلَوْ أَدْرَكْته لَرَدَدْت عَلَيْهِ )
أَيْ لَأَنْكَرْت عَلَيْهِ وَبَيَّنْت لَهُ أَنَّ التَّرْتِيل فِي التَّحْدِيث أَوْلَى مِنْ السَّرْد . انتهى كلامه رحمه الله.
وقال السيوطي رحمه الله في الألفية:
ورتل الحديث واعقد مجلساً *** يوماً بأسبوعٍ للملاء إئتسا
وقال العراقي في "التبصرة " :
"ويستحب أن يرتل الحديث ، ولا يسرده سردا يمنع السامع من إدراك بعضه . ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم" انتهى.
والترتيل المقصود هنا هو القراءة بتأن وتمهل مع توضيح الحروف والحركات.
هذا ما كنت وقفت عليه من أقوال الأئمة حول هذه المسألة؛ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ثبت عن أحد من أئمة السلف رجز الأحاديث في مجلسه ؟ ، فإن كانت الإجابة لا ، فهل التساهل في هذا الأمر محمود للأدلة السابقة أم يعد هذا من المحدثات والبدع ؟
الذي أميل إليه هو جواز هذا الرجز إن كان خاليا من التطريب والتمطيط والإيقاعات ، لأنه يسهل عملية الحفظ للمتون جدا كما لا يخفى على من جرّب ذلك ، والله أعلم بالصواب.
حكم قراءة الأحاديث و المتون وغير القرآن بطريقة التجويد والتنغيم والترنيم
أبو عبدالعظيم محمود بن إبراهيم:
جزاكم الله خيرا ، وأقول
والله أنا لم أجد ما يشفي عليلي في هذه المسألة حتى الآن ، وإن كنت لم أتفرغ لها بعد.
وما دعاني لإضافة هذا الاستدراك الذي ذكرته هو أن الشيخ العثيمين رحمه الله كان يُقرأ أمامه المتن بهذه الطريقة! ويعلق عليه ويشرحه ولم ينكر على الطالب ، هذا ما أذكره عنه رحمه الله في بعض شروحاته.
وكما أخبرتك كنت قد بحثت هذه المسألة من قبل ولكن على عجالة لمعرفة حكم قراءة المتون والدعاء بهذه الطريقة ، ثم تركت التلحين في الدعاء لما ترجح عندي المنع ولكثرة المبالغة في هذا الأمر من الأئمة ولكثرة فتاوى العلماء المانعين والمنكرين لها ، أما مسألة تحسين الصوت بالمتون والأراجيز العلمية فكثرة الأئمة القائلين بالجواز وعلوّ قدرهم منعني من الجزم بعدم الجواز ، خاصة أن تحسين الصوت والرجز يختلف كل الاختلاف عن التلحين والتطريب ، فالأول ليس فيه تلحين ولا غناء ولا زيادة ومط في الأحرف! بخلاف الثاني ، وأغلب طلاب العلم لا يفرقون بينهما مع الأسف الشديد لذا وقع من وقع في تجويز الأناشيد البدعية المعاصرة على ما فيها من غناء واضح وتطريب فاضح ! ، وما حدث ذلك إلا بسبب الخلط بين الأمرين والله المستعان.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله في إحدى فتاويه : " وأما التلحين هو تمطيطه كأنه يغني هذا مكروه لا ينبغي " وكان يتكلم رحمه الله عن تلحين الآذان.
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله في إحدى فتاويه أيضا : "رجعنا للتلحين ؛ تحسين الصوت ما هو تلحين التلحين غناء ، الغناء لا يجوز ، تحسين الصوت بالقرآن بالاذكار هذا طيب ." انتهى كلامه حفظه الله.
ومن هؤلاء العلماء القائلين بجواز رجز الأحاديث والمتون مع تحسين الصوت ؛ الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله ، والعلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله ، والعلامة الراجحي والعلامة صالح آل الشيخ ، وجمع كبير من علماء نجد خاصة ، والنووي وابن حجر العسقلاني والسيوطي وغيرهم كثير من أهل العلم والفضل.
ومن الأحاديث التي يستدل بها من يقول بجواز الرجز ؛ حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
"رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ ، وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ الشَّعَرِ ، وَهُوَ يَرْتَجِزُ بِرَجَزِ عَبْدِ اللَّهِ :
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا * وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا * وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الْأَعْدَاءَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا * إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ " رواه البخاري ومسلم.
وأيضا حديث عائشة رضي الله عنها الذي في البخاري : " أَنَّهَا قَالَتْ أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو فُلَانٍ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ " ، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني : قَوْله : ( وَلَوْ أَدْرَكْته لَرَدَدْت عَلَيْهِ )
أَيْ لَأَنْكَرْت عَلَيْهِ وَبَيَّنْت لَهُ أَنَّ التَّرْتِيل فِي التَّحْدِيث أَوْلَى مِنْ السَّرْد . انتهى كلامه رحمه الله.
وقال السيوطي رحمه الله في الألفية:
ورتل الحديث واعقد مجلساً *** يوماً بأسبوعٍ للملاء إئتسا
وقال العراقي في "التبصرة " :
"ويستحب أن يرتل الحديث ، ولا يسرده سردا يمنع السامع من إدراك بعضه . ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم" انتهى.
والترتيل المقصود هنا هو القراءة بتأن وتمهل مع توضيح الحروف والحركات.
هذا ما كنت وقفت عليه من أقوال الأئمة حول هذه المسألة؛ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ثبت عن أحد من أئمة السلف رجز الأحاديث في مجلسه ؟ ، فإن كانت الإجابة لا ، فهل التساهل في هذا الأمر محمود للأدلة السابقة أم يعد هذا من المحدثات والبدع ؟
الذي أميل إليه هو جواز هذا الرجز إن كان خاليا من التطريب والتمطيط والإيقاعات ، لأنه يسهل عملية الحفظ للمتون جدا كما لا يخفى على من جرّب ذلك ، والله أعلم بالصواب.
تعليق