تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول
ترجمة الناظم :
هو العلامة الفقيه الأديب الشاعر الشيخ عمر بن إبراهيم بن عبدالقادر ابن العلامة مفتي المدينة النبوية ولد رحمه الله في المدينة النبوية عام 1309 هـ
شيوخه :
تلقى العلم على كبار علماء المدينة منهم الشيخ حمدان الونيسي والشيخ ملا سفر والشيخ محمد الطيب الأنصاري
مذهبه :
كان سلفي العقيدة وكان يتمذهب بمذهب الإمام أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ
تلاميذه :
منهم علي بن حسن الشاعر وعبد الحق العباسي ومحمد ملا والشيخ عمر فلاتة المدرس بالمسجد النبوي
مؤلفاته :
1. سيف الحق على من لايرى الحق
2. ديوانه
3. تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول
وفاته :
توفي رحمه الله في العاشر من شوال عام 1378 هـ عن تسعة وستين عاماً ودفن في البقيع
-------------------------------------------------
1 الحَمْدُ للهِ عَلَى التَّوحِيدِ بِلا تَوَقُّفٍ وَلا تَرْدِيدِ
2 نَحْمَدُهُ وَلا إِلَهَ غَيرُهُ وَكُلُّ شَيء ٍخيرُهُ وَمَيرُهُ
3 ثُمَّ صَلاةُ اللهِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى النَّبِيِّ الهَاشِمِيْ الكَرِيمِ
4 مُحَمَّدِ الدَّاعِي إِلى توحِيدِهِ وَعَبْدِهِ المُرْسَلِ في عَبِيدِهِ
5 وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الأَخْيَارِ فَإِنَّهُمْ مِنْ خِيرَةِ الأَبرَارِ
المسائل الأربع
6 وَبَعْدُ فَاعْلَمْ يَا أَخِي مَا قَدْ وَجَبْ عَلَيكَ مِنْ تَعْلِيمِهِ كَيْلا تُصَبْ
7 بِسُخْطِ رَبِّكَ الذِي أَنشَاكَا كَيْلا تَكُونَ مُشْرِكاً لِذَاكَا
8 أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَيكَ أَرْبَعَهْ مَسَائِلٌ تَحْوِي بِهِنَّ مَنْفَعَهْ
9 أَوَّلُهَا : العِلْمُ وَذاَ في المَعْرِفَهْ للهِ وَالنَّبِيِّ وَالدّيِنِ مَعَهْ
10 أَعْنِي بِهِ الإِسْلامَ بِالأَدِلَّةِ فَمِلَّةُ الإِسْلامِ خَيرُ مِلَّةِ
11 وَثَنِّ بَعْدَهُ بِأَنْ تَعْمَلَ بِهْ تَكُنْ بِذَاكَ كَامِلاً ثُمَّ انْتَبِهْ
12 وَاصْبِرْ عَلَى الأَذَى وَتْلكَ الرَّابِعَهْ فِيهِ تَكُنْ ذَا مُهْجَةٍ مُطَاوِعَهْ
13 فَالعِلْمُ قَبْلَ القَولِ ثُمَّ العَمَلِ دَلِيلُهُ مِنَ الكِتَابِ مُنجَلِي
المسائل الثلاث
14 فَوَاجِبٌ عَلَيكَ يَا ذَا المُسْلِمُ أَو إِنْ تَكُنْ مُسْلِمَةً يَسْتَلْزِمُ
15 تَعَلُّمُ الثَّلاثَةِ المَسَائِلِ وَعَمَلٌ بِهِنَّ لا كَالجَاهِلِ
16 فَاعْلَمْ بِأَنَّ الله حِينَ خَلْقِنَا بِأَمْرِهِ وَسَوْقِهِ لِرِزْقِنَا
17 مَا تَرَكَ الخَلْقَ جَمِيعاً هَمَلا بَلْ أَرْسَلَ الرُّسْلَ لَهُمْ بَينَ المَلا
18 وَنَحْنُ مِنْ أُمَّةِ خَيرِ مُرْسَلِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ المُفَضَّلِ
19 فَمَنْ أَطَاعَهُ لَهُ الجِنانُ وَمَنْ عَصَى فحَظُّهُ النِّيرَانُ
20 وَذا جَمِيعُهُ مِنَ الكِتَابِ دَلِيلُهُ هُدِيِتَ للصَّوَابِ
21 وَالله لا يَرْضَى بِأَنْ يُشْرَكَ في عِبَادَةٍ مَعْهُ بِثَانٍ يَقْتَفِي
22 لا مَلَكٌ مُقرَّبٌ وَلا نَبِي وَلَو يَكُونُ مُرْسَلاً قَدِ اجْتُبِي
23 فَالجُزْءُ مِنْ عِبَادَةٍ لِمَا سِوَاهْ كُفْرٌ مُخَالِفٌ لِمَا فِيهِ رِضَاهْ
24 فَإِنْ تَكُنْ بِطَاعَةِ الرَّسُولِ مُتَّصِفاً بِوَصْفِهَا الجَمِيل ِ
25 مُوَحِّداً للهِ لا يَجُوزُ لَكَ المُوَالاةُ لِمَنْ يَحُوزُ
26 عَدَاوَة اللهِ مَعَ الرَّسُولِ مُحَادِداً مُنَابِذ المْعُقولِ
27 وَلَو يَكُونُ مِنْكِ ذَا قَرَابَهْ فَاتْلُ الكِتَابَ تَعْلَمَنْ صَوَابَهْ
28 إِنَّ الحَنِيفِيَّةَ خَيرُ مِلَّةِ مِلَّةُ إِبْرَامَ حَلِيفِ الخُلَّةِ
29 أَنَّ تَعْبُدَ اللهَ مُوَحِّداً لَهُ وَمُخْلِصَ الطَّاعَةِ لا تُمَوّهُ
30 بِذَاكَ أَمْرُ اللهِ في العِبَادِ قَدْ جَاءَ يَحْدُوهُمْ إِلى السَّدَادِ
31 وَخَلْقُنَا لَهَا أَتَى بِالحَصْرِ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ فَاتْلُ تَدْرِ
الأصول الثلاثة
32ثَلاثَةٌ أُصُولُ هذَا الدِّيِنِ مَعْرِفَةُ العَبْدِ مَعَ اليَقِينِ
33 للهِ وَالرَّسُولِ تَتْلُو دِينهُ مُثْبِتاً بِعِلْمِهِ يَقِينهُ
الأصل الأول
معرفة العبد ربه
34 مَعْرِفَةُ اللهِ عَلَيكَ فَرْضُ وَجَهْلُهَا ظُلْمٌ وَكُفْرٌ مَحْضُ
35 فَرَبُّكَ الله الذِيِ رَبَّاكَا وَالعَالَمِينَ نِعْمَةً أَعْطَاكَا
36 فَإِنْ عَرَفْتَ ذَاكَ فَالمَعْبُودُ اللهُ لا غَيرُ وَلا جَحُودُ
37 وَكُلُّ مَنْ سِوَاهُ حَقَّاً عَالَمُ وَأَنْتَ مِنْهَا وَاحِدٌ مُلازَمُ
38 عَرَفْتَهُ بِالَخْلِقِ وَالآيَاتِ وَكَمْ تَرَى فِيهِ مِنَ الإِثْبَاتِ
39 فَالأَمْرُ وَالخَلْقُ لَهُ قَدْ حُصِرَا وَلا جِدَالَ فِيهِمَا وَلا مِرَا
40 وَاعْلَمْ فَعِلْمُ المَرْءِ حَقّاً يَنْفَعُهْ يُنْقِذُهُ مِنْ جَهْلِهِ بَلْ يَرفَعُهْ
41 أَنْوَاعَ مَا أُمِرْتَهُ يَا ذَا الفَتَى مِنَ العِبَادَاتِ بِنَظْمِي قَدْ أَتَى
42 إِسْلامُنَا الإِيَمانُ وَالإِحْسَانُ كَذَا الدُّعَا وَالخَوفُ وَالتُّكْلانُ
43 كَذَا إِنَابَةٌ خُشُوعٌ رَغْبَهْ كَذَا رَجَاءٌ , خَشْيَةٌ , وَرَهْبَهْ
44 مَعَ اسْتِعَاذَةٍ وَالإِسْتِعَانَهْ وَالذَّبْحِ وَالنَّذْرِ مَعَ اسْتِغَاثَهْ
45 فَإِنْ صَرَفْتَ وَاحِداً لِغَيرِهِ فَقَدْ صُرِفْتَ يَا فَتَى عَنْ خَيِرِه
46 وَكُنْتَ كَافِراً وَكُنْتَ مُشْرِكَا فَاحْرِصْ رَعَاكَ اللهُ أَنْ لا تُشْرِكَا
الأصل الثاني
معرفة العبد دينه
47 مَعْرِفَةُ الإِسْلامِ بِالأَدِلَّةِ تُدْرِكُهَا فَكُنْ لَهَا ذَا خُلَّةِ
48 بِأَنْ تُرَى مُسْتَسْلِماً للهِ مُوَحِّداً وَلا تَكُنْ بِاللاَّهِي
49 كَذَا لَهُ تَنْقَادُ بِالطَّاعَاتِ مُلازِماً فِيَها وَذَا ثَبَاتِ
50 مُخَلِّصاً نَفْسَكَ مِنْ شِرْكٍ كَذَا وَذَاكَ مَعْنَاهُ الحَقِيقِي فَخُذَا
مراتب دين الإسلام
51 وَهْوَ أَتَى عَلَى ثَلاثَةٍ رُتَبْ إِسْلامٌ اْيمَانٌ وَإِحْسَانٌ حَسَبْ
52 وَكُلُّ رُتْبَةٍ لَهَا أَرْكَانُ تُبْنَى بِهَا وَهَكَذَا البَيَانُ
1 ـ الإسلام
53 أَرْكَانُ إِسْلامٍ أَتَتْكَ خَمْسَهْ فَعِلْمُهَا احْذَرْ يَا أَخِي لا تَنْسَهْ
54 فَوَاحِدٌ مِنْهَا الشَّهَادَتَانِ كَذَا الصَّلاةُ يَا أَخِي الإِتْقَانِ
55 كَذَاكَ إِيَتاءُ الزَّكَاةِ عَدَّهْ وَصَومُ رَمَضَانَ أَتَاكَ بَعْدَهْ
56 وَحَجُّ بَيتِ اللهِ في التَّتْمِيمِ لِلمُسْتَطِيعِ فَخُذَنْ تَعْليمِي
2 ـ الإيمان
57 وَالرُّتْبَةُ الثَّانِيَةُ الإِيمَانُ إِقْرَارُهُ أَنْ يَلْفِظَ اللّسَانُ
58 مَعَ اعْتِقَادٍ دَاخِلَ الجَنَانِ وَعَمَلٍ بِكَامِلِ الأَرْكَانِ
59 يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ مِنْ إِنْسَانِ وَنَاقِصٌ تَلْقَاهُ بِالعِصْيَانِ
60 شُعَبُهُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَتَتْ أَفْضَلُهَا التَّشْهِيدُ للهِ ثَبَتْ
61 إِمَاطَةُ الأَذَى كَذَا أَدْنَاهَا وَكُلُّ ذَا ذُو ثِقَةٍ رَوَاهَا
62 مِنْ مُسْلِمٍ كَذَا أَبُو داَوُدِ كَذَا النَّسَائِي وَهُوَ في العَدِيدِ
63 كَذَا ابنُ مَاجَهْ حَكَمُوا بِالصِّحَّةِ فَنِعْمَ مَا أَتَوا بِهِ مِنْ نِعْمَةِ
64 وَسِتَّةٌ أَرْكَانُهُ قَد ثَبَتَتْ وَكُلُّهَا مِنَ الكِتَابِ قَدُ أَتَتْ
65 إِيمَانُنَا بِاللهِ ذَاكَ الأَوَّلُ وَفِي الكِتَابِ ذِكْرُهُ مُفَصَّلُ
66 مَلائِكٌ كَذَاكَ ثُمَّ الكُتُبُ وَالأَنْبِيَاءُ كُلُّهَا تُرَتَّبُ
67 وَاليَومُ يَومُ الآخِرِ المَوعُودُ وَقَدَرٌ يَضُمُّهُ التَّعْدِيدُ
68 لِخيرِه وَشَرِّه كُلُّ أَتَى مِنْ عِنْدِ رَبّ في الكِتَابِ ثَبَتَا
69 فَاقْرَأْ مِنَّ النِّسَا وَلَيسَ البِرَّ إِقْتَرَبَتْ كَذَاكَ تَلْقَى القَدَرَا
3 ـ الإحسان
70 وَالرُّتْبَةُ الثَّالِثَةُ الإِحْسَانُ مَرتَبَةُ الأَبرَارِ يَا إِنْسَانُ
71 أَنْ تُعْبُدَ اللهَ كَأَنكَ تَرَاهْ عَلَيكَ في تَتْمِيمِهِ مِمَّنْ رَوَاهْ
72 وَذَاكَ رُكْنٌ وَاحِدٌ لَهُ فَقَطْ دَلِيلُهُ مِنَ الكِتَابِ مُلْتَقَطْ
الأصل الثالث
معرفه العبد نبيه
73 مَعْرِفَةُ النَّبِيِّ حَقّاً تَلْزَمُ إِذْ مِنْهُ تَرْوِي الدِّينَ يَا ذَا المُسْلِمُ
74 مُحَمَّدٍ ذَاكَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ فَالنَّسَبُ الشَّرِيفُ في الأَفْوَاهِ
75 مِنْ هَاشِمٍ وَمِنْ قُرَيشٍ في الحَسَبْ وَهْيَ مِنَ العُرْبِ الكِرَامِ تُنْتَسْب
76 وَالعُرْبُ ذُرِيَّةُ إِسْمَاعِيلِ ابِنِ الذِي سُمِّيَ بِالخَلِيلِ
77 وَعُمْرُهُ سِتُّونَ فَالزِّيَادَهْ ثَلاثَةٌ أُعْطِي بِهَا مُرَادَهْ
78 مُنَبَّأٌ مِنْ بَعْدِ أَرْبَعِينَ وَمُرْسَلٌ في فَاضِلِ السِّنِينَ
79 نُبِئَ بِاقْرَأْ بِاسْمِ ثُمَّ أُرْسِلا بِسُورَةِ المُدَّثّر الَّتِي تَلا
80 وَمَكَّةٌ بَلَدُهُ المُكَرَّمُ وَفِيهِ بَيتُ اللهِ ثُمَّ الحَرَمُ
81 بَعَثَهُ اللهُ لَنَا يَدْعُونَا بِأَنْ نَرَى التَّوْحِيدَ فِينا دِيْنا
82 وَمُنْذِراً لَنَا لِئَلاَّ نُشْرِكَا فَاتْلُ الكِتَابَ تَلْقَ فِيهُ سُؤْلَكَا
83 عَشْرُ سِنِينَ ثُمَّ بَعْدَهَا عُرِجْ بِهِ إِلى السَّمَاء كَيْمَا يَبْتَهِجْ
84 وَفُرِضَتْ فِيَها الصَّلاةُ خَمْسَا أَتَى بِهَا الجِنَّ مَعاً وَالإِنْسَا
85 بِمَكَّةَ أَتَى بِهَا أَعْوَامَا ثَلاثَةً وَبَعْدَهَا إِلْزَامَا
86 أَمَرَهُ الرَّبُّ إِلى المَدِينَهْ بِهِجْرَةٍ يَنْشُرُ فِيَها دِيْنَهْ
87 وَحُكْمُ هَذِي الهِجْرَةِ المَذْكُورُ لِيَومِ حَشْرٍ فَهْمُهُ يَدُورُ
88 مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلى الإِسْلامِ يَبْقَى كَذَا حُكْماً عَلَى الدَّوَامِ
89 دَلِيلُهُ السُّنَّةُ وَالكِتَابُ فَلا تَكُنْ في أَمْرِهِ تَرْتَابُ
90 وَبَعْدَمَا اسْتَقَرَّ وَسْطَ طَابَهْ وتُمِّمَتْ مِنْهُ لَهُ الإِجَابَهْ
91 أَخَذَ في بَقِيَّةِ الشَّرَائِعِ يَنْشُرُهَا بَينَ الوَرَى للطَّائِعِ
92 كَذَاكَ لِلعَاصِي يَعُمُّ حُكْمُهَا قَدْ جَاءَ في الكِتَابِ فِينَا رَسْمُهَا
93 مِثْلُ الزَّكَاةِ وَكَذَا الصِّيَامُ وَالحَجُّ وَالجِهَادُ وَالإِعْلامُ
94 وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ كَذَا عَنْ مُنْكَرٍ وَغَيرَ ذَلِكَ خُذَا
95 مِمَّا بَقِيْ مِنْ شِرْعَةِ الإِسْلامِ عَشْرُ سِنِينَ وُهْوَ فِيَها سَامِي
96 ثُمَّ أَجَابَ دَاعِيَ الكَرِيمِ وَدِينُهُ بَاقٍ بِلا تَكْلِيمِ
97 وَدِينُهُ لا خَيرَ إِلاَّ دَلَّنَا عَلَيهِ في ذَا إِنْسَنَا وَجِنَّنَا
98 وَدِينُهُ لا شَرَّ إِلاَّ حَذَّرَا عَنْهُ وَكَانَ الخَيرُ فِيمَا أَخْبَرَا
99 وَكُلُّهُ في قَبْضَةِ التَّوحِيدِ فِيهِ رِضَا اللهِ عَلَى العَبِيدِ
100 وَالشَّرُّ مَجْمُوعٌ بِأَيْدِي الشِّرْكِ يَكْرَهُهُ اللهُ بِغَيرِ شَكِّ
101 وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ حَقّاً أَوْجَبَا طَاعَةَ ذَاكَ المُصْطَفَى وَالمُجْتَبَى
102 عَلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ طُرَّا مِنْ جِنِّهَا وَإِنْسِهَا قُلْ جَبْرَا
103 وَكَمَّلَ اللهُ بِهِ الدِّينَ لَنَا وَزَالَ عَنَّا كُلُّ شِرْكٍ وَعَنا
104 وَمَاتَ وَالدَّلِيلُ في القُرْآنِ مُفَصَّلٌ في غَايَةِ البَيَانِ
105 وَالنَّاسُ يُبْعَثُونَ بَعْدَ المَوْتِ مُحَاسَبُونَ مَا لِذَا مِنْ فَوتِ
106 جَزَاؤُهُمْ إِزَاءَ أَعْمَالٍ لَهُمْ مَنْ أَحْسَنُوا الحُسْنَى حَقِيقاً حَظُّهُمْ
107 وَمَنْ أَسَاءَ فَالعِقَابُ قِسْمُهْ بِعَمَلٍ مِنْهُ وَذَاكَ إِثْمُهُ
108 وَالبَعْثُ مَنْ يُنْكِرُهُ فَقَدْ كَفَرْ فَاتْلُ القُرَآنَ وَأَجِلْ فِيهِ النَّظَرْ
109 وَأَرْسَلَ اللهُ جَمِيعَ الرُّسُلِ مُبَشِّرِينَ مُنْذِرِين كُمُلِ
110 كَي لا يَكُونَ حُجَّةٌ يُدْلِي بِهَا الناسُ يَومَ الحَشْرِ كُنْ مُنْتَبِهَا
111 أَوَّلُهُمْ نُوحٌ وَعُقْبَاهُمْ هُدَى مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا مَنْ وَحَّدَا
112 صَلَّى عَلَى الجَمِيعِ جَبَّارُ السَّمَا وَآلِهمْ وَصَحْبِهِمْ وَسَلَّمَا
113 وَكُلُّهُمْ دَاعٍ إِلى التَّوْحِيدِ في أُمَّةٍ لَهْ بِلا تَرْدِيدِ
114 للهِ وَحْدَهُ وَذَاكَ الدِّينُ دَعْوَتُهُمْ لِمَنْ بِهِ يَدِينُ
115 وَكُّلُهُمْ نَاهٍ عَنِ الطَّاغُوتِ كَيْلا يَكُونَ الأَمْرُ بِالتَّفْويتِ
116 مُفْضٍ إِلى الشِّرْكِ وَقَدْ أُمِرْنَا بِالكُفْرِ بِالطَّاغُوتِ إِذْ بُلِّغْنَا
117 وَإِنْ تُرِدْ مَعْنَاهُ فَاعْرِفْهُ فَمَا تَجَاوَزَ العَبْدُ بِهِ الحَدَّ عَمَى
118 وَذَاكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعِ أَوْ مِنْ مُطَاعٍ زَلَّ عَنْ تَشْرِيعِ
119 إِنَّ الطَّوَاغِيتَ كَثِيرٌ عَدُّهَا وَخَمْسَةٌ رُؤُوسُهُمْ تَحُدُّهَا
120 إِبْلِيسُ أَوَّلُهُمْ عَلَيهِ اللَّعْنَهْ وَيلٌ لِمَنْ يَتْبَعُهُ وَالمِحْنَهْ
121 وَمَنْ مِنَ الخَلْقِ تَرَاهُ يَعْمَدُ بِأَنْ يَكُونَ كَالإِلَهِ يُعْبَدُ
122 وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلى عِبَادِتَهْ كَمِثْلِ مَنْ قَدْ زَلَّ في إِرَادَتِهْ
123 وَالمُدَّعِي في النَّاسِ عِلْمَ الغَيبِ وَليسَ يَخْشَى في الوَرَى مِنْ عَيبِ
124 وَالحَاكِمُ الغَاوِي بِغَيرِ المُنْزَلِ كَمِّلْ بِهِ خَمْسَتَهُمْ وَأَجْمِلِ
125 دَلِيلُهُ آيَةُ لا إِكْرَاهَ تَمّمْهُ تَفْهَمْ يَا أَخِي مَعْنَاهَا
126 مَعْنَاهُ : لا إِلَه إِلا اللهُ وَكُلُّ ذَا في ضِمْنِهِ تَلْقَاهُ
127 وَاعْلَمْ أُخَيَّ أَنَّ رَأْسَ الأَمْرِ مِنْ رَبِّنَا الإِسْلامُ فَافْهَمْ تَدْرِ
128 كَذَا عَمُودُهُ الصَّلاةُ مِنَّا فَاتْلُ الحَدِيثَ يَا أَخِي تَهَنَّا
129 وَذِرْوَةُ السَّنَامِ للإِسْلامِ جِهَادُنَا للهِ في الأنَامِ
130 لِمَقْصِدِ الإِعْلاء للتَّوحِيدِ وَهَكَذَا الأَمْرُ بِلا تَفْنِيدِ
131 وَالحَمْدُ للهِ عَلَى التَّمَامِ كَفَى بِذَاكَ نِعْمَةَ الإِسْلامِ
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
نقلها أبو أسامة سمير الجزائري
ترجمة الناظم :
هو العلامة الفقيه الأديب الشاعر الشيخ عمر بن إبراهيم بن عبدالقادر ابن العلامة مفتي المدينة النبوية ولد رحمه الله في المدينة النبوية عام 1309 هـ
شيوخه :
تلقى العلم على كبار علماء المدينة منهم الشيخ حمدان الونيسي والشيخ ملا سفر والشيخ محمد الطيب الأنصاري
مذهبه :
كان سلفي العقيدة وكان يتمذهب بمذهب الإمام أبي حنيفة ـ رحمه الله ـ
تلاميذه :
منهم علي بن حسن الشاعر وعبد الحق العباسي ومحمد ملا والشيخ عمر فلاتة المدرس بالمسجد النبوي
مؤلفاته :
1. سيف الحق على من لايرى الحق
2. ديوانه
3. تسهيل الحفظ والوصول نظم الثلاثة الأصول
وفاته :
توفي رحمه الله في العاشر من شوال عام 1378 هـ عن تسعة وستين عاماً ودفن في البقيع
-------------------------------------------------
1 الحَمْدُ للهِ عَلَى التَّوحِيدِ بِلا تَوَقُّفٍ وَلا تَرْدِيدِ
2 نَحْمَدُهُ وَلا إِلَهَ غَيرُهُ وَكُلُّ شَيء ٍخيرُهُ وَمَيرُهُ
3 ثُمَّ صَلاةُ اللهِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى النَّبِيِّ الهَاشِمِيْ الكَرِيمِ
4 مُحَمَّدِ الدَّاعِي إِلى توحِيدِهِ وَعَبْدِهِ المُرْسَلِ في عَبِيدِهِ
5 وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الأَخْيَارِ فَإِنَّهُمْ مِنْ خِيرَةِ الأَبرَارِ
المسائل الأربع
6 وَبَعْدُ فَاعْلَمْ يَا أَخِي مَا قَدْ وَجَبْ عَلَيكَ مِنْ تَعْلِيمِهِ كَيْلا تُصَبْ
7 بِسُخْطِ رَبِّكَ الذِي أَنشَاكَا كَيْلا تَكُونَ مُشْرِكاً لِذَاكَا
8 أَوَّلُ وَاجِبٍ عَلَيكَ أَرْبَعَهْ مَسَائِلٌ تَحْوِي بِهِنَّ مَنْفَعَهْ
9 أَوَّلُهَا : العِلْمُ وَذاَ في المَعْرِفَهْ للهِ وَالنَّبِيِّ وَالدّيِنِ مَعَهْ
10 أَعْنِي بِهِ الإِسْلامَ بِالأَدِلَّةِ فَمِلَّةُ الإِسْلامِ خَيرُ مِلَّةِ
11 وَثَنِّ بَعْدَهُ بِأَنْ تَعْمَلَ بِهْ تَكُنْ بِذَاكَ كَامِلاً ثُمَّ انْتَبِهْ
12 وَاصْبِرْ عَلَى الأَذَى وَتْلكَ الرَّابِعَهْ فِيهِ تَكُنْ ذَا مُهْجَةٍ مُطَاوِعَهْ
13 فَالعِلْمُ قَبْلَ القَولِ ثُمَّ العَمَلِ دَلِيلُهُ مِنَ الكِتَابِ مُنجَلِي
المسائل الثلاث
14 فَوَاجِبٌ عَلَيكَ يَا ذَا المُسْلِمُ أَو إِنْ تَكُنْ مُسْلِمَةً يَسْتَلْزِمُ
15 تَعَلُّمُ الثَّلاثَةِ المَسَائِلِ وَعَمَلٌ بِهِنَّ لا كَالجَاهِلِ
16 فَاعْلَمْ بِأَنَّ الله حِينَ خَلْقِنَا بِأَمْرِهِ وَسَوْقِهِ لِرِزْقِنَا
17 مَا تَرَكَ الخَلْقَ جَمِيعاً هَمَلا بَلْ أَرْسَلَ الرُّسْلَ لَهُمْ بَينَ المَلا
18 وَنَحْنُ مِنْ أُمَّةِ خَيرِ مُرْسَلِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ المُفَضَّلِ
19 فَمَنْ أَطَاعَهُ لَهُ الجِنانُ وَمَنْ عَصَى فحَظُّهُ النِّيرَانُ
20 وَذا جَمِيعُهُ مِنَ الكِتَابِ دَلِيلُهُ هُدِيِتَ للصَّوَابِ
21 وَالله لا يَرْضَى بِأَنْ يُشْرَكَ في عِبَادَةٍ مَعْهُ بِثَانٍ يَقْتَفِي
22 لا مَلَكٌ مُقرَّبٌ وَلا نَبِي وَلَو يَكُونُ مُرْسَلاً قَدِ اجْتُبِي
23 فَالجُزْءُ مِنْ عِبَادَةٍ لِمَا سِوَاهْ كُفْرٌ مُخَالِفٌ لِمَا فِيهِ رِضَاهْ
24 فَإِنْ تَكُنْ بِطَاعَةِ الرَّسُولِ مُتَّصِفاً بِوَصْفِهَا الجَمِيل ِ
25 مُوَحِّداً للهِ لا يَجُوزُ لَكَ المُوَالاةُ لِمَنْ يَحُوزُ
26 عَدَاوَة اللهِ مَعَ الرَّسُولِ مُحَادِداً مُنَابِذ المْعُقولِ
27 وَلَو يَكُونُ مِنْكِ ذَا قَرَابَهْ فَاتْلُ الكِتَابَ تَعْلَمَنْ صَوَابَهْ
28 إِنَّ الحَنِيفِيَّةَ خَيرُ مِلَّةِ مِلَّةُ إِبْرَامَ حَلِيفِ الخُلَّةِ
29 أَنَّ تَعْبُدَ اللهَ مُوَحِّداً لَهُ وَمُخْلِصَ الطَّاعَةِ لا تُمَوّهُ
30 بِذَاكَ أَمْرُ اللهِ في العِبَادِ قَدْ جَاءَ يَحْدُوهُمْ إِلى السَّدَادِ
31 وَخَلْقُنَا لَهَا أَتَى بِالحَصْرِ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ فَاتْلُ تَدْرِ
الأصول الثلاثة
32ثَلاثَةٌ أُصُولُ هذَا الدِّيِنِ مَعْرِفَةُ العَبْدِ مَعَ اليَقِينِ
33 للهِ وَالرَّسُولِ تَتْلُو دِينهُ مُثْبِتاً بِعِلْمِهِ يَقِينهُ
الأصل الأول
معرفة العبد ربه
34 مَعْرِفَةُ اللهِ عَلَيكَ فَرْضُ وَجَهْلُهَا ظُلْمٌ وَكُفْرٌ مَحْضُ
35 فَرَبُّكَ الله الذِيِ رَبَّاكَا وَالعَالَمِينَ نِعْمَةً أَعْطَاكَا
36 فَإِنْ عَرَفْتَ ذَاكَ فَالمَعْبُودُ اللهُ لا غَيرُ وَلا جَحُودُ
37 وَكُلُّ مَنْ سِوَاهُ حَقَّاً عَالَمُ وَأَنْتَ مِنْهَا وَاحِدٌ مُلازَمُ
38 عَرَفْتَهُ بِالَخْلِقِ وَالآيَاتِ وَكَمْ تَرَى فِيهِ مِنَ الإِثْبَاتِ
39 فَالأَمْرُ وَالخَلْقُ لَهُ قَدْ حُصِرَا وَلا جِدَالَ فِيهِمَا وَلا مِرَا
40 وَاعْلَمْ فَعِلْمُ المَرْءِ حَقّاً يَنْفَعُهْ يُنْقِذُهُ مِنْ جَهْلِهِ بَلْ يَرفَعُهْ
41 أَنْوَاعَ مَا أُمِرْتَهُ يَا ذَا الفَتَى مِنَ العِبَادَاتِ بِنَظْمِي قَدْ أَتَى
42 إِسْلامُنَا الإِيَمانُ وَالإِحْسَانُ كَذَا الدُّعَا وَالخَوفُ وَالتُّكْلانُ
43 كَذَا إِنَابَةٌ خُشُوعٌ رَغْبَهْ كَذَا رَجَاءٌ , خَشْيَةٌ , وَرَهْبَهْ
44 مَعَ اسْتِعَاذَةٍ وَالإِسْتِعَانَهْ وَالذَّبْحِ وَالنَّذْرِ مَعَ اسْتِغَاثَهْ
45 فَإِنْ صَرَفْتَ وَاحِداً لِغَيرِهِ فَقَدْ صُرِفْتَ يَا فَتَى عَنْ خَيِرِه
46 وَكُنْتَ كَافِراً وَكُنْتَ مُشْرِكَا فَاحْرِصْ رَعَاكَ اللهُ أَنْ لا تُشْرِكَا
الأصل الثاني
معرفة العبد دينه
47 مَعْرِفَةُ الإِسْلامِ بِالأَدِلَّةِ تُدْرِكُهَا فَكُنْ لَهَا ذَا خُلَّةِ
48 بِأَنْ تُرَى مُسْتَسْلِماً للهِ مُوَحِّداً وَلا تَكُنْ بِاللاَّهِي
49 كَذَا لَهُ تَنْقَادُ بِالطَّاعَاتِ مُلازِماً فِيَها وَذَا ثَبَاتِ
50 مُخَلِّصاً نَفْسَكَ مِنْ شِرْكٍ كَذَا وَذَاكَ مَعْنَاهُ الحَقِيقِي فَخُذَا
مراتب دين الإسلام
51 وَهْوَ أَتَى عَلَى ثَلاثَةٍ رُتَبْ إِسْلامٌ اْيمَانٌ وَإِحْسَانٌ حَسَبْ
52 وَكُلُّ رُتْبَةٍ لَهَا أَرْكَانُ تُبْنَى بِهَا وَهَكَذَا البَيَانُ
1 ـ الإسلام
53 أَرْكَانُ إِسْلامٍ أَتَتْكَ خَمْسَهْ فَعِلْمُهَا احْذَرْ يَا أَخِي لا تَنْسَهْ
54 فَوَاحِدٌ مِنْهَا الشَّهَادَتَانِ كَذَا الصَّلاةُ يَا أَخِي الإِتْقَانِ
55 كَذَاكَ إِيَتاءُ الزَّكَاةِ عَدَّهْ وَصَومُ رَمَضَانَ أَتَاكَ بَعْدَهْ
56 وَحَجُّ بَيتِ اللهِ في التَّتْمِيمِ لِلمُسْتَطِيعِ فَخُذَنْ تَعْليمِي
2 ـ الإيمان
57 وَالرُّتْبَةُ الثَّانِيَةُ الإِيمَانُ إِقْرَارُهُ أَنْ يَلْفِظَ اللّسَانُ
58 مَعَ اعْتِقَادٍ دَاخِلَ الجَنَانِ وَعَمَلٍ بِكَامِلِ الأَرْكَانِ
59 يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ مِنْ إِنْسَانِ وَنَاقِصٌ تَلْقَاهُ بِالعِصْيَانِ
60 شُعَبُهُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَتَتْ أَفْضَلُهَا التَّشْهِيدُ للهِ ثَبَتْ
61 إِمَاطَةُ الأَذَى كَذَا أَدْنَاهَا وَكُلُّ ذَا ذُو ثِقَةٍ رَوَاهَا
62 مِنْ مُسْلِمٍ كَذَا أَبُو داَوُدِ كَذَا النَّسَائِي وَهُوَ في العَدِيدِ
63 كَذَا ابنُ مَاجَهْ حَكَمُوا بِالصِّحَّةِ فَنِعْمَ مَا أَتَوا بِهِ مِنْ نِعْمَةِ
64 وَسِتَّةٌ أَرْكَانُهُ قَد ثَبَتَتْ وَكُلُّهَا مِنَ الكِتَابِ قَدُ أَتَتْ
65 إِيمَانُنَا بِاللهِ ذَاكَ الأَوَّلُ وَفِي الكِتَابِ ذِكْرُهُ مُفَصَّلُ
66 مَلائِكٌ كَذَاكَ ثُمَّ الكُتُبُ وَالأَنْبِيَاءُ كُلُّهَا تُرَتَّبُ
67 وَاليَومُ يَومُ الآخِرِ المَوعُودُ وَقَدَرٌ يَضُمُّهُ التَّعْدِيدُ
68 لِخيرِه وَشَرِّه كُلُّ أَتَى مِنْ عِنْدِ رَبّ في الكِتَابِ ثَبَتَا
69 فَاقْرَأْ مِنَّ النِّسَا وَلَيسَ البِرَّ إِقْتَرَبَتْ كَذَاكَ تَلْقَى القَدَرَا
3 ـ الإحسان
70 وَالرُّتْبَةُ الثَّالِثَةُ الإِحْسَانُ مَرتَبَةُ الأَبرَارِ يَا إِنْسَانُ
71 أَنْ تُعْبُدَ اللهَ كَأَنكَ تَرَاهْ عَلَيكَ في تَتْمِيمِهِ مِمَّنْ رَوَاهْ
72 وَذَاكَ رُكْنٌ وَاحِدٌ لَهُ فَقَطْ دَلِيلُهُ مِنَ الكِتَابِ مُلْتَقَطْ
الأصل الثالث
معرفه العبد نبيه
73 مَعْرِفَةُ النَّبِيِّ حَقّاً تَلْزَمُ إِذْ مِنْهُ تَرْوِي الدِّينَ يَا ذَا المُسْلِمُ
74 مُحَمَّدٍ ذَاكَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ فَالنَّسَبُ الشَّرِيفُ في الأَفْوَاهِ
75 مِنْ هَاشِمٍ وَمِنْ قُرَيشٍ في الحَسَبْ وَهْيَ مِنَ العُرْبِ الكِرَامِ تُنْتَسْب
76 وَالعُرْبُ ذُرِيَّةُ إِسْمَاعِيلِ ابِنِ الذِي سُمِّيَ بِالخَلِيلِ
77 وَعُمْرُهُ سِتُّونَ فَالزِّيَادَهْ ثَلاثَةٌ أُعْطِي بِهَا مُرَادَهْ
78 مُنَبَّأٌ مِنْ بَعْدِ أَرْبَعِينَ وَمُرْسَلٌ في فَاضِلِ السِّنِينَ
79 نُبِئَ بِاقْرَأْ بِاسْمِ ثُمَّ أُرْسِلا بِسُورَةِ المُدَّثّر الَّتِي تَلا
80 وَمَكَّةٌ بَلَدُهُ المُكَرَّمُ وَفِيهِ بَيتُ اللهِ ثُمَّ الحَرَمُ
81 بَعَثَهُ اللهُ لَنَا يَدْعُونَا بِأَنْ نَرَى التَّوْحِيدَ فِينا دِيْنا
82 وَمُنْذِراً لَنَا لِئَلاَّ نُشْرِكَا فَاتْلُ الكِتَابَ تَلْقَ فِيهُ سُؤْلَكَا
83 عَشْرُ سِنِينَ ثُمَّ بَعْدَهَا عُرِجْ بِهِ إِلى السَّمَاء كَيْمَا يَبْتَهِجْ
84 وَفُرِضَتْ فِيَها الصَّلاةُ خَمْسَا أَتَى بِهَا الجِنَّ مَعاً وَالإِنْسَا
85 بِمَكَّةَ أَتَى بِهَا أَعْوَامَا ثَلاثَةً وَبَعْدَهَا إِلْزَامَا
86 أَمَرَهُ الرَّبُّ إِلى المَدِينَهْ بِهِجْرَةٍ يَنْشُرُ فِيَها دِيْنَهْ
87 وَحُكْمُ هَذِي الهِجْرَةِ المَذْكُورُ لِيَومِ حَشْرٍ فَهْمُهُ يَدُورُ
88 مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلى الإِسْلامِ يَبْقَى كَذَا حُكْماً عَلَى الدَّوَامِ
89 دَلِيلُهُ السُّنَّةُ وَالكِتَابُ فَلا تَكُنْ في أَمْرِهِ تَرْتَابُ
90 وَبَعْدَمَا اسْتَقَرَّ وَسْطَ طَابَهْ وتُمِّمَتْ مِنْهُ لَهُ الإِجَابَهْ
91 أَخَذَ في بَقِيَّةِ الشَّرَائِعِ يَنْشُرُهَا بَينَ الوَرَى للطَّائِعِ
92 كَذَاكَ لِلعَاصِي يَعُمُّ حُكْمُهَا قَدْ جَاءَ في الكِتَابِ فِينَا رَسْمُهَا
93 مِثْلُ الزَّكَاةِ وَكَذَا الصِّيَامُ وَالحَجُّ وَالجِهَادُ وَالإِعْلامُ
94 وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ كَذَا عَنْ مُنْكَرٍ وَغَيرَ ذَلِكَ خُذَا
95 مِمَّا بَقِيْ مِنْ شِرْعَةِ الإِسْلامِ عَشْرُ سِنِينَ وُهْوَ فِيَها سَامِي
96 ثُمَّ أَجَابَ دَاعِيَ الكَرِيمِ وَدِينُهُ بَاقٍ بِلا تَكْلِيمِ
97 وَدِينُهُ لا خَيرَ إِلاَّ دَلَّنَا عَلَيهِ في ذَا إِنْسَنَا وَجِنَّنَا
98 وَدِينُهُ لا شَرَّ إِلاَّ حَذَّرَا عَنْهُ وَكَانَ الخَيرُ فِيمَا أَخْبَرَا
99 وَكُلُّهُ في قَبْضَةِ التَّوحِيدِ فِيهِ رِضَا اللهِ عَلَى العَبِيدِ
100 وَالشَّرُّ مَجْمُوعٌ بِأَيْدِي الشِّرْكِ يَكْرَهُهُ اللهُ بِغَيرِ شَكِّ
101 وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ حَقّاً أَوْجَبَا طَاعَةَ ذَاكَ المُصْطَفَى وَالمُجْتَبَى
102 عَلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ طُرَّا مِنْ جِنِّهَا وَإِنْسِهَا قُلْ جَبْرَا
103 وَكَمَّلَ اللهُ بِهِ الدِّينَ لَنَا وَزَالَ عَنَّا كُلُّ شِرْكٍ وَعَنا
104 وَمَاتَ وَالدَّلِيلُ في القُرْآنِ مُفَصَّلٌ في غَايَةِ البَيَانِ
105 وَالنَّاسُ يُبْعَثُونَ بَعْدَ المَوْتِ مُحَاسَبُونَ مَا لِذَا مِنْ فَوتِ
106 جَزَاؤُهُمْ إِزَاءَ أَعْمَالٍ لَهُمْ مَنْ أَحْسَنُوا الحُسْنَى حَقِيقاً حَظُّهُمْ
107 وَمَنْ أَسَاءَ فَالعِقَابُ قِسْمُهْ بِعَمَلٍ مِنْهُ وَذَاكَ إِثْمُهُ
108 وَالبَعْثُ مَنْ يُنْكِرُهُ فَقَدْ كَفَرْ فَاتْلُ القُرَآنَ وَأَجِلْ فِيهِ النَّظَرْ
109 وَأَرْسَلَ اللهُ جَمِيعَ الرُّسُلِ مُبَشِّرِينَ مُنْذِرِين كُمُلِ
110 كَي لا يَكُونَ حُجَّةٌ يُدْلِي بِهَا الناسُ يَومَ الحَشْرِ كُنْ مُنْتَبِهَا
111 أَوَّلُهُمْ نُوحٌ وَعُقْبَاهُمْ هُدَى مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا مَنْ وَحَّدَا
112 صَلَّى عَلَى الجَمِيعِ جَبَّارُ السَّمَا وَآلِهمْ وَصَحْبِهِمْ وَسَلَّمَا
113 وَكُلُّهُمْ دَاعٍ إِلى التَّوْحِيدِ في أُمَّةٍ لَهْ بِلا تَرْدِيدِ
114 للهِ وَحْدَهُ وَذَاكَ الدِّينُ دَعْوَتُهُمْ لِمَنْ بِهِ يَدِينُ
115 وَكُّلُهُمْ نَاهٍ عَنِ الطَّاغُوتِ كَيْلا يَكُونَ الأَمْرُ بِالتَّفْويتِ
116 مُفْضٍ إِلى الشِّرْكِ وَقَدْ أُمِرْنَا بِالكُفْرِ بِالطَّاغُوتِ إِذْ بُلِّغْنَا
117 وَإِنْ تُرِدْ مَعْنَاهُ فَاعْرِفْهُ فَمَا تَجَاوَزَ العَبْدُ بِهِ الحَدَّ عَمَى
118 وَذَاكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعِ أَوْ مِنْ مُطَاعٍ زَلَّ عَنْ تَشْرِيعِ
119 إِنَّ الطَّوَاغِيتَ كَثِيرٌ عَدُّهَا وَخَمْسَةٌ رُؤُوسُهُمْ تَحُدُّهَا
120 إِبْلِيسُ أَوَّلُهُمْ عَلَيهِ اللَّعْنَهْ وَيلٌ لِمَنْ يَتْبَعُهُ وَالمِحْنَهْ
121 وَمَنْ مِنَ الخَلْقِ تَرَاهُ يَعْمَدُ بِأَنْ يَكُونَ كَالإِلَهِ يُعْبَدُ
122 وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلى عِبَادِتَهْ كَمِثْلِ مَنْ قَدْ زَلَّ في إِرَادَتِهْ
123 وَالمُدَّعِي في النَّاسِ عِلْمَ الغَيبِ وَليسَ يَخْشَى في الوَرَى مِنْ عَيبِ
124 وَالحَاكِمُ الغَاوِي بِغَيرِ المُنْزَلِ كَمِّلْ بِهِ خَمْسَتَهُمْ وَأَجْمِلِ
125 دَلِيلُهُ آيَةُ لا إِكْرَاهَ تَمّمْهُ تَفْهَمْ يَا أَخِي مَعْنَاهَا
126 مَعْنَاهُ : لا إِلَه إِلا اللهُ وَكُلُّ ذَا في ضِمْنِهِ تَلْقَاهُ
127 وَاعْلَمْ أُخَيَّ أَنَّ رَأْسَ الأَمْرِ مِنْ رَبِّنَا الإِسْلامُ فَافْهَمْ تَدْرِ
128 كَذَا عَمُودُهُ الصَّلاةُ مِنَّا فَاتْلُ الحَدِيثَ يَا أَخِي تَهَنَّا
129 وَذِرْوَةُ السَّنَامِ للإِسْلامِ جِهَادُنَا للهِ في الأنَامِ
130 لِمَقْصِدِ الإِعْلاء للتَّوحِيدِ وَهَكَذَا الأَمْرُ بِلا تَفْنِيدِ
131 وَالحَمْدُ للهِ عَلَى التَّمَامِ كَفَى بِذَاكَ نِعْمَةَ الإِسْلامِ
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد
نقلها أبو أسامة سمير الجزائري
تعليق